لإيقاف هجمات الحوثيين.. مجلة أمريكية: واشنطن عالقة بين سياستي استعادة الردع والاسترضاء الفاشل (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
قالت مجلة أميركية إن أي رد عسكري على جماعة الحوثي ردا على هجماتها على السفن في البحر الأحمر، سيعزز من شرعية الجماعة في الداخل التي تآكلت شعبيتهم في السنوات الأخيرة.
وأضافت مجلة "فورين أفيرز" في تحليل لها ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست": "يجب على الجهات الفاعلة الدولية الرد على هجمات الحوثيين، سواء للحفاظ على طريق الشحن في البحر الأحمر أو لمنع المزيد من التصعيد الإقليمي".
وذكرت أن الولايات المتحدة تواجه مجموعة من الخيارات السيئة والأسوأ فيما يتعلق بكيفية القيام بذلك، وقالت "يرى بعض السياسيين والمحللين أن أفضل طريقة لمواجهة عدوان الحوثيين هي التصعيد العسكري بهدف "استعادة الردع". يرى هذا المنظور أن قرار الولايات المتحدة النهائي، في عام 2021، للدفع نحو مفاوضات السلام في اليمن، هو بمثابة سياسة استرضاء فاشلة".
وتابعت "لكن أنصار الضربات الجوية ضد الحوثيين لا يستطيعون توضيح ما يجب أن يحدث بعد ذلك. من الصعب أن نرى كيف يمكن للغارات الجوية أن تردع هجمات الحوثيين الآن بعد أن فشلوا في القيام بذلك على مدى العقد الماضي.
وتوقعت المجلة أن تؤدي الضربات الجوية ضد أهداف الحوثيين إلى تآكل قدرة الحوثيين بشكل طفيف على إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار، ولكن سيكون من الأصعب بكثير استهداف قوارب الحوثيين الصغيرة والرخيصة المأهولة وغير المأهولة والقضاء عليها بشكل فعال.
وبالمثل، قالت إن "تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، كما فعلت إدارة ترامب لفترة وجيزة في عام 2020، من المرجح أن يكون له تأثير ضئيل. لقد ظل قادتهم خاضعين لعقوبات أمريكية منذ فترة طويلة، ولا شك أنهم سيستخدمون التصنيف ببساطة كدليل إضافي على قدرتهم على التفوق على خصوم أقوياء. لكن من المؤكد أن تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية سيجعل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن أكثر صعوبة".
وأشارت إلى أن النهج الذي يجمع بين الدبلوماسية والردع هو الطريقة الأقل سوءاً بالنسبة للولايات المتحدة للتعامل مع هذه المشكلة المستعصية على المدى القريب.
وأردفت "لا توجد شهية دولية تذكر للرد العسكري. وحتى المملكة العربية السعودية، التي قادت التدخل العسكري ضد الحوثيين عام 2015، تحذر الولايات المتحدة الآن من ضرورة التصرف بضبط النفس".
وقالت "لا يمكن لهذه الإجراءات أن تعالج بشكل كامل التهديد الذي يشكله الحوثيون على المصالح الأمريكية وعلى الاستقرار في المنطقة على نطاق أوسع. لكنها تظل الأفضل بين الخيارات السيئة".
واستدركت فورين أفيرز "الولايات المتحدة ليس لديها سوى خيارات سيئة بسبب مقارباتها الفاشلة تجاه اليمن على مدى السنوات العشرين الماضية، ويجب على واشنطن ألا تكرر أخطائها.
وزادت "لقد أظهرت عقود من الخبرة، حتى الآن، أن الجهود العسكرية لطرد الحوثيين من غير المرجح أن تكون فعالة. وبدلاً من ذلك، فإنها قد تؤدي فقط إلى المزيد من الدمار لحياة الشعب اليمني الذي يكافح بالفعل".
ولأن هجمات الحوثيين يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على التجارة العالمية، تشير المجلة إلى أن الولايات المتحدة تتعرض لضغوط كبيرة للرد عسكريا. ولكن بدلاً من الضربات الانتقامية، ينبغي للولايات المتحدة أن تفضل النهج الدبلوماسي.
وقالت "ربما يكون الحوثيون قد ظهروا مؤخراً في عناوين الصحف الدولية، لكنهم ظلوا يتحدون الولايات المتحدة وشركائها في الخليج منذ عقدين من الزمن. واستخدام القوة ضد الحوثيين في الماضي، سواء من قبل نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح أو من خلال الجهود التي تقودها السعودية لإعادة الحكومة التي أطاح بها الحوثيون في منتصف عام 2010، لم يقم إلا بالسماح للجماعة بتحسين قدراتها العسكرية. وتصوير نفسها على أنها حركة مقاومة بطولية، مما يعزز شرعيتها في الداخل.
وأوضحت أنه "مع تعزيز الحوثيين سيطرتهم على جزء كبير من شمال اليمن، بدأوا في البحث عن مزيد من الظهور على الساحة الإقليمية".
على المستوى الإقليمي، تضيف "استخدم الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وعلى إسرائيل لإثبات أهميتهم بالنسبة إلى "محور المقاومة" الإيراني، وهو شبكة من الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية التي استغلتها إيران لنشر نفوذها في جميع أنحاء المنطقة وتطويق خصومها. بما في ذلك إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وختمت المجلة تحلليها بالقول إن الشراكة بين إيران والحوثيين تعمقت بشكل كبير على مدار الحرب الأهلية في اليمن. وتقدر إيران الحوثيين لأنهم يسمحون لطهران بالتصرف على نطاق أوسع مع الحفاظ على قدر معقول من الإنكار.
*يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي البحر الأحمر اسرائيل الولایات المتحدة هجمات الحوثیین
إقرأ أيضاً:
واشنطن تؤكد مواصلة عملياتها الجوية في اليمن.. والحرس الثوري يقول إن النصر سيكون حليف الحوثيين
جدد البيت الأبيض تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية بمواصلة تنفيذ ضربات جوية ضد الحوثيين بهدف تدمير قدراتهم العسكرية لمنع تهديداتهم للنشاط التجاري وهجماتهم ضد إسرائيل، فيما أشاد الحرس الثوري الإيراني بهجمات الحوثيين.
وقال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض "جون كيربي" إنه "رغم هجمات الحوثيين على القوات الأميركية المستمرة، إلا أن قوات بلاده تمكنت من إضعاف قدرات الحوثيين على استهداف سفن الشحن الدولي".
ودعا كيربي الإسرائيليين إلى شن عملياتهم في اليمن بشكل يحد من الأضرار على البنية التحتية المدنية.
ومن جانب آخر، أشاد الحرس الثوري الإيراني، بالهجمات التي يشنها الحوثيون باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، إن "اليمنيين يتألقون في الدفاع عن فلسطين، وسيصمدون وسيكون النصر حليفهم"، حد زعمه.
وأفاد سلامي أن "الاعتداءات الصهيونية والأميركية والبريطانية لم تفلح في كسر إرادة الحوثيين، بل زادت وتيرة العمليات".
وكان داني أورباتش، المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس قد قال في تصريحات نقلتها "اشنطن بوست" إن وضع إسرائيل معقد بسبب حقيقة أن الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين قادتا الجهود لردع هجمات الحوثيين ضد إسرائيل وعلى طرق الشحن في البحر الأحمر، تتراجعان على ما يبدو وربما تنقذان صواريخهما وطائراتهما الاعتراضية بدون طيار.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت جماعة الحوثي، استهداف قاعدة "نيفاتيم" الجوية التابعة للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقة النقب جنوبيَّ فلسطين المحتلة.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، في بيان له على منصة إكس، إن القوة الصاروخية التابعة للجماعة استهدفت القاعدة الجوية بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع "فلسطين 2".
وفجر اليوم، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض صاروخا حوثيا قبل دخوله أجواء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال الجيش في بيان إن منظومة الدفاعات الجوية اعترضت، صارخ باليستي أطلقه الحوثيون قبل دخوله أجواء البلاد.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن حصيلة ما تم إطلاقه، منذ بداية الشهر الجاري، من قِبل الحوثيين من صواريخ بلغ 10 صواريخ باليستية، ونحو 9 مسيرات تجاه إسرائيل.
ومساء اليوم، أعلنت جماعة الحوثي أعلنت جماعة الحوثي، عن غارتين أمريكية بريطانية منطقة بحيص بمديرية ميدي بمحافظة حجة شمال غربي اليمن.