سرايا - خاطبت جنوب إفريقيا محكمة العدل الدولية، الخميس، في إطار ما وصفتها بالمحاولة لوضع حد للقتل الجماعي للمدنيين في غزة، واتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في القطاع - وهو ما نفته إسرائيل بشدة ووصفته بأنه "لا أساس له من الصحة".

وخلال استعراض القضية، قال الفريق القانوني من جنوب إفريقيا لقضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي، إن إسرائيل أظهرت "نمط سلوك الإبادة الجماعية" منذ شن حربها واسعة النطاق في قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 365 كيلومترا مربعا الذي احتلته منذ عام 1967.



وقال الفريق: "هذا القتل ليس شيئا أقل من تدمير حياة الفلسطينيين. لقد تم ارتكابه عمدا، ولم يسلم منه أحد- ولا حتى الأطفال حديثي الولادة".

تُوصف "التدابير المؤقتة" بأنها أوامر تصدرها محكمة العدل الدولية قبل حكمها النهائي في قضية ما، بهدف منع وقوع أضرار لا يمكن إصلاحها، وبموجبها تُلزم الدولة المدعى عليها بالامتناع عن اتخاذ إجراءات معينة حتى تصدر المحكمة الحكم النهائي.

وطلبت جنوب إفريقيا من محكمة العدل الدولية الإشارة إلى 9 تدابير مؤقتة فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني باعتباره مجموعة محمية بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية.

في بداية جلسة الاستماع العلنية التي عقدت الخميس، قرأ كاتب المحكمة هذه التدابير التسعة.

أولا، على دولة إسرائيل أن تعلق فورا عملياتها العسكرية في غزة وضدها.

ثانيا، على إسرائيل أن تضمن عدم اتخاذ أي خطوات تعزيزا لتلك العمليات العسكرية.

ثالثا، على كل من جمهورية جنوب إفريقيا ودولة إسرائيل، وفقا لالتزاماتهما بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها- فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني- أن تتخذا جميع التدابير المعقولة التي في حدود سلطاتهما من أجل منع الإبادة الجماعية.

رابعا، على دولة إسرائيل- وفقا لالتزاماتها بموجب الاتفاقية، أن تكف عن ارتكاب أي من الأفعال التي تدخل في نطاق المادة الثانية من الاتفاقية، وعلى وجه الخصوص:

(أ) قتل أعضاء من الجماعة.

(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة.

(ج) إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا.

(د) فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة.

خامسا، على دولة إسرائيل، فيما يتعلق بالفلسطينيين، التوقف عن اتخاذ جميع التدابير، بما في ذلك إلغاء الأوامر ذات الصلة والقيود و/أو المحظورات. كي تمنع:

(أ) طردهم وتشريدهم قسرا من منازلهم.

(ب) الحرمان من:

1- الحصول على الغذاء والماء الكافيين.

2- الوصول إلى المساعدات الإنسانية- بما في ذلك الوقود الكافي والمأوى والملابس والنظافة والصرف الصحي.

3- الإمدادات والمساعدة الطبية.

(ج) تدمير الحياة الفلسطينية في غزة.

سادسا، على دولة إسرائيل، أن تضمن عدم ارتكاب أي أفعال موصوفة في النقطتين (4) و(5) أو المشاركة في التحريض المباشر والعلني أو محاولة ارتكاب الإبادة الجماعية، أو التآمر أو التواطؤ في ذلك.

سابعا، على إسرائيل أن تتخذ تدابير فعالة لمنع إتلاف الأدلة المتعلقة بالادعاءات، وضمان الحفاظ عليها. وتحقيقا لهذه الغاية، يتعين ألا تعمل إسرائيل على منع أو تقييد وصول بعثات تقصي الحقائق والتفويضات الدولية والهيئات الأخرى إلى غزة.

ثامنا، يجب على إسرائيل أن تقدم تقريرا إلى المحكمة عن جميع التدابير المتخذة لتنفيذ هذا الأمر (بموجب التدابير المؤقتة) خلال أسبوع واحد، اعتبارا من تاريخ صدوره، وبعد ذلك على فترات منتظمة وفقا لما تأمر به المحكمة، حتى تصدر قرارها النهائي في القضية.

تاسعا، على دولة إسرائيل أن تمتنع عن أي إجراء وأن تضمن عدم اتخاذ أي إجراء قد يؤدي إلى تفاقم النزاع المعروض على المحكمة أو إطالة أمده أو أن تجعل حله أكثر صعوبة.

- عنف غير مسبوق -

وشددت المحامية عادلة هاشم من فريق جنوب إفريقيا على أن الإجراءات الإسرائيلية قد عرّضت سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة لمستوى غير مسبوق من الهجمات، جوا وبرا وبحرا، مما أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين وتدمير المنازل والبنية التحتية العامة الأساسية.

وقالت هاشم إن إسرائيل منعت وصول المساعدات الإنسانية الكافية إلى المحتاجين وتسببت في خطر الموت جوعا والمرض بسبب استحالة تقديم المساعدة "أثناء سقوط القنابل".

وأضافت: "يتعرض الفلسطينيون في غزة لقصف متواصل أينما ذهبوا"، موضحة أن عددا كبيرا من الناس قتلوا لدرجة أنه غالبا ما يتم دفنهم في مقابر جماعية بدون التعرف على هوياتهم. وأشارت إلى أن 60 ألف فلسطيني آخرين أصيبوا وتشوهوا.

ومضت قائلة: "إنهم يُقتلون في منازلهم وفي الأماكن التي لجأوا إليها، وفي المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، وأثناء محاولتهم العثور على الطعام والماء لعائلاتهم. تعرضوا للقتل في حال فشلهم في الإخلاء من الأماكن التي فروا إليها، وحتى إذا حاولوا الفرار عبر الطرق الآمنة التي حددتها إسرائيل".

وذكرت جنوب إفريقيا أن 6000 قنبلة سقطت على غزة في الأسبوع الأول من الرد الإسرائيلي على الهجمات التي قادتها حماس في 7 تشرين الأول على أراض فلسطينية تحتلها إسرائيل.

وقالت هاشم، إن ذلك شمل استخدام قنابل زنة 2000 رطل- 200 مرة على الأقل- في المناطق الجنوبية من القطاع التي تم تصنيفها على أنها آمنة" وفي الشمال، حيث توجد مخيمات اللاجئين.

وأكدت أن هذه الأسلحة كانت "بعضا من أكبر القنابل المتاحة وأكثرها تدميرا"، مضيفة أن عمليات الإبادة الجماعية "لا يتم الإعلان عنها مسبقا أبدا، لكن هذه المحكمة تستفيد من الأدلة التي تم الحصول عليها خلال الأسابيع الـ 13 الماضية والتي تظهر- بشكل لا جدال فيه- وجود نمط من السلوك والنية ذات الصلة التي تبرر ادعاء معقولا بارتكاب أعمال إبادة جماعية".

- التزامات الاتفاقية -

واستمع قضاة محكمة العدل الدولية إلى أنه وبسبب هذه الأفعال، انتهكت إسرائيل اتفاقية الإبادة الجماعية، في إشارة إلى المعاهدة العالمية التي وقعها أعضاء الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية لمنع الجرائم ضد الإنسانية.

وشدد جون دوغارد، من فريق جنوب أفريقيا على أن الاتفاقية "مخصصة لإنقاذ الإنسانية"، وأن جميع البلدان التي وقعت على الاتفاقية "ملزمة ليس فقط بالكف عن أعمال الإبادة الجماعية ولكن أيضا بمنعها".

وتستمر الجلسة الجمعة، حيث من المقرر أن تستمع المحكمة إلى وجهة النظر الإسرائيلية.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة على دولة إسرائیل جنوب إفریقیا إسرائیل أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

أبو محفوظ يرحب بقرار المحكمة الجنائية اعتقال نتنياهو وغالانت

إسطنبول - صفا رحب المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ووزير الجيش السابق يوآف غالانت، بسبب ارتكابهما لجرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقال القائم بأعمال الأمين العام للمؤتمر هشام أبو محفوظ في تصريح صحفي، يوم السبت، إن "القرار الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، يعتبر سابقة مهمة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، ودليل على أن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ أكثر من عام هي جريمة إبادة وتطهير عرقي". وأشار إلى أن هذا القرار يشكل مسارًا داعمًا لدعوة جنوب إفريقيا المرفوعة في محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال بارتكابه جرائم إبادة في قطاع غزة. وأضاف أن القرار يشكل تحديًا لجميع الدول والحكومات التي تدعم الاحتلال وتزوده بالسلاح لقتل الشعب الفلسطيني. وندد بموقف الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن والإدارة الجديدة بقيادة دونالد ترمب، باعتبارهما قرار المحكمة الجنائية الدولية "معاديًا للسامية". واعتبر ذلك جزءًا من السياسة الأمريكية الداعمة للاحتلال والشريكة معه في حرب الإبادة ضد قطاع غزة. وثمن أبو محفوظ المواقف الدولية التي عبرت عن التزامها بقرار المحكمة فيما يتعلق بمذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت. ورأى في ذلك تحقيقًا للعدالة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة وتهجير وتطهير عرقي منذ أكثر من عام. والخميس، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تتعلق بـ"ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" خلال حرب الإبادة المتواصلة على غزة منذ أكثر من عام.

مقالات مشابهة

  • صباغ : سورية تجدد إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية السافرة على دول المنطقة وشعوبها، وإدانة جرائم الحرب، وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني
  • غاري لينيكر يستمر بانتقاد الاحتلال ويعيد نشر مقال يرفض الإبادة الجماعية في غزة
  • غاري لينيكر يستمر بانتقاد الاحتلال ويعيد نشر مقال ينتقد الإبادة الجماعية في غزة
  • أستراليا تقترح قانوناً يحظر وسائل التواصل لمن هم دون 16 عاماً.. ما الدول التي تدرس تدابير مماثلة؟
  • شيخ الأزهر يثمن مواقف كولومبيا الداعمة لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • “فيتو” استمرار جريمة الإبادة الجماعية
  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين
  • الحزب الناصري:قرار المحكمة الجنائية باعتقال نتنياهو يضع حدا لجرائم الإبادة
  • وزارة العدل وحقوق الإنسان ترحب بأوامر محكمة الجنايات الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت
  • أبو محفوظ يرحب بقرار المحكمة الجنائية اعتقال نتنياهو وغالانت