واشنطن تدعو لبنان وإسرائيل لـ”حل وسط مؤقت تجنبا للأسوأ”
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
بيروت – دعا مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكستين، امس الخميس، إلى تهدئة الوضع في جنوب لبنان والعمل على حل وسط مؤقت مع إسرائيل “تجنبا للأسوأ”.
كلام هوكستين جاء خلال اجتماعه برئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في مقر الحكومة وسط بيروت، بحضور وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب، وفق بيان لمكتب ميقاتي.
وخلال الاجتماع، شدد الموفد الأمريكي على “ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكنًا التوصل إلى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن”.
ودعا إلى العمل على “حل وسط مؤقتًا لعدم تطور الأمور نحو الأسوأ”.
بدوره، شدد ميقاتي على “أولوية وقف إطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية”.
وقال: “نريد السلم والاستقرار عبر الالتزام بالقرارات الدولية”.
كما التقى هوكستين، رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر إقامته غرب بيروت، وفق بيان لمكتب بري، اطلعت عليه الأناضول.
وعقب اللقاء، قال هوكستين في تصريح صحفي، إنه “لا بد من التوصل إلى حل دبلوماسي يمكّن اللبنانيين والإسرائيليين من العودة لمنازلهم”.
وتابع: “بحثنا إمكانية الوصول الى حل دبلوماسي بين لبنان وإسرائيل، وأنا متأكد أن شعب لبنان لا يريد أن تتدحرج الأمور إلى الأسوأ”.
وأشار إلى أن “الحكومة الإسرائيلية أكدت أنها تفضّل الحل الدبلوماسي، وأنا مؤمن بأن هذا ما يريده الطرفان في إسرائيل كما في لبنان”.
وأعرب عن ارتياحه “جراء المحادثات الجيدة مع رئيس الحكومة، وأشعر بالأمل للوصول سويا إلى حل، والتركيز على مستقبل أفضل”.
وختم تصريحه بالقول: “نحن في مرحلة صعبة ومرحلة طوارئ، وسعيد بلقاءاتي التي أعقدها مع المسؤولين اللبنانيين للبحث في كيفية الوصول إلى حل دبلوماسي للأزمة على الحدود مع إسرائيل”.
ووصل الموفد الأمريكي في وقت سابق مساء الخميس، في زيارة غير محددة المدة إلى بيروت، ضمن جولة قادته إلى تل أبيب الأسبوع الماضي، بهدف التوصل إلى وقف التصعيد بين لبنان وإسرائيل.
و”تضامنا مع قطاع غزة”، تتبادل فصائل لبنانية وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ مما خلّف قتلى وجرحي على جانبي “الخط الأزرق” الفاصل.
وتصاعدت المواجهات، منذ أن اغتالت إسرائيل صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة الفصائل الفلسطينية و6 من كوادرها، في غارة جوية بالضاحية الجنوبية لبيروت يوم 2 يناير/ كانون الثاني الجاري.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
وفاة أيقونة المسرح اللبناني أنطوان كرباج في بيروت عن 89 عاما
توفي الممثل والمسرحي اللبناني أنطوان كرباج، الأحد، في بيروت عن 89 عاما إثر معاناة مع مرض ألزهايمر أرغمته على الغياب عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، بعد مسيرة تمثيلية طويلة شكّل خلالها أحد أبرز أركان المسرح والتلفزيون في لبنان.
وفارق كرباج الحياة مساء الأحد في "بيت القديس جاورجيوس" حيث كان يعيش منذ سنوات بفعل إصابته بمرض ألزهايمر، وفق ما أفادت مصادر في دار المسنين هذه التابعة لمطرانية بيروت للروم الأرثوذكس.
وكانت عائلة كرباج أوضحت أنّ الممثل الذي لاحقته مرارا شائعات الوفاة في السنوات الأخيرة، انتقل للعيش في مركز لرعاية المسنين في شباط/ فبراير 2020 نظرا لحاجته إلى عناية طبية ومراقبة متخصصة باستمرار نتيجة إصابته بالزهايمر.
ظهرت موهبته التمثيلية في سنوات حياته المبكرة، وبدأ كرباج المولود في قرية زبوغا بمنطقة المتن الشمالي في أيلول/ سبتمبر سنة 1935، التمثيل على خشبة مسرح الجامعة في أواخر خمسينات القرن العشرين.
والتحق كرباج بعدها بمعهد المسرح الحديث التابع للجنة مهرجانات بعلبك الدولية بإدارة منير أبو دبس، وساهم في إنشاء فرقة المسرح الحديث التي أدت دورا رائدا في الحركة المسرحية في لبنان والعالم العربي.
ولاحظ زميله وصديقه الممثل والمسرحي رفعت طربيه في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن أنطوان كرباج "أبدع في المسرح الإغريقي في "أوديب ملكا" ومسرحيات شكسبير كـ"ماكبث" التي بدأ بها حياته المسرحية".
لكن التعاون الأبرز مسرحيا في مسيرة الممثل كان مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني منذ نهاية الستينات، إذ قدّم على مدى سنوات أدوارا لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور اللبناني، بينها الطاغية "فاتك المتسلط" في مسرحية "جبال الصوان" (1969)، و"المهرب" في "يعيش يعيش"(1970)، و"الوالي" في "صح النوم" (1971)، و"الملك غيبون" في "ناطورة المفاتيح" (1972)، والقائد الروماني في "بترا" (1977).
"ممثل عالمي"
وأشار الصحفي الذي رافق الحركة الثقافية منذ سبعينات القرن العشرين ميشال معيكي إلى أن كرباج "كان الصوت الهادر في مسرح الأخوين رحباني، بحضوره وصوته وأدائه" و"من أبرز القامات المسرحية في لبنان".
وأضاف: "كان (...) سريع النكتة وحاضر الذهن، وهذا ما لفت انتباه عاصي الرحباني فاختاره ليتولى بطولة مسرحياته".
أما طربيه فقال إن كرباج "كان يتمتع بقلب طفل في التعامل وكان عظيما على المسرح بحضوره الهائل وصوته الرائع". ورأى فيه "ممثلا عالميا من طينة الممثلين الذين نفتقر إليهم ليس فقط في لبنان بل في العالم".
ومع أن كرباج "كان من كبار الأسماء على صعيد التمثيل"، إلا أنه بحسب معيكي "لم يكتب نصوصا مسرحية ولم يخض الإخراج. بل برز على الخشبة كممثل كبير وقدير وفي التلفزيون".
وبعد انقطاع سنوات، عاد كرباج إلى المسرح الرحباني مع مسرحية "حكم الرعيان" سنة 2004، من تأليف منصور الرحباني وإخراج مروان الرحباني، ثم شارك في "زنوبيا" (2007) و"عودة الفينيق" (2008).
وعلى التلفزيون، قدّم أنطوان كرباج عشرات الأدوار التي أثرت المكتبة الفنية اللبنانية، بدءا بمشاركته في مسلسل "من يوم ليوم" للأخوين الرحباني في مطلع السبعينات، ثم بأدائه شخصية "جان فالجان" في مسلسل "البؤساء" عن قصة الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو (1974)، ودور "المفتش" في مسلسل "لمن تغني الطيور" (1976)، وأيضا دور "بربر آغا" في المسلسل الشهير الذي حمل اسم الشخصية سنة 1979.
كما كان لكرباج في سنوات مسيرته الطويلة مشاركات في أعمال سينمائية، خصوصا في ثمانينات القرن العشرين، مع المخرج سمير الغصيني في فيلمي "نساء في خطر" (1982)، و"الصفقة" (1984)، وفي "امرأة في بيت عملاق" للمخرج زيناردي حبيس (1985).
"صرح" مسرحي
وقد غاب أنطوان كرباج عن الساحة الفنية في الأعوام الأخيرة، واقتصرت إطلالاته على بعض الأدوار الصغيرة في مسلسلات لبنانية في سنوات مطلع القرن الحالي، قبل أن يغيب تدريجا بسبب تدهور وضعه الصحي.
وقال معيكي: "كان أهم ما فيه ذاكرته ويا للأسف أصابه المرض في ذاكرته. كان يكتفي بقراءة المسرحية مرة أو مرتين فيحفظها من دون أن يضطر إلى مراجعة دوره".
وإثر الإعلان عن نبأ وفاة كرباج، حفلت صفحات الشبكات الاجتماعية في لبنان برسائل تعزية من مشاهير ومستخدمين آخرين أشادوا بالممثل الراحل بوصفه أحد رواد المسرح في لبنان ومن أهم وجوه "الزمن الجميل" في الفن اللبناني.
ووصف وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة كرباج في منشور على منصة "إكس" بأنه "كان صرحا (...) من صروح المسرح اللبناني في عصره الذهبي".