خبراء: ضربات أمريكا وبريطانيا لن توقف هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
سلطت مؤسسة "المجلس الأطلسي" البحثية الضوء على الضربات الجوية والصاروخية، التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ليلة الجمعة على اليمن ومدى تأثيرها في وقف هجمات جماعة أنصار الله (اليمنيين) في البحر الأحمر، مشيرا إلى تصاعد احتمال تورط الولايات المتحدة في صراع أوسع بالشرق الأوسط مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ونقلت موقع المؤسسة عن 3 من خبراء الأمن القومي ترجيحا بأن لا توقف الضربات الأمريكية والبريطانية هجمات الحوثيين البحرية، وهو ما تعلمه القيادة العسكرية في واشنطن ولندن، ومع ذلك فكلاهما تهدفان إلى "استعادة الردع في أسرع وقت ممكن"، وفقا لما ترجمه "الخليج الجديد".
وفي السياق، قال جوناثان بانيكوف إن الوضع الجاري "سيعني بالتأكيد الاضطرار إلى الاستمرار في الرد على ضربات الحوثيين"، ما يؤشر إلى اتساع الصراع في المنطقة.
فيما ترى كيرستن فونتنروز أن التقاعس الأمريكي والبريطاني عن التحرك العسكري لن يؤدي إلا إلى "تشجيع المزيد من الهجمات على الشحن العالمي"، وذلك رغم أن هجمات "أنصار الله" لا تهدد سوى السفن المتجهة إلى إسرائيل.
وتقر كريستن بأن هجمات الحوثيين ستستمر لكن هذه الضربات "يمكن أن تستنزف قدراتهم على توسيع أو تكثيف أعمالهم العسكرية".
فيما يرجح دانييل إي. موتون أن تقتصر الضربات الأمريكية على مراكز القيادة والسيطرة الحوثية، خاصة تلك المرتبطة بالقيادة البحرية، موضحا: "هذا الرد المركز ضد الحوثيين يجعل التصعيد أقل احتمالاً لأن الأهداف يمكن اعتبارها أهدافاً عسكرية مشروعة".
رد الحوثيين
وعن الرد المتوقع من جانب "أنصار الله"، قال جوناثان إن "الحوثيين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم ليس لديهم الكثير ليخسروه، وقد حصلوا على جرأة عسكرية من خلال الدعم الإيراني، وهم واثقون من أن الولايات المتحدة لن تفكر في حرب برية".
وفي السياق ذاته، يشير دان إلى أن الحوثيين لم يغيروا مسارهم بعد الضربات الأمريكية عام 2016، أو القصف السعودي منذ ذلك الحين، مضيفا: "بدلاً من الارتداع، استثمر الحوثيون مواردهم في أنظمة أسلحة ذات قدرة متزايدة".
أما كيرستن فترى أن الحوثيين ارتكبوا "خطأ فادحا في التقدير" بأن الولايات المتحدة لن ترد بالقوة، معتقدين أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيكون مترددًا في استخدام القوة قبل الانتخابات الرئاسية.
اقرأ أيضاً
الحوثي: أي هجوم أمريكي في البحر الأحمر لن يمر دون رد
استجابة إيران
ولا ترجح كيرستن أن تؤدي الضربات في اليمن إلى تصعيد مباشر مع إيران، قائلة: "لا يوجد دافع لإيران لتأكيد علاقاتها بالصراع أو الحوثيين في هذا المنعطف"، لأن طهران تحقق بالفعل أهدافها الاستراتيجية مع تراجع شعبية الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم وتعثر الجهود الإسرائيلية لتحسين علاقاتها الدبلوماسية في العالم العربي.
فيما يرجح دان أن تواصل إيران إمداد الحوثيين، ما يعني أن "قدرة التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، على اعتراض الإمداد الإيراني قد تحدد نجاح جولات إضافية من الضربات الجوية لليمن".
ومع ذلك يرى جوناثان أن الضربات الأمريكية والبريطانية لليمن كانت ضرورية لإرسال رسالة إلى إيران، موضحا: "إذا نظرت إيران ووكلاؤها إلى أنفسهم على أنهم أحرار في ممارسة نفوذ إرهابي وخبيث في جميع أنحاء المنطقة دون خوف من الانتقام، فإن خطر نشوب صراع إقليمي أكثر دموية سيكون أكثر احتمالا في الأشهر والسنوات المقبلة"، على حد تعبيره.
موقف السعودية
أما موقف السعودية من ضرب اليمن، فيشير جوناثان إلى "وجهات نظر متباينة" في الرياض بهذا الشأن.
ويوضح جوناثان: "من المؤكد أن الرياض تشعر بالقلق من قيام الحوثيين بإنهاء المفاوضات والانتقام مباشرة من خلال مهاجمة الأراضي السعودية"، لكنها تدرك في الوقت نفسه، أن "المفاوضات مع الحوثيين ستكون أكثر صعوبة كلما زاد النفوذ الذي يكتسبونه".
ويضيف أن قدرة الحوثيين على العمل في المنطقة مع الإفلات من العقاب تزيد من نفوذهم دون شك، وبالتالي فإن الرياض ترى في هجمات الحوثيين البحرية خطرا مثيرا للقلق أيضا.
وتشير كيرستن، في هذا الصدد، إلى أن الولايات المتحدة سبق لها انتقاد سلوك السعودية في حرب اليمن ومنعت عنها مبيعات الأسلحة، واليوم "تبتسم الرياض وهي ترى الولايات المتحدة تعترف بأن التهديد الحوثي يستحق العمل العسكري"، ما يجعل المملكة "منتشية بهدوء" بشأن الضربات الجوية لليمن.
أما تأثير تلك الضربات على محادثات السلام اليمنية، فترى كريستن أنها "لن تعرض المحادثات السياسية للخطر أكثر مما يفعل تعنت الحوثيين المستمر بشكل روتيني"، على حد تعبيرها.
اقرأ أيضاً
خبير أممي: ماذا لو لم يرتدع الحوثيين بالتهديدات العسكرية الأمريكية؟
المصدر | المجلس الأطلسي/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: اليمن الحوثيين أنصار الله الولايات المتحدة بريطانيا السعودية غزة إسرائيل البحر الأحمر الضربات الأمریکیة الولایات المتحدة هجمات الحوثیین إلى أن
إقرأ أيضاً:
أمريكا تدرس 3 استراتيجيات لمنع إيران من الأسلحة النووية
قال أنيرودا ساها، زميل الأبحاث في قسم العلوم السياسية بجامعة أكسفورد، إن السياسة الخارجية الأمريكية تمر بمرحلة حرجة، وأمام إدارة الرئيس الجديد ترامب 3 استراتيجيات رئيسة لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، هي: إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي، وتكثيف العقوبات، والتفكير في توجيه ضربات عسكرية للمنشآت الإيرانية.
أكثر الخيارات تطرفاً هو توجيه ضربات جوية وقائية
وحفز هذا النقاش تقرير صادر عن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أكد أن تخصيب اليورانيوم في إيران يقترب من مستويات صالحة لصنع الأسلحة، وتخطط إيران لتثبيت آلاف أجهزة الطرد المركزي الجديدة. ويطرح كل خيار تحديات كبيرة، وفق المقال المنشور بموقع "آسيا تايمز". إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي
صُممت "خطة العمل الشاملة المشتركة"، التي تم التوصل إليها في عام 2015 في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، للحد من القدرات النووية الإيرانية في مقابل تخفيف العقوبات. وبموجب الاتفاق، خفضت إيران مخزونها من اليورانيوم بنسبة 98٪ وحددت مستويات التخصيب إلى 3.67٪، وهو أقل بكثير من العتبة المطلوبة للأسلحة النووية.
ومع ذلك، تخلى ترامب عن "خطة العمل الشاملة المشتركة" في عام 2018، واصفاً إياها بأنها "بالغة السوء"، و"تعمل من جانب واحد"، مشيراً إلى انطوائها على تدابير تحقق غير كافية، وفشلها في معالجة برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ودعم الإرهاب. وساهم انسحابه في زيادة المشاعر المعادية لأمريكا داخل إيران، مما أدى إلى تعقيد احتمالات إعادة التفاوض.
وكشف الرأي العام في إيران عن انعدام ثقة عميق في الولايات المتحدة. فبعد انسحاب ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة، عارض 70% من الإيرانيين تقديم تنازلات من أجل اتفاق جديد. وتفاقمت موجة انعدام الثقة بسبب الضربة الجوية الأمريكية بطائرة دون طيار التي قتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني في عام 2020، وهو الحدث الذي تعهد آية الله علي خامنئي بالانتقام منه، مما أدى إلى زيادة التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.
Trump has few good options to stop Iran from getting the bomb https://t.co/NzsVZK4P8b pic.twitter.com/fkNWNd3Tvb
— Asia Times (@asiatimesonline) January 21, 2025ورغم أن بعض صناع السياسات في واشنطن يؤيدون العمل على اتفاق نووي محسَّن، يرى الكاتب استحالة عودة طهران إلى المفاوضات، بالنظر إلى موقف النظام المتشدد والاستنكار المحلي الواسع النطاق للمبادرات الأمريكية.
تكثيف العقوباتوسعت حملة "أقصى ضغط" التي طبقها ترامب في فترته الأولى إلى شل اقتصاد إيران من خلال فرض عقوبات صارمة. لكن هذا النهج أدى إلى ترسيخ تحدي طهران، وتعزيز الخطاب المناهض لأمريكا. فقد صورت القيادة الإيرانية باستمرار العقوبات على أنها أعمال "إرهاب اقتصادي"، وأدوات "غطرسة عالمية".
وصاغ آية الله خامنئي هذه التدابير على أنها محاولات لإخضاع إيران للإمبريالية الغربية، وهي الرواية التي يتردد صداها لدى العديد من الإيرانيين. وفي استطلاع أجري عام 2024 وشمل 2280 إيرانياً، أيد ما يقرب من 70٪ السعي إلى الحصول على الأسلحة النووية، مما يعكس التحدي العام المتزايد ضد الضغوط الخارجية.
https://t.co/HyrhVaODPM
Trump has few good options to stop Iran from getting the bomb
Would Trump consider preventative airstrikes on Iran’s nuclear facilities if and when ‘maximum pressure’ tactics fail?
by Aniruddha Saha
January 21, 2025
وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية، يظل البرنامج النووي الإيراني صامداً. فتمتلك البلاد أكثر من 5 أطنان من اليورانيوم المخصب، وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في يوليو (تموز) 2024 من أن إيران يمكن أن تنتج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة، في غضون 12 يوماً.
وقد يؤدي فرض المزيد من العقوبات إلى تعميق عزم إيران على مقاومة النفوذ الأمريكي، بدلاً من تحفيز المشاركة الدبلوماسية. علاوة على ذلك، فإن العقوبات تخاطر بدفع إيران إلى التحالفات الاستراتيجية مع الصين وروسيا، مما قد يقوض النفوذ الغربي.
توضح الأحداث الأخيرة العواقب المحتملة. في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية منشأة "طالقان 2" للأبحاث النووية الإيرانية في أعقاب الهجمات الإيرانية على الأراضي الإسرائيلية. ودفعت الضربات طهران إلى خطاب قوي، حيث هدد آية الله خامنئي "برد قاس"، وألمح إلى تحول محتمل في العقيدة النووية الإيرانية.
وبينما قد يؤخر العمل العسكري التقدم النووي الإيراني، فإنه يخاطر باستفزاز نظام الملالي، وتعزيز عزمه على تسريع طموحاته النووية. وقد تؤدي الضربات العسكرية إلى تنفير حلفاء الولايات المتحدة الحذرين من تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، مما يعقد استراتيجية واشنطن الجيوسياسية الأوسع نطاقاً. موازنة المخاطر والنتائج وقال الكاتب إن أياً من الخيارات المتاحة لترامب لا تقدم مساراً مباشراً لمنع إيران من تحقيق أهدافها النووية، مستبعداً أن يتم إعادة التفاوض على خطة العمل الشاملة المشتركة، في ضوء عدم ثقة إيران بالولايات المتحدة، كما أن تصعيد العقوبات يهدد بترسيخ معارضة طهران، وقد تؤدي الضربات العسكرية إلى تصعيد الأزمة دون ضمان نتائج طويلة الأجل.
وبدلاً من متابعة هذه الاستراتيجيات المحفوفة بالمخاطر، يقترح الكاتب نهجاً أكثر حذراً يتمثل في مراقبة سلوك إيران، لتقييم ما إذا كانت صراعاتها الاقتصادية تدفعها إلى العودة إلى المفاوضات، أو التحالف الوثيق مع الصين وروسيا، ومن خلال تبني سياسة "المراقبة والانتظار"، يمكن للولايات المتحدة تجنب مخاطر التدخل العدواني، مع وضع نفسها في موقف يسمح لها بالاستجابة للتحولات في التحالف الجيوسياسي لإيران.