كشف مسؤولون لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن قطر تجري مناقشات مع حركة حماس لتوصيل الأدوية الطبية الحيوية إلى الرهائن الإسرائيليين في غزة، في وقت تحرز فيه تقدما مع إسرائيل، بشأن السماح بوصول المزيد من المستلزمات الصحية إلى للمدنيين في القطاع.

ولا يزال أكثر من 120 رهينة محتجزين في غزة منذ ما يقرب من 100 يوم، ويعاني العديد منهم من ظروف صحية تتطلب رعاية طبية منتظمة، بما في ذلك السرطان والسكري، وفقا للصحيفة.

وأثار أقارب الرهائن الحاجة إلى الأدوية، خلال اجتماع مع رئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في الدوحة، بحسب ما ذكر دانييل ليفشيتز، حفيد رهينة مختطف بغزة.

وأكد مسؤول مطلع على المحادثات، تحدث للصحيفة الأميركية شريطة عدم الكشف عن هويته، أن المفاوضين ناقشوا أنواع الأدوية المطلوبة وكمياتها المطلوبة وكيفية توصيلها، مشيرا إلى أن المناقشات جارية مع المنظمات الدولية التي يمكن أن تساعد في إنجاز العملية.

وأصبحت قطر وسيطا رئيسيا بين حماس وإسرائيل في المفاوضات بشأن الرهائن، غير أن الصحيفة، ذكرت أن المحادثات بشأن المساعدات الطبية منفصلة عن المفاوضات الأوسع بشأن إطلاق سراح رهائن آخرين، والتي لم تسفر عن اتفاق.

وأكد مسؤول إسرائيلي كبير، غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن المحادثات بشأن الأدوية للرهائن والمدنيين في غزة قد "أحرزت تقدما".

من جانبه، قال حسام بدران، المسؤول الكبير في حماس، إن الحركة تناقش الجهود المتعلقة بتوصيل الأدوية بـ"إيجابية كبيرة".

وقال مسؤول مطلع على المحادثات، إن إسرائيل تبدي استعدادها للسماح بإيصال الأدوية للمدنيين الفلسطينيين في غزة، حيث لا يزال هناك 15 مركزا طبيا تعمل بشكل جزئي، وسط الهجمات العسكرية الإسرائيلية على القطاع، كما تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية.

وسمحت إسرائيل للشاحنات المحملة بالأدوية بدخول غزة، لكن مسؤولي الأمم المتحدة يقولون إن تلك الإمدادات فشلت في تلبية احتياجات السكان.

والخميس، أسفت الأمم المتحدة، للعقبات التي تضعها السلطات الإسرائيلية أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، مشيرة إلى أن كل تأخير يُكلّف أرواحا. 

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: "أخبرَنا زملاؤنا في المجال الإنساني أن في الفترة ما بين 1 و10 يناير، لم يكن ممكنا إيصال سوى ثلاث شحنات فقط من أصل 21 شحنة من المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء ومياه وغيرها من السلع الحيوية إلى شمال وادي غزة". 

وتشمل الشحنات "بعثات عدة لإدخال معدات طبية إلى مدينة غزة ووقود إلى مرافق للمياه والصرف الصحي في مدينة غزة والشمال. وقد رفضتها السلطات الإسرائيلية"، حسبما أكد دوجاريك. 

وأسف دوجاريك لأن "قدرة الأمم المتحدة على الاستجابة للاحتياجات الكبيرة في القسم الشمالي لغزة يعوقها الرفض المتكرر لدخول المساعدات، ونقص تنسيق السلطات الإسرائيلية من أجل وصول آمن". 

أسفٌ أممي لإعاقة إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة أسفت الأمم المتحدة، الخميس، للعقبات التي تضعها السلطات الإسرائيلية أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، مشيرة إلى أن كل تأخير يُكلّف أرواحا. 

وشدّد المتحدث على أن "كل يوم لا نستطيع فيه تقديم المساعدات يؤدي إلى خسارة أرواح وإلى معاناة آلاف من الأشخاص ما زالوا في شمال غزة". 

وتواصل الأمم المتحدة عرض الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة بعد أشهر من القصف الذي يشنه الجيش الإسرائيلي. 

وتعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس بعد هجوم الحركة غير المسبوق في السابع من أكتوبر على إسرائيل، والذي تسبّب بمقتل 1140 شخصا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية. وخطف خلال الهجوم قرابة 250 شخصا، لا يزال 132 منهم محتجزين رهائن في قطاع غزة، وفق الجيش الإسرائيلي. 

وردت إسرائيل بحملة قصف على قطاع غزة وباشرت لاحقا هجوما بريا، ما أدى إلى سقوط 23469 قتيلا وإصابة 59604 بجروح، معظمهم من النساء والأطفال وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وقال وليد أبو حطب، مدير طب الأمومة في مركز ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب غزة، إنه يتعامل مع نقص حاد في الحليب وأدوية التخدير واللقاحات، مما يجعل من الصعب توفير الرعاية الكافية للأطفال حديثي الولادة.

وقال في مقابلة عبر الهاتف: "إذا استمر هذا الوضع، فأنا قلق من أن الكثيرين لن يبقوا على قيد الحياة.. نحن نتعامل مع وضع مستحيل."

ومنذ بداية النزاع، لم يتمكن الصليب الأحمر من زيارة الرهائن. وقالت المنظمة إنها لا تعرف مكان احتجاز الرهائن ولا يمكنها زيارتهم، دون ضمان المرور الآمن من كل من حماس والجيش الإسرائيلي بسبب القتال الدائر.

وحث جيسون سترازيوسو، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأطراف وأصحاب النفوذ على السعي توصيل الأدوية إلى الرهائن، مشيرا إلى أن "الخطوة الأكثر أهمية هي أن تصل الأدوية إلى أيدي من يحتاجون إليها. لن نكون راضين حتى يفعلوا ذلك”.

وقال الدكتور حجاي ليفين، رئيس الفريق الطبي في منتدى الرهائن والعائلات المفقودة، وهي مجموعة إسرائيلية: "إن حياة جميع الرهائن معرضة للخطر، وخاصة أولئك الذين يحتاجون إلى علاج طبي.. إنها أمنيتي أن يحصلوا أخيرًا على العلاج الذي يستحقونه."

وقال ليفشيتز، حفيد عوديد ليفشيتز، وهو صحفي وناشط سلام إسرائيلي يبلغ من العمر 83 عاما محتجز في غزة، إنه كان حاضرا في المحادثات الأخيرة في قطر حيث أثارت العائلات قضية توصيل الأدوية، مشيرا إلى قلقه بشأن الوضع الصحي لجده.

وتابع: "إن حقيقة حرمان العديد من الرهائن من الأدوية التي يحتاجون إليها هي بمثابة حكم بالإعدام.. كان يجب أن يحصلوا على ما يحتاجون إليه في اليوم الأول".

وعلى الجهة المقابلة، يواجه سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة أزمة إنسانية متعاظمة خصوصا في ظل البرد والشتاء. وتحذّر منظمات دولية من كارثة صحية في القطاع حيث نزح 85 بالمئة من السكان، وسط بطء وصول المساعدات.

وأطبقت إسرائيل حصارها على القطاع بعيد اندلاع الحرب. وتشكو المنظمات شحّ المساعدات رغم قرار لمجلس الأمن الدولي دعا لزيادتها، وتؤكد أنها تبقى ما دون حاجة السكان.

وانعكست الحرب بشكل كارثي على القطاع الصحي. وبحسب ما نقل أوتشا عن منظمة الصحة العالمية، يزاول 15 مستشفى من أصل 36 في القطاع عملها بشكل جزئي، منها تسعة في الجنوب وستة في الشمال.

وكان المدير العام لمنظمة الصحة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، حذر هذا الأسبوع، من أن الوضع الإنساني في غزة "مستعصٍ" وتوزيع المساعدات يواجه عقبات "من شبه المستحيل تجاوزها".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السلطات الإسرائیلیة المساعدات الإنسانیة الأمم المتحدة إلى شمال قطاع غزة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تقر باستهداف مباشر لسيارات الإسعاف.. وحماس: جريمة حرب

أقر الجيش الإسرائيلي السبت، بإطلاق النار على سيارات إسعاف في قطاع غزة بعد أن اعتبرها "مشبوهة"، فيما نددت حركة حماس بـ"جريمة حرب" أودت بحياة عناصر من الدفاع المدني.

اقرأ ايضاًغزة تحت النار.. عشرات الشهداء والجرحى في "زلزال القصف"

وأعلن الدفاع المدني في غزة، الجمعة، أن طواقمه تعرضت لاستهداف إسرائيلي خلال عملها في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، قبل 6 أيام، بعد أن فقد الاتصال بهم، وأن مصير 9 من طواقم الإسعاف ما زال مجهولا.

وقال الدفاع المدني، الجمعة، إنه عثر على جثة قائد الفريق والسيارات "وقد زالت معالمها بعد أن أصبحت عبارة عن كومة من الحديد".

من جانبها، نددت حركة "حماس" بالجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المسعفين من طواقم الدفاع المدني، وقالت في بيان إن "استهداف طواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر في رفح جريمة حرب مكتملة الأركان".

بدوره، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر في بيان إنه منذ 18 مارس "تعرضت سيارات إسعاف لإطلاق النار" و "قتل عمال إنقاذ في قطاع غزة.

وأضاف فليتشر: "إذا كانت المبادئ الأساسية للقانون الدولي لا تزال ذات قيمة، فيتعين على المجتمع الدولي أن يتحرك لضمان احترامها".

ويشنّ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية جوية وبرية على حي تل السلطان، حيث استشهد العشرات وحاصر آلافا منهم، فضلا عن إطلاق النار واستهداف طواقم إسعاف ودفاع مدني بشكل مباشر ومتعمد.

ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الجاري، قتلت إسرائيل 896 فلسطينيا وأصابت 1984 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق بيان صادر عن وزارة الصحة بالقطاع صباح الجمعة.

اقرأ ايضاًمشهد مرعب.. قصف عنيف يستهدف خانيونس ومستشفى ناصر يحترق

وارتفعت بذلك حصيلة حرب الإبادة على القطاع المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.

 

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند أسرع روتين للعناية قبل عيد الفطر إسرائيل تقر باستهداف مباشر لسيارات الإسعاف.. وحماس: جريمة حرب نصائح للسفر خلال شهر رمضان دعاء اليوم التاسع والعشرين من شهر رمضان طريقة عمل مقلوبة الدجاج Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • يسرائيل هيوم: هذه هي الفجوة بين إسرائيل وحماس في المفاوضات
  • إسرائيل وحماس تردان على مقترح مصري جديد بشأن حرب غزة
  • القابضة للأدوية: نتواصل مع القطاع الخاص لجذب استثمارات لتصنيع الأدوية البيولوجية
  • ترامب يعيد نشر فيديو لأميركية مفرج عنها من أفغانستان بوساطة قطرية
  • إطلاق سراح أمريكية محتجزة في أفغانستان عبر وساطة قطرية
  • واشنطن: إطلاق سراح أميركية كانت محتجزة لدى طالبان بوساطة قطرية
  • إسرائيل تقر باستهداف سيارات إسعاف في غزة وحماس تندد بـ"جريمة حرب"
  • إسرائيل تقر باستهداف مباشر لسيارات الإسعاف.. وحماس: جريمة حرب
  • الخارجية الأميركية: المساعدات ستتدفق على غزة إذا أطلقت حماس سراح الرهائن
  • القطاع الصحي في غزة يواجه كارثة بسبب نقص الأدوية وإغلاق المعابر