دبي- رويترز 

قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن طهران استولت على ناقلة تحمل خاما عراقيا كانت متجهة إلى تركيا يوم الخميس ردا على استيلاء الولايات المتحدة على الناقلة نفسها ونفطها العام الماضي في خطوة يرجح أن تؤجج التوتر الإقليمي.

ويأتي الاستيلاء على الناقلة سانت نيكولاس التي ترفع علم جزر مارشال بعد أسابيع شهدت هجمات لجماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران استهدفت طرق الشحن في البحر الأحمر.

 

ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء بيانا للبحرية الإيرانية جاء فيه "بعد سرقة الولايات المتحدة للنفط الإيراني العام الماضي، احتجزت البحرية الإيرانية الناقلة سانت نيكولاس هذا الصباح بأمر قضائي... وتتجه (الناقلة الآن) إلى الموانئ الإيرانية".

وفي واشنطن، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن القوات الإيرانية اعتلت بشكل غير قانوني الناقلة سانت نيكولاس في خليج عمان وأجبرتها على تغيير مسارها إلى المياه الإقليمية الإيرانية.

وندد البيت الأبيض بالاستيلاء على السفينة.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض "لا يوجد مبرر إطلاقا للاستيلاء عليها، لا يوجد إطلاقا. يتعين عليهم ترك السفينة تمضي".

واستولت الولايات المتحدة في 2023 على سانت نيكولاس في عملية لإنفاذ العقوبات لكن السفينة كانت تبحر تحت اسم مختلف وهو (سويز راجان). وحينها حذرت إيران الولايات المتحدة قائلة إن هذا "لن يمر دون رد".

وقالت شركة أمبري البريطانية لأمن الملاحة البحرية في مذكرة إن مسلحين اعتلوا ناقلة النفط (سانت نيكولاس) أثناء إبحارها قرب مدينة صحار بسلطنة عمان وتم إغلاق نظام التتبع فيها وهي متجهة إلى بندر جاسك بإيران.

وقالت شركة تكرير النفط التركية توبراش لرويترز في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني "تم قطع الاتصال مع ناقلة النفط سانت نيكولاس التي ترفع علم جزر مارشال والمملوكة لشركة إمباير نافيجيشن اليونانية في حوالي الساعة 06:30 يوم 11 يناير في مياه عمان"، مؤكدة أنها اشترت الشحنة من شركة تسويق النفط العراقية الحكومية (سومو).

وأضافت الشركة التركية التي لديها قدرة على تكرير 241 ألفا و500 برميل نفط يوميا بمصفاة إزمير في ألياجا أنه "ليس للواقعة تأثير على عمليات التكرير لدينا". 

وقالت شركة إمباير للملاحة إن السفينة كانت محملة بنحو 145 ألف طن نفط من ميناء البصرة العراقي وكانت متجهة إلى ميناء علي أغا في غرب تركيا عبر قناة السويس وإنها فقدت الاتصال بالناقلة.

وأضافت الشركة التي تشغل السفينة أن طاقم الناقلة يتألف من 19 شخصا أحدهم من اليونان و18 من الفلبين. وأضافت أن الناقلة تستأجرها مصفاة النفط التركية توبراش.

ويهاجم الحوثيون اليمنيون المتحالفون مع إيران السفن التجارية في البحر الأحمر منذ أكتوبر تشرين الأول لإبداء الدعم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تتعرض لحملة عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة، لكن هجماتهم تركزت في منطقة مضيق باب المندب إلى الجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية.

وحدثت واقعة يوم الخميس بالقرب من مضيق هرمز بين عمان وإيران.

وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية في وقت سابق من يوم الخميس إنها تلقت تقريرا يفيد بأن أربعة إلى خمسة مسلحين صعدوا على متن سفينة على بعد نحو 50 ميلا بحريا شرقي ساحل عمان.

وأشارت تقارير إلى أن المسلحين الذين صعدوا على متن السفينة كانوا يرتدون زيا أسود يشبه الزي العسكري وأقنعة سوداء.

وقالت الهيئة التي توفر معلومات الأمن البحري إنها لم تعد قادرة على إجراء مزيد من الاتصالات مع السفينة وإن السلطات ما زالت تجري تحقيقات.

وقال نائب الأميرال براد كوبر، قائد الأسطول الخامس في البحرية الأمريكية، في بيان "تصرفات إيران تتعارض مع القانون الدولي وتهدد الأمن والاستقرار البحريين".

وكانت السفينة سويز راجان تحمل أكثر من 980 ألف برميل نفط من الخام الإيراني العام الماضي حين اُحتجزت وصودر نفطها في عملية أمريكية لإنفاذ العقوبات.

وقالت الولايات المتحدة حينذاك إن الحرس الثوري الإيراني كان يحاول إرسال نفط مهرب إلى الصين في انتهاك للعقوبات الأمريكية.

ولم تتمكن الناقلة من تفريغ الخام الإيراني لنحو شهرين ونصف الشهر بسبب مخاوف من فرض عقوبات ثانوية على السفن التي تستخدم في تفريغ الشحنة. وتغير اسمها إلى سانت نيكولاس بعد تفريغ الشحنات.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة سانت نیکولاس

إقرأ أيضاً:

ضغط ترامب.. تداعيات عودة حملة "الضغط الأقصى" على إيران؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد أيام قليلة من وصوله إلى سدة حكم البيت الأبيض، قرر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" استئناف سياسية العقوبات الصارمة التي اتخذها في فترة ولايته الرئاسية الأولى على إيران، وذلك رداً على التحركات التي قادتها الأخيرة في المنطقة خلال الفترة الماضية، خاصة فيما يتعلق بدعم ما يعرف بجماعات "محور المقاومة" وذلك من أجل شن هجمات ضد الاحتلال الإسرائيلي (حليف أمريكا).

 

ضغط أمريكي

وفي هذا الإطار، وقع "ترامب" في 4 فبراير الجاري على مرسوم رئاسي يتضمن توجيهاً "صارماً للغاية" لاستئناف حملة "الضغط الأقصى" ضد إيران، وينص المرسوم على توجيه وزارة الخزانة الأمريكية بفرض "أقصى قدر من الضغط الاقتصادي" على إيران من خلال العقوبات المصممة لشل صادرات النفط في البلاد، ووفقاً للمرسوم، يوجه الرئيس الأمريكي في قراره وزارتي الخزانة والخارجية بتنفيذ حملة "تهدف إلى خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر".

 

ورغم هذا المرسوم الذي وصفه الرئيس الأمريكي بأنه "صعب للغايسة" إلا أنه أعلن في الوقت ذاته عن استعداده للاجتماع مع نظيره الإيراني "مسعود بزشكيان" لمحاولة إقناع طهران بالتخلي عما تعتقد الولايات المتحدة أنها جهود لامتلاك سلاح نووي، حيث شدد "ترامب" أن "إيران قريبة جداً من امتلاك سلاح نووي، وأنه لا يمكن أن يسمح لإيران امتلاك سلاح نووي".

 

رد إيران

وقد ردت طهران على المرسوم الأمريكي خاصة فيما يتعلق بفرض عقوبات على النفط الإيراني، أي منع طهران من بيع نفطها إلى دول أخرى، وهو ما حذر منه وزير النفط الإيراني "محسن باك نجاد" في 5 فبراير الجاري، قائلاً، أن "فرض عقوبات أحادية على منتجين كبار من شأنه أن يزعزع استقرار أسواق الطاقة".

 

ولم يكتفي الوزير الإيراني بذلك، بل أنه أبلغ الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص أن "نزع الطابع السياسي عن سوق النفط قضية حيوية لأمن الطاقة وفرض عقوبات أحادية الجانب على كبار منتجي النفط والضغط على أوبك من شأنه أن يزعزع استقرار أسواق النفط والطاقة فضلا عن الإضرار بالمستهلكين حول العالم".

 

وبشأن تحذير "ترامب" من برامج إيران النووي، فقد أكد وزير الخارجية الإيراني، "عباس عراقجي"، أن مخاوف واشنطن من برنامج إيران النووي يمكن حلها، مشدداً على رفض طهران لأسلحة الدمار الشامل.

 

ورقة ضغط

وحول أسباب القرار الأمريكي، يقول المتخصصين في الشأن الإيراني، أن الرئيس "ترامب" يسعى إلى إرضاء اللوبي الإسرائيلي بالداخل الأمريكي خاصة بعد دعمها له خلال حملته الانتخابية، كما أنه يريد تقديم ما اسموه بـ"هدية سياسية" لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" رداً على حالة التصعيد التي وقعت خلال حرب غزة بين إيران وإسرائيل، وأضاف آخرين، أن "ترامب" يريد "طمأنة" بعض دول المنطقة، بشأن مساعيها لاحتواء الخطر الإيراني خاصة بعد تهديدات وكلائها لحركة الملاحة والتجارة العالمية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

مقالات مشابهة

  • الأولى في عهد ترامب.. عقوبات أميركية جديدة على إيران
  • خامئني: التفاوض مع أميركا خطوة غير حكيمة ولا تحل مشاكل إيران
  • إيران تندد بالعقوبات الأمريكية الجديدة على الشحن: "غير شرعية"
  • إيران تندد بالعقوبات الأمريكية على كيانات متهمة ببيع نفطها إلى الصين
  • إيران تندد بالعقوبات الأمريكية على كيانات متهمة ببيع النفط الإيراني للصين
  • إيران تندد بعقوبات أميركية غير مبررة
  • ترامب يلعن عن أولى عقوباته على إيران
  • عقوبات أمريكية جديدة على إيران
  • ضغط ترامب.. تداعيات عودة حملة "الضغط الأقصى" على إيران؟
  • إيران تحذر: عقوبات أميركا ستزعزع استقرار أسواق النفط