سبق وأن نادينا بسودان جديد بعد نهاية معركة الكرامة التي شارفت على النهاية. وذلك بغسل الوطن من درن دقلوقحت. لأنها (رجس من عمل الشيطان). وأظن تلك المناداة وجدت أذن صاغية عند والي نهر النيل. إذ بأمر الطوارئ يقوم بحل كل لجان قحت التي أقعدت بولايته منذ تكوينها. وعليه نناشد بقية الولاة الإسراع بحل لجان المقاومة بولاياتهم.
ولرصف طريق العودة لسودان السماحة. وبناء السودان الجديد. سودان القيم والأخلاق. سودان التنمية المستدامة. سودان الحكم المدني الأصيل. سودان البقاء للأنفع والأصلح من ذوي الكفاءة. يتحتم على الجميع حكومة وشعبا معاقبة هؤلاء العملاء بحلهم. وطردهم من الخدمة المدنية فورا. ونقصد الذين تم تعيينهم وفق شرعية فولكر الثورية (الهبوط الناعم في ديوان الخدمة المدنية).
وخلاصة الأمر التحية لوالي نهر النيل الشجاع الذي سن سنة حسنة لبناء دولة القانون التي نتطلع لها. ونترقب ظهورها في القريب العاجل إن شاء الله.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الخميس ٢٠٢٤/١/١١
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
في ذكرى مأساة 15 ابريل 2023 الحزين … يا وطن أصبحت مفجوع بيك
الزمان الخامس عشر من أبريل عام 2025. تدخل الحرب في السودان عامها الثالث ،و قد تلاشى بريق النصر السريع الكاذب و الذي كان يُعتقد أنه سيتحقق في غضون ست ساعات.
تلاشت آمال الحسم العسكري السريع لدى طرفي الحرب ، وهدأت أصوات المتحمسين و أصبحت الدعوة للحرب مجرد أسطوانة مشروخة لا تثير اهتمام أحد، و لحنًا جنائزيًا صامتا لا يرغب أي عاقل في الاستمتاع بالاستماع إليه.
تزايدت حالات النزوح القسري و غطت كل أنحاء الوطن، و تمددت رقعة الحرب التي كانت محصورة في الخرطوم في شارعي القصر و المطار تحديدا لتشمل كل ارجاء الوطن الغرب و الشرق و الشمال.
توقفت الحياة انهار الاقتصاد ، أُغلقت المستشفيات، بينما هجر الطلاب المدارس و الجامعات بعد ان تحولت ساحاتها إلى دور ايواء للنازحين و معسكرات لتدريب المستنفرين .
المسيرات تجوب سماء الوطن تقذف الموت في امكان سيطرة الجيش و الطائرات تنثر الفجيعه و الاشلاء المتناثرة في سماء مواقع الدعم السريع . الموت تملأ رائحته أجواء الوطن دونما اكتراث .
أجساد ملقاة على جوانب الطرقات تنتظر من يكرمها بالدفن حتى و لو من دون أكفان بعد ان بات الغسل مستحيلا . القبور مجرد دائرة كبيرة حُفرت بسرعة لاستيعاب ما يمكن من الأشلاء. لا شواهد ، لا معالم ، فقط حفنة من تراب وطنا تفرق دمه بين القبائل.
أخبرني صديق أنه و بالرغم من مرور عامين على هذه الحرب، لا انه يزال يجد صعوبة في استيعاب فكرة اندلاعها في السودان. كما استفسرني آخر من دولة شقيقة، مستغربًا، كيف يمكن لشعب السودان الطيب المسكين أن يتقاتل في ما بينه بهذه القسوة والبشاعة.
أجبتهم بأن هذه هي الحقيقة التي يجب علينا جميعًا مواجهتها. فنحن لسنا استثناءً، وستستمر هذه الحرب طالما لم نتعلم الدرس .
في ان نعيش معًا في وطن واحد يحتضن جميع اختلافاتنا دونما استثناء، وأن نتحلى بالصبر و لو مكرهين على ذلك من اجل ان يعم السلام ربوع الوطن
هي صرخة في وجه الموت ...أوقفوا هذه الحرب اليوم قبل الغد .
و تعلموا الدرس من الثمن الذي دفعناه في هذه السنتين التي مضت .
yousufeissa79@gmail.com