فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وطرقها المختلفة
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وطرقها المختلفة، في رحاب الإسلام، تتسامى قيمة الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم كأحد أعظم التعبيرات الدينية عن المحبة والتبجيل لخاتم الأنبياء والمرسلين.
إنها ليست مجرد رتبة دينية تُقضى بشكل روتيني، بل هي عمل يحمل في طياته فضلًا هائلًا وأثرًا عميقًا في قلوب المؤمنين.
تعتبر الصلاة على النبي لحظة من الالتفات والتذكير بسيرة الهدى والعطاء التي جسدتها حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. إنها ليست مجرد كلمات يتم ترديدها، بل هي تعبير عن الولاء والتبجيل لمن جاء بالرسالة الإلهية وسط الظلم والجهل ليضيء للبشرية درب الهداية والعدل.
سنتناول في هذا السياق فضل الصلاة على النبي وكيف تنبعث منها الروحانية والارتباط العميق بالإسلام وسيرة النبي الكريم. سنستكشف أيضًا مختلف طرق الصلاة عليه، وكيف يمكن أن تشكل هذه العملية الدينية رابطًا مستدامًا بين المؤمن وسندرك كيف يمكن أن تترسخ قيمة الصلاة على النبي في أعماق القلوب المسلمة، محفزةً إياها على السير في خطاه والعيش وفقًا لتعاليمه السماوية.
1.فضل الصلاة على النبي:الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي عمل ديني عظيم ومحبوب في الإسلام. يذكر الله في القرآن الكريم قوله: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (الأحزاب: 56). وبذلك يكون الصلاة على النبي تعبيرًا عن الاحترام والمحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
2.فوائد الصلاة على النبي: - تعزيز الإيمان: يعزز أداء الصلاة على النبي إيمان المسلم وتواصله مع سيرة حياته النبوية.
- تحقيق الرغبة الروحية: تجلب الصلاة على النبي السكينة والرغبة الروحية، مما يساهم في تحسين الحالة النفسية للفرد.
- الاقتداء بالأخلاق النبوية: يشجع الصلاة على تحاكي السيرة النبوية في الحياة اليومية والاقتداء بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.
-الصلاة في الصلوات الخمس: يفضل أداء الصلاة على النبي في الصلوات الخمس، حيث يمكن للمسلم إدراك فضلها خلال يومه ولياليه.
-الصلاة بعد الأذان: يُشجع على أداء الصلاة على النبي بعد سماع أذان الصلاة، وخاصة بعد أذان الفجر والمغرب.
-الصلاة في الدعاء: يمكن للمسلم أن يدمج الصلاة على النبي في دعائه الشخصي ويطلب البركة والرحمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
-الصلاة بعد السلام: يُفضل أداء الصلاة على النبي بعد السلام من الصلوات المفروضة، حيث يُسمح للمسلم بالتفرغ للدعاء والتضرع.
- توسيع الصدر وتحقيق الراحة الداخلية.
- زيادة الاستقامة الدينية والتواصل الروحي.
- تحفيز العمل الصالح والتفاعل الإيجابي في المجتمع.
الصلاة على النبي ليست مجرد عبارات، بل هي تعبير عن الولاء والمحبة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهي فرصة لتعزيز الروحانية وتحقيق الاتصال العميق مع التراث النبوي الشريف.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: النبي صلي الله عليه وسلم فضل الصلاة رحاب الإسلام النبى محمد صلى الله عليه وسلم
إقرأ أيضاً:
حكم تلحين القرآن وتصويره تصويرًا فنيًا
قالت دار الإفتاء المصرية لا يجوز شرعًا قراءة القرآن الكريم مع تلحينه تلحينًا موسيقيًّا؛ لكون هذا العمل يخرج القرآن عن جلالته وقدسيته، ويصرف السامع عن الخشوع والخضوع عند سماعه، كما يجعله أداة لهوٍ وطربٍ، وكل عمل يخرج كتاب الله عن غايته يعد عملًا منكرًا لا يقره الدين.
وأكدت الإفتاء أنه يجب عند قراءته مراعاة الرجوع إلى ما كان عليه في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابه والتابعين، وكذلك لا يجوز تصوير القرآن تصويرًا فنيًّا؛ لما في ذلك من مفاسد يجب منعها؛ كتصوير الأنبياء ونحوه مما هو محاط بالقداسة في الشريعة الإسلامية.
بيان حكم تلحين القرآن الكريم تلحينًا موسيقيًّاجاء في مقدمة الإمام الطبري والقرطبي من أن العلماء قالوا: إن المعلوم على القطع والبينات أن قراءة القرآن تلقينًا متواترةٌ عن كافة المشايخ جيلًا فجيلًا إلى العصر الكريم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وليس فيها تلحينٌ ولا تطريبٌ مع كثرة المتعمقين في مخارج الحروف وفي المد والإدغام وغير ذلك من كيفية القراءات، ثم إن في الترجيع والتطريب همزُ ما ليس بمهموزٍ ومَدُّ ما ليس بممدود، فترجع الألفُ الواحدة ألفاتٍ، والواوُ الواحدة واواتٍ؛ فيؤدي ذلك إلى زيادة في القرآن، وذلك ممنوعٌ. وإن وافق ذلك موضع نبرٍ وهمزٍ صيَّروها نبراتٍ وهمزاتٍ، والنبرة حينما وقعت من الحروف فإنما هي همزةٌ واحدةٌ لا غير إما ممدودةٌ أو مقصورةٌ.
وروى عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: "قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسيرٍ له سورة الفتح على راحلته فرجع في قراءته"، وذكره البخاري، وقال في صفة الترجيع: آء آء آء ثلاث مرات.
قلنا: ذلك محمولٌ على إشباع المد في موضعه، ويحتمل أن يكون حكاية صوته عند هز الراحلة كما يعتري رافع صوته إذا كان راكبًا من انضغاط صوته وتقطيعه لأجل هز المركوب، وإذا احتمل هذا فلا حجة فيه، وقد خرّج أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ من حديث قتادة عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه رضي الله عنهم قال: "كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المد ليس فيها ترجيع".
وروى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤذن يطرب؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الْأَذَانَ سَهْلٌ سَمْحٌ؛ فَإِنْ كَانَ أَذَانُكَ سَمْحًا سَهْلًا، وَإِلَّا فَلَا تُؤَذِّنْ» أخرجه الدارقطني في "سننه"، فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد منع ذلك في الأذان فأحرى أن لا يجوزه في القرآن الذي حفظه الرحمن؛ فقال وقوله الحق: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، وقال تعالى: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت: 42]. قلت: وهذا الخلاف إنما هو ما دام يفهم معنى القرآن بترديد الأصوات وكثرة الترجيعات، فإن زاد الأمر على ذلك حتى لا يفهم معناه فذلك حرام بالاتفاق.
ذكر الإمام الحافظ أبو الحسين رزين وأبو عبد الله الترمذي الحكيم في "نوادر الأصول" من حديث حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اقرأوا الْقُرْآن بِلُحُونِ الْعَرَب وَأَصْوَاتهَا، وَإِيَّاكُم وَلُحُون أهل الْعِشْق وَأهل الْكِتَابَيْنِ؛ فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ قوم من بعدِي يرجعُونَ بِالْقُرْآنِ تَرْجِيع الْغناء والرهبانية وَالنوح لَا يُجَاوز حَنَاجِرهمْ، واللحون جمع لحن؛ وهو التطريب وتحسينه بالقراءة والشعر .
وسئلت أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقالت: "ما لكم وصلاته؛ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح" ثم نعتت قراءته فإذا هي تنعت قراءة ميسرة حرفًا حرفًا. أخرجه النسائي، وأبو داود، والترمذي، وقال هذا حديث حسن صحيح غريب. اهـ. انظر: مقدمة القرطبي في "تفسيره" (1/ 15-17، ط. دار
وأضافت الإفتاء قائلة: لذلك يجب عند قراءة القرآن مراعاة الرجوع إلى ما كان عليه الناس في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه والتابعين وليس فيها ترجيع أو غناء، وإذا كان المسلمون قد بدؤوا بعد المائة الأولى من الهجرة بأن عدلوا عن القراءة على هذا النحو فإن ذلك يعتبر بدعة في قراءة القرآن أي في أمر مرتبط ارتباطًا وثيقًا بكتاب الله الذي نزل على رسوله وسمعَهُ الرسول من الوحي، وقرأه عليه ونقله إلى أصحابه كما سمعه.