سودانايل:
2025-01-30@19:59:00 GMT

أزفت ساعة التغيير.. فمن يتصدى لها؟

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

يقف السودان أمام مفترق طرق خطير ومصيري. آية ذلك أن المشهد السياسي تتنازعه أربعة خيارات متنافرة تنافراً لا مزيد عليه، وهي خيارات لا تقبل المساومة.
أولاً، هناك تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، التي تطرح مشروعاً يهدف في المقام الأول إلى إنهاء الحرب المستعرة حالياً. لكن مشروعها ينطوي على مخاطر ليس أقلها إعادة تدوير قوات الدعم السريع، ذات السمعة السيئة، لتلج باب السياسة مسنودة بفوهة الكلاشينكوف.

إذ لا وجود لضمانات، لا محلية ولا إقليمية ولا دولية، تكفل عودة العسكر إلى الثكنات دون تطلع لأي دور سياسي أو اقتصادي في المستقبل.
وهنالك، ثانياً، قيادة الجيش تدعمها جماعة الإخوان المسلمين، وكلاهما يـسعى إلى مواصلة الحرب بغض النظر عن تكلفتها الباهظة في الأرواح والممتلكات. ويتجه الجيش الآن ـ أو بالأحرى قيادته ـ إلى تجييش المدنيين، متخلياً بذلك عن واجبه الدستوري بحماية البلد واحتكار أدوات العنف فيه، متجاهلا أن عمليات التجييش السابقة التي شهدتها البلد في مستهل عهد الإنقاذ وعلى امتداد سنوات حكمها البائسة لم تحقق للإنقاذ ما كانت تصبو إليه من تهميش للآخرين واستئثار مطلق بالسلطة والثروة والجاه.
وهناك، ثالثاً، قوى التغيير الجذري، وترى أن التغيير المنشود ينبغي أن يطال هيكل الحكم وأدواته، وألا يقتصر على التغيير المتحكم فيه، وذلك تفادياً لتكرار المآسي. ورغم وجاهة هذا التوجه، إلا أن الوضع الحالي، من حرب مشتعلة واستقطاب مستفحل، لا يتيح إمكانية انحراف كلي في مسار سفينة بضخامة السودان واتساع رقعته وتنوع ثقافاته وتباين مستويات التنمية في أرجائه.
ثم نأتي، رابعاً، إلى الكتلة الحرجة وتمثلها لجان المقاومة في المدن والقرى، فضلاً عن الشباب عموماً. وقد استجلت لجان المقاومة موقفها في ورقة نقدية لها حول إعلان أديس أبابا؛ إذ أوضحت أن خروج المكونات العسكرية من العملية السياسية، وتكوين سلطة الشعب الديمقراطية الانتقالية، وتحقيق العدالة هي أبرز شعارات ثورة ديسمبر. وأن أية عملية سلام ينبغي أن تراعي مبدأ عدم الإفلات من العقاب وأن الدعم السريع يتحمل نصيب الأسد من انتهاكات الحرب الفظيعة.
ورغم صعوبة الوضع السوداني، في ضوء ما تقدم من خيارات، إلا أن (تقدم) تستطيع أن تجترح مأثرة بناء الأمة السودانية المأمول فيها. إذ إن القبول الشعبي الواسع الذي تحظى به يؤهلها للاضطلاع بذلك الدور؛ لكن نجاحها يعتمد على مدى استفادتها من التجربة السابقة في الحكم ومدى قدرتها على التخلي عن المماطلة والمساومة والمراوغة وأنصاف الحلول والتعلل بالآمال والوعود الكاذبة. نجاحها أيضاً يعتمد على قدرتها باستدماج لجان المقاومة في صلب الحاضنة المجتمعية للثورة، وتبني بعض آراء لجان المقاومة، خاصةً ما يتعلق منها بمآل اتفاقية سلام جوبا، وضرورة أن يقر الدعم السريع بمبدأ عدم الإفلات من العقاب، وقبوله بنتائج التحقيق الدولي في مجزرة الجنينة، فضلاً عن استيعاب كل من عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور في العملية السياسية الجارية حالياً وصولاً إلى حوار سوداني شامل يفضي إلى سلام راسخ ومستدام.

yassin@consultant.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: لجان المقاومة

إقرأ أيضاً:

من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

تدخلت حركة حماس مع حركات المقاومة الفلسطينية الأخرى في السابع من أكتوبر 2023 في غفوة من النظام الإسرائيلي باستخباراته وقوته، وأسرت العديد من الجنود والمجندات الإسرائيليين وحتى بعض المدنيين، والعالم كله يعرف بما فيه إسرائيل أن حركات المقاومة لا تعني الأسر بالمعنى المُطلق له ولكنها تأسر من أجل إنقاذ أسرى لها مظلومين في السجون الإسرائيلية، ساعتها هبَّ العالم المنافق كله متداعيًا لأجل إسرائيل، مدعين أنَّ حركات المقاومة هي الظالمة والمعتدية وحتى الإرهابية، ونسوا أن أكبر كثافة سكانية على الإطلاق في العالم في قطاع غزة، محاصرة منذ سبعة عشر عامًا.

لقد عانوا تحت هذا الحصار ولم يبق أمامهم إما العيش بكرامة أو الموت بكرامة، وما أصعب على الإنسان أن يختار بين العيش والموت.

المهم حصل ما حصل والعالم شاهد على ذلك، ولكن الغطرسة الإسرائيلية والجبروت الصهيوني لم يقبل ذلك فقد أعلن الحرب على غزة في حدودها الضيقة جدًا وجغرافيتها الصغيرة، معلنًا أن أهداف الحرب تتمثل في القضاء على حماس وتحرير الأسرى.

ولكن ماذا حصل بعد 471 يومًا من الحرب؟ هل تم القضاء على حماس وهل تحرر الأسرى؟

كلا، لم يحدث من ذلك شيء؛ بل العكس، هُزم الجيش الذي يزعم أنه لا يُقهر، على الرغم من الدعم الأمريكي المنقطع النظير والدعم الأوروبي الوفير، فلقد بقي المجاهدون أمام أعتى القوات العالمية وانتصروا بكل بسالة وشجاعة.

نعم هكذا هي المقاومة عندما يتقدم قادتها رجالهم المقاتلين ولا يبقون في الصفوف الخلفية فلقد استُشهد القائد إسماعيل هنية واستُشهد يحيى السنوار وشهد له العالم أجمع بأنه استشهد مقبلًا غير مدبر، ولم يكن محتميًا بالأسرى ولا بالدروع البشرية كما ادعى العدو.

وعند توقيع إسرائيل اتفاقية وقف إطلاق النار مرغمة على الرغم من الدعم الأمريكي والأوروبي لها، ماذا حدث؟ ومع تسليم أول دفعة من الأسيرات الإسرائيليات ماذا الذي ظهر؟ ظهر رجال المقاومة بكل عدتهم وعتادهم وسياراتهم منتشين رافعين الروس.

إذن.. فمن كانت تقاتل إسرائيل ومن قتلت وفي عددهم 50 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح.

الظاهر والواقع والحقيقة أنها لم تقتل ولم تجرح سوى المدنيين الأبرياء العزل، وقد عاثت فسادًا بتجريف الشوارع وهدم المدارس والمساجد والمستشفيات والجامعات، وحتى نبش القبور وفي أكبر المظاهر الإنسانية اشمئزازًا سماحها للكلاب الضالة بنهش الجثث.

فهل بعد هذا إنسانية؟

ولله في خلقه شؤون.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • «تقدم» تعلن رسمياً «فك الارتباط» بين رافضي ومؤيدي تشكيل الحكومة
  • في حواره مع “التغيير ” (2).. أسامة سعيد: سننازع بورتسودان في الشرعية والموارد
  • بين الوحدة والانقسام: موقف بعض قيادات “تقدم” من حكومة سلام ووحدة مقرها الخرطوم
  • أسامة سعيد لـ”التغيير”: لن نغادر «تنسيقية تقدم»وسنشارك في الحكومة باسمها
  • مستقبل القبائل العربية بعد هزيمة الدعم السريع في السودان
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
  • أسامة سعيد لـ «التغيير»: إعلان الحكومة الموازية من داخل الخرطوم في فبراير المقبل 
  • معارك الخرطوم… انهار «الدعم السريع» أم انسحب باتفاق؟
  • خيارات سلام السنية
  • الحكومة خلال 48 ساعة وتقترب في صيغة التوازن والإختصاص