سلطت مؤسسة "المجلس الأطلسي" البحثية الضوء على الضربات الجوية والصاروخية، التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ليلة الجمعة على اليمن ومدى تأثيرها في وقف هجمات جماعة أنصار الله (اليمنيين) في البحر الأحمر، مشيرا إلى تصاعد احتمال تورط الولايات المتحدة في صراع أوسع بالشرق الأوسط مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ونقلت موقع المؤسسة عن 3 من خبراء الأمن القومي ترجيحا بأن لا توقف الضربات الأمريكية والبريطانية هجمات الحوثيين البحرية، وهو ما تعلمه القيادة العسكرية في واشنطن ولندن، ومع ذلك فكلاهما تهدفان إلى "استعادة الردع في أسرع وقت ممكن"، وفقا لما ترجمه "الخليج الجديد".

 وفي السياق، قال جوناثان بانيكوف إن الوضع الجاري "سيعني بالتأكيد الاضطرار إلى الاستمرار في الرد على ضربات الحوثيين"، ما يؤشر إلى اتساع الصراع في المنطقة.

فيما ترى كيرستن فونتنروز أن التقاعس الأمريكي والبريطاني عن التحرك العسكري لن يؤدي إلا إلى "تشجيع المزيد من الهجمات على الشحن العالمي"، وذلك رغم أن هجمات "أنصار الله" لا تهدد سوى السفن المتجهة إلى إسرائيل.

وتقر كريستن بأن هجمات الحوثيين ستستمر لكن هذه الضربات "يمكن أن تستنزف قدراتهم على توسيع أو تكثيف أعمالهم العسكرية".

فيما يرجح دانييل إي. موتون أن تقتصر الضربات الأمريكية على مراكز القيادة والسيطرة الحوثية، خاصة تلك المرتبطة بالقيادة البحرية، موضحا: "هذا الرد المركز ضد الحوثيين يجعل التصعيد أقل احتمالاً لأن الأهداف يمكن اعتبارها أهدافاً عسكرية مشروعة".

رد الحوثيين

وعن الرد المتوقع من جانب "أنصار الله"، قال جوناثان إن "الحوثيين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم ليس لديهم الكثير ليخسروه، وقد حصلوا على جرأة عسكرية من خلال الدعم الإيراني، وهم واثقون من أن الولايات المتحدة لن تفكر في حرب برية".

وفي السياق ذاته، يشير دان إلى أن الحوثيين لم يغيروا مسارهم بعد الضربات الأمريكية عام 2016، أو القصف السعودي منذ ذلك الحين، مضيفا: "بدلاً من الارتداع، استثمر الحوثيون مواردهم في أنظمة أسلحة ذات قدرة متزايدة".

أما كيرستن فترى أن الحوثيين ارتكبوا "خطأ فادحا في التقدير" بأن الولايات المتحدة لن ترد بالقوة، معتقدين أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيكون مترددًا في استخدام القوة قبل الانتخابات الرئاسية.

اقرأ أيضاً

الحوثي: أي هجوم أمريكي في البحر الأحمر لن يمر دون رد

استجابة إيران

ولا ترجح كيرستن أن تؤدي الضربات في اليمن إلى تصعيد مباشر مع إيران، قائلة: "لا يوجد دافع لإيران لتأكيد علاقاتها بالصراع أو الحوثيين في هذا المنعطف"، لأن طهران تحقق بالفعل أهدافها الاستراتيجية مع تراجع شعبية الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم وتعثر الجهود الإسرائيلية لتحسين علاقاتها الدبلوماسية في العالم العربي.

فيما يرجح دان أن تواصل إيران إمداد الحوثيين، ما يعني أن "قدرة التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، على اعتراض الإمداد الإيراني قد تحدد نجاح جولات إضافية من الضربات الجوية لليمن".

ومع ذلك يرى جوناثان أن الضربات الأمريكية والبريطانية لليمن كانت ضرورية لإرسال رسالة إلى إيران، موضحا: "إذا نظرت إيران ووكلاؤها إلى أنفسهم على أنهم أحرار في ممارسة نفوذ إرهابي وخبيث في جميع أنحاء المنطقة دون خوف من الانتقام، فإن خطر نشوب صراع إقليمي أكثر دموية سيكون أكثر احتمالا في الأشهر والسنوات المقبلة"، على حد تعبيره.

موقف السعودية

أما موقف السعودية من ضرب اليمن، فيشير جوناثان إلى "وجهات نظر متباينة" في الرياض بهذا الشأن.

ويوضح جوناثان: "من المؤكد أن الرياض تشعر بالقلق من قيام الحوثيين بإنهاء المفاوضات والانتقام مباشرة من خلال مهاجمة الأراضي السعودية"، لكنها تدرك في الوقت نفسه، أن "المفاوضات مع الحوثيين ستكون أكثر صعوبة كلما زاد النفوذ الذي يكتسبونه".

ويضيف أن قدرة الحوثيين على العمل في المنطقة مع الإفلات من العقاب تزيد من نفوذهم دون شك، وبالتالي فإن الرياض ترى في هجمات الحوثيين البحرية خطرا مثيرا للقلق أيضا.

وتشير كيرستن، في هذا الصدد، إلى أن الولايات المتحدة سبق لها انتقاد سلوك السعودية في حرب اليمن ومنعت عنها مبيعات الأسلحة، واليوم "تبتسم الرياض وهي ترى الولايات المتحدة تعترف بأن التهديد الحوثي يستحق العمل العسكري"، ما يجعل المملكة "منتشية بهدوء" بشأن الضربات الجوية لليمن.

أما تأثير تلك الضربات على محادثات السلام اليمنية، فترى كريستن أنها "لن تعرض المحادثات السياسية للخطر أكثر مما يفعل تعنت الحوثيين المستمر بشكل روتيني"، على حد تعبيرها.

اقرأ أيضاً

خبير أممي: ماذا لو لم يرتدع الحوثيين بالتهديدات العسكرية الأمريكية؟ 

المصدر | المجلس الأطلسي/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اليمن الحوثيين أنصار الله الولايات المتحدة بريطانيا السعودية غزة إسرائيل البحر الأحمر الضربات الأمریکیة الولایات المتحدة هجمات الحوثیین إلى أن

إقرأ أيضاً:

مدير الشؤون السياسية بإدلب يلتقي وفداً من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية

إدلب-سانا

التقى مدير الشؤون السياسية في إدلب الأستاذ محمد الخلف وفداً من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية، ويؤكد دور المغتربين في المساهمة بإعادة الإعمار وبناء سوريا الجديدة.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • روبيو: على إيران وقف تخصيب اليورانيوم بموجب أي اتفاق مع الولايات المتحدة
  • تقرير: هجمات الحوثيين في اليمن تمثل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة
  • أمريكا: وقف هجمات البحر الأحمر يمهد الطريق لتسوية يمنية
  • ترامب يهدد الحوثيين بعمليات جوية مكثفة ضد قادتهم ومرافقهم الحيوية
  • من وجهة نظر صينية: كيف زعزع اليمنيون مكانة الولايات المتحدة الأمريكية عالمياً؟
  • إعادة تموضع لإيران واستراتيجية جديدة لا تتخلى فيها عن الحوثيين على وقع الضربات الأمريكية المستمرة
  • مدير الشؤون السياسية بإدلب يلتقي وفداً من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية
  • تقدير إسرائيلي باستبعاد مهاجمة إيران مع استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • قلق دولي بعد الضربات الأمريكية.. ماذا قال أمين عام الأمم المتحدة؟
  • مليشيا الحوثي تتوسل تدخلاً أممياً لوقف الغارات الأمريكية