جفاف غير مسبوق يزحف تجاه المملكة وأمن المغاربة المائي بات مهددا بشدة
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
للعام الخامس على التوالي، يواجه المغرب تهديدياً حقيقياً بسبب الجفاف وسط مخاطر تحدق بالقطاع الزراعي الذي يمثل عصباً رئيسيا في توليد الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
فقد اضطرت الحكومة المغربية مؤخراً إلى لإعلان عن قطع المياه الصالحة للشرب عن المجتمعات المحلية الأكثر تضرراً من الجفاف، ما يعني انتشار تداعيات الجفاف على البشر والشجر.
ويعزو المغرب ندرة المياه إلى تراجع الأمطار خلال السنوات الماضية. وتسبب انحباس الأمطار بتدنٍ كبير في مستوى الأنهار المعروفة، على غرار نهر ملوية أحد أكبر أنهار المغرب، الذي بات عاجزاً عن الوصول إلى مصبه للمرة الأولى في تاريخه بسبب الجفاف الشديد وكثرة الاستهلاك.
وأقرت الحكومة في وقت سابق برنامجاً وطنياً للتزود بالمياه لاستخدامها في الشرب والري للفترة الممتدة بين 2020 و2027، باستثمارات تبلغ 115 مليار درهم (12 مليار دولار).
وتبلغ حصة الفرد من المياه أقل من 650 مترا مكعبا سنوياً، مقابل 2500 متر مكعب عام 1960، ومن المتوقع أن تنخفض هذه الكمية لأقل من 500 متر مكعب بحلول عام 2030.
ولدى المغرب حالياً 150 سداً كبيراً بطاقة تخزينية تصل إلى 19.1 مليار متر مكعب، مقابل 17 سداً لا تزال قيد الإنشاء، إضافة إلى 137 سداً متوسطاً و129 سداً صغيراً، بحسب بيانات حكومية.وقال نزار بركة، وزير المياه المغربي، إن بلاده سجلت 5 سنوات متتالية من الجفاف «مما يؤثر على وضعية الماء في البلاد وعلى الأمن الغذائي بسبب تضرر الزراعة». وأضاف في مؤتمر صحافي في الرباط نهاية دجنبر أنه لم يسبق للبلاد أن سجلت هذه الوتيرة من الجفاف المتواصل لخمس سنوات متتالية…هطول الأمطار خلال السنوات الثلاث الماضية تراجع بنسبة 67 في المئة مقارنة مع المتوسط السنوي، درجة الحرارة سجلت ارتفاعاً بما في ذلك من تأثير سلبي على السدود، نواجه واقعاً مائياً صعباً».
وأكد أن الوضع الحالي يحتم على الوفي المناطق الأشد تأثراً».
واعتبر أن المغرب يعيش اليوم وضعاً عصيباً ومقلقا مرتبطاً أساسا بأزمة مائية حادة، مبيناً أن «أسباب هذه الأزمة متعددة، مثل الأسباب الطبيعية التي تتمثل في توالي سنوات الجفاف، والتغير المناخي، إلى جانب السياسة الفلاحية في البلاد».
وتعتمد مساحات واسعة من البلاد على الزراعة المروية أكثر من الزراعة البعلية، الأمر الذي يستنزف كميات المياه اللازمة للاستخدام المنزلي.
من جانبها تعمل السلطات على معالجة أزمة تذبذب وفرة المياه من خلال تدشين محطات لتحلية مياه البحر، كإحدى أدوات التغلب على بعض تبعات التغير المناخي متمثلة بالجفاف.
يقول جمال أقشباب، رئيس جمعية البيئة في إقليم زاكورة، إن هناك محطات تحلية عاملة في منطقة سوس وفي جنوب البلاد، إضافة إلى مشروع كبير آخر في منطقة الدار البيضاء لتحلية مياه البحر.
ويمتلك المغرب 9 محطات لتحلية مياه البحر تنتج نحو 147 مليون متر مكعب في السنة، إلى جانب 3 محطات تنتج المياه للإنتاج الزراعي والصناعي. أما الخبير الاقتصادي المغربي محمد نظيف فيقول إن الجفاف في بلاده غير مرتبط فقط بندرة الأمطار، بل كذلك بكيفية إدارة المياه، سواء من طرف الأفراد أو كبار المزارعين أو المسؤولين.
ويضيف «هناك سوء تعامل مع المياه، سواء تعلق الأمر بتبذير المياه من طرف المواطنين، أو التعامل غير العقلاني من طرف الفلاحين الكبار أو سوء إدارة أزمة المياه». ويلفت إلى جفاف بعض الأنهار التي لم يسبق لها أن جفت في السابق ويقول «نهر أم الربيع على سبيل المثال، وهو ما يشكل خطرا على المناطق المجاورة لهذه الأنهار.
وانتقد نظيف ممارسات أصحاب الملكيات الكبيرة من الأراضي الراعية الذين يعتمدون على زراعات تستهلك المياه بشكل كبير، مثل الأفوكادو أو البطيخ الأحمر، والموجه أساسا للتصدير، مشبهاً ذلك بـ»تصدير للمياه بشكل غير مباشر، مقابل تفاقم أزمة المياه في البلاد».
ودعا إلى إدارة عقلانية للمياه، مشيراً إلى أن القطاع الزراعي ليس الوحيد المتسبب في الجفاف.
وقال «نحن في منطقة مهددة بشُحذ المياه في المستقبل، مما يتطلب تدبيراً عقلانياً للمياه…الاعتماد على تحلية المياه غير كاف، خاصة وأن كلفته باهظة من جهة، وعدم معرفة المستفيدين من هذه المياه من جهة ثانية».
وأوضح أن توجيه المياه المُحلاه إلى قطاعات مثل السياحة، والمسابح وملاعب الغولف، هو بمثابة هدر لهذه المياه.
ودعا إلى إشراك الباحثين والخبراء المتخصصين في إيجاد حلول، خاصة أن بلاده تتوفر على أبحاث علمية متطورة في المجال الزراعي، وفي مجال الزراعات التي لا تتطلب الكثير من المياه.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: متر مکعب
إقرأ أيضاً:
تقلبات جوية حادة وأجواء شتوية بامتياز.. هل تصل الأمطار للقاهرة الكبرى؟
بعد أن شهدت الأيام الماضية ارتفاعا طفيفا في درجات الحرارة، حذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية من حالة الطقس خلال الساعات المقبلة، والتي يتتعرض بها البلاد لمنخفض جوي أوروبي يؤدي إلى اضطراب حالة الطقس وانخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ، فضلا عن تأثر عدة مناطق بسقوط الأمطار ونشاط الرياح، فضلا عن تعرض البلاد لاضطراب في حركة الملاحة البحرية وارتفاع الأمواج.
تقلبات جوية حادة وأجواء شتوية بامتيازقالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة لـالأرصاد الجوية، أنه بدءا من اليوم الأحد نشهد عدم استقرار في الأحوال الجوية، وذلك نتيجة للتأثر بمنخفض جوي في طبقات الجو العليا مع هواء بارد قطبي في الطبقات العليا، ويتزامن ذلك مع كتل هوائية شمالية على سطح الأرض قادمة من جنوب أوروبا مرورا بالبحر المتوسط، ليكون هناك انخفاض في درجات الحرارة بين 4 و5 درجات مئوية في أغلب محافظات البلاد، لتصل العظمى على القاهرة الكبرى إلى 22 درجات مئوية في فترة النهار.
أمطار متوسطة تضرب القاهرة والمحافظات خلال ساعاتوأضافت «غانم» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنه من المتوقع أن يكون هناك فرص لسقوط الأمطار في محافظات شمال البلاد، وتكون الأمطار خفيفة إلى متوسطة في بعض الأماكن من السواحل الشمالية ومحافظات الوجه البحري ومدن القناة قد تصل لمناطق من القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، يصاحبها نشاط للرياح المثير للرمال والأتربة في مناطق من سيناء وجنوب الصعيد والصحراء الغربية.
اضطراب ملاحة وارتفاع أمواج يتجاوز 6 متروأوضحت عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية أنه من المتوقع أن يكون هناك نشاط للرياح، لتصل سرعاتها لقيمة تتراوح بين 40 و 50 كم/س بأغلب محافظات الجمهورية، الأمر الذي يؤدي لمزيد من الإحساس بانخفاض قيم درجات الحرارة وبرودة الطقس، كما تؤدي لاضطراب شديد في حركة الملاحة البحرية على البحر المتوسط، ليتجاوز ارتفاع الأمواج 6 أمتار، كما يكون هناك ارتفاع للأمواج على البحر الأحمر، والذي يصل لـ4 أمتار.
نصائح للتعامل مع طقس المنخفض الأوروبيووجهت «غانم» عدة نصائح للمواطنين للتعامل مع عدم استقرار حالة الطقس بسبب المنخفض الأوروبي، وتتمثل في الآتي:
- يجب ارتداء الملابس الشتوية على مدار اليوم، مع ارتداء معطف عند الخروج في فترات الليل وفي الساعات الأولى من الصباح الباكر، إذ أننا نشعر في الفترات المقبلة بزيادة البرودة في فترات النهار وفترات الليل.
- يجب أن يرتدي مرضى الحساسية والجيوب الأنفية الكمامة عند الخروج.
- يجب الابتعاد تماما عن الألواح المعدنية والأشجار وأعمدة الإنارة والمباني المتهالكة التي تتأثر بسرعة الرياح.
- يجب القيادة بهدوء في الساعات الأولى من الصباح الباكر لتجنب الشبورة المائية.