حكم صيام شهر رجب بين البدعة والمستحب.. ماذا قال جمهور الفقهاء؟
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
البعض يصف صيام شهر رجب بالصيام بالبدعة المحرمة، وأن الفقهاء الذين استحسنوا ذلك (كالشافعي) مخطئون، وأن كلامهم مبني على أحاديث ضعيفة، لأننا نعتقد أنه مبني على معتقداتنا ويقال لنا إن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله.. وفي هذه الحالة يسألون هل هذا صحيح؟
صيام شهر رجبوالصحيح عند جمهور الفقهاء أنه يستحب صيام شهر رجب تطوعاً، ويستحب صيام العام كله، وأنه إذا لم يرد حديث وجب التحديد في التخصيص، وهو عبارة عن الأحكام الشرعية العامة التي يتكون منها الصيام عموماً، وما كتب فيه ضعيف وقوي ويجب العمل به.
وأوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي أن شهر رَجَب من الأشهر الحُرُم التي ذكرها الله عَزَّ وجَلَّ في مُحكم التنزيل؛ حيث قال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36].
الأشهر الحرموهذه الأشهر هي: ذو القَعدة، وذو الحِجة، والمُحَرَّم، ورَجَب، كما بينتها السنَّة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام؛ حيث روى الإمامان البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ».
وتابعت الإفتاء أنه مما ورد في فضل صيام شيء منه: ما رواه الإمام أبو داود عن مجيبة الباهليَّة، عن أبيها، أو عمها، أنَّه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمَّ انطلق، فأتاه بعد سنة، وقد تغيرت حاله وهيئته، فقال: يا رسول الله، أما تعرفني؟ قال: «وَمَنْ أَنْتَ؟» قال: أنا الباهلي، الذي جئتك عام الأول، قال: «فَمَا غَيَّرَكَ وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟»، قال: ما أكلت طعامًا إلا بليل منذ فارقتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ؟»، ثم قال: «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»، قال: زدني؛ فإن بي قوة، قال: «صُمْ يَوْمَيْنِ»، قال: زدني، قال: «صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ»، قال: زدني، قال: «صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ»، وقال بأصابعه الثلاثة فضمها، ثم أرسلها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شهر رجب صيام شهر رجب دار الافتاء الافتاء صیام شهر رجب الله ع
إقرأ أيضاً:
أخطاء شائعة عن صيام الست من شوال.. الإفتاء توضح حكمها
يرتبط صيام الست من شوال ببعض الأخطاء لدى بعض المسلمين حيث إن من بين الأخطاء الشائعة أن البعض يعتقد بأن صيام الست من شوال فرض وواجب على كل مسلم، في حين يرى البعض الآخر أن صيامها مكروه وبدعة ولم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي السطور التالية نستعرض أبزر الأخطاء الشائعة لنتعرف على الحكم الشرعي الصحيح لها..
هل الزواج في شهر شوال مكروه؟.. دار الإفتاء تكشف عن سبب المقولة الخاطئة
هل الصيام على جنابة في الست من شوال صحيح؟.. احذره بهذه الحالة
هل الأيام البيض هي الست من شوال؟ دار الإفتاء تجيب
ثواب صيام الست من شوال.. اعرف كم يساوي في الأجر
أكدت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الإلكتروني، أن صيام 6 أيام من شوال مستحب وليس فرضًا، ويستند هذا الحكم إلى الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت فيها فضيلة صيام 6 أيام من شوال، منها:
- حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه الذي يروي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر».
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي يروي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: صيام ستة أيام بعد الفطر كصيام الدهر.
وأشارت دار الإفتاء إلى إجماع جمهور الفقهاء على استحباب صيام 6 أيام من شوال.
هل صيام الست من شوال مكروه؟وذكرت دار الإفتاء رأي الإمام مالك في صيام الست من شوال فالمعروف عنه أنه قائل بالكراهة، وقد جاء في "الموطأ" (ص: 310، ط. دار إحياء التراث العربي): [قال يحيى: وسمعت مالكًا يقول في صيام ستة أيام بعد الفطر من رمضان: إنه لم ير أحدًا من أهل العلم والفقه يصومها، ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف، وإن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته، وأن يلحق برمضان ما ليس منه أهلُ الجهالة والجفاء لو رأوا في ذلك رخصة عند أهل العلم ورأوهم يعملون ذلك] اهـ.
وأكدت الإفتاء أنه من الواضح من كلامه أن الكراهة عنده معللة بالخوف من أن يظن جهال العوام أن هذه الأيام ملحقة برمضان، فإذا انتفت تلك العلة تنتفي الكراهة.
وتابعت أن ما اُشتهر عن المالكية من القول بكراهة صيام هذه الأيام مطلقًا فليس بصحيح، بل هم يستحبون صيامها في شوال وفي غيره، وأما حكم الكراهة عندهم فهو لِأَمْنِ الخطأ في إلحاق هذه الأيام بصوم رمضان واعتقاد وجوبها، فإذا زالت هذه العلة زال حكم الكراهة.
هل صيام الست من شوال بدعة؟وعن حكم صيام الست من شوال، وهل هي بدعة؟ أكدت الإفتاء أنه ورد في السنة المشرفة الحث على صيام ستة أيام من شوال عقب إتمام صوم رمضان، وأن ذلك يعدل في الثواب صيام سنة كاملة؛ فروى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر».
وأوضحت أن تفسير أن ذلك يعدل هذا القدر من الثواب، هو أن الحسنة بعشر أمثالها؛ روى البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا»، وعليه: فصيام شهر رمضان يعدل صيام عشرة أشهر، وصيام الستة أيام من شوال يعدل ستين يومًا قدر شهرين، فيكون المجموع اثني عشر شهرًا تمام السنة.
هل يجب صيام الست من شوال متتابعة؟وأشارت دار الإفتاء إلى أن صيام الأيام الست من شوال مندوبٌ إليه شرعًا، وهناك سعة في تفريقها وعدم التتابع فيها على مدار الشهر، وإن كان التتابع في صومها بعد عيد الفطر هو الأفضل لمن استطاع.