هل يؤثر ضعف الصحة العقلية على الوزن؟
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
وجدت دراسة جديدة من جامعة كامبريدج ارتباطا بين ازدياد أعراض الاكتئاب وزيادة لاحقة في وزن الجسم عند قياسها بعد شهر واحد.
وتوصلت الدراسة التي نشرتها مجلة PLOS ONE، إلى أن الزيادة شوهدت فقط بين الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، لكنها لم تجد أي صلة بين وجود أعراض أكبر للاكتئاب وارتفاع وزن الجسم بشكل عام.
واقترحت الأبحاث وجود صلة بين الوزن والصحة العقلية، حيث من المحتمل أن يؤثر كل منهما على الآخر، ولكن العلاقة معقدة وتظل غير مفهومة بشكل جيد، خاصة في ما يتعلق بكيفية تأثير التغيرات في الصحة العقلية للفرد على وزن جسمه بمرور الوقت.
وللمساعدة في الإجابة على هذا السؤال، قام الباحثون في وحدة علم الأوبئة بمجلس البحوث الطبية (MRC) بجامعة كامبريدج بفحص بيانات من أكثر من 2000 شخص بالغ يعيشون في كامبريدجشير بالمملكة المتحدة، والذين تم تجنيدهم في دراسة فينلاند لـ"كوفيد-19".
وأكمل المشاركون استبيانات رقمية حول الصحة العقلية ووزن الجسم كل شهر لمدة تصل إلى تسعة أشهر خلال جائحة "كوفيد-19" (أغسطس 2020 - أبريل 2021) باستخدام تطبيق جوال طورته شركة Huma Therapeutics Limited.
وقامت الأسئلة بتقييم أعراض الاكتئاب والقلق والتوتر لدى الفرد. وتشير الدرجات الأعلى إلى خطورة أكبر، حيث أن الحد الأقصى للدرجات الممكنة هو 24 للاكتئاب، و21 للقلق، و40 للتوتر. ثم استخدم الفريق النمذجة الإحصائية لاستكشاف ما إذا كان ضعف الصحة العقلية عن المعتاد مرتبطا بالتغيرات في وزن الجسم بعد شهر واحد.
ووجد الباحثون أنه مقابل كل زيادة في النتيجة المعتادة للفرد في ما يتعلق بأعراض الاكتئاب، فإن وزنه اللاحق بعد شهر واحد يزداد بمقدار 45غ.
وقد يبدو هذا صغيرا ولكنه يعني، على سبيل المثال، أنه بالنسبة للفرد الذي ارتفعت درجة أعراض الاكتئاب لديه من خمسة إلى 10 (أي ما يعادل زيادة من أعراض الاكتئاب "الخفيفة" إلى "المعتدلة") فإنه يرتبط بزيادة في الوزن بمعدل 225غ.
إقرأ المزيد العيش في منزل مستأجر يجعلنا نشيخ بشكل أسرع من تأثير التدخين أو السمنةوقد لوحظ هذا التأثير فقط في الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن (يعرف بمؤشر كتلة الجسم 25-29.9 كغ / متر مربع) أو الذين يعانون من السمنة (مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30 كغ / متر مربع).
وكان لدى الذين يعانون من زيادة الوزن في المتوسط زيادة قدرها 52غ لكل نقطة زيادة عن درجة أعراض الاكتئاب المعتادة لديهم. وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من السمنة، كانت زيادة الوزن المماثلة 71غ. ولم يظهر التأثير لدى الأفراد أصحاب الوزن الصحي.
وأوضحت المؤلفة الأولى للدراسة، الدكتورة جوليا مولر من وحدة علم الأوبئة في مركز البحوث الطبية: "بشكل عام، يشير هذا إلى أن الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هم أكثر عرضة لزيادة الوزن استجابة للشعور بالاكتئاب. وعلى الرغم من أن زيادة الوزن كانت صغيرة نسبيا، إلا أنه حتى التغيرات الصغيرة في الوزن تحدث على مدى فترات قصيرة من الزمن يمكن أن يؤدي إلى تغيرات أكبر في الوزن على المدى الطويل، وخاصة بين أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة. والأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم معرضون بالفعل لخطر أكبر من الحالات الصحية الأخرى، لذلك قد يؤدي ذلك إلى مزيد من التدهور في صحتهم".
إقرأ المزيد ميزة في الوجه تفضح أصحاب الشخصية النرجسيةوتابعت: "يمكن أن تساعد مراقبة ومعالجة أعراض الاكتئاب لدى الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في منع المزيد من زيادة الوزن وتكون مفيدة لصحتهم العقلية والجسدية."
ولم يجد الباحثون أي دليل على أن التوتر أو القلق كانوا مرتبطين بالتغيرات في الوزن.
وقالت كبيرة الباحثين الدكتورة كيرستن ريني من وحدة علم الأوبئة في مركز البحوث الطبية: "التطبيقات الموجودة على هواتفنا تتيح للأشخاص الإجابة على الأسئلة القصيرة في المنزل بشكل متكرر ولفترات طويلة من الوقت، ما يوفر المزيد من المعلومات حول صحتهم. ويمكن أن تساعدنا التكنولوجيا في فهم كيفية تأثير التغيرات في الصحة العقلية على السلوك بين الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة وتقديم طرق لتطوير التدخلات في الوقت المناسب عند الحاجة".
وعلى الرغم من أن الدراسات السابقة أشارت إلى أن سوء الصحة العقلية هو سبب ونتيجة للسمنة، إلا أن فريق البحث لم يجد أي دليل على أن الوزن يتنبأ بأعراض الاكتئاب اللاحقة.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة السمنة الصحة العامة امراض امراض نفسية بحوث دراسات علمية أعراض الاکتئاب الصحة العقلیة وزن الجسم فی الوزن
إقرأ أيضاً:
منظمة الصحة العالمية تحذر من حقن التخسيس.. مخاطر بالجملة
المعاناة من السمنة وزيادة الوزن أمر يجبر الملايين حول العالم لاتباع طرق مختلفة لإنقاص الوزن، إذ يلجأ البعض للطرق الطبيعية والصحية من خلال الحميات الغذائية الصحية وممارسة التمارين الرياضية، ولأن النتائج قد تكون على المدى البعيد، قد يختار البعض الآخر الخضوع للعمليات الجراحية أو جلسات إذابة الدهون، ومؤخرًا لجأ البعض وعلى رأسهم الكثير من المشاهير لحقن التخسيس.
برزت أسماء حقن التخسيس التي تساعد على إنقاص الوزن بسهولة وسرعة، إلا إنها قد تؤدي بالمريض في النهاية لمشكلات صحية على رأسها شلل المعدة وربما تصل للوفاة مثل ما حدث مع إحدى الممرضات بيريطانيا.
منظمة الصحة العالمية تحذر من حقن التخسيسوعقب تصاعد الأحداث حول الآثار الجانبية لحقن التخسيس الشهيرة، بالتوازي مع وصول أكثر من مليار يعانون من السُمنة، ألقت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع الضوء على فئة جديدة من أدوية إنقاص الوزن، التي طورتها شركتا نوفو نورديسك وإيلي ليلي إنها تستطيع السيطرة على السمنة، إلا إنها جددت التحذيرات خوفًا من تأثيراتها الجانبية على الصحة.
وأعربت المنظمة عن قلقها في حالة عدم استعداد الأنظمة الصحية بشكل صحيح، ما يصل لتعرض الناس للخطر الكبير، إذ أصدرت مخاوفها من استخدام أدوية التخسيس المعروفة بالأسماء التجارية ويجوفي ومونجارو وزيباوند، موضحة أنها تسبب مخاطر على الكثير.
لا يمكن استخدام حقن التخسيس وحدهاومن جانبه، أوضح كبير العلماء في منظمة الصحة العالمية جيريمي فيرار ومستشارته فرانشيسكا سيليتي ومدير التغذية بالمنظمة فرانشيسكو برانكا خلال حديثه في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية «جاما»، أن الأدوية الجديدة من حقن التخسيس بالفعل قادرة على إحداث تغيير كبير، لكنها لن تكون كافية، إذ لابد من اتباع النهج السليم والصحي لاستخدامها بأمر من الطبيب، وممارسة نظام صحي ورياضي مناسب معًا حتى يحدث تغيير.
دراسة تحذر من حقن التخسيسحذرت دراسات حديثة مؤخرًا، من حقن إنقاص الوزن على صحة الكثير ممن يستخدمونها، إذ استندت إلى الأبحاث التي أكدت أن ما يقرب من نصف المرضى الذين يتوقفون في النهاية عن استخدام أدوية إنقاص الوزن المعروفة مجتمعة باسم أدوية GLP-1 سيستعيدون بعض الوزن على الفور.
ماذا تفعل حقن التخسيس بالجسم؟وبحسب الدكتور محمد خورشيد، أستاذ الجهاز الهضمي، فإن حقن التخسيس تقوم على تضييق المعدة لزيادة الإحساس بالشبع، إلا إنه قد تسبب اضطراب في الجهاز الهضمي، بحيث تعجز المعدة على إفراغ الطعام بطريقة طبيعية، بسبب تلف الأعصاب والعضلات المسبب لبطئ حركة الغذاء عبر الجهاز الهضمي.، لتصبح غير قادرة على الانقباض بشكل طبيعي، مما يصعب هضم الطعام ودفعه للأمعاء الدقيقة
شلل تام في المعدةالجدير بالذكر إن وزارة الصحة والسكان، حذرت من مخاطر حقن التخسيس مثل السكسيندا والمونجارو والأوزيمبك وڤيكتوزا، دون اللجوء إلى الطبيب المختص، وتحت إشراف طبي، مؤكدة أنه يجب تجنب أخذ هذه الحقن إلا بعد التأكد من حصولها على موافقة السلطات الصحية العالمية والمحلية، مؤكدا أنها تناسب بعض الفئات وليس جميع المواطنين.
وشددت على أن مخاطر وأضرار حقن التخسيس، التي تصل إلى ضرر العديد من أجهزة الجسم، فقد تحدث شلل تام في الجهاز الهضمي، فضلا عن الإمساك والقيء، وجفاف المعدة، والتعب وزيادة معدل ضربات القلب.
أضرار حقن التخسيسهناك عدة أضرار عند استخدام حقن التخسيس، بوجه عام كشفها موقع webmd، على النحو التالي:
الإصابة بالعدوى الجلدية عند تلوث الحقن وعدم تعقيمها جيدًا.
الإحساس بالحرق عند الحقن.
حصول كدمات وتورم في مكان العلاج.
الشعور بالحكة في مكان الحقن.
المعاناة من تحسس وتهيج في المنطقة المعالجة.
أزمة مرض السمنةوكانت منظمة الصحة العالمية، أكدت أن أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من السمنة، وخمسة ملايين حالة وفاة مرتبطة بالسمنة في 2019.