أجاز قاضٍ اتحادي في الولايات المتحدة الأميركية -أمس الأربعاء- لولاية ألاباما إعدام سجين متهم في قضية قتل، بغاز النيتروجين في سابقة تعد الأولى من نوعها في أميركا.

وفي 10 يناير/كانون الثاني الجاري، رفض القاضي الجزئي لمنطقة وسط ألاباما روبرت هوفاكر طعن السجين كينيث سميث (58 عاما) على استخدام ولاية ألاباما لغاز النيتروجين لإعدامه.

ويحدث نقص أكسجة النيتروجين عن طريق إجبار السجين على تنفس النيتروجين فقط، وحرمانه من الأكسجين مما يؤدي لوفاته، ويشكل النيتروجين 78% من الهواء الذي يستنشقه الإنسان وهو غير ضار عند استنشاقه مع الأكسجين.

وقال مكتب المدعي العام في ألاباما ستيف مارشال في ملفات المحكمة إن الحرمان من الأكسجين "سيسبب فقدان الوعي في غضون ثوان، ويسبب الوفاة في غضون دقائق".

وأضاف مارشال في بيان: "لقد تجنب سميث عقوبة الإعدام القانونية لأكثر من 35 عامًا، لكن رفض المحكمة اليوم لادعاءات سميث التخمينية يزيل عقبة أمام تحقيق العدالة أخيرًا".

وفي الأسبوع الماضي، أعرب 4 خبراء من الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن الإعدام المرتقب لسميث، محذرين من أن نية الدولة لقتله بهذه الطريقة غير المجربة يمكن أن تعرضه لمعاملة قاسية وغير إنسانية تصل إلى حد التعذيب.

وفي  بيانهم المشترك  الصادر في 3 يناير/كانون الثاني الجاري، دعا مراقبو الأمم المتحدة المستقلون الأربعة الحكومة الأميركية وألاباما إلى وقف تنفيذ حكم الإعدام. وكتب الخبراء: "نحن قلقون من أن يؤدي نقص أكسجة النيتروجين إلى وفاة مؤلمة ومهينة".

وأقام دفاع سميث دعوى قضائية ضد ولاية ألاباما، بحجة أن هناك مخاطر كبيرة للطريقة المقترحة، والتي تتضمن أن ختم القناع على وجهه قد يكون مكسورًا مما يسمح بدخول الأكسجين ويؤدي إلى إفساد عملية الإعدام، ومثل هذا السيناريو يمكن أن يسبب سكتة دماغية أو يترك "سميث" في حالة غيبوبة دائمة.

ويخطط محامو سميث للاستئناف على الحكم المقرر تنفيذه في 25 يناير/كانون الثاني الجاري أمام المحكمة العليا في الولايات المتحدة، مؤكدين أن الولاية تحاول جعله "مادة اختبار" لطريقة إعدام لم تتم تجربتها.

ويدفع محامو سميث أيضًا بأن قناع الغاز الذي سيتم تركيبه على أنفه وفمه، سيعيق قدرة سميث على الصلاة بصوت عالٍ أو الإدلاء ببيان نهائي أمام الشهود في لحظاته الأخيرة.

وفي حال رفض دعوى الاستئناف سيصبح سميث أول إنسان يتم إعدامه باستخدام غاز النيتروجين في أميركا.

وفي عام 1996، أوصت هيئة المحلفين بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة بأغلبية 11 صوتًا مقابل صوت واحد، لكن القاضي تجاوز توصيتها وحكم عليه بالإعدام بعد ثبوت تهمة "القتل المأجور لامرأة" في ألاباما.

وكان سميث، واحدا من رجلين أدينا بجريمة قتل زوجة واعظ مقابل أجر في عام 1988، وقال ممثلو الادعاء إن سميث والرجل الآخر حصلا على مبلغ 1000 دولار لكل منهما لقتل إليزابيث سينيت (45 عامًا) نيابة عن زوجها، الذي كان مثقلًا بالديون وأراد تحصيل التأمين.

وتم إعدام جون فورست باركر، الرجل الآخر المدان بالقتل، في عام 2010.

وكانت الولاية شرعت في إجراء مراجعة داخلية لإجراءات الإعدام فيها، وذلك قبل الإعلان مجددا عن استئناف عمليات الإعدام بحقن مميتة في يونيو/حزيران 2022.

وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حاولت الولاية إعدام سميث باستخدام الحقنة المميتة، لكنها تخلت عن المحاولة بعد 4 ساعات من فشل الموظفين في الوصول إلى الوريد.

وفي محاولة منه لتعطيل تنفيذ حكم الإعدام، جادل سميث في أن الحقنة المميتة تشكل عقوبة قاسية وغير عادية واقترح أن يُقتل عن طريق الغاز -الموت عن طريق استنشاق النيتروجين النقي- عوضا عن ذلك.

وفي 15 مايو/أيار 2023، انحازت المحكمة العليا الأميركية إلى جانبه، مما يعني أن سميث سيصبح أول شخص يُعدم بالغاز، كما أصبح سميث ربما أول شخص ينجح في طريقة إعدامه باللجوء لحكم قضائي.

Alabama seeks nation's 1st execution by nitrogen hypoxia https://t.co/vSLAwjvsov

— ABC22 & FOX44 (@WVNYWFFF) August 26, 2023

وقامت ولاية ألاباما ببناء غرفة غاز في عام 2021 بعد أن اقترح المشرعون بأن الموت بسبب بالغاز سيكون أكثر إنسانية من الحقن المميت.

وإثر الحظر الأوروبي الذي يمنع شركات الأدوية من بيع الأدوية لاستخدامها في عمليات الإعدام، تواجه أميركا صعوبة في الحصول على الباربيتورات (أدوية مثبطة للجهاز العصبي) المستخدمة في بروتوكولات الإعدام بالحقن المميتة.

ولمواجهة هذه المعضلة سعت بعض الولايات الأميركية إلى إحياء الأساليب القديمة في تنفيذ أحكام الإعدام ومن بينها غاز النيتروجين الذي اعتمدته ولايات أميركية مثل ألاباما وميسيسيبي وأوكلاهوما.

وغاز ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) هو غاز سام وضار، وأحد ملوثات الهواء، وهو أحد أنواع أكاسيد النيتروجين، ويمكن أن يؤدي إلى تهيج العين والجهاز التنفسي.

وبرز غاز ثاني أكسيد النيتروجين إلى الضوء بداية عام 2018 بعد أن كشفت وسائل إعلامية إجراء أبحاث ممولة من شركات "فولكسفاغن" و"دايملر" و"بي إم بي دبليو" تم فيها تعريض أشخاص أصحاء له.

ويعتبر غاز أكسيد النيتروجين بكل أنواعه -والتي تشمل أيضا NO  وN2O- ساما وضارا، وهذا الغاز يمكن أن يؤدي إلى تهيج العين والجهاز التنفسي، بينما عند التعرض إليه على المدى الطويل يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتفاوتت طرق تنفيذ عقوبة الإعدام على مرِّ العصور، بين الحرق أو النشر بالمنشار أو سلخ المدان حيا، وفي بعض الأحيان كانت أطراف المدان تُربط إلى أربعة خيول ويركض كل واحد منها في اتجاه لينشطر جسم المدان، وكانت هذه الطريقة سائدة في أوروبا خلال القرون الوسطى.

وتتنوع طرق الإعدام الآن بين الشنق والرمي بالرصاص والصعق بالكهرباء والحقنة السامة وغرفة الغاز السام والإعدام بالرجم وضرب العنق بالسيف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: یؤدی إلى فی عام

إقرأ أيضاً:

"أم السيانيد".. إعدام امرأة قتلت 14 صديقة بالسم

قضت محكمة في بانكوك بإعدام تايلاندية في أولى قضايا سلسلة جرائم اتهمت فيها بقتل 14 من أصدقائها باستخدام مادة "السيانيد" شديدة السمية.

وهذه المحاكمة الأولى ضمن سلسلة من 14 محاكمة أخرى تنتظر سارارات رانغسيوثابورن، حيث تواجه اتهامات بارتكاب جرائم مشابهة.

وأدينت التايلاندية سارارات (36 عاماً) بتسميم طعام وشراب صديقتها الثرية، سيريورن خانونغ (32 عاماً)، خلال رحلة إلى مقاطعة راتشابوري في أبريل (نيسان) 2023، حيث شاركتا في طقوس بوذية قرب نهر.

ووفقاً لتحقيقات الشرطة، انهارت سيريورن وتوفيت بعد تناول وجبة مع سارارات التي لم تقدم لها أي مساعدة.

وأظهرت تشريحات الجثة وجود آثار للسيانيد في جسد سيريورن، في حين اختفت أموالها، وهاتفها، وحقائبها. وكانت عائلة الضحية قد شككت في وفاتها وأنها لم تكن طبيعية، مما دفعها للمطالبة بتحقيق أعمق.

وكشفت الشرطة عن سلسلة من الحوادث المماثلة التي تعود إلى عام 2015، بينها محاولة واحدة فقط باءت بالفشل.

وأوضحت التحقيقات أن سارارات، الملقبة بـ"أم السيانيد" من قبل الإعلام التايلاندي، كانت تعاني من إدمان القمار واستهدفت أصدقاءها الذين تدين لهم بأموال، لسرقة مجوهراتهم وممتلكاتهم، قبل أن تقوم بقتلهم باستخدام هذه المادة السامة.

و"السيانيد"، المعروف بخطورته الشديدة، يمنع خلايا الجسم من الحصول على الأكسجين، مما يؤدي إلى توقف القلب أو الوفاة خلال ثوانٍ إذا تم تناوله بجرعات كبيرة.

وعلى الرغم من أن استخدامه في تايلاند يخضع لتنظيم صارم، فإن امتلاكه بدون ترخيص يعاقب بالسجن لمدة تصل إلى عامين، وفقاً لما ورد في "بي بي سي".

كما قضت المحكمة بسجن زوجها السابق، فيتون رانغسيوثابورن، وهو ضابط شرطة سابق، لمدة عام وأربعة أشهر، ومحاميها لمدة عامين، بعد إدانتهما بإخفاء أدلة لمساعدتها على التهرب من العدالة.
وأمرت المحكمة سارارات بدفع تعويض مالي لعائلة سيريورن بقيمة مليوني بات (57.667 دولاراً).

وفي تصريح مؤثر أمام المحكمة، قالت والدة الضحية، ثونجبين كياتشاناسيري، وهي تحمل صورة ابنتها: "لقد حصلتِ على العدالة يا ابنتي.. اليوم، هناك عدالة في هذا العالم".









مقالات مشابهة

  • النيابة العامة بحجة تُفرج عن 113 سجينًا
  • سوزان سميث تطلب الإفراج عنها بعد 30 سنة في السجن بسبب قتل ابنيها
  • "أم السيانيد".. إعدام امرأة قتلت 14 صديقة بالسم
  • الافراج عن 113 سجين في حجة
  • محاولة تصفية والد الطفلة جنات قرب المحكمة بعد إصراره على إعدام المغتصب ‘‘نجاد’’
  • وفاة سجين بالسجن الفلاحي بالفقيه بن صالح في طريقه إلى المستشفى
  • سر تعلم يحيى الفخراني السباحة في عمر الـ40.. ما علاقة محمود سعد؟
  • بعد 25 عامًا... كيفن سميث يعلن عن جزء جديد من فيلم Dogma
  • 40 عاما من الانتظار.. سر تأجيل تنفيذ حكم إعدام أشهر قاتل في بنسيلفانيا؟
  • إعدام سعودي قتل ابنه بالرصاص