خبراء يرصدون لـ «العرب»: كيف نوظف كأس آسيا لإنعاش القطاع السياحي؟
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
أكد عدد من الخبراء والمهتمين بالشأن السياحي أن تواجد 24 منتخباً في الدولة من بعثات رسمية في بطولة كأس آسيا لكرة القدم، وحضور آلاف المشجعين، يسهم في تعزيز السياحة وحركة السوق بما يحققه من فوائد اقتصادية مستقبلية.
وأجمعوا لـ «العرب» على أن الترحيب مجددا بالعالم من خلال استضافة البطولة الكبيرة التي تنطلق اليوم الجمعة وتستمر إلى 10 فبراير المقبل، يعكس تميز قطر في جانب تنظيم الفعاليات الرياضية والمؤتمرات وغيرها من التجمعات العالمية الحاشدة، التي تحظى بأفضل معاملة في أرض قطر، مع توفر كل الخدمات ودرجات عالية من الأمن والأمان، إضافة إلى أن البطولة تعكس قيم التسامح وتعزز سمعة قطر العالمية بعد النجاح الكبير الذي حققته بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، كأفضل نسخة على الإطلاق خلال القرن.
ونوهوا بأن بطولة كأس آسيا لكرة القدم تكرس الإرث المستمر الذي خلفته البطولات الرياضية في قطر، وتثبت قدرة البلاد على استضافة أحداث عالمية كبرى والترحيب بالزوار من جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل تمتعها ببنية تحتية سياحية متطورة، تشمل مطارا حائزا على جوائز عالمية، وناقلة وطنية تسير رحلاتها إلى العديد من الوجهات حول العالم، بالإضافة إلى وجود شبكة مترو وترام، ساهمت بنقل أكثر من 18.2 مليون مسافر خلال كأس العالم لكرة القدم، يرافقها احتضانها للفنادق الفاخرة والمعالم السياحية الجذابة، مما يوفر للزوار القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي برنامجا سياحيا حافلا بالفعاليات التي يمكنهم المشاركة فيها ومشاهدتها قبل المباريات وبعدها.
موزة آل إسحاق: الوعي ضروري.. والمواطن محط أنظار السائح
قالت الكاتبة المتخصصة في الشأن السياحي موزة آل إسحاق، إن السياحة الرياضية القطرية تقوم على مقوِمات أساسية وفق الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة 2017-2023 وذلك لتحقيق الازدهار والتطوير المستمرين بما يواكب التطور العالمي في إطار ثقافي تراثي يعزز الهوية القطرية.
وأضافت ان هذه الاستراتيجية ساهمت في تحقيق رؤية رياضيَّة سياحيَّة ثقافية من الطراز الأول، وذلك من خلال نجاح دولة قطر في استضافة عدد من البطولات والفعاليات الرياضية وأثبتت نجاحها وكفاءتها في كثير من البطولات قبل استضافة كأس آسيا 2023، بما فيها كأس العرب، وكأس العالم، واستطاعت تكوين صورة وتجربة رياضيَّة ثقافية كان لها صدى عالمي كمظلة للثقافات وتقارب الشعوب تحت راية قطريَّة.
وتابعت أن قطر جمعت بين السياحة والثقافة والرياضة من خلال توفير كافة المُقوِّمات الرياضية بما يعزِز الهوية الثقافية القطرية، وذلك من خلال بناء منشآت رياضية يحمل كل منها قالبًا تراثيًا قطريًا ومعنًى ثقافيًا يسلط الضوء على الثقافة القطرية في إطار رياضي ثقافي يواكب التطور الرقمي وذلك إيمانًا منها بأنَّ الهُويَّةَ الثقافيةَ والتراثية تعزز من قيمة الشعوب والمُجتمعات وترفع من قيمة معالمها الثقافية والسياحيَّة.
وأوضحت أن الرياضة حازت اهتمامًا لأنَّ لها قيمة كبيرة لدى شعوب العالم، ولها دور كبير وفعَّال في توحيد الشعوب وخلق لغة تواصل واهتمامات مُشتركة بين ثقافات وجنسيات مُتعددة، واستطاعت السياحة الرياضية تسليط الأضواء على كافة الإمكانات والمرافق الرياضية التي تزخر بها العاصمة القطرية.
وأشارت موزة آل إسحاق إلى أن قطر تمتلك كل مقوّمات السياحة الرياضية لذا أصبحت محط أنظار العالم ورغبتهم لزيارة الدوحة، وحضور الفعاليات والبطولات التي تُنظمها لما تمتاز به من تنظيم وجودة وخِدمات رائدة ومُتقدمة، وقدمت تجارِب واقعية جعلت الكثير من السائحين وزوّار العالم يبدون رغبتهم في زيارة قطر مرة أخرى، لما يمتاز به الشعب القطري من سمات الكرم والضيافة العربية وحفاوة الاستقبال، ويليها ضرورة التركيز على ثقافة الوعي والمُحتوى بالثقافة السياحية المرحلة المُقبلة ونقل الصورة الحقيقية لكل المُقوّمات الثقافية والسياحية العربية وأهمها المواطن لأنه محط أنظار السائح بمجرد وصوله ورغبته في التعرّف على الهُوية الثقافية للشعب والمُجتمع، وتكون لديه ثقافة عالية في كيفية التعامل مع السائح وإعطاء صورة حقيقية عن المواطن والهُوية الثقافية.
أيمن القدوة: الترويج للأسواق والمعالم
قال السيد أيمن القدوة، خبير في قطاع السفر والسياحة، إن استضافة حدث رياضي بحجم البطولة القارية «كأس آسيا» تساهم في تعزيز دولة قطر كوجهة سياحية بما تعكسه من جوانب إيجابية مرتبطة بالقطاع السياحي، خصوصا أن قطر للسياحة أعلنت اطلاق العديد من الفعاليات التي تساهم في الترويج لأهم الأسواق والأماكن السياحية وإرشاد الضيوف لها.
وأضاف القدوة ان تنظيم مثل هذه الفعاليات يحقق فائدة كبيرة سياحية واقتصادية، وينعش حركة السوق في المراكز التجارية وتأجير السيارات وتذاكر الطيران والفنادق والضيافة والمطاعم والنقل، وغيرها من القطاعات التي تحقق تأثيراً إيجابياً كبيرا على مختلف القطاعات في الدولة بما فيها قطاعات التجزئة، لأن كل المنتخبات المشاركة مع آلاف الجماهير يساهمون في انتعاش هذه الأسواق، سواء بشراء احتياجاتهم الخاصة أو الهدايا، لذلك أعتبر أن تنظيم بطولة كأس آسيا في قطر مفيد جداً من الناحية الاقتصادية.
وتابع أن الدولة استضافت العديد من الفعاليات الرياضية قبل وبعد مونديال كأس العالم 2022 وهو ما ساهم في الترويج لقطر وزيادة أعداد السياح الذين يتوافدون للدولة، سواء لممارسة الأنشطة الرياضية أو لمشاهدتها، منوهاً بحجم التطور الذي شهده قطاع السياحة في دولة قطر على مدار السنوات الماضية، لتصبح السياحة الرياضية عنوانا لافتا في السياحة القطرية من خلال احتضان وتنظيم العديد من الفعاليات الرياضية الإقليمية والقارية والعالمية بالتزامن مع تطوير البنية التحتية للقطاع السياحي وتطوير منتجات وتجارب سياحية جديدة وتعزيز حضور التراث والثقافة الغنية في كل ما تقدمه قطر لزوارها لإثراء التجربة السياحية في الدولة.
أحمد حسين: الفعاليات المصاحبة تنعش «الضيافة»
أكد السيد أحمد حسين، خبير سياحي، أن قطر تشهد انتعاشة في قطاع السياحة والضيافة بالتزامن مع استضافة بطولة كأس آسيا قطر 2023 منوها بتأثير البطولة على مختلف قطاعات الدولة تأثيرا إيجابيا على مختلف القطاعات بما فيها الخدمات السياحية، السلع، خدمات النقل، تجهيزات الترفيه، الفنادق والمطاعم.
وشدد حسين على أن اهتمام قطر باستضافة الأنشطة الرياضية العالمية أحد أبرز ركائز تطوير المشهد السياحي في قطر وفقاً لرؤية 2030، حيث تمكنت دولة قطر خلال الأعوام الاخيرة من تركيز العديد من المشاريع الخاصة بتطوير البنية التحتية باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لقطاع السياحة الرياضية في الدولة.
ونوه بأن السياحة الرياضية أصبحت عاملا أساسيا لتحفيز النمو الاقتصادي، وتشكل أحد أهم مصادر الدخل في دول العالم من خلال تحقيق عوائد غير مباشرة مثل تنشيط وتوفير فرص العمل في قطاعات العقارات والسياحة النقل والاتصالات والتجزئة وغيرها، فضلاً عن الاستثمار في المرافق الرياضية والمعدات علاوة على عوائد أخرى معنوية مثل تعزيز قطاع الترفيه.
وأشار إلى أن مشاركة 24 منتخباً يعتبر عدداً كبيراً مع البعثات والمشجعين والزائرين وحركتهم في السوق وانتعاش الخدمات والفنادق والمطاع وانتعاش القطاع التجاري خاصة ظل تنظيم مجموعة من الفعاليات الاحتفالية بالتزامن مع البطولة مثل مهرجان قطر للتسوق، ومعرض الدوحة للمجوهرات والساعات، ومهرجان قطر الدولي للأغذية، ومهرجان الطائرات الورقية، والمعرض الدولي للبستنة أكسبو قطر 2023، والعروض الترفيهية في مختلف مراكز التسوق وهو ما يساهم في تعزيز الحركة التجارية وانتعاش قطاع السفر والفنادق والضيافة.
د. سنيد سالم الدعية المري: مطلوب برامج مصاحبة تعكس ثقافة المجتمع
أكد الدكتور سنيد سالم الدعية المري، مدير إدارة الشؤون الرياضية استاذ مساعد في الإدارة الرياضية بجامعة قطر، أن السياحة الرياضية أصبحت مصدراً من مصادر الدخل التي تتنافس دول العالم على تنميته والاستثمار فيه، مشيرا إلى تصدر قطر مصاف الدول المتقدمة في مجال السياحة الرياضية لما توليه من اهتمام لا محدود بشتى البطولات الرياضية اللي تستضيفها وتهييء لها المعسكرات والمؤتمرات والمنشآت الرياضية التي تعتبر أرضا خصبة وجاذبة للسياحة والسياح الرياضيين.
واستعرض الدكتور المري ثلاثة عناصر أساسية تمثل نقاط القوة في صناعة السياحة الرياضية وهي: المنظم الذي يصنع الحدث، والمادة المصنوعة وهي البطولة، والإعلام الذي يعتبر وسيلة إعلان وجذب لانتباه السائح. مبينا الفوائد والمهام التي يقدمها كل عنصر من عناصر السياحة الرياضية.
وأكد أن المنظمين الذين يتولون تنظيم وتسيير البطولة هم العمود الفقري الذي تعتمد نسبة نجاح البطولة عليه من خلال الخطط المسبقة والبرامج الجانبية للبطولة، حيث من المهم وضع البرامج المصاحبة التي تعكس ثقافة المجتمع للزوار، منوها بضرورة أن يكون غالبيتهم من المدينة أو الدولة المنظمة لما في ذلك من تعزيز جوانب تحمل المسؤولية والولاء للمدينة والعمل بدون حدود وبشغف لإنجاح البطولة حيث تقع عليهم مسؤولية التسويق للسياحة الرياضية وطباعة جداول الأحداث الرياضية مزودة بالخرائط والإرشادات الكافية.
وشدد د. سنيد على أهمية العنصر الثالث وهو الجمهور حيث تنتعش المدن أثناء البطولات الرياضية بما فيها من فنادق ومطاعم ومتاحف بسبب توافد الجماهير لحضور المناسبات الرسمية، منوها بضرورة توفير كل سبل الراحة للسياح الرياضيين من مواصلات وخدمات وسكن واستغلال تواجدهم في المدينة بالفعاليات المصاحبة للبطولات مثل الرياضات الشعبية المستوحاة من ثقافة الشعب وتاريخ الأرض.
وتابع: أما العنصر الثالث «الإعلام» فيقع عليه الدور الأكبر في التسويق للبطولة ونقلها للجماهير التي لم تتمكن من الحضور، وكذلك تولي نقل المباريات بطرق حديثة وإبداعية لإظهار البطولة والأحداث المصاحبة المستقاة من ثقافة البلد في أبهى حلة، مشيرا الى ضرورة نقل الأحداث بطرق جديدة ومبتكرة خصوصا أن التنافس والسباق في عالم التكنولوجيا أسرع مما يتصور.
وختم الدكتور المري حديثه بالقول إن الفوائد العائدة من السياحة الرياضية تكون أضعاف الفائدة من الحدث الرياضي نفسه، لذلك لابد من الاهتمام بالسياحة الرياضية وإبرازها للجماهير التي تعتبر ضيوفا على الدولة المستضيفة.
رزنامة فعاليات تثري تجربة زوار قطر
تتضمن رزنامة الفعاليات المصاحبة لبطولة كأس آسيا 2023 مجموعة من الفعاليات الاحتفالية والتي استعرضها سعادة السيد سعد بن علي الخرجي، رئيس قطر للسياحة، في تصريحات سابقة، والتي تتضمن مهرجان قطر للتسوق، ومعرض الدوحة للمجوهرات والساعات، ومهرجان قطر الدولي للأغذية، ومهرجان الطائرات الورقية، والمعرض الدولي للبستنة إكسبو قطر 2023، والذي تستمر فعالياته حتى أواخر شهر مارس إلى جانب تنظيم مجموعة من الفعاليات الموسيقية والترفيهية.
وتتزامن بطولة كأس آسيا مع فعاليات مهرجان قطر للتسوق الذي انطلق في 1 يناير ويستمر حتى 27 يناير الجاري، ويقدم المهرجان عروضاً في المتاجر، وسحوبات، وعروضا ترفيهية تتوزع على جميع مراكز التسوق. وسيشهد المهرجان مشاركة 13 مركزاً تجارياً يمكن للزوار زيارتها، بالإضافة إلى 100 متجر يقدم عروضاً وفعاليات ترفيهية مختلفة.
وكذلك تتزامن البطولة مع مهرجان قطر الدولي للأغذية خلال الفترة من 7 إلى 17 فبراير في حديقة البدع، ويضم المهرجان أكثر من 100 من الأطباق المميزة والتي يمكن لمرتادي المهرجان الاختيار بينها.
ويُقام معرض الدوحة للمجوهرات والساعات بالتزامن مع البطولة خلال الفترة من 5 إلى 11 فبراير 2024، وذلك بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات لعرض القطع الفريدة والتصاميم الرائعة. وسيتمكن عشاق اقتناء المجوهرات والساعات من اكتشاف عالمٍ من المجوهرات الفاخرة والأنيقة.
وبدوره يستمر إكسبو الدوحة، أول معرض دولي للبستنة من تصنيف A1 يُقام في قطر والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حتى 28 مارس 2024، ليوفر للزوار منصة للتواصل مع الكيانات الزراعية المحلية والدولية. تحت شعار «صحراء خضراء، بيئة أفضل».
ويحتضن المتحف العربي للفن الحديث العديد من المعارض بهدف استقطاب الزوار من محبي الفنون والثقافة. وتشمل بعض هذه المعارض معرض مهدي مطشر: «المواجهة عبر الاستبطان»، و«دروس مُختزلة: التجريد في الحداثة العربية»، و«مدن تحت الحجِر: مشروع صندوق البريد»، و«معانٍ مبنية».
وتقدم قطر للمقيمين والزوار من عشاق الفن والموسيقى، العديد من الحفلات لأشهر الفنانين والموسيقيين في ثلاثة مواقع مختلفة، حيث يقام في حديقة الفندق في الخليج الغربي حفل غنائي للمطرب العربي وفيق حبيب في 17 يناير، وحفل لعشاق الموسيقى الإلكترونية تقدمه الفرقة السويدية «سويدش هاوس مافيا» في 19 يناير، وعروض فرقة «باك ستريت بويز» الشهيرة في 26 يناير، وفرقة البوب روك الشهيرة «ون ريبابليك» في 1 فبراير.
أما على المسرح المكشوف بالحي الثقافي «كتارا»، فيمكن لعشاق الموسيقى حضور حفلات غنائية لعدد من المطربين العرب منهم موضي ورحاب الشمراني في 27 يناير، والفنانة اللبنانية نجوى كرم في 1 فبراير، والفنان المغربي الفرنسي أمين بودشار في 8 فبراير، والفنانة المصرية أمل ماهر في 11 فبراير. كما يستضيف مركز قطر الوطني للمؤتمرات حفلا غنائيا للفنان ناصيف زيتون في 3 فبراير.
ويرحب درب لوسيل بعشاق كرة القدم في مهرجان «مرحباً آسيا» الذي سيُقام في 10 يناير ويستمر حتى 10 فبراير 2024. ويستعد درب لوسيل ليُزين سماءه بأنوار وإضاءة رائعة، إلى جانب أعلامٍ وديكورات تُثري المشهد الثقافي للبلاد. ويضم مهرجان «مرحباً آسيا» أكشاكا تقدم أشهى الأطعمة والمشروبات للمشجعين أثناء تشجيعهم لمنتخباتهم الوطنية. كما يضم المهرجان 24 ركناً يمثل كل منها جانبا من ثقافة بلدان الفرق المتنافسة خلال البطولة، مثل: قطر، والصين، والهند، وكوريا الجنوبية، ولبنان. لذلك ندعو المشجعين للحضور والمشاركة بالاحتفالات والعروض الترفيهية في مدينة لوسيل ودعم منتخباتهم الوطنية.
وقد تم افتتاح حديقة مريال المائية في جزيرة قطيفان الشمالية، مع ألعاب ذات تصميم مستوحى من تاريخ دولة قطر في استخراج النفط. كما يمكن زيارة لوسيل وينتر وندرلاند في جزيرة المها بالقرب من استاد لوسيل، مع 50 لعبة تشمل 25 لعبة عائلية، و15 لعبة للأطفال، و10 جولات مثيرة، و395 أفعوانية، وعجلة فيريس بطول 150 قدماً.
ويتواجد سوق الدحيل الليلي داخل استاد عبد الله بن خليفة، السوق الليلي الرائد في قطر، ويُقدم تشكيلة رائعة من الأطعمة الشعبية والقهوة والكرك.، في حين يتواجد السوق الجديد «داون تاون» بالقرب من حديقة أسباير ويحتضن عدة مطاعم ومقاه تقدم باقة متنوعة من الوجبات اللذيذة الخفيفة والقهوة.
وكذلك تُقام بطولة العالم للألعاب المائية الدوحة 2024 في 2 فبراير وتستمر حتى 18 فبراير 2024 في قبة أسباير، وميناء الدوحة القديم، ومركز حمد للألعاب المائية.
وستستضيف هذه البطولة 2600 رياضي من أفضل الرياضيين من أكثر من 190 دولة حول العالم. وسيتنافس اللاعبون جميعاً على 75 ميدالية، وعلى فرصة التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024. وتشمل الرياضات السباحة (المفتوحة والفنية)، والغوص والغطس العالي، وكرة الماء.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الفعاليات الرياضية بطولة كأس آسيا تعزيز السياحة حركة السوق الفعالیات الریاضیة السیاحة الریاضیة بطولة کأس آسیا قطاع السیاحة من الفعالیات بالتزامن مع کأس العالم مهرجان قطر فی الدولة العدید من دولة قطر بما فیها من خلال أن قطر فی قطر
إقرأ أيضاً:
السياحة الخليجية.. نمو وتكامل
مدرين المكتومية
الحديث عن القطاع السياحي في سلطنة عُمان ودول الخليج العربية، يزخر بالعديد من النقاط، كما يحمل في الوقت نفسه تطلعات طموحة لأن يسهم هذا القطاع الواعد في دعم النمو الاقتصادي في إطار خطط تنويع مصادر الدخل القومي لكل دولة، وكذلك توفير الوظائف، وتعزيز مكانة هذه الدول على مستوى العالم.
وخلال اليومين الماضيين، شاركتُ في التغطية الإعلامية لاجتماعيْ وزراء ووكلاء السياحة بدول مجلس التعاون الخليجي، والذي استضافته دولة الكويت الشقيقة، برئاسة سعادة عبد الرحمن بداح المطيري وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الكويت، وبمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون، معالي جاسم البديوي. وناقش الاجتماع تنفيذ الاستراتيجية الخليجية للسياحة 2023-2030، ومشاريع الترويج المشترك، والسياسات الموحدة لتعزيز التعاون السياحي بين دول المنطقة.
وأحد الموضوعات البارزة التي نوقشت في الاجتماع كانت التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة. تهدف هذه المبادرة إلى تسهيل تنقل السياح بين دول المجلس؛ حيث أشارت التوقعات إلى احتمالية بدء العمل بهذه التأشيرة خلال النصف الأول من العام الجاري؛ مما سيسهم في زيادة التدفقات السياحية وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء. والتأشيرة الموحدة ستتيح لحامليها زيارة جميع دول المجلس بتأشيرة واحدة، مما سيساعد في تبسيط إجراءات السفر ويُعزِّز من جاذبية المنطقة كوجهة سياحية متكاملة. وفي الحقيقة نحن في أمسِّ الحاجة إلى مزيد من التدفقات الخليجية، سواء السياحة البينية من المواطنين الخليجيين أو المقيمين في دول المجلس من مختلف الجنسيات، أو من خارج المنظومة الخليجية، خاصة الأسواق الآسيوية والأوروبية، لأنها أسواق مُصدِّرة للسياح، ويأتي منها السياح في أفواج كبيرة العدد.
ولقد لفت انتباهي حرص جميع المسؤولين من كل دولنا الخليجية على مناقشة وطرح الأفكار البناء التي تساهم في تعزيز النمو السياحي في منطقة الخليج، لا سيما وأنها من المناطق الواعدة للغاية فيما يتعلق بنمو التدفقات السياحية، بفضل ما تزخر به من تنوع رائع، سواء في المناظر الطبيعية أو المدنية الحديثة والأبراج الشاهقة والمواقع الترفيهية التي لا تضاهيها دول أخرى، علاوة على شواطئها الزرقاء الجميلة، وما تحتويه من منتجعات تساعد السائح على الاسترخاء والتأمل في جمال الطبيعة.
وخلال هذين الاجتماعين التقيتُ بعدد من المسؤولين عن القطاعات السياحية في دول الخليج، والذين أكدوا أن السياحة في سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون الخليجي تمثل ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية المُستدامة، ومصدرًا مهمًا للدخل وتنويع الاقتصادات المحلية، وعدَّدُوا ما تتميز به هذه الدول من تراث ثقافي غني، ومواقع طبيعية خلابة، وبنية أساسية متطورة، مما يجعلها وجهات سياحية جاذبة على المستوى العالمي.
ورغم ما تزخر به دول الخليج من مقومات سياحية جاذبة للسياح، لكن ذلك لا يمنع من أن تواصل الجهود لتحقيق نمو مستدام في القطاع السياحي، من خلال تطوير البنية الأساسية السياحية عبر تطوير وسائل النقل مثل إنشاء القطاع الخليجي للربط بين دول المجلس، وإنشاء مترو في كل دولة خليجية، يُساعد السياح على التنقل بين مختلف المدن، إلى جانب تطوير المرافق السياحية، وتعزيز جودة الخدمات المقدمة للسياح لا سيما في المواقع الطبيعية والشاطئية. أضف إلى ذلك تعزيز الترويج المشترك للوجهات السياحية، من خلال تنظيم حملات تسويقية مشتركة بين دول المجلس للتعريف بالمقومات السياحية المتنوعة في دول الخليج. كما يتعين التوسع في برامج التدريب والتأهيل للشباب وحثهم على العمل في القطاع السياحي، باعتباره أحد القطاعات الواعدة، والتي توفر مصدر دخل مستدام.
لا شك أن دول الخليج تواصل جهودها وخططها للارتقاء بالقطاع السياحي، لا سيما وأن السياحة الخليجية تُصنَّف على أنها واحدة من أبرز وجهات السياحة الفاخرة، كما إنها تلائم السياحة العائلية، بفضل الحرص على مراعاة القيم والتقاليد والأعراف المجتمعية لنا كدول عربية إسلامية، وهذه نقطة جذب مهمة جدًا للعائلات من مختلف أنحاء العالم.
وأخيرًا.. أتطلعُ جدًا لرؤية القطاع السياحي في بلدي الحبيب عُمان، وقد نما وازدهر واستطاع جذب ملايين السياح سنويًا، فما نملكه من مقومات سياحية وتراثية وطبيعية قادرة على جذب أعداد كبيرة من السياح سنويًا، إلى مختلف الوجهات في مسقط والجبل الأخضر وصلالة ومسندم والشرقية، وكل شبر من أرض هذا الوطن العزيز المعطاء.
رابط مختصر