موقع النيلين:
2025-03-02@22:09:38 GMT

نساء فلسطين خلقن من صمود وعزة

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT


منذ أيام قليلة، خلال متابعتي لتقارير تليفزيونة مصورة من داخل خيام النزوح بقطاع غزة – ترصد الوضع اللا إنساني الذي يعيشه مئات الآلاف من البشر- حيث يفتقدون أبسط مقومات الحياة؛ لدرجة أنه فقط يفصلهم عن الموت التام حبس الهواء عنهم.

كل ذلك لأن هناك كيانا محتلا مجرما يسمى إسرائيل، قرر أن يبيد قرابة مليوني إنسان، بمساندة أمريكية كاملة، مدعومة أوروبيًّا، وسط تخاذل عربي وإسلامي رسمي غير مسبوق بهذه الصورة المؤسفة، وإن كنا كثيرا ما تعودنا عليه في العقود الأخيرة، باستثناء بعض دول لا يتخطى عددها أصابع اليد الواحدة، والتي تحاول المساعدة سياسيًّا في حدود المتاح، وهو قليل جدا ولا يكفي إطلاقا أمام أبشع جريمة حرب حدثت خلال القرن الحالي.

وسط كل ذلك، فوجئت خلال مشاهدتي بسيدة في سن الشباب تبدو بوجه شاحب منهك، لكنه باسم متفائل غير معلن لهزيمة أو يأس قط، وتقول بكل عزة وشموخ، عاشت المقاومة.. ونحن بخير ما دامت هي بخير.

ذلك في الوقت الذي نجد فيه بيننا من يبرر لجرائم الاحتلال بكل تنطع، بحجة أن المقاومة ضربته في السابع من أكتوبر الماضي، وكانت بمثابة صفعة لم ولن ينساها العدو أبدا. وردا على كل جرائمه وانتهاكاته المهينة، خلال احتلاله لأرض فلسطين منذ 75 عاما، والتدنيس الدائم للمسجد الأقصى مسرى نبينا الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، على مدار سنوات، في ظل عجز محزن من أمة تعدادها قرابة ملياري إنسان.

ولا يتسع المجال هنا لذكر المكتسبات التي لم نكن نتخيلها من هذه الأحداث الجارية، رغم أن الألم يعتصر قلوبنا، ولقد ذكرتها في مقالات سابقة.

والحقيقة لم أستغرب كثيرا، ذلك ما سمعته من هذه السيدة الكريمة، لأن هؤلاء الرجال قليلو العدد والعتاد، الذين يمرغون في التراب أنوف 100 ألف عسكري إسرائيلي بميدان القتال، لديهم جميع الإمكانيات والدعم الدولي الكامل.. لا يمكن أن تكون أمهاتهم نساء عاديات، لا يشغلهن سوى متاع الدنيا الزائل، وتفاهاتها عديمة القيمة.. بل هم مع حب الحياة ومحاولة التمتع بها مهما كانت الإمكانيات بسيطة، أيضا يحرصون على أن تكون هناك قيمة يمكن أن يبذلوا أرواحهم لأجلها.

ومن أوضح الأمثلة وأهمها على ذلك، هو ما سمعته مؤخرا من سيدة طاعنة في السن، لكنها تمتلك عقلا يقظا وروحا معلقة بالسماء مباشرة كما بدت.. وهي والدة الشيخ الشهيد صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي تم اغتياله مساء الثلاثاء الماضي 2 يناير في منطقة المشرفية بالضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت، بواسطة طائرة إسرائيلية مسيرة، استهدفت مكتبا تابعا للحركة كان موجودا فيه، فلقي مصرعه على الفور ومعه 6 من رفاقه، منهم اثنان من قادة في كتائب القسام.

بعد أقل من ساعتين كانت إحدى القنوات العربية الشهيرة في منزل عائلة العاروري، وأجرت المراسلة حوارا مع والدته التي أبدت ثباتا لا يمكن تخيله، خاصة أن الحادث ما زال منذ قرابة 120 دقيقة فقط على الأكثر، وكل ما قالته تلك الأم الصابرة دون أن تدمع عيناها أو تبدي ضعفا وانكسارا: إنه كان دائما يطلب الشهادة، وها قد نالها ونبارك له عليها، كما ذكرت بعقل يقظ رغم كبر سنها مدد اعتقاله التي وصلت 18 عاما، حيث قالت اعتقلوة الصهاينة 15 عاما ثم 3 أعوام، وبعدها أبعدوه خارج فلسطين، ولم أره منذ 20 عاما.. هذه أم جاءها خبر مقتل فلذة كبدها، التي ربما كانت تأمل في احتضانه يوما من الأيام بعد طول فراق، وتشتم رائحته فأصبح ذلك مستحيلا، لكن يقينها بأن هناك لقاءً حتميا في جنات النعيم، وإيمانها بقضية وحق أهم من كل شيء؛ منحها كل تلك القوة التي لم وربما لن نراها إلا في فلسطين.. وهناك آلاف القصص لأمهات لو تم تدوينها لظن قارؤها أنها أساطير غير حقيقية.

كل التحية والتقدير والانحناء، احتراما للمرأة الفلسطينية العظيمة، التي إذا أراد أحد رؤية الكرامة تسير على قدمين فلينظر إليها، ولو أن كل نساء أمتنا مثلها؛ لعاد مجدنا وعشنا حقا سادة في هذا العالم.

شكرا سيدات الكون، فأنتن من تستحقون الحياة بجدارة، وصبرًا إن الفجر لقريب.

السعيد حمدي – القاهرة 24

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أرقام توضح دور النفط في تعزيز صمود النيجر أمام الحصار

حققت النيجر العام الماضي قفزة كبيرة في إنتاج النفط حيث قامت بتصدير ما يربو على 14 مليون طن عبر ميناء بنين وفقا لأرقام رسمية قدمتها الحكومة.

جاء هذا التطور، بعد حصار اقتصادي فرضته المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) وقطع المساعدات الخارجية التي كانت تمثل 40% من الموازنة العامة للدولة.

وتبلغ نسبة الدولة من الكميات التي تم تصديرها إلى الأسواق الدولية قرابة 3.5 ملايين من الأطنان، مع احتفاظها بالتصدير إلى الدول المجاورة.

وقال وزير النفط والطاقة النيجري الدكتور صحابي عمر إن إنتاج النفط سجل نموا ملحوظا وبات يساهم في تعزيز صمود الاقتصاد الوطني.

وفي خطاب له على التلفزيون المحلي، أعلن الوزير أن عائدات النفط ارتفعت من 64 مليار فرنك أفريقي في سنة 2020 إلى 204 مليارات فرنك أفريقي (325 مليون دولار) في نهاية 2024.

وأكد الوزير أن قطاع النفط شكل أداة صمود للاقتصاد الوطني بعد حملة الحصار والمضايقات المالية التي أعقبت انقلاب 26 يوليو/تموز 2023.

وتعود القفزة التي سجلها قطاع النفط إلى بدء التصدير من حقل "أغادم" في الربع الأول من العام الماضي، بقدرة إنتاجية تصل إلى 110 آلاف برميل يوميا.

وتتولى الشركة الصينية للبترول استغلال الحقل المذكور حيث ربطته بميناء بنين عبر خط أنابيب يبلغ طوله 1980 كيلومترا، ليتم تصدير إنتاجه إلى الأسواق الدولية.

إعلان حقول متعددة

وقال وزير النفط الدكتور صاحبي عمر إن النتائج التي حققها قطاع النفط نهاية العام المنصرم كانت بسبب استغلال العديد من الحقول النفطية التي تشترك فيها البلاد مع شركاء ومستثمرين دوليين.

وبدأ إنتاج النفط في النيجر سنة 2011 بكمية متواضعة من حقل أغادم في منطقة ديفا جوب شرقي البلاد على الحدود مع نيجيريا.

وفي سنة 2019 وقّعت الحكومة اتفاقا مع الشركة الوطنية الصينية للنفط لتوسيع الحقل وبناء خط أنابيب يربطه بميناء بنين.

وتواصل السلطات الانتقالية في نيامي السعي إلى زيادة قدراتها في إنتاج النفط، وتعمل الشركة الوطنية للبترول (SONIDEP) على استكشاف مشاريع جديدة في أغادم وبلما، حيث تقول إن لديها ما يربو على 100 حقل قابلة للاستغلال.

ومؤخرا، أصبحت النيجر تزود تشاد ومالي وبوركينا فاسو بالديزل بموجب اتفاق تم توقيعه مع الدول التي تواجه صعوبات في توفير حاجياتها من المحروقات.

تحديات وإمكانيات

ومنذ تشغيله في العام الماضي، شهد خط الأنابيب الرابط بين أغادم  وبنين عدة عمليات تخريبية نفذها مسلحون، كان آخرها اختطاف صينيين في الأول من فبراير/شباط الحالي.

وتراهن الصين بشكل كبير على خط الأنابيب الذي استثمرت فيه أكثر من 4 مليارات دولار، وتستعد لِتعمل على طوله 4 مطارات مع استخدام طائرات المراقبة بدون طيار لضمان العمل بشكل فعال ومستدام.

وبالإضافة للتحديات الأمنية التي تواجه النيجر في استمرار تدفق ثروتها من النفط، فإنها تعاني من عدم الاستقرار السياسي "وانتشار الفساد الإداري الذي يشكل عقبة في وجه التنمية".

ولا تقتصر ثروات البلاد على إنتاج النفط، بل تمتلك موارد متعددة ومتنوعة، إذ تحتكر 5% من السوق العالمية لليورانيوم، وتمتلك منه سادس أكبر احتياطي في العالم.

وفي عام 2021 بلغت صادراتها من الذهب 2.7 مليار دولار، وتسعى لزيادة قدراتها من إنتاج المعدن الأصفر إذ قامت مؤخرا بعقد شراكة مع شركة روسية لتعدين الذهب.

إعلان

مقالات مشابهة

  • د.ابراهيم الصديق علي يكتب: خطة العمامرة وخيارات صمود وغياب الحكومة
  • الشيخ صالح آل الشيخ: ولي العهد أعاد برمجتنا لنفكر بقوة وعزة.. فيديو
  • نساء كوردستان يطلقن فعاليات 8 مارس بزيارة قبور المجهولات (صور)
  • رئيس دفاع النواب: فلسطين قضية مصر الأولى التي خاضت من أجلها حروب كثيرة
  • اكتشاف نادر بموقع بومبي الأثري يُصوّر جموح نساء روما القديمة
  • برنامج الأغذية العالمي: وقف إطلاق النار في غزة لا يمكن التراجع عنه
  • زيلينسكي يرفض الاعتذار لترامب ويؤكد: لا يمكن لأوكرانيا مواجهة روسيا دون دعم أميركي
  • جنبلاط: الخطر الصهيوني يتمدد ولا يمكن للعرب أن يبقوا في خنادقهم الخلفية
  • تحليل يشرح أسباب تقلبات سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار خلال 21 عاما
  • أرقام توضح دور النفط في تعزيز صمود النيجر أمام الحصار