تسوية هوكشتاين: 1701 ضابط التهدئة الميدانية ولا ضمانات بعدم اشتعال الجبهة الجنوبية
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
انشغل الوسط السياسيّ بزيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الأمن والطاقة أموس هوكشتاين، الخاطفة الى بيروت واجتماعاته مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، معربا عن شعوره بالأمل من أن «نتمكن من العمل والمضيّ قدماً في هذه الجهود للوصول سوياً لحل يسمح للشعب اللبناني من الجهة اللبنانية ومن الجهة الأخرى العيش بأمان والتركيز على مستقبل أفضل».
وقال الرئيس بري لـ«الشرق الأوسط» إن هوكستين «أتى بأفكار لا مبادرة، وطرحنا في المقابل أفكاراً أخرى». وأضاف: «لم نتفق على كل شيء، لكننا سندرس أفكاره وسيدرس أفكارنا، ونعود للقاء».
وأوضح بري أن الموفد الأميركي «لم يحمل طرحاً محدداً، لكنه يحاول تخفيف التوتر في لبنان وفي غزة». وختم قائلاً: «لا أستطيع أن أقول إني متفائل أو متشائم، لكني أقول إن هناك فرصة».
وكتبت" النهار": لعلّ الواقعية التامة التي طبعت ما نقله الموفد الأميركي كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين الى بيروت امس، شكلت مبعث أمل حقيقيا لدى المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في امكان احتواء الواقع الميداني والتصعيدي عند الحدود الجنوبية مع اسرائيل ولو لم يعبروا عن ذلك علنا في انتظار رصد ما ستتركه "اقتراحات" أودعها في لبنان وإسرائيل. اذ ان مهمة هوكشتاين تشمل شقين متدرجين على قاعدة تبريد الجبهة الميدانية أولا، ومن ثم الانطلاق في مفاوضات غير مباشرة لحل ديبلوماسي. والمعلومات المتوافرة تشير الى ان هوكشتاين يعمل على الصيغة التي تشكل جوهر حركته ووساطته، وينطلق في تلك الصيغة من القرار الدولي 1701 الذي يريده ركيزة للحل الديبلوماسي، مستبعداً الخيار العسكري، وداعياً في كل لقاءاته إلى ضرورة العمل بأقصى درجات الحذر وضبط النفس لمنع الانزلاق إلى الحرب الموسعة، مؤكداً الضغوط التي تمارسها بلاده في كل الاتجاهات ولا سيما في اتجاه إسرائيل لمنع انزلاق كهذا. هو اكد ان امام لبنان فرصة جدية لبداية حل جدي لتطبيق الـ 1701 والتركيز يجري حالياً على الآليات التي ستسمح بذلك في ظل النقاط الخلافية الأساسية التي لا تزال عالقة.
هوكشتاين لم يحمل عرضا بل مجموعة من الافكار. وسمع من رئيس مجلس النواب نبيه بري ضرورة وقف اسرائيل حربها في غزة وجنوب لبنان. وسبق لهوكشتاين ان ناقش هذه الأفكار مع الجانب الاسرائيلي.
وفي المعلومات انه جرى التركيز في اجتماعاته على التمسك بالقرار 1701 وان اي ترتيبات على الحدود في الجنوب مع اسرائيل لا يمكن البحث في تفاصيلها قبل وقف المواجهات العسكرية. وكان هناك تشديد من جانب الرئيس بري ان تشمل كل عملية تثبيت الحدود في البر ومعالجة كل النقاط من الى b1 في راس الناقورة وصولا الى مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
وردا على سؤال اذا طرح هوكشتاين ابعاد "حزب الله" من البلدات الحدودية، رد بري : اذا كان هذا المطروح فليطبق عندها (اسرائيل) أيضا".
وكتبت" نداء الوطن": إنّ جوهر ما طرحه هوكشتاين يستند إلى ثلاث نقاط:
أولاً- إنّ التوجه في غزة هو وقف الأعمال القتالية مع الحفاظ على الأعمال الحربية الانتقائية.
ثانياً- ليس من مصلحة لبنان الاستمرار في تسخين الجبهة الجنوبية ما دامت الأمور متّجهة إلى بداية حل على المستوى الفلسطيني.
ثالثاً- إقترح هوكشتاين العودة إلى وقف الأعمال الحربية بين لبنان وإسرائيل على أن يتراجع «الحزب» 8 كيلومترات عن الحدود ما يسمح بعودة النازحين على جانبي الحدود. وهذا التراجع هو مدخل لطرح مشروع حل لنقاط النزاع على الحدود البرية. وفي الوقت نفسه، يجري العمل على نشر 10 آلاف جندي لبناني كي يعملوا مع قوات «اليونيفيل» على تطبيق القرار 1701.
وعُلم أنّ التفاوض على الحدود البرية، لن يكون عبر اللجنة العسكرية الثلاثية، إنما بإجراء جولات تفاوض غير مباشر تقوم على تبادل الأوراق والمقترحات والجولات المكوكية بين بيروت وتل ابيب، وسيتولاها هوكشتاين نفسه.
كما عُلم أنّ هوكشتاين أطلع من الذين التقاهم على موقف «حزب الله» وخلاصته: «الخطوة الأولى يجب ان تكون وقف العدوان على غزة، وأي مبادرة خارج هذا الإطار غير جدية وهدفها التغطية على الجرائم الإسرائيلية، وأنّ «الحزب» عندما تتوقف الحرب سيكون مسانداً للدولة في مسألة الحدود البرية، وليس بديلاً منها».
ونقل زوار مرجع سياسي عنه قوله إنّ زيارة هوكشتاين «تفتح مساراً ايجابياً، وأنّ كل شيء في هذا المضمار يبنى عليه دولياً». وأعرب عن اقتناعه بأنّ الحرب «لن تتوسع في لبنان» على الرغم من جنوح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى «التصعيد»، مؤكداً أنّ «حزب الله» لا يريد توسيع النزاع في الجنوب، وهو لهذه الغاية يحرص على أن يستهدف في مواجهات الجنوب المراكز العسكرية الإسرائيلية.
وأشارت مصادر مواكبة للزيارة لـ»البناء» الى أن «الموفد الأميركي قدّم تصوراً لتسوية النزاع على الحدود على قاعدة الحل الوسط بين لبنان و»إسرائيل» من دون أن يأتي على ذكر مزارع شبعا، لكنه لم يدخل بالتفاصيل ولم يتحدّث عن توقيت التنفيذ، بل أكد على ضرورة تهدئة الجبهة بأسرع وقت ممكن لكي لا تتمدّد الحرب أكثر»، ولفتت الى أن هوكشتاين كان بجو أن الوضع على الحدود ارتبط بالحرب في غزة، ولا يمكن البحث عن مقترحات جدّية قبل انتهاء العدوان على غزة، وهذا فحوى ما سمعه من المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم، بأن أيّ حل يجب أن يستند على قاعدتين: انسحاب قوات الاحتلال من جميع الاراضي المحتلة لا سيما مزارع شبعا ونقطة بـ 1 والثانية توقف العدوان على غزة.
وأوضحت المصادر أن «هوكشتاين كان أكثر واقعية بصعوبة الحلول في ظل استمرار الحرب في غزة، وهذا ظهر في تصريحاته، ولذلك هوكشتاين يعمل على مسارين الأول: البحث عن حلول وسطية ترضي الطرفين، والثاني تهدئة الجبهة والتخفيف من حدة القصف والتصعيد المتبادل ريثما يتم وقف إطلاق النار في غزة لتطبيق أي اتفاق. وطالما أن المرحلة الثالثة من الحرب ستنطلق قريباً وبالتالي ستخف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ما يسمح بتهدئة الجبهة الجنوبية».
ووصفت مصادر سياسية ما نقله هوكشتاين من أفكار وطروحات بانه لم يكن بمثابة إنذار إسرائيلي مباشر للبنان، ولكنه يدق ناقوس الخطر وينبه إلى خطورة الاوضاع، وقد بات ذلك يتطلب معالجة سريعة وباقرب فرصة ممكنة، قبل فوات الأوان.
وتوقعت المصادر ان يعود المستشار الرئاسي الاميركي إلى لبنان في وقت قريب، لتسلم ردود حزب الله على الافكار التي حملها، والمرتقب ان ينقلها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ليقرر الخطوة المقبلة في اطار مهمته.
وعلمت» اللواء» ان زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى لبنان هي امتداد لزيارة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الى المنطقة، وهي ذات طابع استطلاعي من دون ان يحمل معه اي مشروع اتفاق نهائي حول القضايا المطروحة ربطا بالجبهة الجنوبية وذلك بحسب مصدر دبلوماسي غربي واسع الاطلاع. اذ تبدى اخيرا ان حزب الله لن يتيح اي باب للتفاوض قبل وقف العدوان الاسرائيلي على غزة وهذا ما كان واضحا من كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير، وكذلك من المناخ الذي نقله الرئيس نبيه بري واللواء عباس ابراهيم الى حزب الله، وهما بحسب المصدر الدبلوماسي الغربي «المعنيان الوحيدان بالتفاوض الجاري حاليا حول الوضع الجنوبي».
الزيارة الخاطفة لهوكشتاين بدأت بلقاء قائد الجيش العماد جوزف عون ثم زار السرايا حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وشدد على "ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكنا التوصل الى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن". ودعا الى "العمل على حل وسط مؤقتا لعدم تطور الامور نحو الاسوأ". ثم التقى هوكشتاين رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث أدلى على الاثر بتصريح قال فيه "نحن في مرحلة ووقت صعب وطارئ يتطلبان العمل بسرعة وأنا مسرور لأنني تمكنت من لقاء الحكومة اللبنانية وقائد الجيش للبحث في كيفية الوصول الى حل ديبلوماسي للأزمة على الحدود بين لبنان وإسرائيل … أننا نفضل الحلول الديبلوماسية للازمة الحالية، وانا اؤمن بقوة أن الشعب اللبناني لا يريد ان يرى التصعيد في الازمة الحالية لازمة أبعد من ذلك، لذا نحن بحاجة للوصول الى حل يسمح للشعب اللبناني العودة الى منازله في جنوب لبنان والعودة الى حياتهم الطبيعية، كما ينبغي ان يتمكن سكان الشمال في إسرائيل من العودة الى منازلهم والعيش في أمان، هذا هو هدفنا". وقال:"لقد سمعتم ما قالته الحكومة الاسرائيلية بأن هناك نافذة ضيقة وانهم يفضلون حلاً ديبلوماسياً ، وأعتقد ان هذا هو الواقع نحن نعيش الآن في أزمة ونود ان نرى حلا ً ديبلوماسيا وأعتقد ان الجهتين تفضلان الحل الديبلوماسي ومهمتنا ان نصل الى هذا الحل".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجبهة الجنوبیة على الحدود نبیه بری حزب الله على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الإطار التنسيقي يشبّه الجبهة الداخلية العراقية بـالحدود: كلاهما محصّن - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
أكد النائب عن الاطار التنسيقي مختار الموسوي، اليوم الأربعاء (25 كانون الأول 2024)، أن الجبهة الداخلية العراقية "محصنة" كحال الجبهة على الحدود العراقية مع سوريا وباقي دول الجوار.
وقال الموسوي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "العراق حصّن جبهته الخارجية من خلال ضبط الحدود خاصة مع سوريا لمنع أي مخاطر إرهابية على العراق وسد كل الثغرات التي يمكن ان تستغل للتسلل إلى العمق العراقي، ولهذا لا مخاوف من أي مخاطر امنية على الحدود".
وأضاف أن "العراق حصن جبهته الداخلية وهذا امر مهم جداً لمنع أي فتن او احداث للفوضى، وذلك من خلال الاجماع الوطني السياسي والشعبي على دعم الدولة في مواجهة أي مخاطر وكذلك رفض عودة الإرهاب والفكر المتطرف الى المدن العراقية المحررة وغيرها، فهذا التحصين الداخلي لا يقل أهمية عن عملية تحصين الحدود".
وعبّر سياسيون عراقيون عن مخاوفهم من انعكاس التطورات في سوريا على الداخل العراقي، مشددين على أهمية تحصين الجبهة الداخلية ودعم الحكومة، لتجاوز مخاطر الارتدادات السورية، تزامناً مع تحذيرات أطلقها زعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي، بشأن تحركات داعش الارهابي وحزب البعث داخل العراق وسط دعوات سياسية لتنفيذ بنود ورقة الاتفاق السياسي التي أفضت إلى تشكيل الحكومة الحالية، كونها كفيلة بتجنيب البلاد مخاطر الصراع والأجندات الخارجية.
النائب عبد الأمير تعيبان، وهو مستشار رئيس الحكومة لشؤون الزراعة والمياه والأهوار، دعا لتوحيد الخطاب ودعم الحكومة لتجاوز المخاطر التي تحيط بالعراق.
وكتب في تدوينة يقول: "في ظل المتغيرات والمخاطر التي تحيط بالعراق أرضاً وشعباً، ما علينا كشعب بكل قومياته ومذاهبه الدينية والسياسية إلا أن نوحد خطابنا ونتجاوز الخطابات الطائفية والتحريض على التفرقة"
وأضاف: "علينا أن ندعم الحكومة لتمارس سياستها التي رسمها لها الدستور استنادا إلى المادة 78"
وتنصّ هذه المادة الدستورية على أن "رئيس مجلس الوزراء هو المسؤول التنفيذي المباشر عن السياسة العامة للدولة، والقائد العام للقوات المسلحة، يقوم بإدارة مجلس الوزراء ويترأس اجتماعاته، وله الحق بإقالة الوزراء، بموافقة مجلس النواب"
وكان المسؤول الأممي قد أعلن، إنه بحث مع المرجعية الشيعية في النجف "سبل ومجالات وخطوات النأي بالعراق عن أي تجاذبات سلبية لا تخدم أمن واستقرار ومستقبل البلد".
ودعا القوى السياسية في العراق إلى "وضع مصلحة البلد في الصدارة، وأن يكون أمن العراق والعراقيين غير قابل للمساومة في ظل الهدف الأسمى والسامي للجميع مشيراً إلى أن السيستاني حريص على العراق والحفاظ عليه من أي تجاذبات تحدث في المنطقة".