في اليوم الذي خصص للغذاء والزراعة والمياه على هامش اجتماع مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP28 المنعقد في دبي، تطرق المجتمعون وهم أكثر من 150 دولة من حكوميين وقطاع خاص ومزارعين وصيادين وحرفيين وخبراء ومهتمين بالنظم الغذائية في العالم، وكان على رأس أولويات المؤتمر تفادي تجاوز الارتفاع الحراري للأرض مستوى 1.

5 درجه مئوية والحد من الاحتباس الحراري، والذي ينذر بكارثة حقيقية على وجه الكوكب، وأكد المجتمعون التزامهم بالتطوير الشامل للنظم الغذائية وتحسين سبل العيش للمجتمعات خصوصا المعتمدة على الزراعة في غذائها.
ومن الجدير ذكره أن محدودية المساحات الزراعية وشحة المياه وجفاف التربة وقطع الغابات والكوارث الطبيعية والحروب المدمرة والنفايات ومخلفات المصانع والوقود الاحفوري والوضع الاقتصادي المتأزم كلها ساهمت في تلوث المناخ ونقص الغذاء مسببة المجاعة والأمراض، ومن الأرقام المنذرة للخطر أن نسبة الذين يعانون من سوء التغذية المزمن بلغت 738 مليون شخص حول العالم.
أضف إلى ذلك، أن نسبة إنتاج الغذاء لوحدها تسبب ثلث إجمالي الانبعاثات العالمية للاحتباس الحراري بمعدل 31% وهي تشمل الانبعاثات المرتبطة بالزراعة وإنتاج المحاصيل وتربية المواشي ونقل وإعداد الطعام ونفايات الأسر المستهلكة. ونقلا عن تقارير الأمم المتحدة، فإنه يتم إهدار نحو ثلث الأغذية المزروعة في العالم بنسبة 13% منها في مراحل الحصاد والبيع بالتجزئة و17% في المنازل وقطاع الخدمات.
ونحن أمام ممارسات سيئة وهدر للمصادر الغذائية، ولهذا نحتاج إلى ركائز ثلاث لإنجاح النظم الغذائية كما حددها مانويل أوتيرو المدير العام لمعهد البلدان الأمريكية للتعاون في الزراعة وهي «أن يكون المزارعون في صميم الجهود المتعلقة بالمناخ، وأن تستند القرارات المناخية إلى الحقائق العلمية، وأن تؤدي الزراعة دورا رئيسيا في حلول المناخ». وكما قالت وزيرة التغير المناخي الإماراتية ومسؤولة ملف النظم الغذائية COP28: «لا يوجد طريق لتحقق أهداف اتفاق باريس للمناخ وإبقاء 1.5 درجة مئوية في متناول اليد من دون معالجة التفاعلات بين النظم الغذائية والزراعة والمناخ على نحو عاجل».
فالغذاء يصارع البقاء والجياع تصارع الموت، ويبقى القرار بيد أهل القرار، فبدون إرادة جادة من الذين لوثوا الكوكب بمخلفاتهم ونفاياتهم وترسانتهم المدمرة والتي استباحة الأرض وعلى رأس الدول الكبرى أمريكا والصين، فهما صاحبتا النصيب الأكبر للتلوث في العالم، فمتى تكف جميع الأطراف عن تدمير الطبيعة، وتقليل الفقد والهدر وتشجيع النظم الزراعية والغذائية وزيادة الدعم المادي للدول المتضررة واللجوء للطاقة المستدامة والبدائل النظيفة للطاقة والتكنولوجيا المتقدمة للحفاظ على الموارد؟؟ فلن تبقى طبيعة ولا حياه، ولن تتحقق خطة منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» بتحويل الأنظمة الزراعية من مصادر للانبعاثات الحرارية إلى بالوعات للكربون بحلول 2050، إلا بالتعاون والإرادة الصلبة من جميع الأطراف.
- حسن علي
أخصائي الغذاء والتغذية

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: النظم الغذائیة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: حصار «زمزم» يفاقم المجاعة وسوء التغذية يتفشى في الخرطوم

الأمم المتحدة جددت الدعوة إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان والوصول الإنساني غير المقيد كي يتسنى تقديم مساعدات منقذة للحياة.

التغيير: وكالات

حذر مكتب الأمم المتحدة المعني بتنسيق الشؤون الإنسانية، من أن الحصار المستمر لمخيم زمزم، خارج مدينة الفاشر- شمال دارفور في السودان، يفاقم معاناة آلاف المدنيين النازحين الذين يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة بعد أشهر من إعلان المجاعة بالمخيم.

ونقلاً عن المكتب الأممي، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، في المؤتمر الصحفي اليومي، إن الأزمة في المخيم تفاقمت خلال شهر رمضان، حيث زادت حدة نقص الغذاء، وارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل كبير، مما جعل المواد الأساسية غير ميسورة التكلفة بالنسبة لمعظم العائلات. ويفيد شركاء الأمم المتحدة على الأرض بتزايد علامات الجوع.

وتستمر الهجمات المسلحة على طول الطريق بين زمزم والفاشر، مع الإبلاغ عن وقوع العديد من الضحايا والإصابات. وحذر أحد الشركاء الإنسانيين في زمزم من أن وجود العبوات الناسفة يدوية الصنع داخل المخيم يشكل أيضا مصدر قلق متزايد.

وعلى الرغم من التحديات الكبيرة في الوصول، تقدم فرق العمل الإنساني الغذاء والماء والرعاية الطبية العاجلة، لكن الاحتياجات تفوق بكثير الموارد المتاحة.

وقد تفاقم الوضع أكثر بسبب تخفيضات التمويل وانسحاب معظم منظمات الإغاثة العاملة في المنطقة نتيجة انعدام الأمن. وكان برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه قد اضطروا إلى تعليق عملياتهم في مخيم زمزم الشهر الماضي.

إغلاق المطابخ المجتمعية

وأعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية- بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة اليوم- أيضاً عن القلق إزاء تدهور الأوضاع في أجزاء من ولاية الخرطوم. ويفيد عمال الإغاثة المتطوعون المحليون بارتفاع سوء التغذية الحاد ونقص الأدوية في منطقة شرق النيل.

ويتفشى سوء التغذية على نطاق واسع بين الأطفال والنساء الحوامل، خاصة في حي الحاج يوسف، حيث الأوضاع شديدة الخطورة. ويعد نقص الغذاء مشكلة رئيسية بسبب إغلاق معظم المطابخ المجتمعية.

هناك أيضا مخاوف بالغة بشأن تقارير عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في الخرطوم مع استمرار القتال وتغير خطوط السيطرة بسرعة. قبل أسبوعين، سجل عمال الإغاثة في الخطوط الأمامية أكثر من 800 حالة سوء تغذية حاد لدى الأطفال، مع استمرار الأعداد في الارتفاع، وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

وفي الوقت نفسه، تتزايد حالات فقر الدم والتهاب الكبد والعمى الليلي والملاريا بسبب النقص الحاد في الأدوية في المرافق الصحية القليلة التي لا تزال تعمل. ونبه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن حجم المعاناة في السودان مذهل، محذرا من أن العواقب ستكون مدمرة لملايين الأشخاص بدون تدخل سريع.

وجدد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق الدعوة إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان والوصول الإنساني غير المقيد كي يتسنى تقديم مساعدات منقذة للحياة.

الوسومالأمم المتحدة الخرطوم السودان الفاشر المجاعة جنيف سوء التغذية شمال دارفور فرحان حق مخيم زمزم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية

مقالات مشابهة

  • كيف يمكن الاعتماد على "تشات جي بي تي" أن يزيد من الاحتباس الحراري في العالم؟
  • الأمم المتحدة: حصار «زمزم» يفاقم المجاعة وسوء التغذية يتفشى في الخرطوم
  • حصار مخيم زمزم يفاقم المجاعة، وسوء التغذية يتفشى في الخرطوم
  • الولايات المتحدة تنسحب من صندوق تعويض الدول الفقيرة عن الاحتباس الحراري العالمي
  • فتح أسواق مصر وهولندا بين البلدين أمام المزيد من المنتجات الغذائية .. تفاصيل
  • الجابر: مشكلة الاحتباس الحراري لا يمكن أن يحدث باستبعاد قطاع الطاقة من الحل
  • دورة تدريبية تهدف لبناء القدرات في مجال تحليل السياسات الزراعية
  • وزير الزراعة يبحث مع سفير سيراليون بالقاهرة التعاون في استنباط التقاوي والابتكارات الزراعية
  • مصر تتعاون مع سيراليون في استنباط التقاوى وبناء القدرات الزراعية
  • «الشتاء أصبح دافئًا والصيف طالت مدته».. الاحتباس الحراري يهدد الأرض «فيديو»