نبض السودان:
2024-12-25@02:25:52 GMT

برمة يصف المهدية بـ«مسمار النص»

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

برمة يصف المهدية بـ«مسمار النص»

رصد – نبض السودان

حمل رئيس حزب الأمة القومي المكلف فضل الله برمة ناصر، قائدي الجيش عبد الفتاح البرهان والدعم السريع محمدان حمدان دقلو «حميدتي»، مسؤولية نتائج ما وصفه بالتعبئة العنصرية وتحشيد أبناء الشعب ضد بعضهم البعض.

وتزايد التجييش والتحشيد مع دخول حرب الجيش والدعم السريع التي اندلعت منتصف ابريل الماضي شهرها التاسع واتساع رقعة المعارك ووصولها مناطق جديدة كانت آمنة.

وتناقلت الوسائط مؤخراً نبأ مقتل جندي بالجيش على يد زملائه خلال أحداث هبيلا بجنوب كردفان وتعليقه بوضعية الصلب.

واعتبر برمة ما حدث في الدلنج بولاية جنوب كردفان بداية تفكيك السودان، وأشار إلى أنها نتيجة حرب البرهان وحميدتي والتحشيد الإثني.

وبحسب التغيير أدان برمة ناصر الصراعات الإثنية والقبلية، وشدد على أن حزبه سيقاوم محاولات تمزيق السودان بكل ما أوتي من قوة.

وأضاف: رغم تاريخ الحروب الذي تجاوز الـ50 عاماً في السودان إلا أن حادثة الصلب التي حدثت في الدلنج شئ يحدث لأول مرة ومؤشر خطير “مس اللحم الحي”.

وناشد رئيس حزب الأمة المكلف جميع قواعد حزبه من كل قبائل السودان في “غربه وشرقه وشماله وجنوبه” بالابتعاد عن قتال بعضهم البعض وتجنب القتال الإثني.

وقال: أطالبكم بالوقوف صفاً واحداً ضد الصراع الاثني. وأكد أن الشعب سيقرر مصيره ويقف ضد كل من يلعب ضد مصير السودان.

ووصف برمة المهدية بـ«مسمار النص» بين أهل الغرب والبحر، وأشار إلى جمعها كل الشعب السوداني، وحذر في الوقت نفسه من دعوات الانفصال وكل ما يفتت السودان.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: المهدية بـ مسمار النص برمة يصف

إقرأ أيضاً:

حينما تصبح الهوية قيدًا .. تأملات في نسب شجرة الغول لعبد الله بولا

إبراهيم برسي
٢٢ ديسمبر ٢٠٢٤

إن الكتابة عن بولا أو عن كتابات بولا نفسها تحتاج إلى جُرأة وشجاعة، وقد ترددت كثيرًا في دخول مثل هذه المقامرة. و تذكرت مقولة الفيلسوف الماركسي أنطونيو غرامشي عن حتمية انتهاء القديم وصعوبة ولادة الجديد: “تتجلى الأزمة تحديدًا في أن القديم آيل إلى الزوال، بينما لا يستطيع الجديد أن يولد.”
هذه المقولة تتناغم مع تأملات نص بولا، حيث نتعامل مع صراع جاد حول الهوية، التاريخ، والوجود.

“نسب شجرة الغول” هو نص لا يُقرأ، بل يُستشعر. كمن ينظر إلى مرآة غامضة تعكس ظلال الروح السودانية، حيث تتداخل الذكريات بالجروح، وتتمزق الهوية بين زوايا الماضي والحاضر.
عبد الله بولا لا يكتب هنا عن أزمة سياسية أو اجتماعية فحسب، بل يتجاوز ذلك ليغوص في صميم الصراع الإنساني: صراع الإنسان مع ذاته، مع الآخر، ومع المعنى الذي يصنعه أو يُفرض عليه.

الغول، الذي يتكرر ذكره في النص، ليس وحشاً أسطورياً من خيال جمعي، بل هو استعارة حية، مرنة، تأخذ شكلاً جديداً في كل مرة تُستدعى فيها.
الغول هو الهيمنة التي تختبئ وراء الأقنعة، حين تُحوّل التنوع إلى شتات، وحين تجعل من الجسد الواحد عدواً لنفسه. لكنه أيضاً الموروث الذي لم يختره أحد، الإرث الذي يُفرض علينا دون أن نستطيع التمرد عليه تماماً، تماماً كالأحلام التي تستدرج اللاوعي لتُفصح عما لا يُقال.

النص يتحدث عن السودان، لكن السودان هنا ليس مجرد بلد، بل هو صورة مصغرة للإنسانية في صراعها الأبدي مع الاختلاف. التنوع الثقافي الذي كان يمكن أن يكون ثروةً، تحوّل بفعل سياسات الهوية المهيمنة إلى عبء يثقل كاهل البلاد. ليس هذا صراعاً بين الهامش والمركز فقط؛ إنه صراع بين الأصوات التي تريد أن تتنفس، وبين سلطة تصر على أن تُعيد تشكيل كل ما حولها وفق صورتها الخاصة.

لغة عبد الله بولا تلتف حول القارئ كنسيم خفيف يخفي وراءه عاصفة. اللغة هنا ليست حيادية؛ إنها السلاح، الساحة، والجائزة.
اللغة العربية، بتغلغلها في المؤسسات التعليمية والإدارية، أصبحت كما يبدو في النص “اللغة السيدة”، بينما صارت اللغات الأخرى أصواتاً باهتة، مقيدة بالسياقات الخاصة، محرومة من الحضور الرسمي. لكن، كما أن الحلم يُظهر المكبوت، فإن النص يكشف عن مقاومة خفية، عن تلك الهويات التي لم تمت، بل تنتظر لحظة استعادة صوتها.

التاريخ في “نسب شجرة الغول” ليس سلسلة أحداث متتالية؛ إنه كيان حي يتنفس في كل زاوية من النص. يكتب عبد الله بولا عن الماضي لا ليفسره، بل ليحاكمه، ليعيد سؤاله عما فُعل باسمه.
الهوية السودانية، كما تبدو في النص، ليست حقيقة ثابتة، بل مشروعاً قيد التفاوض، مشروعاً حاولت الهيمنة أن تحسمه لصالح سردية واحدة، لكنها لم تفلح سوى في ترك جراح أعمق.

وهناك المثقفون. أولئك الذين كان يُفترض أن يكونوا حراس الوعي، لكنهم، كما يصوّرهم النص، وقعوا في فخ إعادة إنتاج الهيمنة.
في لحظات عديدة، يبدو النص كأنه حوار داخلي، حيث يتساءل الكاتب: كيف يمكن لمن يفكر أن يكون أداة في يد من يقمع التفكير؟
المثقف هنا ليس مجرد فرد، بل رمز لصراع أوسع: بين الفكر المستقل والسلطة التي تحاول أن تروضه.

ثم يأتي التحليل النفسي للهوية. في النص، الهوية ليست شيئاً نملكه، بل شيئاً يُفرض علينا. الهوية العربسلامية، كما يصورها النص، ليست مجرد اختيار، بل سلطة تحاول أن تُقصي كل ما لا يتماشى معها. إنها أشبه بظل طويل يخفي تحته التنوع، لكنه لا يستطيع محوه تماماً.
هذا الصراع بين المركز والهامش، بين اللغة السيدة واللغات المكبوتة، بين الماضي الذي يُعاد إنتاجه والحاضر الذي يبحث عن مخرج، هو ما يمنح النص قوته الفلسفية العميقة.

لكن النص ليس اتهاماً فارغاً؛ إنه أيضاً دعوة للتأمل. عبد الله بولا لا يقدم حلولاً جاهزة، لكنه يفتح نافذة على احتمالات جديدة. يدعو إلى القبول، ليس بمعنى الخضوع، بل بمعنى المصالحة مع الذات المتعددة، مع السودان كما هو، لا كما تريده السلطة أن يكون. النص يدعو القارئ إلى التوقف عن البحث عن إجابات سهلة، وإلى مواجهة التعقيد بجرأة.

“نسب شجرة الغول” هو نص يرقص على حافة الكلمة، يحفر في عمق المعنى، ويترك القارئ مسكوناً بأسئلة لا تنتهي. إنه كمن يسير على حبل مشدود بين الحلم واليقظة، بين الواقع والممكن، بين الذاكرة والنسيان. وفي النهاية، ربما لا يكون الغول إلا نحن، حين ننسى، حين نتجاهل، وحين نستسلم للهيمنة بدلاً من أن نقاومها.

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • الشاهد جيل ثورة ديسمبر الذي هزم انقلاب 25 أكتوبر 2021 بلا انحناء
  • المشتركة تكتب فصلا جديداً في معركة الصمود وتجهض وهم حكومة المنفى
  • والي شمال كردفان: الولاية الأولى في استقبال النازحين والفارين من الحرب
  • إبراهيم عيسى: الجيش هو العمود الفقري الصلب لإنقاذ مصر من الفوضى
  • رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام يلتقي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة
  • المبعوث الأممي يؤكد ضرورة تضافر الجهود لمساعدة الشعب السوداني
  • " المراكبي" تبدأ تصدير الجير المصري للأسواق الإفريقية
  • 5 رسائل خارجة عن النص من جمهور الأهلي للاعبيه
  • تخريج (٧٧٧) فرداً من مستجدي الشرطة بجنوب كردفان
  • حينما تصبح الهوية قيدًا .. تأملات في نسب شجرة الغول لعبد الله بولا