تحل يوم السبت المقبل ذكرى عظيمة لدى المسلمين وهي بداية شهر رجب، حيث أنه من الأشهر الحرم الذي قال عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الشهر الذي أسري به الله سبحانه وتعالي من مكة إلى المسجد الأقصى ثم أُعرج به إلى سدرة المنتهى.
وأوصانا النبي أن هذا الشهر من الشهور العظيمة المملؤة بالنفحات الربانية التي يجب على كل مسلم أن يغتنمها ويتقرب فيه إلى الله استعدادًا لا ستقبال شهر رمضان ومن ثم شهر رمضان المعظم، وستعرض «البوابة»، في هذه السطور أحب الأعمال والسنن التي وردت عن النبي في هذا الشهر.


وذكر الشيخ محمد عمارة، الواعظ بالأزهر الشريف، أن من حكمة الله عزّ وجلّ أنه فضل بعض الأيّام وَالشّهور على بعض كما فضل بعض الأمكنة على بعض، ففضَّل الأشهر الحُرم على سائر شهور العام، وشهر رجب هو أحد الأشهر الحُرم الأربعة الّتي أمر اللهُ سبحانه وتعالى بتعظيمِها وإجلالها، والالتزام فيها بدينه وشرعه وطاعته، ولقد خصّها الله تعالى بالذّكر ونهى فيها عن الظُّلم والقتال تشريفا واحترامًا وتعظيمًا ؛ فقال تعالي: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ" (التوبة:٣٦).
وتابع «عمارة»، على موقع الأزهر الشريف: وكانت العرب في الجاهلية تحرم هذه الأشهر الأربعة الحُرم، وسبب تحريمهم لذي القعدة وذي الحجة والمحرم هو أداء شعيرة الحج، فكانوا يحرمون قبله شهرًا ليتمكنوا من السير إلى الحج، ويسمونه القعدة لقعودهم عن القتال فيه، ثم يحرمون ذا الحجة وفيه أداءُ مناسكهم وأسواقهم، ثم يحرمون بعده شهرًا ليعودوا إلى ديارهم، وحرموا شهر رجب في وسط الحول لأجل زيارة البيت والإعمار، حتي يأمن قاصدُ البيت الغارةَ فيه، فيجب علينا أن نحذرَ من المعصية في الأشهرُ الحُرم؛ لأنّها ليست كالمعصية في غيرها؛ بل المعصيةُ فيها أعظمُ؛ حيث تعظم المعصية بسبب شرف الزمان الذي حرّمه الله، كما قال سبحانه: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ" (البقرة: 217)، أي: ذنبٌ عظيمٌ، وجرمٌ خطيرٌ.
ولفت، إلى أنه كما أنّ المعاصيَ تعظُمُ في الأشهر الحُرم؛ فكذلك الحسنات والطّاعات تعظُم وتُضاعف في تلك الشهور؛ والتّقرّبُ إلى اللهِ عزّ وجلّ بالطّاعةِ في الشّهرِ الحرامِ أفضلُ وأحبُّ إليه سبحانه من التّعبُّدِ في سائر الأيّام؛ فعن أَبي بكرةَ نفيع بن الحارث رضي الله عنه عن النبي _صلي الله عليه وسلم _ قال: "إنّ الزّمَان قد اسْتدار كهيئته يوم خلق الله السَّماوات والأرض: السَّنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرُم: ثلاثٌ مُتوالياتٌ: ذُو القعدة، وذو الحجَّة، والمُحرَّم، وَرجب مُضَر الذي بين جمادى وَشعبان" (متفقٌ عَلَيهِ)، وشهر رجب شهر تهذيب النفس، حيث يجاهد الإنسان نفسه للتخلص من كافة الصفات السيئة والمكروهة الموجودة فيه، للوصول إلى درجة التقوى وزيادة الإيمان.

 

تعظيم الذنوب في الأشهر الحرم يقابله مضاعفة الحسنات

من جانه أكد الدكتورمحمد سليم السيد، أستاذ الحديث كلية بنات العاشر من رمضان بجامعة الأزهر، أن التقرب إلى اللهِ عزّ وجل بالطّاعةِ في الشّهرِ الحرامِ أحبُّ إليه من التعبُّدِ في سائرِ الأيّامِ، ولكن لم يثبت في السنة شيء عن فضلِ صيام رجبٍ دون أيام العام، وأن الأحاديث والأخبار عن تخصيص رجب بعبادة مخصوصة بدعة باطلة.
وأضاف سليم في تصريحات سابقة علي موقع الأزهرالشريف، أن ما تقوم به داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية في هذا الشهر المبارك لم يقم به أهل الجاهلية قبل الإسلام، ما يبرهن على أنهم جماعة من صنيعة اليهودية العالمية جاءت لتشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف.
وقال «السيد»: إن من أظهرِ الدلائلِ على تعظيمِ هذا الشّهرِ الحرامِ هو الابتعادُ عن ظلمِ الإنسانِ نفسَه باجتِراحِ الذنوبِ والسيّئاتِ ومقارَفَةِ الآثامِ والخطيئاتِ لأنّ الذنبَ في كلِّ زمانٍ شرٌّ وشؤمٌ على صاحبِه لأنّه اجتراءٌ على اللهِ جلَّ جلالُه وعظُم سلطانُه لكنّه في الشهرِ الحرامِ أشدُّ سوءًا وأعظمُ شؤمًا لأنّه يجمعُ بين الاجتراءِ على الله تعالى والاستخفافِ بما عظّمه اللهُ جلّ وعلا فالظلمُ عاقِبَتُه وخيمَةٌ وآثارُه شَنِيعةٌ فلا فلاحَ مع الظلمِ ولا بقاءَ مع الظّلم مهما بلَغ شأنُ الظّالمِ فقد قال اللهُ عزّ وجلّ: "إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ"، وقال جلّ في عُلاه "هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ"، فلاَ بقاءَ للظلمِ والاعتداءِ والطغيانِ ولا سُلطانَ لها على الدوامِ مهما طال وامتدّ بها الزّمانُ فقد قال الملكُ العظيمُ الشَّانِ "وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ المَصِيرُ"، وثبت في الصحيحين أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللهَ لَيُملِي للظَّالمِ حتَّى إِذَا أَخَذَهُ لم يُفلِتْهُ"، كما أنّ المعاصيَ تعظُمُ في الشهرِ الحرامِ فكذلك الحسناتُ والطّاعاتُ تعظُمُ وتُضاعفُ في هذه الأيّام، فالتّقرّبُ إلى اللهِ عزّ وجلّ بالطّاعةِ في الشّهرِ الحرامِ أفضلُ وأحبُّ إليه سبحانه من التّعبُّدِ في سائرِ الأيّامِ كما سبق في قول ابن عبّاس رضي الله عنهما: "وجعل الذنب فيهنّ أعظم والعمل الصّالح والأجر أعظم".
وتابع الأستاذ بجامعة الأزهر: على المسلم أن يكون في هذا الشّهر أكثرَ ابتعادًا عن الذّنوبِ والآثامِ، وتوقِّيًا لكلِّ ما يغضبُ الملكَ ويبتعد عن ظلمِه لإخوانِه بالاعتداءِ عليهم وسفكِ دمائِهم أو أكلِ أموالِهم وحقوقِهم أو التحدث في أعراضِهم بالغيبة، وتتبّعِ عوراتِهم وإفشاءِ أسرارِهم وإلحاقِ الأذى بهم ويبتعد عن ظلمِه لنفسِه والإساءةِ إلى شخصِه بمعصيتِه لخالقِه، خاصّة ما يتساهلُ فيه بعضُ النّاسِ من صغائرِ الذُّنوبِ فإنّ صغائرَ الذّنوبِ متى استرسل فيها الإنسانُ كان على وجهِه في النّارِ مكبوبٌ، فيستحبُّ للمسلمِ في هذا الشّهر الإكثارُ والمواظبةُ على ما ثبتت به السنّةُ في سائرِ الأيّامِ من نوافلِ الطّاعاتِ من صلاةٍ وصيامٍ وصدقاتٍ وغيرِها من القرباتِ مع المحافظةِ على الفرائضِ والواجباتِ ولكنْ لا يشرعُ تخصيصُه بعبادةٍ من العباداتِ أو اعتقادُ أنّ لها فضلًا في هذا الشّهرِ على سائر الطّاعاتِ والحالُ أنّه لم يشـرعْها لنا فيهِ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ ولا فَعَلَها فيه صحابتُه الكرامُ رضي الله عنهم.
وتطرق إلى أن العبادةَ لا تشـرعُ في الإسلامِ إلّا بدليلٍ ظاهرٍ من الكتابِ الكريمِ أو من صحيحِ سنّةِ خيرِ الأنامِ وإلّا كان العملُ غيرَ مقبولٍ بحالٍ لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ"، لذلك فإن هذه الأحاديثُ والأخبارُ لا تصلُحُ أن يعتمدَ عليها في إثباتِ مشـروعيّةِ تخصيصِ شهرِ رجبٍ بتلكَ العبادات فالصَّلاةً لمْ يَصِحَّ في شهرِ رجبٍ صلاةٌ مخصوصةٌ تختصُّ به والأحاديثُ المرويةُ في فضلِ صلاةِ الرَّغائبِ فِي أوّلِ ليلةِ جمعةٍ من شهرِ رجبٍ كذبٌ وباطلٌ لا تصحُّ وهذه الصلاةُ بدعةٌ عند جمهورِ العلماءِ وَأَمّا الصِّيَامُ فلمْ يَصِحَّ في فضلِ صومِ رجبٍ بخصوصِه شيءٌ عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابِه وَأَمَّا إخراجَ الزكاةِ في شهرِ رجبٍ لا أصلَ لذلك في السنّةِ ولا عُرِف عن أحدٍ من السَّلفِ وأمّا الاعتمارُ فِي رجبٍ، فقد روى ابنُ عمرَ رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم اعتمَر في رجبٍ فأنكرتْ ذلك عائشةُ عليه وهو يسمعُ فسكَتَ، فواجب علينا في هذا الشهر الكريم ان نتقرب الى الله عزوجل بالطاعات وبالخير وان نأمر فيه بالمعروف وننهى فيه عن المنكر مصداقًا لقول الله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"، ولكن لم يثبت في السنة شيء عن فضلِ صيام رجبٍ دون أيام العام، وأن الأحاديث والأخبارعن تخصيص رجب بعبادة مخصوصة بدعة باطلة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأشهر الحرم أفضل الاعمال في رجب صلى الله علیه وسلم هذا الش فی هذا الش هذا الشهر رضی الله إلى الله فی سائر الله عن شهر رجب فی الش

إقرأ أيضاً:

4 ركعات في النصف من رمضان.. أوصى بها النبي تغفر الذنوب وتفك الكرب وتمنحك 6 عطايا

صلاة التسابيح من الصلوات المستحب أداؤها في يوم النصف من رمضان ، وثبت فضل صلاة التسابيح في حديث  نبوي صحيح، وثبت حديث صلاة التسابيح في السنة النبوية المطهرة، ورأى العلماء في حكم صلاة التسابيح أنها جائزة ، ويجوز أن تصلي صلاة التسابيح في المسجد جماعة أو في المنزل منفردًا، فلا تفوت على نفسك فرصة مغفرة الذنوب بأداء صلاة التسابيح، ونعرض في هذا التقرير كيفية صلاة التسابيح .

فضل صلاة التسابيح يتطلّب الحديث عن فضل صلاة التسابيح ذِكر الأحاديث الواردة في فضلها، وأسباب تكفيرها للذنوب؛ «وقد تعدّدت الرّوايات في فضلها، ومن ذلك: قول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لمَن يُصلّي صلاة التسابيح: «غفرَ اللَّهُ لَكَ ذنبَكَ أوَّلَهُ وآخرَهُ قديمَهُ وحديثَهُ خطأهُ وعمدَهُ صغيرَهُ وَكَبيرَهُ سرَّهُ وعلانيتَهُ».

فضل صلاة التسابيح

هناك 6 فضائل لـصلاة التسابيح، ومنها:

أولاً: صلاة التسابيح مكفرة للذنوب وتتلخص أسباب تكفير صلاة التسابيح للذنوب في أنّها تجمع بين أجر الصلاة، وأجر الذكر والتسبيح الوارد فيها، واللذان ذُكِرا في كثير من الأحاديث النبويّة الشريفة، ومنها ما يأتي:

ما رواه البخاريّ: فقد روى «أنَّ رَجُلًا أصابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فأتَى النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فأخْبَرَهُ فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: «وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ»، فقالَ الرَّجُلُ: يا رَسولَ اللَّهِ ألِي هذا؟ قالَ: لِجَمِيعِ أُمَّتي كُلِّهِمْ».

ما رواه الترمذي: إذ روى في سننه: «أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مر بشجرةٍ يابسةِ الورقِ فضربها بعصاهُ فتناثر الورقُ فقال إنَّ الحمدُ للهِ وسبحانَ اللهِ ولَا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ لتساقط من ذنوبِ العبدِ كما تساقطَ ورقُ هذه الشجرةٍ».

ما رواه مسلم: فقد روى في صحيحه أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: «أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ».

2- صلاة التسابيح مُفرجة للكروب .. اللجوء إلى الله لتفريج الكرب إذا نزلت الهموم والكربات بعبدٍ ليس له كاشفٌ عنها إلّا بإذن الله تعالى، ولذلك وُجب على المؤمن إذا مسّه ضرٌّ وكربٌ أن يتوجّه لله -تعالى- ضارعاً إليه كشف ما أصابه، فعلى المسلم أن يؤدى صلاة التسابيح لأنهها عبادة فيها ذكر الله تعالى، وذكر الله والتسبيح من الأمور التي تفرج الكروب.

3- صلاة التسابيح مُيسرة للعسير

4- ومن فضل صلاة التسابيح يقضى الله بها الحاجات

5- صلاة التسابيح يؤمن بها الله الروعات.

6- صلاة التسابيح يستر الله بها العورات.

موعد ليلة القدر ودعاؤها المستجاب.. الشيخ الشعراوي حدد توقيتها في هذه الليلةموعد العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر 2025 ودعاؤها المستجابدعاء ليلة القدر مكتوب.. خير من ألف شهر مُستجاب فيها الدعاءموعد ليلة القدر 2025 وأفضل الأدعية المستحبةموعد ليلة القدر 2025.. ما هي علاماتها والأعمال المستحبة فيها

فضل المحافظة على صلاة التسابيح

المحافظة على الصلوات المفروضة أو الصلوات المستحبة مثل صلاة التسابيح ، لها فضائل عدة منها:

1.نورٌ للمسلم يوم القيامة، إضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته الدنيا.

2.محو الخطايا وتطهير النفس من الذنوب والآثام، وتكفير السيئات؛ فبالصلاة يغفر الله تعالى ذنوب عبده بينها وبين الصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر ما قبلها من الذنوب.

3.أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمدًا رسول الله.

4.يرفع الله تعالى بالصلاة درجات عبده.

5.تُدخل الصلاة المسلم الجنّة، برفقة الرسول صلّى الله عليه وسلّم. عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة رباطًا في سبيل الله تعالى.

6.عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أجر من خرج إلى الصلاة بأجر الحاجّ المُحرم.

7.أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.

8.يُعدّ المسلم في صلاةٍ حتى يرجع إذا تطهّر، وخرج إليها.

9.يُعدّ المُصلّي في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه.

10.تبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مُصلّاه.

صلاة التسابيحكيفية صلاة التسابيح


1- تصلى صلاة التسابيح أربع ركعات «أى بتسليمة واحدة» فى كل ركعة في صلاة التسابيح تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة «أى سورة تختارها» بعد القراءة مباشرة وقبل الركوع تقول وأنت قائم هذه التسبيحات «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 15 مرة

2- ثم تركع وبعد التسبيح المعتاد فى الركوع تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات ثم ترفع رأسك من الركوع قائلًا: سمع الله لمن حمده ... إلخ، ثم تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.

3- ثم تهوى ساجدًا وبعد التسبيح المعتاد فى السجود تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.

4- ثم ترفع رأسك من السجود بين السجدتين بعد الدعاء المعتاد فتقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.
5- ثم تسجد وبعد التسبيحات المعتادة فى السجود تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.

6- ثم ترفع رأسك من السجود وأنت جالس القرفصاء فى الاستراحة الخفيفة المأثورة بين السجود 7-والقيام فتقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات، فذلك 75 مرة فى كل ركعة.

8-وتفعل ذلك 4 مرات أي في الركعات الأربع فيكون 300 تسبيحة، وهذه طريقة صلاة التسابيح

حديث صلاة التسابيح حكم صلاة التسابيح و صحة حديثها

والقول بأن صلاة التسابيح مشروعة مستحبة هو مذهب الشافعية والحنفية، وقول عند الحنابلة بجوازها، ويرى بعض العلماء أنها غير مستحبة؛ ذهابًا منهم إلى تضعيف حديثها ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات، ويروى هذا عن الإمام أحمد، وإليه ميل الحافظ ابن حجر في «التلخيص».

ويجيب أصحاب الرأي الأول: بأن صلاة التسابيح مروية من طرقٍ كثيرة يقوِّي بعضها بعضًا، وأن ذلك اعتضد بفعل كثير من السلف لها ومداومتهم عليها، وأن مجرد المخالفة في هيئة صلاة التسابيح عن الهيئة المعتادة لا يقدح في مشروعيتها كما هو الحال في كثير من الصلوات كالعيدين والجنازة والكسوف والخسوف والخوف، وما نقل عن الإمام أحمد في إنكار حديثها قد جاء عنه أنه رجع عن ذلك، فنقل الحافظ ابن حجر في "أجوبته عن أحاديث المصابيح" عن علي بن سعيد النسائي قال: «سألت أحمد عن صلاة التسابيح ، فقال: لا يصح فيها عندي شيء، قلت: المستمر بن الريان عن أبي الجوزاء عن عبد الله بن عمرو؟ فقال: من حدثك؟ قلت: مسلم بن إبراهيم، قال: المستمر ثقة، وكأنه أعجبه».

قال الحافظ ابن حجر: «فهذا النقل عن أحمد يقتضي أنه رجع إلى استحبابها، وأما ما نقله عنه غيره فهو معارض بمن قوَّى الخبر فيها وعمل بها».

واتفقوا على أنه لا يُعمل بالموضوع، وإنما يُعمل بالضعيف في الفضائل وفي الترغيب والترهيب، ثم قال ابن حجر: «والحق أنه في درجة الحسن، لكثرة طرقه التي يقوى بها الطريق الأولى».

ومن المقرر شرعًا أنه إنما يُنكر المتفق عليه ولا ينكر المختلف فيه، فمن فعل صلاة التسابيح وواظب عليها خصوصًا في المواسم المباركة كليالي العشر الأواخر من رمضان فهو على خير وسنة، ومن أبى ذلك تقليدًا لمن أنكر حديثها فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على من فعلها؛ لأنه لا إنكار في مسائل الخلاف.

حديث صلاة التسابيح

وأما الحديث الوارد في كيفية صلاة التسابيح فهو ما رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس: «يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ! أَلَا أُعْطِيكَ! أَلَا أَمْنَحُكَ! أَلَا أَحْبُوكَ! أَلَا أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ! إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ: أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، عَشْرُ خِصَالٍ: أَنْ تَصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُها عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُها عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً». رواه البخاري في «جزء القراءة خلف الإمام»، وأبو داود وابن ماجه وابن خزيمة في «صحيحه»، وصَحَّحَه جماعة من الحفاظ منهم الدارقطني.

صلاة التسابيحالسور التي تقرأ في صلاة التسابيح

ويستحسن أن يقرأ فى هذه الركعات الأربع منصلاة التسابيحبعد الفاتحة بسورة مما جاء أنها تعدل نصف أو ثلث ربع القرآن ليحصل أكبر قدر من الثواب.

فمثلًا يقرأ فى الأولى «الزلزلة» والثانية «الكافرون» والثالثة «النصر» والرابعة «الإخلاص».

حكم صلاة التسابيح في جماعة


يجوز أداء صلاة التسابيح منفردًا أو في جماعة، وتصلى بالطريقة السابقة، وعن حكم صلاة التسابيح ، قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إن جمهور الفقهاء يرون استحبابصلاة التسابيحلكثرة الروايات الواردة فيها.

وأضافت لجنة الفتوى في إجابتها عن سؤال: «ما حكم صلاة التسابيح وما كيفيتها؟»، أنه ورد حديث عن كيفية صلاة التسابيح روي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: «يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ أَلاَ أُعْطِيكَ أَلاَ أَمْنَحُكَ أَلاَ أَحْبُوكَ أَلاَ أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَقَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ وَخَطَأَهُ وَعَمْدَهُ وَصَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ وَسِرَّهُ وَعَلاَنِيَتَهُ عَشْرُ خِصَالٍ أَنْ تُصَلِّىَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ في كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ قُلْتَ وَأَنْتَ قَائِمٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُ وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا.

ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَهْوِى سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ في كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ في أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً» أخرجه أبو داود (1297)، وابن ماجه (1387).

وأشارت إلى أنه يستحسن في صلاة التسابيح أن يقرأ فى هذه الركعات الأربع بعد الفاتحة بسورة مما جاء أنها تعدل نصف أو ثلث ربع القرآن ليحصل أكبر قدر من الثواب، فمثلًا يقرأ فى الأولى «الزلزلة» والثانية «الكافرون» والثالثة «النصر» والرابعة «الإخلاص»، مشيرة إلى أنه كما تجوز هذه الصلاة انفرادًا تجوز فى جماعة.

دعاء صلاة التسابيح


دعاء صلاة التسابيح ففيه ورد أنهزاد الطبرانى: فإذا فرغت فقل بعد التشهد وقبل السلام: «اللهم إنى أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك.

اللهم إنى أسألك مخافة تحجزنى عن معاصيك، حتى أعمل بطاعتك عملًا استحق به رضاك وحتى أناصحك بالتوبة خوفًا منك، وحتى أخلص لك فى النصيحة حبًا لك، وحتى أتوكل عليك فى الأمور كلها، حسن ظنى بك، سبحان خالق النور»،ثم يزيد بعد ذلك ما شاء من دعاء بما أهمه.

مقالات مشابهة

  • سورة تمنع الفقر وتوسع الرزق في رمضان.. أوصى النبي بقراءتها
  • فى يوم 16 رمضان.. النبي صلى الله عليه وسلم يصل بدر ووفاة السيدة عائشة
  • أكل سلحفاة وحشرات.. صياد تاه 95 يوما بالمحيط الهادئ يُعثر عليه حيا وهذا ما قاله عن تفادي الموت
  • دعاء اليوم السادس عشر من رمضان لقضاء الحوائج .. كلمتان أوصى بهما النبي
  • دعاء اليوم الخامس عشر من شهر رمضان.. تعرفوا عليه
  • النصف من رمضان .. مواقيت الصلاة اليوم السبت 15 رمضان
  • موعد أذان المغرب اليوم وعدد ساعات الصوم.. لا تنسى دعاء الإفطار مستجاب
  • فجر رمضان.. النبي أوصى بعمل بين الأذانين والتوقف بسماع الثاني
  • 4 ركعات في النصف من رمضان.. أوصى بها النبي تغفر الذنوب وتفك الكرب وتمنحك 6 عطايا
  • موعد السحور وأذان الفجر السبت 15 رمضان