هل يضغط نتنياهو على زرّ التفجير مع حزب الله لـ إنقاذ مستقبله السياسي؟
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
لقد سبق لـ "حزب الله" أن اعترف في فترات سابقة بأن قوته العسكرية تبقى من دون ذي جدوى أو فائدة أو فاعلية على أرض الواقع إن لم تكن محصّنة بوحدة داخلية. وهذه الوحدة لا تعني أن تكون جميع القوى السياسية، التي يتكوّن منها المجتمع اللبناني، مؤيدة لسلاحه ولدوره في الدفاع عن كل لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية، التي تهدّد "الشعب والجيش والمقاومة"، وهي ثلاثية لا يزال الخلاف عليها داخليًا محتدمًا، خصوصًا أن "حارة حريك" تعرف تمام المعرفة أن نصف الشعب اللبناني لا يؤيد، بل يعارض أن يمتلك أي طرف لبناني سلاحًا غير شرعي غير الجيش والقوى الأمنية المفترض بعناصرها أن تتولى وحدها حماية اللبنانيين من الداخل والخارج وليس أي طرف آخر.
وعلى رغم أن الوحدة الداخلية الكاملة والشاملة غير مؤمّنة فإن "حزب الله" ماضٍ في مساندة قطاع غزة وما يتعرّض له أهله من حرب إبادة يشنّها جيش العدو بلا هوادة، وذلك انطلاقًا من الجنوب، الذي يتعرّض لاعتداءات إسرائيلية متواصلة وفي شكل عنيف. والأخطر من هذا القصف لبلدات جنوبية وما يخّلفه من أضرار بشرية مادية ومن تهجير لمئات العائلات أن تل أبيب تهدّد لبنان، صبحًا ومساء، بأنه سيكون شبيهًا لقطاع غزة بمآسيه وويلاته نتيجة تعرّضه لغارات وقصف لم يهدأ يومًا منذ ثلاثة أشهر متواصلة. وهذا ما أكده وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت، الذي قال إن "إسرائيل لا تخشى الحرب مع "حزب الله" في لبنان"، محذراً من أن "الدمار في غزة يمكن نسخه ولصقه في بيروت".
ومما زاد من قلق القلقين أن زيارة الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل للبنان لم تكن نتائجها في المستوى المطلوب، خصوصًا أن ما سمعه من وفد "حزب الله" أعاد عقارب ساعة الجهود الديبلوماسية إلى الوراء. وقد تزامن ذلك مع تقاطع ثلاثة مواقف من الداخل الإسرائيلي حيال التطورات على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية واحتمالات انزلاقها إلى ما هو أدهى من مواجهات مضبوطة على قاعدة التماثل بين الفعل وردّ الفعل، في الوقت الذي كانت تقارير أميركية تكشف عن خشية واشنطن من أن يضغط بنيامين نتنياهو على زرّ التفجير الكبير مع "حزب الله" لاعتباراتٍ تتصل بـ "إنقاذ مسيرته السياسية"، فدعا "حزب الله" الى أخذ العبر مما "تعلّمتْه حماس في الأشهر الماضية"، مؤكداً "أننا مصممون على الدفاع عن مواطنينا وإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم آمنين، ونحن نتصرف بمسؤولية من أجل ذلك، وإذا استطعنا فسنفعل ذلك بطرق سياسية وإلا سنتصرف بطرق أخرى".
أمّا تأكيد الوزير الإسرائيلي في مجلس الحرب بيني غانتس من أنه "لا بد من حل عاجل لعدم قدرة مواطني شمال إسرائيل على العودة إلى منازلهم"، ففيه الكثير من معالم الارتباك الذي يعيشه المجتمع الإسرائيلي، وهذا يحتم "تحويل القتال ضدّ "حزب الله" من الدفاع إلى الهجوم".
وقد عكس تصريح المتحدث باسم وزير الخارجية الأميركي مات ميلر من أن لا مصلحة لا أحد لا إسرائيل ولا المنطقة ولا العالم أن ينتشر هذا الصراع إلى ما هو أبعد من غزة القلق الأميركي من أن تندفع إسرائيل إلى توسيع الحرب، فإن هذه الخشية كانت ارتسمت من خلال تقرير استخباري أميركي صادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية DIA نُشرت خلاصته وعبّر عن قلقٍ في واشنطن من أحاديث عن احتمال توسيع تل أبيب للحرب إلى لبنان، مشيراً إلى أن تحقيق إسرائيل الانتصار في هذه الحرب سيكون "صعباً وسط القتال المستمر في غزة." المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
نجاة عون: المفاوضات بين إسرائيل ولبنان لوقف الحرب تحتاج عصا سحرية
قالت نجاة عون، عضو مجلس النواب اللبناني، إن المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني لوقف إطلاق النار تحتاج لعصا سحرية كي يتم تنفيذها سريعًا، موضحًا أن هذه المفاوضات أخذت الكثير من الوقت للوقوف على بنود الاتفاق.
وأضافت «عون»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية» أن المفاوضات بدأت لوقف الحرب، وهناك اهتمام دولي بما يحدث في لبنان من الدمار والقتل والقصف المستمر الذي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.
وأوضحت أنه على الرغم من صعوبة المفاوضات، إلا أنه لا يجب التشاؤم من الشعب اللبناني، فالمهم أن المشاورات الدبلوماسية لا بد أن تنطلق حتى يسير الأمر علي طريقه الصحيح، متابعة: «لابد من انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان للتواصل مع جميع الدول العالمية كي يكون هناك مفاوضات معها من أجل السلام».
وواصلت: سمعت من مراسل القناة أن هناك اجتماعات جانبية للقوى السياسية بغياب رئيس الجمهورية، وهذا في حد ذاته يدعو لضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت، حتى يكون هناك كيان قوى للدولة تستكمل هذه المفاوضات.