نجحت الفنانة التشكيلية القطرية وفيقة بنت سلطان سيف العيسى (ولدت 1952)، في توظيف الخط العربي في عدد كبير من لوحاتها، في مزج فني بين التراث القطري والخط العربي يُعرف بالتجريد الحروفي، حيث استلهمت الحرف العربي في البداية كعنصر تزييني للعمارة التقليدية، ثم حررته وجعلته أساس البنية الفنية في عدد من اللوحات، التي صاغتها على خلفية مخطوطات ورقية أو جلدية أو قماشية، كما في لوحات: «دعاء»، «بسم الله الرحمن الرحيم»، «من وحي القرآن الكريم»، وغيرها.

 
انطلقت مسيرتها الفنية في مطلع سبعينيات القرن العشرين، بينما كانت تدرس بكالوريوس الفنون التطبيقية في جامعة القاهرة؛ فرع حلوان، وتخرجت في عام 1974، كأول مبتعثة قطرية للدراسة في الخارج، لتعود إلى قطر تعمل مهندسة ديكور في مجال التصميم الداخلي، ومراقب لشؤون الإنتاج في التلفزيون القطري، وعضو مؤسس في الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، واشتركت في المعارض المحلية الجماعية منذ عام 1972، والمعارض الفنية على مستوى مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي المغرب والكويت والعراق وفرنسا ومصر واليابان وكوريا الجنوبية والهند وتركيا وغيرها، وكان معرضها الفردي الأول بالدوحة عام 1984؛ كأول مصممة وفنانة تشكيلية قطرية؛ ما يجعلها رائدة الفن الحديث في قطر.
بدأت تجاربها الفنية الأولى في إطار المدرسة التعبيرية، برسم البيئة القطرية، والتراث البحري القطري لحقبة الغوص على اللؤلؤ، والفلكلور القطري، ثم تصوير المرأة الخليجية عامة، والقطرية خاصة، في إطارها الزماني والمكاني؛ بالأثواب التراثية، والخلفيات الزخرفية المعمارية التقليدية، وتمازجت هذه المرحلة مع مرحلة تالية ركزت فيها على العمارة القطرية التقليدية، كرسم الباب، والبيت التقليدي، ووظفت الزخارف والنقوش الجبسية، المستمدة من عناصر الطبيعة، كسعف جريد النخيل، لتدخل مرحلة الحروفية، التي وظفت فيها الأغاني الشعبية والأمثال، وآخر مرحلة فنية مرت بها كانت التأثيرية التجريدية، التي تجمع بين الريف الخليجي والريف المصري، والتي تبدو بشكل بارز في لوحة «الريف المصري» (2005)، ويظهر في هذه المرحلة تأثير البحر وأمواجه، ورمال الصحراء الناعمة الساكنة، والأسماك واللآلئ، وغيرها من عناصر البيئة القطرية، التي تمزج بين البر والبحر؛ وتوجت تجربتها الفنية بفوزها في عام 2015 بجائزة المرأة العربية؛ لأفضل فنانة قطرية.
وتعتبر من الفنانين الذين تناولوا موضوعات البيئة القطرية، وتاريخها الطبيعي، وتتميز لوحاتها بالأشكال المعمارية في إطار الفن الإسلامي، كلوحتي «الجمل»، و»بورتريه»، التي تمزج فيها بين المشاعر والألوان، والخطوط التي رسمها الزمن على وجه الرجل المسن؛ بما يُشعر بقسوة الأيام والسنين، وفي أعمالها التي وظفت فيها الخط العربي كبنية أساسية استطاعت أن تحلل العلاقة بين الألوان والحروف والموضوعية الفنية، وخاصة اسم الجلالة «الله»، الذي يتكرر في اللوحة، فجمعت فيها كل حواسها ومشاعرها؛ لإبراز التفاصيل الدقيقة؛ لتبدي بُعدًا عميقًا من رؤيتها وتأثرها بالخط العربي والحروفية.
ونلحظ أنها في جميع لوحاتها تبحث عن الأصالة؛ مركزة على التراث بعناصره البيئية: البحر، الصحراء، السماء، باستخدام ألوان مبهجة، وتقنيات متجددة، باحثة عن التميز، في الهوية القطرية، سابحة في البحر والصحراء، مستظلة بسدرها ونخيلها.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر الخط العربي التراث القطري

إقرأ أيضاً:

عفيفي: مبادرة «حياة كريمة» تدعم الدولة المصرية في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية

قال جميل عفيفي، مدير تحرير الأهرام، إن مبادرة «حياة كريمة» تؤدي دورا كبيرا في الدولة المصرية، لافتا إلى أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة توفير حياة كريمة للمواطن المصري في كل أنحاء الجمهورية، لتخفيف الأعباء والمساهمة في الوصول للمواطن الأكثر احتياجا، مؤكدا على أن المبادرة تسعى لتحقيق الأمن الاجتماعي.

المشاط: 350 مليار جنيه تكلفة تنفيذ المرحلة الأولى بمشروع “حياة كريمة” محافظ الفيوم يتابع مع الهيئة القومية لمياه الشرب الموقف التنفيذي لمشروعات"حياة كريمة"  الداخل المصري

وأضاف «عفيف»، خلال مداخلة هاتفية على قناة «إكسترا نيوز»، أن هناك أزمة اقتصادية عالمية أثرت على الداخل المصري، فضلا عن الأحداث التي  تدور بمنطقة الشرق الأوسط من حروب وصراعات، ولكن مبادرة «حياة كريمة» استطاعت توفير العديد من الأطعمة والأنشطة للمواطنين، سواء كانت هذه الأنشطة صحية أو تعليمية.

حياة كريمة

وأوضح، أن المبادرة الأخيرة لمؤسسة حياة كريمة من أهم المبادرات، التي واجهة جشع التجار، لزيادتهم غير المبررة لمنتجاتهم، لافتا أن مؤسسة «حياة كريمة» قدمت بشكل سريع خدماتها وتوجها للعديد من المحافظات، مثل الإسماعيلية والقاهرة والشرقية من أجل توفير اللحوم والدجاج للمواطنين بأسعار مخفضة عن السعر الذي يباع به في الأسواق.
 

مقالات مشابهة

  • عفيفي: مبادرة «حياة كريمة» تدعم الدولة المصرية في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية
  • في عيد ميلادها.. تعرف على أبرز المحطات الفنية لـ شمس البارودي
  • كريدية: من الصعب الوصول الى المناطق التي تحصل فيها المعارك لإصلاح الأعطال
  • بالفيديو.. فتاة سودانية “مثقفة” تكشف القصة الحقيقية وراء تسميىة الفنانة باسم “قونة”.. قصة يعود تاريخها للعصر الأموي وقال فيها الشاعر أبو نواس: (أراك بقيّة من قوم موسى فهم لا يصبرون على طعام)
  • العربي القطري يهزم البطائح الإماراتي في بطولة الأندية العربية لكرة السلة
  • رانيا فريد شوقي: أحداث لبنان مُؤجعة والوطن العربي ينزف
  • مجلّة “مجمع اللّغة العربيّة” في ملف خاص: سلطان القاسمي يخطّ أفقًا جديدًا للعربيّة
  • الفنانة نيللي: "فوازير رمضان" نافذتي إلى قلوب الجماهير بمصر والوطن العربي
  • التميمي يزور مدرسة بركات الزهراء التي نشرنا عنها سابقا ويوعز بحل المشكلات فيها
  • مؤشر الأسهم القطرية يغلق على انخفاض