الجزيرة:
2024-09-04@15:02:08 GMT

وحش يلتهم السعادة.. ما أسباب التوتر المزمن؟

تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT

وحش يلتهم السعادة.. ما أسباب التوتر المزمن؟

التوتر كلمة سلبية ترتبط بالمخاوف والقلق والعجز عن اتخاذ القرارات الصحيحة، لكن له بعض الصور الإيجابية التي تساعد الجسم على إفراز مادة الأدرينالين، الذي يدفع بدوره إلى إنجاز المهام، و يعزز القدرة على حل المشكلات.

وقد صاحب الشعور بالتوتر الإنسان القديم كاستجابة مباشرة لمواجهة الخطر ووسيلة للحماية من الحيوانات المفترسة والتهديدات المختلفة.

تغيرت بالطبع التهديدات والتحديات التي يواجهها الإنسان في العصر الحديث، ولم يعد من المحتمل أن يواجه الإنسان تحديات تخص الحصول على طعامه أو تهديدات من حيوانات مفترسة إلا فيما ندر، لكن هناك تحديات جديدة، مثل إرهاق العمل ورعاية الأبناء ودفع الفواتير. كل هذه الضغوط تعطي إنذارات للعقل، وتضعه في وضع التحفز والتوتر المستمر الذي ينعكس على جميع مهامه اليومية.

علامات وأعراض التوتر المزمن

يعرف التوتر المزمن بالشعور الثابت بالضغط والإرهاق على مدى فترة زمنية طويلة، ويستنزف الطاقة النفسية والجسمانية للشخص ببطء، وتظهر علامات هذا الاستنزاف في صورة مجموعة أعراض تظهر معا لعدة أسابيع، ومن أهم هذه الأعراض، الآلام المتفرقة بالجسم، والأرق، وتغير السلوك الاجتماعي المعتاد، مثل البقاء في المنزل لفترات طويلة، بالإضافة إلى انخفاض الطاقة وعدم القدرة على التركيز، والانسحاب العاطفي، وقد يتطور التوتر المزمن إلى اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب والوسواس القهري.

التوتر المزمن هو شعور ثابت بالضغط والإرهاق على مدى فترة زمنية طويلة (شترستوك) أسباب التوتر المزمن

قد تكون الصدمات الشخصية أو سوء المعاملة المستمر، مصدرين رئيسيين للتوتر المزمن، ويشمل ذلك العنف المنزلي وإساءة معاملة الأطفال والأحداث المؤلمة مثل الكوارث الطبيعية أو ظروف الحروب، أو الأمراض الخطيرة.

كما يعد الفقر أيضا سببا رئيسيا للتوتر والقلق المزمن، بسبب الآثار الطويلة للضغوط المادية والديون وانعدام الأمن.

يشير المتخصصون أن التمييز ضد شخص ما يمكن أن يكون مسببا للقلق مثل، التمييز ضد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أو المختلفين في اللون، واللذين غالبا ما يشعرون بالقلق بسبب الوصم المستمر تجاههم من المجتمع.

وتعد ضغوط العمل أيضا أحد أشهر مسببات القلق، لأن بعض أماكن العمل تفتقد المرونة والتعاطف مع العاملين، ما يسبب قلقا مستمرا لهم ويؤثر سلبا على صحتهم النفسية والجسدية.

التوتر لا يترك للشخص فرصة للاعتناء بنفسه وحالته المزاجية (بيكسلز) كيف تعرف أنك تعاني من التوتر المزمن؟

يحدث التوتر المزمن نتيجة الاستجابة المتكررة للضغوط، ويبقى الجسم دائما في حالة من التهديد المتخيل حتى لأبسط الأشياء التي يمكن أن تمر ببساطة، لكنها تسبب كثيرا من الانزعاج، الذي يجعل الشخص متقلب المزاج بصورة مستمرة، وقلقا بشأن شيء ما لا يعرف جوهره تماما.

لا يترك التوتر للشخص فرصة للاعتناء بنفسه وحالته المزاجية، فهو يصبح مثل وحش يلتهم كل أسباب السعادة، وربما يحولها أيضا إلى العكس، بسبب النظرة التشاؤمية للشخص القلق، ولا يرتبط التوتر المزمن بوقت معين، لكنه يبقى مستمرا لفترة طويلة بسبب مشكلات كبيرة أو مشكلات تبادلية على مدى فترة من الزمن، وتستمر أعراضه لفترة أطول من شهر.

في بعض الأحيان يصبح الشخص المتوتر أكثر انفعالا مع المحيطين به، وقد يتوقف عن الرد على الرسائل، ويلغي خطط مقابلات الأصدقاء التي تتحول إلى عبء زائد عليه.

الضغوط الحياتية اليومية تعطي إنذارات للعقل وتضعه في وضع التحفز والتوتر المستمر (شترستوك) طرق بسيطة وفعالة للعلاج

يقول المتخصصون في علم النفس إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحافظ على مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم تحت السيطرة، وتقلل الحركة اليومية مستويات التوتر، ويمكن ممارسة المشي لـ20 دقيقة يوميا من أجل تحسين الذاكرة والإدراك وتقليل التوتر.

لا يمكن إهمال دور تمارين وتقنيات الاسترخاء في تقليل التوتر وخفض مستويات الكورتيزول في الدم، وتتمثل تقنيات الاسترخاء في اليوغا، والتأمل والتنفس العميق والصلاة.

ويؤثر الطعام الذي يتناوله الشخص على كيفية استجابته للقلق والتوتر، وتشير الدراسات إلى أن بعض الأنظمة الغذائية قد تسبب الاكتئاب والقلق لا سيما التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات، في حين الأنظمة التي تعتمد على منتجات الأسماك والدهون الصحية، تقلل من مستويات التوتر.

وللحفاظ على التوازن يوصي الخبراء بتناول وجبات صغيرة غنية بالبروتين كل 3 ساعات لتجنب انخفاض نسبة السكر في الدم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التوتر المزمن

إقرأ أيضاً:

مسارات السعادة!

 

مدرين المكتومية

في كثير من الأوقات قد ننسى أنَّ الحياة لا تستحق كل هذه الهرولة نحو اللامعلوم دون توقف، وكأننا نقتفي أثر شيء ما أضعناه في إحدى محطاتنا المُتعددة، نلهث دون توقف بحثًا عمّا نسميه "السعادة"، ولربما اعتقد البعض أنَّ تلك السعادة التي نفتش عنها في كل ركن من أركان حياتنا، تتمحور حول الأمور المادية فقط، دون إدراكنا- ولو للحظة- أن كل نماذج ومسارات السعادة المُعلقة على أمور بعينها قد تختفي بانتهائها، ولا يتبقى شيء سوى ذكرى عابرة بلذةٍ سريعة بهذه السعادة، لا سيما إذا ارتبطت بالأموال والماديات!

إذا ما تحدثنا عن السعادة من منظور آخر، فإنها تمثل اللحظة التي ندرك فيها أهمية سلامتنا الداخلية وأننا مهما صنعنا ومهما بنينا من علاقات ومهما قدّمنا الكثير من التنازلات، فإنَّ الأمر برمته يعود لذواتنا ومدى إيماننا التام بأنَّ الحياة التي نعيشها بكل لحظاتها وبكل ما نعيشه خلالها هي السعادة بحد ذاتها.

السعادة قرار، فأن تقرر أن تكون سعيدا ذلك يعني أن تتحرك كل دواخلك ومشاعرك وذلك عن طريق ما يُقدمه عقلك من رسائل يمكنها أن تجعل منك شخصا قادرا على أن يكون سعيدا حتى بأبسط الأشياء وأقلها أهمية.

السعادة الحقيقية هي التي تأتي بممارسات بسيطة، دون حاجتنا لأشياء كبيرة، هي أن نشعر بأهمية اللحظة التي نقضيها مع أحدهم ونحن نفضفض ونشرح ونتحدث دون توقف والآخر يستمع إلينا بانتباه شديد على الرغم من أن ما نقوله ليش بغاية الأهمية لكننا في الحقيقة نمتلك شخصاً يُشعرنا بأننا الأهم على الإطلاق وأننا نستحق كل الوقت لكل تلك الحماقات التي قد نبوح بها.

وربما تكون السعادة بمجرد النظر لوجوه الناس وهم يبتسمون، أطفال وهم يلعبون، السعادة في الجلوس في زاوية بأحد الأماكن الأحب إلينا، السعادة بتقاسم نجاحاتنا مع أحدهم، السعادة أن نسعى دائماً لتحقيق شيء ما نعتقد أنه صعب طوال حياتنا، السعادة هي الرحلة التي نقضي أكثر من نصف أعمارنا بحثاً عنها دون أن ندرك أنها بين يدينا، إننا نمتلك كل وسائل السعادة وكل اللحظات التي يمكنها أن تمنحنا ذلك، لكننا أصبحنا نربط كل الأشياء بالمادة حتى أصبحنا نحن أيضا لا نشعر بقيمة كل ما لدينا لأننا فقط لا نملك الأكبر منه، بدلا أن نكون سعداء بامتلاك وظيفة، سيارة، منزل صغير، أشخاص محبين، نريد بدل الوظيفة دخلا إضافيا دون الحاجة للعمل، سيارة فارهة، منزلا يشبه القصور في المسلسلات، ونريد أيضاً أشخاصا يمتلكون كل ذلك لنتمكن من السير معهم.

الكثيرون موهومون بمفاهيم السعادة، ويعتقدون أن المال يمكنه أن يخلق لهم كل ما يبحثون عنه، وهناك صنف من البشر لا يعتقد أن الماديات غير مهمة، لكن الأصح القول إنها ليست الأمر الوحيد المُهم في حياتنا لتحقيق السعادة، فإلى جانب المال يجب أن نحقق السعادة عبر عدة طرق.

وأخيرًا.. إن السعادة شعور يسكن في داوخلنا، لكننا لا نسكنه ولا ننتمي إليه، السعادة هي الشيء الذي يمكن أن نصنعه إذا ما آمنا أنه يعيش فينا، لكنه بحاجة دائمًا لقوى داخلية لتُخرجه لنتمكن من رؤيته.. وأنتهز هذه السانحة كي أوجه شكري لكل من يمنحني السعادة، بكلمة طيبة صادقة تخرج من القلب، وبابتسامة صادقة ترتسم على مُحيّاه، وصادق امتناني وعرفاني لكل من يسعى لخلق أجواء من السعادة والاطمئنان في هذه الحياة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • نفوق 6 رؤوس ماشية .. حريق يلتهم حظيرة مواشي في بني سويف
  • مسارات السعادة!
  • حريق يلتهم محتويات شقة سكنية بسبب ماس كهربائي بدار السلام
  • خريجو الأزهر بالغربية: هذه أسباب الإلحاد وطرق حماية الشباب من مخاطره
  • رئيس الشعبة يكشف أسباب ارتفاع أسعار السيارات في الأسواق
  • وزير الصحة يفتتح وحدة التنفس الصناعي المزمن للأطفال في مستشفى جابر الأحمد
  • خطط طويلة الأجل لتعليم طلاب المدارس الذكاء الاصطناعي
  • إيران: النظام الإسرائيلي يحاول إيصال مستوى التوتر في المنطقة إلى حافة أزمة خطيرة من خلال مواصلة جرائمه بغزة
  • توقعات برج الحمل اليوم 2 سبتمبر 2024
  • فوائد وأضرار تناول المخللات يوميًا: ما يجب معرفته