97 يوما من حرب غزة.. 23 ألفا و469 شهيدا فلسطينيا ونصف مليون إصابة بأمراض معدية
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ 97 يوما، إلى 23 ألفا و469 شهديا، في وقت بلغ عدد المصابين بأمراض معدية نحو ربع سكان القطاع البالغ 2.2 مليون نسمة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 23 ألفا و469 شهيدا.
جاء ذلك في بيان صدر عن متحدث الوزارة أشرف القدرة، أشار فيه إلى أن عدد المصابين جراء العدوان بلغ 59 ألفا و604 مصابين.
وقال البيان إن الوزارة رصدت "ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية".
وأشار إلى أنه وصل إلى المستشفيات جراء هذه "المجازر" 112 شهيدا و194 إصابة".
وأوضح أنه "لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
اقرأ أيضاً
شهداء غزة يوميا يفوق قتلى الصراعات الكبرى في القرن الـ21
وفي السياق، أشار البيان إلى وجود 6 آلاف و200 إصابة، في "حاجة ماسة للعلاج بالخارج لإنقاذ حياتهم".
وأضاف: "يواجه أيضا 10 آلاف مريض سرطان خطر الموت، نتيجة خروج مستشفى الصداقة التركي عن الخدمة وضعف آليه خروج المرضى للعلاج بالخارج".
وحذر القدرة من أنّ الرعاية الأولية تؤكد تسجيل نصف مليون إصابة بالأمراض المعدية، منذ بداية العدوان، لافتا إلى تزداد الكارثة مع دخول فصل الشتاء والبرد القارص.
وقال إنّ اللجنة العليا للطوارئ الصحية تتابع مهامها في إدارة المنظومة الصحية واجراء تدخلاتها لاستمرار عملها بالتعاون مع شركائها من المؤسسات الصحية المحلية والدولية.
ولفت القدرة إلى أنّ الاحتلال الاسرائيلي يتعمد تدمير الاحياء والبنى التحتية والاعيان المدنية والصحية وارتكاب جرائم الابادة والاعدامات الجماعية في قطاع غزة.
ونوه إلى أنّ الانتهاكات الإسرائيلية بحق المنظومة الصحية ادت الى استشهاد 337 من الكوادر وأصحاب الاختصاص الطبي وإعتقال 99 كادر في ظروف قاسية وغير إنسانية.
اقرأ أيضاً
حرب غزة.. الشهداء يتجاوزون 23 ألفا وقتلى جنود الاحتلال يتخطى 510
كما أضاف القدرة أنّ قوات الاحتلال الاسرائيلي استهدفت 150 مؤسسة صحية مما ادى الى إخراج 30 مستشفى 53 مركزاً صحياً عن الخدمة واستهداف وتدمير 121 سيارة إسعاف.
وأوضح أن عدد التحويلات من القطاع للعلاج في الخارج عبر معبر رفح بلغت (707 جريح و438 مريض) منذ بداية العدوان.
ولفت القدرة إلى أنّ عدد الجرحى والمرضى الذي يسمح له بالخروج من قطاع غزة قليل جدا مقارنة بالاف الحالات التي تحتاج الى تدخلات علاجية منقذة للحياة.
وشدد بالقول: "نحن بحاجة ماسة لمغادرة 6200 إصابة للعلاج بالخارج لإنقاذ حياة".
وحول مرضى السرطان، أوضح القدرة أنّ "هناك 10 آلاف مريض سرطان يواجهون خطر الموت نتيجة خروج مستشفى الصداقة التركي عن الخدمة وضعف اليه خروج المرضى للعلاج بالخارج".
كما حذر من أنّ الوضع الصحي في مستشفيات جنوب قطاع غزة كارثي ولا يوصف نتيجة الاكتظاظ الكبير في المستشفيات من الجرحى وعشرات الاف النازحين.
اقرأ أيضاً
دعت لتحقيق دولي.. حكومة غزة: الاحتلال ما يزال يحتجز جثامين عشرات الشهداء
وأشار القدرة إلى أنّ نسبة إشغال الأسرة في كافة المستشفيات أكثر من 340% في الاقسام والعنايات المركزة.
وقال إنّ اعداد الجرحى تزيد عن 4 اضعاف قدرة المستشفيات السريرية والجرحى يفترشون الارض والممرات.
وأوضح القدرة أنّ عشرات الحالات مكدسة في جناح الإفاقة بعد إجراء العمليات بسبب عدم وجود اسرة للمصابين في الأقسام.
ولفت إلى أنّه تم تحويل كافة أسرة المستشفيات (الولادة والباطنة) إلى أسرة جراحة وتم عمل توسعات متتالية للأسرة في الممرات والخيام والمدارس المجاورة.
ولفت القدرة إلى أنّ أقسام الحضّانة تعاني نقصًا حادًا في أدوية إنقاذ الحياة لحديثي الولادة، ومنها السيرفاكنت (surfactant) اللازمة لعملية التنفس والمضادات الحيوية.
وأشار إلى تكدس النازحين في مراكز الإيواء في ظل هذه الأجواء الباردة زاد من انتشار الأمراض التنفسية والجلدية وأمراض معدية أخرى يشكل خطراً مميتاً لأكثر من 1.9 مليون نازح ونطالب كافة المؤسسات الدولية بإجراءات عاجلة ومركزة لمنع الكارثة المحدقة بهم.
وقال إنّ وزارة الصحة استقبلت 8 فرق طبية دولية وسهلت عملها لإسناد الطواقم الطبية في مستشفيات جنوب قطاع غزة من اجل انقاذ حياة الجرحى.
اقرأ أيضاً
جثامين عشرات الشهداء تصل غزة بعد أن احتجزها جيش الاحتلال
وطالب القدرة الجهات الدولية بأرسال الفرق الطبية والمستشفيات الميدانية للمساهمة في انقاذ حياة الجرحى.
ودعا كذلك كافة الأطراف بالعمل على إحداث تغيير جذري في أليات خروج الجرحى للعلاج بالخارج، وإدخال المساعدات الطبية التي تلامس الاحتياجات الضرورية والعاجلة للمستشفيات.
كما طالب المؤسسات الدولية بإيجاد أليات فاعلة لتلبية احتياجات مستشفيات شمال غزة بالأدوية والوقود من أجل تشغيلها وضمان استمرار عملها.
وطالب كذلك الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة المعتقلين من الكوادر الصحية والضغط من أجل الإفراج عنها.
وبينما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة ضد قطاع غزة منذ أكثر من 3 أشهر، خلفت كارثة إنسانية غير مسبوقة، بدأت الخميس، محكمة العدل الدولية جلسات الاستماع المرتبطة بالدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل متهمة إياها بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" في غزة، وهو ما تنفيه تل أبيب.
ولحين البت في القضية، طلبت جنوب إفريقيا من المحكمة، وهي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، إصدار "أمر مؤقت" عاجل لإسرائيل بـ"تعليق فوري لعملياتها العسكرية" في غزة.
وغدا الجمعة، تعقد المحكمة جلسة الاستماع الثانية والأخيرة التي سيقدم فيها فريق إسرائيل القانوني دفاعاته في الاتهامات المقدمة ضد تل أبيب.
وتعد أحكام محكمة العدل ملزمة قانونا، لكنها لا تملك سلطة لفرض تطبيقها، وفي عام 2022، تجاهلت موسكو أمرا من المحكمة بوقف العمليات العسكرية الروسية في جارتها أوكرانيا.
اقرأ أيضاً
شاهد.. مدير صحة غزة يتفاجأ بشهداء من عائلته خلال مقابلة تليفزيونية
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: شهداء حرب غزة أمراض معدية إصابات القطاع الطبي إسرائيل للعلاج بالخارج اقرأ أیضا قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
52 يوما من الحصار.. لقمة الطعام في شمال غزة مغمسة بالدم
خرج الشاب الفلسطيني محمود عودة من سكان بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة من منزله مضطرا للباحث عن ما يسد به رمق عائلته الجائعة المكونة من 8 أفراد، لكنه قتل على الفور برصاصة أطلقتها طائرة مسيّرة إسرائيلية.
ولا تزال عائلة عودة، مع أكثر من 80 ألف فلسطيني آخرين، ترفض مغادرة شمالي قطاع غزة، والذي يعاني حصارا إسرائيليا متواصلا منذ 52 يوما، رغم إنذارات الإخلاء الإسرائيلية وتعميق الاجتياح العسكري والمجاعة والعطش.
ويقول الوالد عودة للأناضول "فقدت ابني البكر محمود (22 عاما) بسبب الطعام الذي لا يتوفر للمحاصرين المجوعين بأمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة".
ويضيف "لقمة الطعام في بيت لاهيا والمناطق المحيطة بها مغمسة بالدم فعليا، حيث يضطر الأهالي المحاصرون يوميا للخروج من منازلهم للبحث عن المياه والطعام في المناطق القريبة منهم، لكن الاستهدافات الإسرائيلية تترقبهم، فتقتل وتصيب بعضهم".
وفي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال اجتياحا بريا لشمالي قطاع غزة بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، في حين يقول فلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمالي القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه.
وضع مأساويومنذ أسابيع نفد الطعام لدى عائلة الحاج مهدي شبات، الذي ينحدر من بلدة بيت حانون وينزح حاليا في مشروع بيت لاهيا.
ويقول شبات للأناضول "نعيش على الماء والملح وأحيانا بعض أرغفة الخبز، ورغم ذلك لا نفكر في النزوح أبدا من شمال غزة".
ويصف الوضع المعيشي لعائلته المكونة من 10 أفراد وباقي العائلات بـ"المأساوي جدا".
ويتابع "بصعوبة بالغة نوفر المياه من مستشفى كمال عدوان أو من أحد الآبار التي تعمل بشكل متقطع كل أسبوع مرة واحدة على الطاقة الشمسية".
ويحكي "نحصل على المياه وفوقنا الطائرات المسيرة تطلق النيران والقنابل، والقذائف المدفعية تتساقط حولنا بشكل كثيف، وشظاياها تصيب الناس".
وفي أحدث جرائمها بحق المحاصرين بمناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، قصفت إسرائيل مستشفى كمال عدوان مؤخرا، مما أدى ضمن أضرار مادية أخرى كبيرة إلى انقطاع الكهرباء وإتلاف خزانات المياه.
وعن مشقة توفير الطعام، يكمل شبات حديثه قائلا "دخلنا في أسابيع الحصار الأولى إلى المنازل التي تركها أهلها وأخذنا ما وجدنا فيها من طعام، لكن مع الوقت كل ذلك نفد، واليوم حرفيا لا يوجد لدينا أي طعام".
"لن نترك أرضنا"المأساة نفسها تعيشها عائلة محمد المصري في بلدة بيت لاهيا، ويقول المصري للأناضول "نموت جوعا وعطشا تحت القصف، فالاحتلال مُصر على قتلنا رغم كل المطالبات الدولية بإدخال الطعام والشراب لنا نحن المحاصرين في شمال قطاع غزة".
ويزيد "نرفض ترك أرضنا للمحتل ونخرج حتى لو لم يبق إلا التراب لنأكله. الموت أهون علينا من تلك اللحظة".
وحسب المصري، فإن أطفاله الثلاثة "يشعرونه دائما بالحسرة، خاصة عندما يطلبون الطعام ولا يتمكن من توفيره لهم".
ويتابع "لم نتلقَ أي مساعدات منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية وحتى قبلها بنحو شهر، ولا يوجد لدينا أي مخزون من الطعام، لذلك الوضع مأساوي جدا لدى كل من يعيش في شمالي قطاع غزة".
عقاب جماعيويجمع الأهالي الذين لم يغادروا شمالي قطاع غزة، رغم إنذارات إسرائيل، على أن ما يعيشونه اليوم من حصار وعطش وجوع "هو ضريبة لصمودهم ورفض ترك منازلهم".
ويقول يزن الأسمر من مخيم جباليا "اعتدنا على سياسة العقاب الجماعي من الاحتلال وقواته التي تضرب بعرض الحائط كل القوانين والاتفاقات الدولية ولا تحترم أي معايير إنسانية".
ويضيف "للعالم أن يتخيل أن هناك آلاف البشر محاصرون منذ نحو شهرين في بقعة جغرافية يمنع الدخول والخروج منها، ودون السماح بإدخال ما يسد رمقهم من طعام، كيف سيكون حالهم؟".
وحسب الشاب العشريني "فإن كل محاولات الاحتلال للاستيطان في شمالي قطاع غزة ستُكسر أمام صمود الأهالي حتى لو تبقى واحدا منهم هناك".
يشاركه الرأي الشاب مؤيد البهتيمي من مشروع بيت لاهيا بقوله "رفضنا أوامر الاحتلال منذ بدء عمليته العسكرية، وكلما اقترتب منا الآليات الإسرائيلية نهرب إلى مكان أبعد، مع رفضنا المطلق لفكرة الهجرة القسرية".
ويضيف "كل المواطنين الذين تركوا شمالي قطاع غزة غادروا مكرهين تحت حمم النيران والقصف، ولم يغادر أحد طوعيا، لذلك لا يمكن أبدا لجيش الاحتلال المدجج بأعتى أنواع الأسلحة تسجيل انتصار علينا"، وفق الهتيمي.
ويعتبر أن "تباهي الجيش الإسرائيلي بإفراغ مخيم جباليا وشمالي قطاع غزة من المواطنين ما هي إلا محاولة لترميم صورته المكسورة أمام صمود الأهالي وبسالة المقاومين في الميدان".
وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على قطاع غزة خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.