«اختتام المدينة الفاضلة» في «الملتقى الأدبي»
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلة مشاريع جديدة للطاقة الشمسية بأسطح المنشآت التجارية في أبوظبي 16.6 مليار درهم مكاسب أسهم أبوظبيجرت مناقشة رواية «أختام المدينة الفاضلة» للأديب المغربي عبد الإله بن عرفة، أول أمس في صالون «الملتقى الأدبي» بحضور مؤسسته أسماء صدّيق المطوع التي قدمت لمحة موجزة عن هذه الرواية أشارت فيها إلى أن الفيلسوف الفارابي أصر على إنشاء مشروعه الفلسفي «المدينة الفاضلة» القائمة على السعادة والأخلاق.
وتطرح الرواية قضايا قيمية وإنسانية انشغلت بها الأديان والفلسفات منذ فجر التاريخ في ندوة فكرية تاريخية متخيلة جمعت أربعة أعلام كبار في مجلس تخيلي ليناقشوا فيه خصائص المدينة الفاضلة، هذه القضية الكبرى، في زمن يمتد من أفلاطون إلى عصرنا، وهم: الفارابي وأبو الطيب المتنبي وأبو العلاء المعري والترمذي الذي يقوم بإدارة جلسة النقاش بينهم، وكل واحد منهم يستدعي شهوداً لتأييد موقفه، ومن هؤلاء الشهود: طه حسين، وبشارة الخوري، وأحمد شوقي، ونزار قباني، وشكسبير و«المستر بين»، إلى أن يظهر لهم ختم الأختام (ابن العربي) ليحكم بينهم ويكشف لهم عن حقيقة هذه المدينة المتخيلة.
وفي مستهل النقاش المتخيل، أستأذن الفارابي الشاعرين في الكلام لكونه الأكبر سناً، فقال إن السعادة ليست أمراً فردياً، بل هي أمر جماعي، فلا يعقل أن يكون الإنسان سعيداً في مجتمع غير ذلك، لأن الإنسان لا يعيش منفرداً بل هو كائن اجتماعي.
وجاء دور أبي الطيب بالكلام فقال: مدينتي الفاضلة هي مدينة يرأسها الشعراء أصحاب البيان، والقول الأول، والجوهر الفرد، فمهما قال قائل من القدماء، فالشعر أو النظم أسبق منزلة وأعلى مرتبة. وأضاف: كان النظم ولم يكن معه شيء سواه، ومن تلك الشجرة خرج غصن النثر.
وتحدث أبو العلاء قائلاً: مدينتي أيها الأفاضل مدينة لا تتحقق إلا في الآخرة، وهي مدينة أهل الأدب وأهل اللغة، إنها مدينتهم وفيها يتنعمون ويتفاضلون، إنها مدينة فيها سعادة وشقاء، ولكل واحد مقعده في واحد منهما، وقد أُشهدت حقيقتهم فسكنت لغتي رغم أني رهين المحبسين. أنا خاتمة الأدباء الحكماء وأنا ختمهم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: صالون الملتقى الأدبي الإمارات
إقرأ أيضاً:
الثقافة تصدر «نظرية المعنى في النقد الأدبي » لـ مصطفى ناصف بهيئة الكتاب
تصدر وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «نظرية المعنى في النقد الأدبي» للدكتور مصطفى ناصف، وذلك ضمن إصدارات الهيئة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ56، المقرر إقامته 23 يناير المقبل حتى 5 فبراير 2025، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفي تقديمه للكتاب يقول مصطفى ناصف: «إن اهتمامي بمسألة المعنى جعلني أخصص هذا الكتاب للجانب العربي القديم، وقد حاولت ما استطعت أن أميز الأفكار القديمة والأفكار الحديثة بعضها من بعض، وإذا كان هذا صعبًا فلا أقل من أن نقدر حاجتنا إليه، لقد تناول النقد العربي كثير من الباحثين، وأضاءوا السبيل، ولكن لا يزال للأفكار التي حاولت وصفها في هذا الكتاب مكان فيما اعتقد، إن التراث العربي وبخاصة في المجال التطبيقي، أعنى الشروح والتفسيرات، لا يزال بكرًا قابلًا لدراسات كثيرة في المعنى وطرق كشفه، ومن حق القارئ لهذا الكتاب أن يعرف أنني كتبته بعد أن ألفت "الصورة الأدبية"، و"مشكلة المعنى في النقد الحديث"، وفي كل هذه الكتب الثلاثة حاولت أن أقدم مجموع مترابطة من الأفكار، فلعل القارئ لا يضن على هذا الكتاب بأن يسلكه في زمرة أخوين له».
يُعد مصطفى ناصف من أبرز الداعين إلى تجديد مناهج النقد العربي عبر عملية جدلية تضع في حسبانها علاقة الذات العربية بكل تراثها الثقافي والفكري المتراكم، مع الآخر الغربي بكل إنتاجه الفكري والفلسفي. فكان ينظر إلى مناهج الحداثة الغربية بعين عربية فاحصة، تلتقط الصالح منها وتتجنّب كل ما يتنافى مع الخصوصية الحضارية للثقافة العربية.