دعت روسيا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أعقاب الضربات الأمريكية والبريطانية المشتركة ضد أهداف الحوثيين في اليمن، حسبما قال مسؤولون روس الخميس.

 

وسوف يعقد الاجتماع الجمعة، حسبما ذكرت وكالة أنباء "تاس" الرسمية الروسية، نقلا عن بعثة موسكو لدى الأمم المتحدة.

 

وجاءت الضربات المشتركة بعد أن وافق مجلس الأمن على قرار، الأربعاء، يطالب الحوثيين بوقف هجماتهم "الوقحة" في البحر الأحمر الحيوي تجارياً.

 

وتمثل الضربات المشتركة رد فعل مهم من قبل الولايات المتحدة وشركائها بعد أن حذرت واشنطن الجماعة المسلحة المدعومة من إيران من أنها ستتحمل عواقب الهجمات المتكررة على السفن التجارية في البحر الأحمر، والتي يقول الحوثيون إنها انتقام من إسرائيل بسبب حملتها العسكرية في غزة.

 

وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل إريك كوريلا، في بيان، إن "تصرفات الحوثيين غير القانونية والخطيرة لن يتم التسامح معها، وستتم محاسبتهم".

 

وفي الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة أعلنت أميركا وبريطانيا شنهن هجمات جوية على أهداف للحوثيين في عدة محافظات باليمن في وقت متأخر من ليل الخميس.

 

وأصدرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة و8 دول أخرى، بيانا مشتركا، الجمعة، بشأن الضربات التي شُنت ضد أهداف الحوثيين في اليمن.

 

وقال البيان، الصادر عن حكومات أستراليا، والبحرين، وكندا، والدنمارك، وألمانيا، وهولندا، ونيوزيلاندا، وكوريا الجنوبية، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة إن الضربات "تهدف إلى تعطيل وتقليل القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية وحياة البحارة في أهم الممرات المائية في العالم".

 

وأضاف البيان: "نفذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بدعم من هولندا وكندا والبحرين وأستراليا، ضربات مشتركة وفقا للحق الأصيل في الدفاع الفردي والجماعي عن النفس، بما يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة".

 

وخلال الأسابيع الماضية، شنّ الحوثيّون أكثر من 25 عمليّة استهداف لسفن تجاريّة يشتبهون في أنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانٍ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنا مع الفلسطينيين.

 

وشكلت واشنطن تحالفا دوليا في ديسمبر - أطلِق عليه اسم "عملية حارس الازدهار" - لحماية الملاحة البحريّة في المنطقة التي يتدفق من خلالها 12% من التجارة العالمية.

 

ودعا مجلس الأمن الدولي في قرار الأربعاء إلى وقف "فوري" لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، مطالبا كذلك كلّ الدول باحترام حظر الأسلحة المفروض عليهم.

 

وتسبّبت الهجمات المكثّفة في تحويل شركات الشحن مسار سفنها للالتفاف حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، ما أثار مخاوف من تضرّر الاقتصاد العالمي.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن روسيا أمريكا الحوثي مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

مصر تنضم رسميًا لتحالف أمريكا في البحر الأحمر.. بثمن باهظ

البحر الأحمر (وكالات)

في خطوة مثيرة للجدل وتحوّل لافت في مواقف القاهرة، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية رسمياً تسليم مصر قيادة "فرقة العمل المشتركة 153"، المعنية بحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، لتصبح جزءاً فاعلاً من تحالف تم تأسيسه أساساً لحماية إسرائيل من الهجمات اليمنية.

هذا التطور يأتي وسط تصاعد التوترات في البحر الأحمر وازدياد الضغوط الأمريكية لاحتواء الضربات اليمنية التي تسببت بشلل واسع في حركة السفن الإسرائيلية وملاحتها الحيوية، حيث فشلت الحملة العسكرية المباشرة التي تقودها واشنطن، لتلجأ الآن إلى توسيع التحالف إقليميًا بمنح أدوار قيادية للقوى العربية.

اقرأ أيضاً توكل تشعل المعركة السياسية: الإصلاح لن يدعم الحرب ضد الحوثي إلا بهذا الشرط 10 أبريل، 2025 فقدت بياناتك بعد الفورمات؟: إليك 5 حلول سحرية لاستعادتها قبل فوات الأوان 10 أبريل، 2025

وتأسست "فرقة العمل المشتركة 153" عام 2022 بهدف التنسيق الأمني لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر، خاصة بعد تزايد عمليات استهدافها.

ومنذ أواخر 2023، أصبحت هذه الفرقة جزءًا من تحالف "الازدهار" الذي أعلنه وزير الدفاع الأمريكي السابق لويد أوستن من تل أبيب مباشرة، كرد على الحصار البحري الذي تفرضه قوات صنعاء على السفن المرتبطة بإسرائيل.

 

لكن اللافت هو توقيت منح القيادة لمصر، والذي تزامن مع:

اتصال مباشر بين الرئيسين بايدن والسيسي.

تصريحات السيسي حول خسائر مصر الاقتصادية التي بلغت 7 مليارات دولار بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر.

اجتماع ثانٍ بين وزيري دفاع البلدين، خُصص لبحث "تهديدات الحوثيين" على الملاحة.

 

خطوة سياسية لا عسكرية... لكن بثقل إقليمي:

رغم أن الفرقة المشتركة ليست قوة قتالية فعلية (يُقدر عدد أعضائها بـ44 ضابطاً فقط)، فإن تسليم قيادتها للقاهرة يحمل رمزية ضخمة:

يضفي شرعية "عربية" على التحالف الأمريكي الذي فقد الدعم الإقليمي تدريجيًا.

يمنح واشنطن غطاءً لتكثيف عملياتها في البحر الأحمر دون أن تظهر كقوة محتلة.

يكسر الموقف المصري التقليدي الرافض لعسكرة الممرات المائية من قبل أطراف غير مطلة، وهو تحول في السياسات المصرية تجاه البحر الأحمر.

 

الثمن: تنازلات أمريكية وورقة غزة:

بحسب مصادر مطلعة، فإن القاهرة رفضت مرارًا الانضمام لتحالف واشنطن البحري لحماية إسرائيل، رغم الإغراءات الاقتصادية والعسكرية. لكن يبدو أن الأمور تغيرت بعد:

موافقة أمريكية على خطة مصرية لإعادة إعمار غزة، وهي ورقة ضغط قوية استخدمتها القاهرة منذ بداية الحرب.

إدراك مصري بأن الغياب عن التحالف سيقلص من تأثيرها في المشهد الإقليمي المقبل، وخاصة مع دخول قوى مثل السعودية والإمارات بثقل عسكري واستخباراتي أكبر.

 

تحليل: هل جرّت أمريكا مصر إلى مستنقع الحرب؟:

يرى مراقبون أن واشنطن تسعى حاليًا إلى توزيع كلفة المواجهة البحرية مع اليمن على حلفاء إقليميين، بعد فشلها العسكري والسياسي في إيقاف الهجمات البحرية التي أوقفت فعليًا الملاحة الإسرائيلية عبر مضيق باب المندب.

لكن انخراط مصر في هذا التحالف قد يحمل مخاطر استراتيجية:

إمكانية تحوّل الموانئ المصرية إلى أهداف مباشرة للردع اليمني.

تآكل الموقف الشعبي المصري الذي يُدين علنًا أي تقارب مع إسرائيل.

توريط الجيش المصري في صراع لا يخدم مصالحه الوطنية المباشرة، وقد يُحسب عليه لاحقًا كـ"انحياز لطرف الاحتلال ضد المقاومة الفلسطينية".

مقالات مشابهة

  • أمريكا تبحث مع مجلس التعاون الخليجي تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • أمريكا والسعودية تبحثان القضاء على تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • السفير الأمريكي في اليمن: ضرباتنا تستهدف قدرات الحوثيين العسكرية ومنع تدفق الأسلحة الإيرانية
  • مصر تنضم رسميًا لتحالف أمريكا في البحر الأحمر.. بثمن باهظ
  • تحرك في الكزنغرس لوقف الهجمات الأمريكية على اليمن
  • 100 هدف .. مسئول في البنتاجون يكشف تفاصيل الضربات ضد الحوثيين
  • مسؤول في البنتاغون يكشف تفاصيل الضربات ضد الحوثيين
  • استهداف أمريكي جديد على مواقع الحوثيين وسط اليمن
  • أمريكا تتوعد الدول التي تدعم الحوثيين أو تتحدى قرار حظر استيراد الوقود الى موانئ اليمن الخاضعة لسيطرتهم
  • تحليل أمريكي: ما أبرز التحديات التي ستواجه ترامب بشأن القضاء على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)