توترات البحر الأحمر.. 90% انخفاض بسفن الحاويات المارة بقناة السويس
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
كشفت شركة كلاركسونز لخدمات الشحن عن انخفاض عدد سفن الحاويات التى تمر بمسار البحر الأحمر المؤدي من أو إلى قناة السويس بنسبة 90% في الأسبوع الأول من شهر يناير/كانون ثان الجاري مقارنة بنفس الفترة العام الماضي.
جاء ذلك، وفقا لنتائج تحقيق أجرته الشركة التي تتخذ من لندن مقرا له، أظهرت يظهر تعطل التجارة العالمية بسبب الهجمات التي شنها المتمردون الحوثيون في اليمن على السفن، حسبما نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وأظهر التحقيق أن عدد سفن الحاويات التي تحولت من البحر الأحمر إلي مسار رأس الرجاء الصالح في 9 يناير/كانون ثان كان أكثر من ضعف العدد الإجمالي حتى 21 ديسمبر/كانون الأول.
والثلاثاء، وهو اليوم الذي الذي تم فيه جمع الأرقام، شن الحوثيون واحدة من أكبر هجماتهم على السفن حتى الآن.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن السفن الحربية والطائرات الأمريكية والبريطانية أسقطت 18 طائرة بدون طيار وصاروخين كروز مضادين للسفن وصاروخًا باليستيًا.
ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار، فيما قالت الولايات المتحدة إنه الهجوم السادس والعشرون على السفن التجارية في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي الوقت ذاته، أشارت شركة هاباج لويد الألمانية، خامس أكبر خط حاويات في العالم من حيث السعة، إلى أنها تعتزم مواصلة تحويل سفنها بعيداً عن البحر الأحمر، إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
وتضيف عمليات التحويل عبر الطرف الجنوبي لأفريقيا ما بين 10 أيام وأسبوعين لكل رحلة بين آسيا وشمال أوروبا.
وتقوم خطوط الشحن أيضًا بتحويل بعض الخدمات بين آسيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة، والتي كانت تمر في السابق عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
وسفن الحاويات هي الوسيلة الرئيسية لنقل البضائع المصنعة وشبه المصنعة في جميع أنحاء العالم.
اقرأ أيضاً
الحوثي: أي هجوم أمريكي في البحر الأحمر لن يمر دون رد
وقال ستيفن جوردون، رئيس قسم الأبحاث في شركة كلاركسونز، إن وصول سفن الحاويات إلى خليج عدن، عند مدخل البحر الأحمر، كان عند "مستويات منخفضة للغاية" منذ منتصف وأواخر ديسمبر/ كانون أول.
وقال جوردون: "لا تزال عمليات عبور الحاويات من البحر الأحمر عند مستويات منخفضة، كما يتم العبور حول جنوب أفريقيا".
وقالت هاباج لويد إنها لا تزال تعتبر المرور عبر البحر الأحمر "محفوفًا بالمخاطر" وستواصل توجيه سفنها للدوران حول رأس الرجاء الصالح.
وتعني عمليات التحويل المتسارعة للشاحنات أن مؤشر شنغهاي للشحن بالحاويات (مقياس لتكاليف نقل حاوية) وصل في الخامس من يناير/كانون الثاني، إلي أعلى معدل له خارج الاضطراب الناجم عن وباء كورونا المستجد (كوفيد-19).
وكان هذا الارتفاع مدفوعاً بمضاعفة تكلفة نقل حاوية من شنغهاي إلى روتردام، من 1667 دولاراً في 23 ديسمبر/كانون الأول إلى 3577 دولاراً في 5 يناير/كانون الثاني.
كما تضاعفت تكلفة نقل الصندوق من شنغهاي إلى جنوة، من 1956 دولارًا إلى 4178 دولارًا.
وقد هجرت خطوط الشحن بشكل متزايد طرق البحر الأحمر وقناة السويس منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، في محاولة لتجنب الهجمات الصاروخية التي شنها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر، والتي أكدوا أن لها بعض الارتباط بدولة الاحتلال.
ومنتصف ديسمبر/ كانون الماضي، أظهرت أرقام موقع Marinetraffic.com أن حركة سفن الحاويات في البحر الأحمر انخفضت بنسبة 30% تقريبًا عن نفس اليوم من العام السابق.
وارتفعت وتيرة تحويل الشاحنات منذ هجوم 30 ديسمبر/كانون الأول على سفينة "ميرسك هانجتشو"، التي تديرها "شركة إيه بي مولر-ميرسك" الدنماركية.
وهز الهجوم ثقة خطوط الشحن في أن عملية "حارس الازدهار" الأميركية، التي استهدفت منع هجمات الحوثيين، ستحل المشكلة.
وقال سايمون هيني، المدير الأول لأبحاث الحاويات في شركة Drewry Shipping ومقرها لندن، إن عمليات التحويل أوقفت الاتجاه الهبوطي المطرد في أسعار الشحن، الذي شهدته الصناعة منذ نهاية قيود كوفيد.
وأضاف هيني: "بالنسبة لأصحاب البضائع، فإن ذلك يضيف الوقت والتكلفة والتعطيل".
وأضاف أن تعطل الموانئ الأوروبية يمثل أيضًا خطرًا إذا تراكم العديد من الشاحنات المتأخرة بالقرب من بعضها البعض.
ووجد بحث كلاركسون أنه في 9 يناير/كانون الثاني، كانت هناك 364 سفينة حاويات، بسعة 4.2 ملايين حاوية بطول 20 قدماً، تعمل على طرق تم تحويلها عبر رأس الرجاء الصالح. ويقارن هذا الرقم بـ 155 سفينة بسعة 1.9 مليون حاوية نمطية في 21 ديسمبر/كانون أول.
اقرأ أيضاً
توترات البحر الأحمر قد تنتقل لممرات مائية أخرى.. تقرير غربي: المارد خرج من القمقم
المصدر | فاينانشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: قناة السويس البحر الأحمر هجمات الحوثيين سفن الحاويات رأس الرجاء الصالح فی البحر الأحمر دیسمبر کانون سفن الحاویات ینایر کانون على السفن
إقرأ أيضاً:
كش ملك لـ”أمريكا”في شطرنج البحر
يمانيون../
“اليمن يجبَر الولايات المتحدة على تغيير قواعد اللعبة، فكل صاروخ يمني لا يستهدف السفن فقط، بل يضرب العمق الإستراتيجي لهيبة البحرية الأمريكية، في انتصار تكتيكي استثنائي”، وفقاً لتأكيد مركز واشنطن للدراسات السياسية في الشرق الأدنى.
وقال: “اليمنيون نجحوا في تحويل البحر الأحمر إلى ‘ساحة شطرنج كبرى’، وتمكنوا بقدرات محدودة من فرض معادلة معقدة شلت المسار الطبيعي لتدفقات الإمدادات العسكرية الأمريكية”.
وأضاف: “التهديد المتصاعد للقوات اليمنية على الإمدادات العسكرية الأمريكية بمثابة ‘كش ملك’ لقدرة الولايات المتحدة على تأمين سلاسل التوريد العسكرية في زمن الحرب”.
الخيار المكلف
وتابع، في التحليل العسكري للخبير في القوات الجوية الأمريكية، جيمس إي شيبارد، الخاص بتهديدات اليمن لإمدادات أمريكا العسكرية في المنطقة والعالم: “دخلت البحر الأحمر من أجل حماية ‘إسرائيل’ في البحر الأحمر، لكنها وجدت نفسها في مواجهة مع قوة غير متوقعة قلبت معادلة الردع رأساً على عقب”.
وأكد أن بحرية أمريكا تواجه تحدياً غير مسبوق؛ كون أكثر من 80 بالمائة من إمداداتها العسكرية تُنقل عبر سفن الشحن البحري، التي أجبرتها هجمات اليمن على تغيير مسارها عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وهو خيار مكلف للغاية.
شيبارد اعتبر -لمركز واشنطن الداعم لـ”إسرائيل”- إعلان اليمن قرار حظر شركات الأسلحة الأمريكية “تهديداً مباشراً” للإمدادات العسكرية لواشنطن، ما يجعل قدرتها في خوض الحروب مرهونا على قرار اليمن في البحر الأحمر، حيث إن نقل الامدادات جواً أو براً مُكلف، ولا يغني عن النقل البحري المُهدد بهجمات اليمن.
المؤكد في تحليله أن استهداف اليمن سفن الشحن الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي بالصواريخ والمسيَّرات يُجبر واشنطن على إعادة التفكير في إستراتيجيات الانتشار السريع، وتحمُّل التداعيات الخطيرة بعمليات الإمدادات اللوجستية الطارئة وبالغة الأهمية.
..والتهديد الذي تجاوز التوقّعات
في السياق، أكدت مجلة ‘ناشيونال إنترست’ أن اليمنيين أثبتوا أنهم يشكلون عقبة أمام الجيش الأمريكي بشكل أكبر مما كان يتوقعه الكثيرون في البنتاغون.
وقالت المجلة الأمريكية، في مقال لمحلل شؤون الأمن القومي، براندون جيه ويخرت: “إن حجم التحدي الذي تشكله قوات صنعاء تجاوز توقعات البنتاغون، كما أن قدراتها تتطوّر بشكل غير متوقّع ومقلق للبحرية الأمريكية”.
وأضافت: “إن الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، التي أطلقتها قوات صنعاء، منذ أكتوبر 2023، أصبحت -بالإضافة إلى تعقيدها التقني- أكثر دقة بكثير مما هو متوقع”.
..واحتمال الإغراق وارد
يقول خبير الأمن القومي ويخرت: “إن احتمال إغراق اليمنيين حاملة طائرات أمريكية وارد، وإن كان مستبعداً، لكن لو حدث ذلك ستكون خسارة فادحة لبحرية أمريكا، ستعيق عملياتها في المحيطين الهندي والهادئ لسنوات”.
ويؤكد في خلاصة مقاله: “إن هذا أمرٌ مقلقٌ للغاية، أن تكون القِطع الحربيةٌ البحرية الأمريكية، حتى حاملات الطائرات النووية، ليست بمنأى عن أهداف الصواريخ الباليستية اليمنية المضادة للسفن”.
وكان اليمن أدرج 15 شركات الأسلحة ضمن قائمة العقوبات لتورطها في دعم ‘إسرائيل’ بالأسلحة لارتكاب جرائم إبادة بحق الأبرياء في قطاع غزة، مُنذ عدوان 10 أكتوبر 2023،
يضاف ذلك إلى قرار الحظر الذي يفرضه اليمن على سفن “إسرائيل” وأمريكا في البحر الأحمر، بموجب القانون رقم “5” لسنة 1445هـ، بشأن تصنيف الدول والكيانات والأشخاص المعادية للجمهورية اليمنية، ولائحة عقوبات الداعمين للكيان الصهيوني الغاصب.
.. وحصيلة إنتصار أمريكا
وتستمر واشنطن في شنّ العدوان على اليمن منذ 15 مارس الفائت، من خلال غارات جوية على المحافظات الحرة الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء.
وقد أسفرت هذه الغارات عن استشهاد أكثر من 235 مدنياً، وإصابة أكثر من 500 آخرين، في محاولة أمريكية لتدمير قدرات القوات اليمنية، ووقف هجماتها على عمق “إسرائيل” وفي البحر الأحمر، ضمن دعمها العسكري للمقاومة الفلسطينية في غزة.
السياســـية – صادق سريع