طهران تُعلن احتجاز ناقلة نفط في بحر عُمان
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
أعلنت طهران، أمس، أن قواتها البحرية احتجزت ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال في بحر عُمان، ردّاً على قيام الولايات المتحدة بتوقيف الناقلة ذاتها ومصادرة شحنتها من النفط الإيراني العام الماضي.
وكانت واشنطن أكدت في سبتمبر 2023 أنها قامت في أبريل من العام ذاته، بمصادرة شحنة نفط إيرانية كانت على متن ناقلة تحمل اسم «السويس راجان» تديرها شركة يونانية.
وأتى ذلك في سياق من التجاذب بين الجمهورية الإسلامية وعدوّها اللدود الولايات المتحدة في منطقة الخليج. وتتهم واشنطن طهران بالوقوف خلف سلسلة هجمات على حركة الملاحة في المنطقة، ومصادرة ناقلات نفط والتحايل على العقوبات الأمريكية المفروضة عليها لتصدير الخام وبيعه في الأسواق.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» أمس الخميس بأن «القوات البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية أوقفت ناقلة نفط أمريكية في مياه بحر عمان بأمر قضائي».
وكانت وكالتا أمن بحري بريطانيتان أعلنتا في وقت سابق بأن مسلّحين صعدوا الى متن سفينة في بحر عُمان على مقربة من إيران، ثم فقد الاتصال بها.
وذكرت شركة «إمباير نافيغايشن» اليونانية في بيان إن ناقلة النفط تابعة لها و»تحمل طاقماً مكوناً من 18 فلبينياً ويوناني واحد». وأوضحت أنها «كانت حمّلت في الأيام الماضية في البصرة (العراق) شحنة من حوالى 145 ألف طن من النفط الخام متجهة إلى آليا (تركيا) عبر قناة السويس».
وقالت شركة «أمبري» لأمن الملاحة البحرية «صعد على ناقلة سانت نيكولاس للنفط الخام التي ترفع علم جزر مارشال، أربعة إلى خمسة أشخاص مسلحين بينما كانت على بعد حوالى 50 ميلاً بحرياً إلى شرق ولاية صحار العُمانية».
وأوضحت أن الناقلة «بدّلت وجهتها وزادت سرعتها قبل فقدان الاتصال معها و»توجّهت نحو (ميناء) بندر جاسك في إيران».
وقالت الشركة إن المسلحين ارتدوا «زياً عسكرياً أسود اللون وأقنعة سوداء» و»أقدموا على تغطية كاميرات المراقبة على متن السفينة»، مشيرة إلى أن الناقلة لوحقت باسمها السابق (السويس راجان) قضائيًا لنقلها نفطاً إيرانياً خاضعاً للعقوبات صادرته واشنطن.
وأكدت طهران أن مصادرة الناقلة ردّ على تلك الخطوة.
وأوضحت بحرية الجيش أنه «في أعقاب الانتهاك المرتكب من السفينة السويس راجان في مايو 2023 وسرقة الولايات المتحدة النفط الإيراني، تم توقيف الناقلة المذكورة، واسمها الجديد سانت نيكولاس، صباح اليوم (أمس)».
وأشارت الى أن هذه الناقلة كانت قد «سرقت شحنة النفط العائدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بتوجيه من الولايات المتحدة ونقلتها الى موانئ ذاك البلد وأعطت النفط الى الولايات المتحدة».
وأكدت توقيفها بناء على «أمر قضائي»، و»نقلها الى موانئ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتسليمها الى السلطات القضائية».
وكانت وزارة العدل الأمريكية أعلنت في سبتمبر مصادرة شحنة النفط من السويس راجان بعدما تبيّن لها أنّ الحرس الثوري الإيراني يحاول بيعها إلى الصين. وأضافت أن البيع ينتهك العقوبات وبناء عليه استصدرت الحكومة الأمريكية مذكّرة لمصادرة هذه الحمولة.
- عقوبات - وكان تصدير النفط يعد من أبرز موارد إيران قبل عام 2018، حين انسحبت الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق الدولي بشأن ملف طهران النووي، وأعادت فرض عقوبات قاسية عليها.
وتتهم واشنطن طهران باللجوء الى وسائل شتى للتحايل على هذه العقوبات وبيع الخام في الأسواق، منها نقل الشحنات من سفينة لأخرى في عرض البحر.
وفي السنوات الأخيرة، تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات على خلفية سلسلة حوادث في مياه الخليج.
ولطالما شهدت الممرات البحرية في منطقة الخليج توترات بين البحريتين، واتهامات أمريكية لإيران بالوقوف خلف عمليات مصادرة واعتداء على سفن.
وفي يوليو الماضي، أعلنت البحرية الأمريكية أنّ الحرس الثوري الإيراني احتجز سفينة تجارية «يُحتمل أن تكون متورطة في أنشطة تهريب» في منطقة الخليج، غداة اتهامها البحرية الإيرانية بمحاولة احتجاز ناقلتَي نفط تجاريّتين قبالة سواحل عُمان.
ومطلع أغسطس، أعلنت واشنطن وصول أكثر من ثلاثة آلاف بحار أمريكي إلى الشرق الاوسط في إطار خطة لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة بهدف ردع إيران عن احتجاز السفن وناقلات النفط.
وجاءت التحركات في أعقاب سلسلة من عمليات احتجاز السفن عند مضيق هرمز، الممر الرئيسي الذي يعبر من خلاله يوميا نحو خمس إنتاج النفط العالمي.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: إيران البحرية الإيرانية احتجاز ناقلة نفط الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
إيران: الاتفاق النووي ممكن بشرط تحلي واشنطن بالواقعية
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الجمعة، عشية جولة ثانية من المحادثات مع الولايات المتحدة، إن إيران تعتقد أن التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي ممكن إذا تحلت واشنطن بالواقعية.
وأضاف عراقجي في مؤتمر صحفي بموسكو عقب محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "إذا أظهروا جدية ولم يقدموا مطالب غير واقعية فسيكون التوصل إلى اتفاقات أمرا ممكنا".
وأوضح الوزير الإيراني أن بلاده لاحظت جدية من جانب الولايات المتحدة خلال الجولة الأولى من المحادثات التي عُقدت في سلطنة عمان الأسبوع الماضي. ومن المقرر عقد الجولة الثانية غدا السبت في روما.
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أكد في وقت سابق اليوم الجمعة، أن عدم التوصل لاتفاق في المحادثات لا يعني أن إيران ستواجه مشاكل، مؤكدا أن بلاده تسعى لحل خلافاتها الإقليمية وخلافاتها مع العالم وأنها لا تسعى الى الحرب ولم تسع إليها مطلقا.
ولفت بزشكيان خلال لقاء في طهران إلى أن الحكومة الايرانية لا تربط شؤون البلاد الداخلية بالمحادثات الراهنة مع الولايات المتحدة.
موقف واشنطنفي غضون ذلك، قال مصدر إيراني مسؤول للجزيرة إن التفاوض مع واشنطن يتم في غرف الحوار والمحادثات وليس عبر وسائل الإعلام، مؤكدا أن الموقف الأميركي الرسمي هو ما يُعلَن على طاولة الحوار وليس ما يُصرَّح به للصحافة.
إعلانوأضاف المصدر أن استمرار نهج التهديد يضر بمسار الحوار وقد يدفع طهران لإعادة النظر في مقترحاتها، مؤكدا أن بلاده تنتظر مقترحات الطرف الآخر وتواصل بناء الثقة بشأن برنامجها النووي ورفع العقوبات.
ويهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمهاجمة إيران إذا لم تبرم اتفاقا مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، الذي تقول إيران إنه لأغراض سلمية، بينما يقول الغرب إنه يهدف إلى صنع قنبلة ذرية.
وساطة روسيةوسبق لموسكو أن لعبت دورا في المفاوضات النووية الإيرانية بصفتها عضوا دائم العضوية بمجلس الأمن الدولي وتتمتع بحق النقض (الفيتو) وباعتبارها أيضا أحد الأطراف الموقعة على اتفاق سابق انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى عام 2018.
وقال لافروف إن روسيا "مستعدة للمساعدة والتوسط ولعب أي دور يعود بالنفع على إيران والولايات المتحدة".
وأرسل المرشد الإيراني علي خامنئي الوزير عراقجي إلى موسكو برسالة إلى الرئيس فلاديمير بوتين لإطلاع الكرملين على سير المفاوضات.
وصرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في وقت سابق من اليوم الجمعة بأن الإدارة الأميركية تسعى إلى حل سلمي مع إيران، لكنها لن تبدي أي قدر من التسامح إزاء فكرة تطوير إيران لسلاح نووي.
وكان الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى يهدف لتخفيف العقوبات الغربية المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي لمنعها من تطوير سلاح ذري.
بَيد أن واشنطن انسحبت أحاديًا من الاتفاق عام 2018 خلال ولاية دونالد ترامب الأولى وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.
وردا على ذلك، خفّضت طهران مستوى امتثالها له ورفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهي قريبة من نسبة 90% التي يتطلبها تطوير قنبلة ذرية.