يشهد القطاع السياحي في دولة الإمارات منذ بداية العام الجاري، موجة من الانتعاش والنمو تبرزها مؤشرات الأداء المرتفعة في جوانب القطاع كافة، مما يبشر بموسم سياحي استثنائي، خاصة مع الأجندة المزدحمة بالمناسبات العالمية والفعاليات الكبرى التي تحتضنها الدولة خلال الفترة المقبلة.
وتصدر إطلاق فعاليات الدورة الرابعة من حملة “أجمل شتاء في العالم”، المشهد السياحي في الدولة خلال الأسبوع الجاري، الذي سجل أيضاً تحقيق القطاع الفندقي والناقلات الوطنية إنجازات كبيرة تجسد تفوقهما وريادتهما العالمية.


– “أجمل شتاء في العالم”..
أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، حملة السياحة الوطنية الداخلية “أجمل شتاء في العالم” في دورتها الرابعة لعام 2024.
وقال سموه: “قطاع السياحة الوطني في نمو سنوي بحمدالله.. وهدفنا الوصول لـ 450 مليار درهم مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2031”.
وانطلقت الحملة هذا العام تحت شعار “قصص لا تنسى”، حيث ستسلط الضوء على أهم مناطق الجذب في كل إمارة من إمارات الدولة، كما ستوفّر الدعم الكامل لجميع الزوار، ببرامج متنوعة وأجندة مليئة بالأحداث والفعاليات، بما يعكس تنوع بيئة الإمارات وإمكاناتها السياحية، وخصوصيتها الاجتماعية والثقافية الفريدة.
– مؤشرات إيجابية..
حقق القطاع السياحي الإماراتي مؤشرات أداء إيجابية حيث ارتفعت إيرادات المنشآت الفندقية في الدولة إلى 32.2 مليار درهم خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2023 بنسبة نمو 27% مقارنةً مع الفترة ذاتها من 2022، ووصل عدد نزلاء المنشآت الفندقية إلى 20.2 مليون نزيل خلال الفترة نفسها بنسبة نمو بلغت 12% مقارنةً مع الفترة ذاتها من 2022، كما وصل معدل الإشغال الفندقي إلى 75% خلال أول 9 أشهر من العام الماضي، بنسبة نمو بلغت 6% بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2022.
– أفضل وجهة..
توجت دبي بلقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2024 من موقع “تريب أدفايزر” أكبر منصة للسفر في العالم، وذلك للعام الثالث على التوالي، وهي المرة الأولى التي تحقق فيها مدينة هذا الإنجاز المهم.
ويجري اختيار الجهات الفائزة بهذه الجوائز بطريقة فريدة، حيث يقوم ملايين المسافرين من جميع أنحاء العالم، بتقديم تقييماتهم وآرائهم باستقلالية تامة حول مختلف الوجهات والأنشطة والتجارب التي تقدمها.
– الناقلات الوطنية..
شغلت “طيران الإمارات” خلال العام الماضي أكثر من 164.4 ألف رحلة إلى نحو 150 وجهة، شكلت 20 % من إجمالي عدد الرحلات التي شغلتها شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الذي وصل إلى 819.15 ألف رحلة.
وحلت الشركة ضمن قائمة أكثر 10 شركات طيران التزاماً بمواعيد الرحلات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خلال العام الماضي، وذلك وفقاً للتقرير الشهري الصادر عن مؤسسة “سيريوم” المتخصصة في بيانات شركات الطيران والمطارات.
من جهتها تطلق “الاتحاد للطيران” وجهات جديدة في العام 2024، تشمل “بوسطن” لتكون رابع محطة لها في الولايات المتحدة، ستشغّل إليها 4 رحلات أسبوعياً اعتباراً من 31 مارس المقبل، إلى جانب العاصمة الكينية نيروبي في 1 مايو المقبل.
وأضافت الناقلة وجهتين جديدتين في شبه القارة الهندية اعتباراً من مطلع يناير الجاري وهي كوزيكود وتيروفانانتابورام في إقليم كيرالا بالهند، لترفع بذلك عدد المحطات التي تسّير رحلاتها إليها في الهند إلى 10 وجهات، كما تعتزم رفع عدد الرحلات إلى وجهات مثل القاهرة التي سيصل عدد رحلاتها الأسبوعية إلى 21 رحلة، وكولومبو إلى 7 رحلات، وإسلام أباد إلى 14 رحلة والمالديف إلى 14 رحلة.
بدورها توقعت مجموعة “ويز إير أبوظبي”، أن تحقق نمواً بنسبة 30% في عدد الركاب والسعة التشغيلية للعام 2024 لتنقل نحو 4 ملايين مسافر، بعد أن سجلت أداء استثنائياً العام الماضي بتحقيق نمو قياسي يفوق 135% في عدد الركاب والسعة التشغيلية مع نقلها 3 ملايين مسافر.
– 1.22 مليون زائر..
وأعلنت هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة أن عام 2023 كان الأفضل للسياحة في الإمارة على الإطلاق، حيث سجلت 1.22 مليون زائر وهو أعلى رقم لها في عدد الزائرين بزيادة قدرها 8% عن 2022، فضلاً عن ارتفاعٍ سنوي ملحوظ بنسبة 24% في عدد السائحين الدوليين.
وأضافت الهيئة أن الزيادة في عدد الزائرين الدوليين كانت مدعومةً بأكثر من 2,200 نشاط على مستوى دولي، مثل العروض الترويجية والمعارض التجارية والفعاليات الإعلامية.
– السياحة الميسرة..
انطلقت في دبي، أمس، فعاليات الدورة الرابعة من المؤتمر الدولي للسياحة المُيسّرة، التي تبحث في سبل تحويل المدن لتكون أكثر شمولية وإدماجاً لـ “أصحاب الهمم”.
وتهدف دولة الإمارات إلى أن تكون الوجهة السياحية الأكثر ملاءمة لأصحاب الهمم، من خلال المبادرات الاستراتيجية الفعالة التي تتخذها القيادة لتعزيز إنجازات الدولة في مجال السياحة الميسرة.
ويقدر عدد المسافرين من “أصحاب الهمم” بحوالي 1.3 مليار نسمة من إجمالي سكان العالم، إلى جانب كبار السن الذين يقدر عددهم بحوالي 800 مليون نسمة ممن تتجاوز أعمارهم الستين عاما.
– فعاليات ومهرجانات..
شهد الأسبوع الجاري مجموعة من الأحداث والفعاليات التي استقطبت المشاركين والزوار من داخل وخارج الدولة، ومن أبرزها مهرجان الشيخ زايد في الوثبة الذي تتواصل فعالياته التراثية والثقافية والترفيهية وسط حضور جماهيري لافت، ومهرجان دبي للتسوّق الذي يختتم فعاليات دورته الـ 29 بعد غد الأحد، ومهرجان سمو ولي عهد دبي للهجن 2024، الذي يقام على ميدان المرموم ويشرف على تنظيمه نادي دبي لسباقات الهجن، والنسخة الثانية من قمة المليار متابع 2024 التي استضافتها دبي بمشاركة 7 آلاف ضيف.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: أجمل شتاء فی العالم العام الماضی فی عدد

إقرأ أيضاً:

مشروعان كبيران جدا في قطاع السياحة.. إطلاق برنامج جديد لرد أعباء الصادرات

أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أنه يتم العمل على الانتهاء من البرنامج الجديد لرد أعباء الصادرات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، بحيث يتضمن تقديرا للرقم المطلوب وضعه ضمن موازنة العام المالي الجديد، هذا إلى جانب معايير استحقاق هذه المبالغ الخاصة برد الأعباء التصديرية، بحيث تضم تحفيز عدد من القطاعات المعنية، كما يتم صرف هذه المبالغ للمصانع التي تزيد من حجم استثماراتها.

جاء ذلك خلال رد رئيس الوزراء على عدد من تساؤلات المستثمرين، خلال اللقاء معهم مساء الأربعاء، واستمع إلى جانب من الرؤى والمقترحات المهمة التي تم طرحها، كما حرص على التعقيب عليها.

النظر في خفض سعر الفائدة

وكان هاني برزي، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة إيديتا للصناعات الغذائية، أشار إلى أن القطاع الخاص واجه عاما صعبا، مثلما واجهت الحكومة، وذلك نتيجة لعدد من العوامل، منها ما شهدناه من ارتفاع في معدلات التضخم، وغير ذلك من التحديات، معربا عن تطلعه إلى النظر في خفض سعر الفائدة، بما يسهم في زيادة معدلات الاستثمار.

ودعا إلى البدء في دراسة برنامج جديد لرد الأعباء التصديرية بدلا من البرنامج القديم الذي تم إعداده في ظروف معينة على أن يتم الانتهاء من البرنامج الجديد قبل بدء العام المالي المقبل.


وطرح خالد أبو المكارم، رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، عددا من النقاط المهمة المتعلقة بالتقدم في برنامج رد الأعباء التصديرية، وخطة الحكومة لتوفير الغاز لصناعة الأسمدة، وكذا إجراءات تيسير التخليص الجمركي، كما أكد "أبو المكارم" أن هناك فرصة كبيرة لزيادة الصادرات المصرية خلال العام الجاري مقارنة بصادرات العام الماضي.

المستحقات الخاصة برد أعباء الصادرات المتأخرة

وردا على تلك النقاط، أكد رئيس الوزراء أن المستحقات الخاصة برد أعباء الصادرات المتأخرة، تمت التسوية حتى يناير 2023، وتم تحديد بداية البرنامج الجديد من 1 يوليو 2024، وحاليا تم تقدير الأرقام بصورة مبدئية في حدود 60 مليار جنيه، مشيرا إلى أن وزير المالية حصل على موافقة مجلس الوزراء على السداد بأكثر من طريقة ما بين عامين إلى 3 أعوام لكل المستحقين، وأنه سيتم الإعلان عن ذلك بصورة تفصيلية.

وقال مدبولي، إن العام الحالي هو عام صعب واستثنائي بسبب الظروف المحيطة، مؤكدا أنه ستتم زيادة الرقم المخصص لرد الأعباء التصديرية، وذلك بما يلبي التطلعات.

وتابع "الأهم أن يتم الصرف في خلال نفس العام، فمبلغ الـ23 مليار جنيه المخصصة لهذا العام يتم صرفها على صادرات العام نفسه، وهذا مبدأ مهم جميعكم كان يطالب به".

الحكومة تبذل المزيد من الجهود فيما يتعلق بالتخليص الجمركي

وبالنسبة للجمارك، أكد مدبولي أن الحكومة تبذل المزيد من الجهود فيما يتعلق بالتخليص الجمركي، وقال أتابع بنفسي موضوع الإجازات لأن بعض الجهات لم يكن لديها القدرات للعمل 7 أيام، ولكن مع بداية العام سيتم التطبيق.

ومضى قائلا، لدي قناعة بأن موضوع الصادرات، الذي يمثل مستقبل الدولة في سد الفجوة الدولارية، يحتاج إلى وقت كي تتمكن الدولة من توسيع الصناعة.

وفيما يخص موضوع الغاز، قال "مدبولي" إنه مع توقعاتنا بعودة الإنتاج بالتدريج بعد أن تأثر نتيجة الأزمات الاقتصادية، سوف نتمكن في عام 2025 من تلبية ليس فقط الاحتياجات بل والتوسعات أيضا، مشيرا إلى منح الأولوية بالفعل للتوسع أو الإنشاء الجديد للصناعات التي تخلق قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن سعر الغاز في العالم كله مرتفع، وأن الغاز المحلي يتم بيعه بأقل من القيمة السوقية الحقيقية، منوها بأن الدولة تفضل بيع الغاز محليا للصناعة المصرية الداعمة للاقتصاد، من خلال فرص العمل ومعدلات النمو الاقتصادي، حتى لو بسعر أقل من سعر التصدير الذي يعود على الدولة بعوائد أكبر.

فيما أشار حسن هيكل، رجل الأعمال، إلى مشكلات تتعلق بالاقتصاد المصري، وزيادة معدلات الدين المحلي والأجنبي، وتحمل الموازنة العامة للدولة فائدة أكبر، مقدما عددا من الحلول في هذا الصدد.

مصر تعمل على استمرار المسار النزولي للدين

وفي هذا السياق أكد الدكتور مصطفى مدبولي، أن الدولة المصرية تولي أهمية كبرى لملف الدين سواء المحلي أو الخارجي، وأن مصر ملتزمة بذلك وتعمل على استمرار المسار النزولي للدين، لافتا في هذا الصدد إلى عام 2024 حيث كان الأثقل من حيث سداد المديونيات لكننا نجحنا في ذلك.

وتابع، لا نعمل في ظروف طبيعية، ومعدلات التضخم في الكثير من الدول زادت، وأنتم تعلمون ذلك جيدا، مؤكدا أنه خلال العام المقبل 2025 نستطيع أن نتجاوز الكثير من التحديات الحالية.

تطوير قطاع الطيران المصري

وتحدث باسل سامي سعد، رئيس مجلس إدارة شركة الداو للتطوير العقاري والفندقي، عن قطاع السياحة ودوره في توفير وإتاحة عوائد دولارية كبيرة، داعيا إلى بحث المزيد من الحلول والمقترحات التي من شأنها أن تسهم في زيادة أعداد السائحين، والتي من بينها العمل على تطوير قطاع الطيران المصري عبر زيادة الاعتماد على القطاع الخاص في الإدارة والتشغيل الخاصة بأصول هذا القطاع المهم، على أن تعمل الحكومة كمنظم فقط.

كما قدم باسل سامي سعد عددا من الحلول والمقترحات الخاصة بزيادة عدد الغرف الفندقية، بما يمكن من استيعاب أعداد السائحين المتزايدة.

فيما قدم هشام طلعت مصطفى، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لـ "مجموعة طلعت مصطفى القابضة"، الشكر للدكتور مصطفى مدبولي لما يقدمه من دور هام جدا في تهيئة بيئة الأعمال والاستثمار، واسهاماته الإيجابية في هذا القطاع، مستعرضا عددا من الحلول لزيادة معدلات العوائد الدولارية، ومقترحا الاستعانة بالنماذج الناجحة من القطاع الخاص في المجالات المختلفة لوضع خطط واضحة لزيادة العوائد الدولارية.

وضع اللمسات النهائية على مشروعين كبيرين جدا في قطاع السياحة 

وتعقيبا على المقترح الذي أثاره هشام طلعت مصطفى، بشأن تشكيل مجموعات متخصصة للعمل جنبا إلى جنب مع مجلس الوزراء في كل قطاع على حدة، قال رئيس الوزراء، اتفق مع هذا المقترح ويمكن البدء بأهم قطاع حاليا ألا وهو قطاع السياحة، نظرا لكونها القطاع الأسرع من حيث العائد من العملة الصعبة في وقت قصير جدا، وبالتالي يتم وضع اللمسات النهائية على مشروعين كبيرين جدا في قطاع السياحة بهدف مضاعفة عدد الغرف السياحية في المنطقة المحيطة بهضبة الأهرام والمتحف المصري الكبير ومنطقة وسط البلد القديمة، وفي هذا الصدد وجه رئيس الوزراء الدعوة لرجال الأعمال للحضور والاستماع إلى الآراء المتعمقة في كيفية تعظيم الاستفادة من هذه المناطق المتميزة.

وأضاف رئيس الوزراء أنه سيتم التحرك بنفس الوتيرة أيضا مع باقي القطاعات من خلال مجموعات متخصصة للعمل في هذا الشأن، مشيرا إلى أن هناك مجموعة وزارية للتنمية الصناعية، يرأسها نائب رئيس الوزراء ويعمل على هذا الملف.

وأكد أنه يتابع معه بصورة يومية، وبالتالي كل الأفكار التي من شأنها تعظيم الاستفادة وحل المشكلات والتحديات في ملف الصناعة سيتم التحرك فيها.

نستهدف الوصول إلى 18 مليون سائح العام المقبل

وانتقل مدبولي، للحديث حول تحدي الفوائد، قائلا "يبقى التحدي الذي أشار إليه كل رجال القطاع الخاص ألا وهو الفوائد وأسعار الفائدة ورؤية الحكومة للتعامل مع هذا التحدي، خاصة مع ارتباط الفائدة مع أمور مختلفة على رأسها التضخم، لذا أود الإشارة في هذا الشأن إلى أن كل مجموعة ستعمل وفق رؤية محددة، فمثلا في قطاع السياحة ورغم الأزمات الحالية سنصل هذا العام إلى حوالي 15.5 مليون سائح، ونستهدف الوصول إلى 18 مليون سائح العام القادم، هذا الأمر في مقابل الوصول بزيادة في إيرادات السياحة لتكسر حاجز الرقم المعتاد الذي يتراوح ما بين 20 إلى 22 مليار دولار، الذي يمثل العجز الدولاري في الدولة، وهذا ما يجب العمل عليه من خلال مقترحات يتم تقديمها منكم بأهداف واضحة جدا للعمل عليها ويتم مراجعتها باستمرار.

وتابع وفي الظروف الصعبة جدا الموجودة اليوم، يتوقع أن يكون النمو في هذا القطاع لهذا العام في حدود من 10 إلى 11%، ولكننا نريد أن يصل هذا المعدل العام القادم إلى 15%، وأن نستمر على هذا المعدل، لذا علينا العمل معا على هذا الأمر.

طرح إدارة وتشغيل عدد من المطارات المصرية للقطاع الخاص

ثم تحدث رئيس الوزراء حول توجه الحكومة لطرح إدارة وتشغيل عدد من المطارات المصرية للقطاع الخاص، مشيرا إلى أن مجلس الوزراء وافق في اجتماعه اليوم على التعاقد مع مؤسسة التمويل الدولية لطرح المطارات المصرية للإدارة والتشغيل بالشراكة مع القطاع الخاص، مقترحا أن يتوازى ذلك مع قيام القطاع الخاص بخوض مجال إنشاء شركات طيران، من خلال تحالفات أو شراكة مع الدولة، لتنفيذ هذا المقترح الذي يسهم في زيادة أسطول الطيران المصري.

من جانب آخر، أكد محمد الاتربي، رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري، أن القطاع المصرفي داعم دائما للقطاع الخاص، مناشدا القطاعات التصديرية بزيادة الحصيلة الدولارية للدولة من قطاعي الصناعة، والسياحة.

واستعرض ياسين منصور، رئيس مجلس إدارة شركة بالم هيلز، مقترحات لزيادة العوائد الدولارية خاصة من خلال تحويلات المصريين بالخارج، وتحفيز هذه الفئة، والحفاظ على سعر صرف مرن، مستعرضا مقترحا حول زيادة أعداد السائحين بما يساهم في زيادة العوائد الدولارية، ومشيدا بالساحل الشمالي لما له من مستقبل واعد في لقطاع الاستثمار في مصر.

 ضرورة إسراع الدولة في الخروج من النشاط الاقتصادي

فيما دعا عمر مهنا، رئيس مجلس إدارة المصرف المتحد، إلى ضرورة إسراع الدولة في الخروج من النشاط الاقتصادي، بما يسهم في إقناع الاستثمارات الأجنبية بدخول السوق المصرية بشكل أكبر، مؤكدا أن الحكومة قد أنجزت الكثير في مجال توطين الصناعة، ولكن يجب ألا يكون ذلك على حساب إحلال الواردات بصورة مبالغ فيها.

وتحدث الدكتور شريف الخولي، الشريك والمدير الإقليمي لشركة أكتيس لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، عن الجهود المهمة التي بذلتها الحكومة المصرية منذ بداية عام 2024 فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار للاقتصاد الكلي والانضباط المالي، وكذا العمل بسعر صرف مرن، مطالبا بضرورة العمل على جعل مصر مركزا عالميا للصناعة والتصدير بغرض خدمة الأسواق العالمية.

كما أشار "الخولي" إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تمتلك هذه الميزة التي يجب استغلالها، وأن هناك دولا مثل الصين لديها استعداد لنقل مراكزها التصنيعية خارج الصين كما فعلت مع دول أمريكا الجنوبية، لذا يجب أن نستفيد من هذا التوجه.

وأوضح الخولي أنه يمكن الاستفادة من ذلك في ظل توجه الدولة للتوسع في استثمارات قطاع الطاقة المتجددة، متسائلا لماذا لا نتوسع في تصنيع مكونات الطاقة المتجددة مثل توربينات محطات طاقة الرياح.

وأشاد في إطار حديثه أيضا بتوجه الحكومة المصرية لطرح المطارات للإدارة والتشغيل، طارحا عدد من المقترحات بطرح البنية التحتية التي أنشأتها الحكومة، وخاصة الطرق ومحطات المعالجة والتحلية، أمام القطاع الخاص للإدارة والتشغيل.

ضرورة إعادة النظر في السياسات التي تستهدف زيادة معدلات النمو 

وتحدث خلال اللقاء أيضا المهندس أحمد عز، رئيس مجموعة حديد عز، داعيا إلى ضرورة إعادة النظر في السياسات التي تستهدف زيادة معدلات النمو في القطاعات المختلفة، ومن بينها قطاع التشييد والبناء والتطوير العقاري الذي سيسهم بدوره في زيادة أنشطة صناعات مواد البناء.

وخلال اللقاء أيضا، أشار المهندس عبدالحميد الدمرداش، رئيس مجلس إدارة المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إلى أن قطاع الزراعة يعد من دعائم الاقتصاد المصري، لكون الأمن الغذائي ركيزة أمن قومي للدول بعد ما شهدناه من حروب وأزمات خلال الفترة الماضية، لافتا إلى أن القيادة السياسية المصرية أيقنت ذلك ووجهت بتنفيذ مشروعات زراعية بالدلتا الجديدة، وشرق العوينات، هذا إلى جانب المزارع السمكية، منوها في هذا الصدد أيضا إلى الجهود المبذولة لدعم الفلاحين.

كما استعرض "الدمرداش" عددا من الحلول والمقترحات التي تسهم في زيادة حجم الصادرات الزراعية، التي تمثل 30% من حجم الصادرات، بقيمة تصل إلى 10 مليارات دولار، ودعا إلى إقرار المزيد من التيسيرات والمحفزات لقطاع الاستثمار الزراعي.

وتعقيبا على مداخلة من المهندس عبدالحميد الدمرداش، أكد رئيس الوزراء أن الدولة حريصة على تعزيز أوجه الاستثمار الزراعي، إلى جانب الانحياز للمزارع المصري من خلال سياسات داعمة لتشجيعه على زراعة السلع الاستراتيجية.

رؤية عام 2030: خطة مصر تتمثل في 4 قطاعات رئيسية

وأوضح أن خطة الدولة المصرية طبقا لرؤية عام 2030 تتمثل في 4 قطاعات رئيسية، هي، الصناعة، والزراعة، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة، حيث تمثل الزراعة أولوية للدولة، وأحد عناصر قوتها، وتحرص الدولة على دعم العديد من مشروعات الاستصلاح الزراعي في الدلتا الجديدة، وسيناء، وتوشكى، وشرق العوينات، وخلال العامين القادمين سيكون لتلك المشروعات مردود ايجابي.

وأشار مدبولي إلى أن الدولة تحرص على طرح فرص استثمارية تتمثل في أراض للاستصلاح الزراعي، تتمتع بجاهزية عالية لتنفيذ المشروعات، حيث تكون مزودة ببنية أساسية، وتخطيط للأرض، ومرافق.

وقال، نأمل خلال السنوات الثلاث المقبلة في إدخال عشرات الآلاف من الأفدنة تكون جاهزة بمرافقها، ومشروعات البنية الأساسية التي تنفذها الدولة لدعم تلك المشروعات التي تتم باستثمارات ضخمة، مثل تنفيذ محطة معالجة لمياه الصرف الزراعي والصناعي بقدرات تصل إلى 7 أو 8 ملايين م3 يوميا، تتكلف عشرات المليارات من الجنيهات، لتهيئة الفرص الاستثمارية، وكذا خطوط ناقلة للوصول إلى الأرض، بالإضافة إلى تهيئة الأراضي الصالحة للزراعة لتنفيذ المشروعات.

إعطاء الأولوية للقطاع الخاص في جميع ما يطرح من مشروعات

وأشادت ميرنا عارف، المدير العام لشركة مايكروسوفت مصر، خلال اللقاء، بالجهود التي بذلتها الحكومة للنهوض بقطاع البنية التحتية واللوجستية، مشيرة إلى التطور الإيجابي في هذا المجال والذي يمثل ركيزة مهمة للمستثمرين، كما أشارت إلى أن مصر تتمتع برأس مال بشري على أعلي درجة من الكفاءة والتأهيل يمكن الاعتماد عليها في الاستثمارات المقبلة، لافتة في هذا الصدد إلى تمتع مصر بحالة من الاستقرار العام في ظل أوضاع جيوسياسية إقليمية غير مستقرة وهو ما يؤكد ارتفاع معدل الأمان في الدولة المصرية، كما أوضحت عارف أنه رغم كل هذه الجهود المبذولة هناك حاجة ماسة دائما لخلق بيئة أعمال أكثر سهولة واستقرار، والاعتماد على التكنولوجيا بشكل أكبر، كما ان هناك حاجة لوضوح السياسات والإجراءات التنظيمية والتشريعية بصورة أكبر، ودعت إلى إعطاء الأولوية للقطاع الخاص في جميع ما يطرح من مشروعات، وتنفيذ شراكات بين المستثمر الأجنبي والمحلي، مشيرة إلى أن هناك إيجابيات كثيرة في الوقت الراهن، كما أنه تم حل الكثير من المشكلات رغم التحديات الخارجية المحيطة.

ومن جانبه، أكد المهندس أحمد السويدي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السويدي الكتريك، أن مردود قطاع الصناعة في مصر أكبر مقارنة بالكثير من الدول، كما أن تكلفة الإنتاج أقل.

وأشار "السويدي"، إلى أن الدولة المصرية بذلت مجهودات كبيرة للنهوض بالبنية التحتية التي خدمت بدورها قطاع الصناعة بصورة كبيرة، مضيفا أنه في ظل الظروف العالمية يمكن أن تكون مصر مركزا رئيسا للصناعات في المنطقة.

ودعا المهندس أحمد السويدي، إلى ضرورة استقرار وثبات القوانين والتشريعات، مؤكدا أن مصر لديها فرص مهمة لجذب الشركات العالمية، وهو ما نراه الآن يتحقق بالفعل حيث بدأت شركات عالمية كبري في الانتقال إلى السوق المصرية، مثل سوميتومو ويازاكي وغيرها من الشركات العالمية.

وفي ختام اللقاء، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن النقاط التي طرحها الحضور من المستثمرين، سيتم النظر فيها ووضعها في الاعتبار، كما سيتم تشكيل مجموعات استشارية من رئاسة مجلس الوزراء، لبحث كل مقترح، لاستهداف رقم نمو مأمول لكل قطاع، كما سيتم اتخاذ كل قرار ممكن، والحكومة ستتابع تنفيذ تلك القرارات، وتذليل أية تحديات.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن الدولة المصرية مهتمة بكل القطاعات، إلا إنها تولي اهتماما وتركيزا لبعض القطاعات ذات التنافسية الأعلى، والتي نتمتع بمزايا نسبية فيها، مشيرا إلى أن القطاعات يتكامل عملها بشكل واضح، وتدعم بعضها بعضا، ويتم النظر لعمل القطاعات بصورة شاملة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن قطاعا مثل التشييد والبناء يسهم في تشغيل العديد من القطاعات والصناعات الأخرى.

وأضاف مدبولي أن الجميع يتفق على أن الفترة القادمة تتطلب العمل على تحسين مناخ الأعمال والاستثمار بشكل أكبر، من خلال قرارات إدارية وحزم ومبادرات وغيرها، مشيرا إلى أن للقطاع الخاص الوطني دورا مهما في دعم جهود الحكومة في عملية النمو والتنمية.

وقال الأهم أن تساعدونا أيضا في خلق انطباع إيجابي، فعندما يرغب أي مستثمر أجنبي في دخول السوق، فإنه يقدم الأسئلة للقطاع الخاص.

وتابع، نأمل أن يسهم القطاع الخاص معنا في الحديث عما تبذله الدولة المصرية من جهود حقيقية لتهيئة مناخ أفضل للأعمال، وتغيير الصورة النمطية السائدة، لأن هذا من شأنه تحقيق استقرار هذا البلد وهو ما سيعود بالنفع والمصلحة لكل من الدولة والقطاع الخاص.

مقالات مشابهة

  • أبرز أحداث عام 2024 التي شغلت العالم
  • مشروعان كبيران جدا في قطاع السياحة.. إطلاق برنامج جديد لرد أعباء الصادرات
  • الإمارات الأولى إقليمياً والـ18 عالمياً في تقرير تنمية السياحة والسفر لعام 2024
  • “الإمارات للتطوير التربوي”.. 131 % زيادة بمعدلات تسجيل الطلبة خلال 2024
  • الانتقالي: “حكومة عدن” عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها وأداء واجباتها 
  • “الإمارات للتطوير التربوي” .. 131 % زيادة بمعدلات تسجيل الطلبة خلال 2024
  • حصاد 2024.. القطاع السياحي يحقق نتائج إيجابية نحو هدف الأفضل في العالم
  • المدير التنفيذي لجولة “دي بي ورلد” : الإمارات وجهة مثالية لبطولات الجولف
  • “مسام” ينتزع 570 لغمًا في اليمن خلال أسبوع
  • مركز الملك سلمان للإغاثة ينتزع 570 لغمًا عبر مشروع “مسام” في اليمن خلال أسبوع