كيف دمّرت الحرب على غزة اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي وشركاته التكنولوجية؟
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
#سواليف
سلّطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الضوء على التبعات التي يواجهها #قطاع_التكنولوجيا، الذي تشتهر به دولة #الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بسبب تداعيات #الحرب التي تشنّها على قطاع #غزة المحاصر.
وأوضحت الصحيفة، أنه “بعد عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في الساعة 6:45 صباحا، تحدث جاك “تاتو” بيجيو، وهو مؤسس شركة “UBQ Materials” لمدير العمليات في الشركة، الذي قال إن: الكيبوتس الذي يقطن فيه تعرض لعملية مسلحي #حماس، كما تلقى رسائل نصية من موظفين آخرين، بأنهم يختبئون في غرف آمنة، في حين قالت موظفة إن زوجها أصيب بالرصاص في معدته”.
وفي الوقت الذي أجبرت عملية “طوفان الأقصى” الذي شنّتها حركة حماس، شركة “UBQ Materials” على إغلاق مصنعها الذي يقع على بعد 20 ميلا (32 كلم) من الحدود مع قطاع غزة، مخلفا صدمة لدى الموظفين، الذين قتل اثنان منهم، في حين خسر كثيرون آخرون منازلهم واضطروا إلى العيش على بعد 100 ميل (160 كلم). فيما قال بيجيو للصحيفة: “كان مثل يوم القيامة”.
مقالات ذات صلة قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقتحم مدينة طولكرم 2024/01/12وتابعت الصحيفة، بأنه: “رغم أن الشركة التي تأسست عام 2012، والمتخصصة في تكنولوجيا تحول القمامة إلى بلاستيك يمكن استخدامه لأغراض متعددة، تمكنت من النهوض وتشغيل عملياتها مجددا خلال ثلاثة أسابيع، إلا أن شركات أخرى لم تلق المصير ذاته، بحسب الصحيفة الأميركية”.
وأردف بأنه قد “تسلل مئات من مسلحي حركة حماس إلى إسرائيل، من غزة، في السابع من أكتوبر الماضي، في عملية أسفرت عن مقتل نحو 1140 شخصا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية”.
وأضاف: “كما اقتيد نحو 250 أسيرا خلال العملية؛ لا يزال 132 منهم محتجزين في قطاع غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي”، بينما “توعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس، وترد بقصف جوي ومدفعي عنيف، وعمليات برية اعتبارا من 27 أكتوبر على قطاع غزة المحاصر، ما أدى إلى مقتل 23357 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس”.
وأشارت الصحيفة نفسها، إلى أن “العملية الإسرائيلية تسببت في القطاع بنزوح مليون فلسطيني من شمال غزة لجنوبه. ويعاني القطاع من دمار واسع والجوع وشح في المياه والكهرباء ووسائل الاتصال والرعاية الطبية بسبب الدمار الواقع على المستشفيات”.
من جهتها قالت وكالة “فرانس برس” إنه “بالإضافة إلى أكثر من 360 ألف جندي احتياط تمّت تعبئتهم، اضطُّر ما لا يقل عن 125 ألف إسرائيلي إلى مغادرة منازلهم في جنوب إسرائيل أو في مناطق الشمال الحدودية مع لبنان، والتي تشهد بشكل يومي تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني”.
وذكرت الصحيفة، بأن “الحرب أثرت في الاقتصاد الإسرائيلي، بشكل قد لا يبدو ملحوظا خارج البلاد، حيث توقفت السياحة وارتفعت نفقات الحكومة، والضربة التي تلقتها شركات التكنولوجيا، قد هزّت الثقة في قطاع كان قد أضحى محرّكا أساسيا في اقتصاد إسرائيل”.
وأكّدت أنه “ساهم استدعاء 350 ألفا من جنود الاحتياط في تشتيت العمليات التشغيلية لدى العديد من الشركات، كما بدأ المستثمرون بالتردد وفقا لإحصائية أجرتها سلطة الابتكار الإسرائيلية، الممولة حكوميا، بالتعاون مع مركز “Start-Up Nation Policy”.
إلى ذلك، أبرزت الصحيفة أن “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، قالت: إن الحرب سوف تتسبب في تباطؤ مؤقت ولكن واضح، في الاقتصاد الإسرائيلي”، مؤكدة أن “الاقتصاد الإسرائيلي شهد نموا بنحو ثلاثة بالمئة قبل عملية السابع من أكتوبر، ومن المتوقع الآن أن يتباطأ إلى 1.5 بالمئة هذا العام. ويؤثر على الاقتصاد نقص العمالة، وانخفاض ثقة المستهلكين والشركات، وارتفاع التضخم”.
تجدر الإشارة إلى أنه “من أجل تحفيز الاقتصاد المتعثر، خفّض بنك إسرائيل المركزي، أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، إلى 4.5 في المئة، الأسبوع الماضي. وكان هذا أول خفض لأسعار الفائدة منذ بداية جائحة كوفيد؛ فيما قال محافظ البنك المركزي أمير يارون، إنه من المتوقع إجراء تخفيضات إضافية”.
وفي تقرير لها نشر بداية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، سلطت وكالة “فرانس برس” الضوء على “شركات إسرائيلية عدة تعاني من نقص الموظفين، من بينها مجموعة “راف – بريح” (Rav-Bariach)”، مشيرة إلى أنه “على المستوى اليومي، يؤثر نقص اليد العاملة قبل أي شيء آخر على نشاط الشركة منذ بداية الحرب”.
وأوضح المدير التنفيذي للشركة، إيدان زو-اريتز، بأن “المصنع شغّل حينها ما يتراوح بين 60 إلى 65 في المئة من قوته العاملة التي يصل عددها في الأيام العادية إلى 600 موظف”، مضيفا: “نحن نفتقر إلى الأيدي العاملة، تم تجنيد بعض الموظّفين في الجيش، بينما نُقل آخرون إلى مناطق أخرى لأسباب أمنية”.
وفي الوقت الذي سوف تؤدي فيه الحرب إلى إنفاق مليارات الدولارات الإضافية من ميزانية الدولة، وجّه 300 خبير اقتصادي إسرائيلي، رسالة مفتوحة، إلى حكومة نتنياهو، في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، وطالبوه باتخاذ تدابير عاجلة، متّهمين إياه بأنه “لا يفهم حجم الأزمة الاقتصادية التي قد يواجهها الاقتصاد الإسرائيلي”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف قطاع التكنولوجيا الاحتلال الحرب غزة حماس الاقتصاد الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تفشل في الحرب وتعلن الاستسلام .. صياح وذعر في تل أبيب بعد مشاهد عودة النازحين الفلسطينيين
تسببت مشاهد عودة النازحين الفلسطينيين، إلى شمال قطاع غزة، يوم الاثنين في صدمة كبيرة وحالة ذعر في دولة الاحتلال، حيث جسدت فشل المخطط الرامي إلى إفراغ القطاع من سكانه وبسط الاحتلال سيطرته وهو الأمر الذي توقف بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في منتصف يناير الجاري.
صدمة في تل أبيبومع بدء عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق إيتمار بن جفير، إلى استئناف العمليات العسكرية ضد غزة.
وانتقد بن جفير انسحاب الجيش الإسرائيلي من ممر نيتساريم وعودة السكان النازحين إلى شمال غزة باعتباره "انتصارًا" لحماس، وأعرب عن عدم موافقته على ذلك بقوله: "إن فتح طريق نيتساريم هذا الصباح ودخول عشرات الآلاف من سكان غزة إلى شمال قطاع غزة هي صور لانتصار حماس وجزء مهين آخر من الصفقة المتهورة".
ووصف هذه الخطوة بأنها "استسلام كامل" وحث الحكومة الإسرائيلية على العودة إلى الحرب و"التدمير".
وفي نفس السياق، ردت عضو الكنيست ميراف كوهين على بن جفير منتقدة حكومة الاحتلال قائلة: "لماذا لم يتم حل الحكومة بسبب تحويل الأموال لحماس؟"، مما يعكس الخلافات السياسية الداخلية حول إدارة الأزمة.
وشدد وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، على أن "الكابينت لم يوافق في أي مرحلة ولن يوافق على أن تسيطر حماس على قطاع غزة"، وأضاف أن إسرائيل "عازمة على الاستمرار حتى القضاء على حكم حماس"، معتبراً أن الآلاف من الفلسطينيين استشهدوا في الصراع وأن حماس تمثل تهديدًا مستمرًا.
وكشف عميحاي شتاين من قناة كان العبرية أن "إسرائيل فقدت الورقة الضاغطة الرئيسية في صفقة الأسرى مع عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة".
واعتبر جاي بخور أن إسرائيل قد تخلت عن كل شيء في الصفقة، رغم التأكيدات المستمرة بتنفيذ الاتفاق بحزم، فيما أكد دورون كدوش من إذاعة الجيش الإسرائيلي أن حماس قد استعادت سيطرتها بالكامل على شمال قطاع غزة، مما يشير إلى نجاحها في تنفيذ خططها.
وفي الوقت نفسه، أشار يوني بن مناحم إلى أن هذا السيناريو يعيد للأذهان الانسحاب الإسرائيلي من غزة في 2005، وهو ما أدى إلى تعزيز نفوذ حماس في القطاع.
وقال جاك نيريا، المسؤول السابق في استخبارات الاحتلال، اعتبر إن الحرب في غزة "حُسمت لصالح حماس"، حيث أن الحركة لا تزال تسيطر على القطاع رغم محاولات إسرائيل المتكررة لإضعافها.
عاموس يادلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، أكد أن حماس "أثبتت أنها باقية في السلطة"، مما يعكس استشعار القادة العسكريين الإسرائيليين لعدم تحقق الأهداف المعلنة من الحرب.
وأوردت القناة الـ12 العبرية رأي المحلل العسكري الإسرائيلي عمييت سيجال، الذي حذر من أن هذه الصفقة قد تؤدي إلى مخاطر كبيرة على أمن إسرائيل، حتى لو كان البعض يراها حلاً مؤقتًا لمشكلة الأسرى.
وأشار سيجال إلى أن "المخاطر الوخيمة" التي ستلحق بالأمن الإسرائيلي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تقييم أي اتفاق.
فشل مخطط إسرائيلوتكشف ردود الأفعال القادمة من داخل إسرائيل، فشل مخطط الاحتلال في غزة، حيث حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فرض التهجير على الفلسطينيين إلا أنهم تشبثوا بالأرض وصبروا على القتل والدمار طيلة 15 شهرا، حتى عادوا مجددا إلى ديارهم.
ومع عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، أفرج عن مئات المعتقلين من سجون الاحتلال إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض مناطق القطاع في إطار خطة لإنهاء الوجود الإسرائيلي في غزة، لتنتهي مخططات وأهداف نتنياهو بشأن غزة إلى الفشل.