الأسباب التي تدفع باسيل نحو تموضع أكثر بُعداً عن الحزب
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في"النهار": بدا رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في إطلالتين إعلاميتين أخيرتين كأنه غادر أيّ التقاء ثابت مع حليفه السابق"حزب الله" وأنه ماضٍ بخطى ثابتة الى تموضع جديد يتيح له "التحرر" نهائياً من مُرّ آثار وتداعيات مرحلة" تفاهم مار مخايل".
السؤال المطروح هو: ما الذي حدا بباسيل لأن يختار هذا التوقيت لإبلاغ من يعنيهم الامر انه قد طلَّق تماما مناخات التفاهم السابقة مع الحزب، وانه لم يعد في صدد العودة الى تفاهمات تمتّ بصلة الى "تفاهم مار مخايل"، وانه استطرادا في وارد المضي الى تموضع سياسي جديد، وان الجسر المُفضي الى هذا التموضع هو تسليط الاضواء الساطعة على وجوه التمايز مع الحزب حول قضايا الداخل، وعلى تعارضه مع "مغامرات" الحزب الحالية على طول الحدود الجنوبية؟
يتحدث ناشطون سياسيون قُدّر لهم ان يلتقوا باسيل انه قد نضجت لديه رؤية سياسية متكاملة قرر اعتمادها خياراً لا رجعة عنه تنطوي على ما يحدد علاقته المستقبلية بالحزب من جهة وتضمن له العبور الى تموضع سياسي أكثر مرونة وبراغماتية في التعاطي مع المكونات السياسية في البلاد.
تنطلق رؤية باسيل تلك والتي وُلدت بعد طول نقاش للواقع الداخلي والاقليمي حاضراً ومستقبلاً من نقطة مبدئية هي انه لا يمكن لـ"التيار الوطني الحر" ان يسير في ركاب خيار يؤدي الى ترئيس زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية الذي ما زال الحزب يعلن تمسّكه بترشيحه حصراً، أو التفكير جدياً بخيار بديل هو ايصال قائد الجيش العماد جوزف عون الى سدة الرئاسة الاولى.
واكثر من ذلك، فان باسيل لم يجد من الحزب ما ينفي نهائياً ان يكون في يوم من الايام في وارد السير بصفقة سياسية يذكر أنها من إعداد الجانب الاميركي، يكون أحد شروطها تأمين انتقال عون من مقره الحالي في اليرزة الى قصر بعبدا، خصوصا انه سرى في الآونة الاخيرة ما يشير الى ان واشنطن تتحدث عن عروض سخيّة تقدَّم بالجملة الى الحزب لكي يرعوي عن المضي في المواجهات على الحدود الجنوبية ويفكّ ارتباطه مع الجانب الفلسطيني.
وفي السياق عينه، لا يكتم باسيل ان اعتراضه على ترئيس كلا الشخصين يتأتى من خلفية سياسية أساسها اعتقاده ان عهد أيّ منهما في الرئاسة سيكون امتداداً لعهد الإخفاق، وهو (باسيل) ليس مستعداً لأن يُحسب على خيار آخر من هذا النوع أو يمشي به لأنه سيكون معرّضاً ولاريب للخسارة.
الى ذلك، يستشعر باسيل ان ثمة تطوراً جديداً طرأ أخيراً أفقد "تفاهم مار مخايل" سبباً أساسياً من أسباب وجوده أصلاً، فضلاً عن ديمومته. ففي السابق، وتحديداً أيام ولادته، كانت ثمة حاجة ضمنية لدى طرفَي ذلك التفاهم الى ابرامه وهو مواجهة مشتركة لهيمنة "الحريرية السياسية" في تلك الحقبة كزعامة سنّية عارمة. ولكن بعد الضربة التي تلقّتها تلك الزعامة إثر انسحاب الرئيس سعد الحريري من العمل السياسي، فان التيار بات يستشعر ان حاجة الحزب الى التفاهم معه لم تعد بالحرارة عينها كما في السابق، خصوصا ان الحزب وضع في حساباته امكان اعادة وصل ما انقطع مع القيادات السنية التي بدت وقد تحررت من طغيان زعامة واحدة.
وواقع الحال هذا بحسب تلميح باسيل خفف كثيرا حاجة الحزب الى "الشراكة" مع المسيحيين واصراره على إطالة أمد تلك التجربة.
أمر آخر سبق لباسيل ان جاهر به وتناوله مراراً عندما اطلق سابقا في التداول استنتاجه الشهير وفحواه ان لا مشروع جدياً لدى الحزب لإعادة بناء الدولة ولا وقت عنده يخصصه حتى لإصلاح ما خرب وما يمكن إصلاحه في بناء الدولة الموشك على الانهيار والتداعي. وفي أحسن الاحوال كان رد الحزب على هذه المسألة بالقول: اعذرونا لا نريد ان نفتح خطوط تماس مع الحليف الأوثق اذا ما نحن سرنا معكم قدماً في عملية الاصلاح والبناء.
ولا يخفي باسيل في طوايا كلامه ان الحزب هو مَن أعلى مِن شأن مشروعه الاستراتيجي عندما سارع الى فتح ابواب المواجهة الحدودية. "واذا كان الامر بالنسبة اليه مشروعاً وواجباً يؤديه، فانه يحق لنا ان نبحث عن خياراتنا وما يناسب مصالحنا ورؤانا".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: باسیل ان
إقرأ أيضاً:
«آي صاغة»: التوترات الجيوسياسية تدفع الذهب للصعود مجددًا
ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال منتصف تعاملات اليوم، الأربعاء، مع ارتفاع الأوقية بالبورصة العالمية مجددًا، بفعل تزايد التوترات الجيوسياسية في أوروبا، رغم تقلص الرهانات على خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة في اجتماع الشهر المقبل.
وقال المهندس سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بنحو 55 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ومقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 3755 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية 5 دولارات لتسجل مستوى 2639 دولارًا.
وأضاف إمبابي، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 4291 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3219 جنيهًا، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 2504 جنيهات، وسجل الجنيه الذهب نحو 30040 جنيهًا.
ووفقًا للتقرير اليومي لمنصة «آي صاغة»، فقد ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بقيمة 80 جنيهًا خلال تعاملات أمس، الثلاثاء، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 3620 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 3700 جنيه، في حين ارتفعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية، بقيمة 23 دولارًا، حيث افتتحت الأوقية التعاملات عند مستوى 2611 دولارًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 2634 دولارًا.
ولفت إمبابي إلى أن أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بنحو 200 جنيه منذ بداية تعاملات الأسبوع صباح يوم الاثنين، بفعل ارتفاع أسعار الذهب بالبورصة العالمية، وارتفاع الدولار بالسوق المحلية.
يأتي الارتفاع الحاد في سعر الصرف قبيل اجتماع البنك المركزي غدًا، الخميس، لتحديد أسعار الفائدة، وسط توقعات بأن يدفع هذا الارتفاع البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة مجددًا في محاولة لاحتواء التضخم واستقرار سعر الصرف.
وسبق للجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي، أن أبقت خلال أربعة اجتماعات متتالية على أسعار عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية عند 27.25% و28.25% و27.75% على الترتيب، بعد زيادات بلغت 800 نقطة أساس في فبراير ومارس.
ووفقًا لموقع البنك المركزي المصري سجل سعر الدولار نحو 49.80 جنيه في منتصف تعاملات اليوم.
وأوضح إمبابي أن أسعار الذهب عادت للارتفاع، بفعل عودة المخاطر الجيوسياسية في أوروبا، حيث تسربت أنباء حول سماح إدارة بايدن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية الصنع لشن هجمات في العمق الروسي، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب، إثر مخاوف عودة التصعيد العسكري مجددًا بين موسكو وكييف.
وقال إن ارتفاع الذهب جاء رغم تقلص توقعات خفض البنك المركزي الأمريكي لسعر الفائدة في اجتماع الشهر المقبل، واحتمال تثبيتها خوفًا من عودة التضخم.
لقد قدمت المخاطر الجيوسياسية المتزايدة الناجمة عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا دعمًا أساسيًا للذهب، وقد أثارت تعديلات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على السياسة النووية واستخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى المصنوعة في الولايات المتحدة مخاوف من تصعيد الصراع، وفي حين حفز هذا شراء الملاذ الآمن، إلا أن تأثيره كان محدودًا حيث ركز المستثمرون على جني الأرباح وتعزيز الدولار.
وأصبحت الأسواق أقل توترًا، بعد أن قالت روسيا إنها تخفض سقف استخدام الأسلحة النووية ضد الخصوم، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا "ستفعل كل ما هو ممكن" لتجنب الحرب النووية.
وتترقب الأسواق خطط التعريفات الجمركية للرئيس المنتخب دونالد ترامب وتخفيضات الضرائب الممولة بالديون، والتي من شأنها أن تعزز معدلات التضخم، مما قد يؤدي إلى إبطاء دورة تخفيف أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.
وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية، عقب بيانات الإسكان الأمريكية الأضعف من المتوقع، ومن المرجح أن تؤثر التصريحات القادمة من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي والتقارير الاقتصادية، وتضغط على قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة.
وتتضمن البيانات الاقتصادية الأمريكية المقرر إصدارها اليوم، الأربعاء، مسح طلبات الرهن العقاري الأسبوعي، ومن المقرر أيضًا أن يتحدث العديد من مسئولي بنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم، وسيظل التركيز الأهم حول بيانات مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع والخدمات يوم الجمعة.