أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
سلط محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، والخبير في الشؤون الدولية المعاصرة، (سلط) الضوء على انتخاب المغرب لترؤس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كاشفا بذلك دلالات هذا الحدث التاريخي، لما له من أهمية على المستويين الدبلوماسي والحقوقي.
وفي هذا الصدد؛ قال بودن، وفق تصريح له توصل به موقع "أخبارنا"، إن "انتخاب المملكة المغربية لرئاسة الآلية الأكثر أهمية لحقوق الإنسان في منظومة الأمم المتحدة برسم سنة 2024؛ يكرس المكانة المستحقة للمملكة المغربية في المجتمع الدولي، ويترجم بالملموس سلسلة النجاحات الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس".


كما أنه، حسب الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة، "انتخاب يعكس الثقة في النموذج المغربي، الذي يرتكز على دستور 2011 والممارسات الفضلى بشأن مختلف الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
وبالتالي، يشرح رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، "فالأمر لا يتعلق بانتخاب في بعده التقني؛ بل اعتراف دولي وثقة واسعة في الإنجازات والجهود التي حققتها المملكة المغربية في حماية حقوق الإنسان، بالمأسسة والتشريعات والسياسات ورؤيتها الدولية والوطنية للمسألة المتعلقة بالحقوق والحريات الأساسية".
أما الدلالة الثانية، يردف المصدر نفسه، فتتجلى في كون "هذا الإنجاز التاريخي والنجاح الباهر للمملكة المغربية يأتي بعد شهر من الاحتفاء بالذكرى 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومضمون الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في مناظرة دولية حول الالتزامات الكونية من أجل الكرامة الإنسانية، التي مثلت أرضية استشرافية للمستقبل في إطار الخصوصيات والثوابت الوطنية. كما تأتي هذه اللحظة التاريخية في سياق إطلاق المغرب لأوراش وسياسات اجتماعية واقتصادية تركز على الإنسان في المقام الأول".
ثالثا؛ يواصل بودن، يأتي هذا الانتخاب "تتويجا للإرث الغني والتراكم في الخبرة الذي تحقق للمملكة المغربية طيلة ثلاث ولايات من العضوية الفاعلة في مجلس حقوق الإنسان، وتقديرا للمساهمة النشطة والمسؤولة للمغرب في مختلف آليات الأمم المتحدة بشأن الركائز الأربع المتعلقة بالسلام والتنمية وحقوق الإنسان".
"لقد تبنت المملكة المغربية على مدار سنوات نهجا شاملا ومتوازنا مع، التركيز على الكونية والتعاون والحوار، وقد شاركت المملكة المغربية في صياغة العديد من قرارات مجلس حقوق الإنسان خلال السنوات الماضية"، يبرز الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة.
وبذلك، يستطرد المصدر، "سيتشرف مجلس حقوق الإنسان برئاسته من طرف المملكة المغربية، التي ستكون الرئيس الثامن عشر في تاريخ مجلس حقوق الإنسان، والبلد الأول من جامعة الدول العربية وشمال أفريقيا والمنطقة المغاربية الذي يتولى رئاسة هذا المجلس الحيوي الذي منذ تأسيسه سنة 2006".
وبخصوص الدلالة الرابعة؛ أوضح رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، في هذا الصدد، أن "المغرب حصل على دعم دولي من جميع أنحاء العالم، خاصة من أفريقيا؛ وهذا نجاح استراتيجي أيضا وسيمكن من تقديم مساهمة مهمة لمكانة المملكة المغربية ومصالحها العليا".
فرغم تعبئة جنوب أفريقيا والجزائر ضد مصالح المغرب، يؤكد بودن، "إلا أن المغرب لم يحصل على الأغلبية المطلقة المحددة في 24 صوتا فقط؛ بل إنه حصل على 30 صوتا مقابل 17 لجنوب أفريقيا؛ وهذا دليل آخر على عدم قدرة الأطراف المعاكسة لمصالح المغرب على التأثير دوليا وإقليميا".
"الواضح أن المجتمع الدولي أدرك عدم مبدئية ومصداقية وتصرفات جنوب أفريقيا والجزائر، وأن المصالح الجيوسياسية هي التي تحرك أجنداتهم؛ حيث أن الدولتين لا تتصرف انطلاقا من منطلقات مبدئية، بل من منطلقات سياسية ضيقة ومضللة كلما تعلق الأمر بالمغرب ومصالحه العليا. وبالتالي، فإن هذا النهج العقيم مازال يحقق نتائج صفرية، ولن يؤدي أبدا إلى تعزيز ترشيحاتهم الدولية"، يشدد بودن.
خامسا، يضيف الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة، "ستتولى المملكة المغربية الرئاسة في إطار قرار مجلس حقوق الإنسان رقم 2116، الذي يؤطر عمل وأداء المجلس، وتبرز أهمية انتخاب المملكة المغربية لرئاسة مجلس حقوق الإنسان برسم سنة 2024 في كون المملكة المغربية ستتولى رئاسة ثلاث دورات عادية لمجلس حقوق الإنسان (الدورات 55-56-57)".
"كما أنه سيرأس دورات استثنائية إذا تم تنظيمها، فضلا عن التعاون مع منظمة الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى رئاسة دورات الاستعراض الدوري الشامل واجتماعات هامة خاصة بالأشخاص المنحدرين من أصل أفريقي، والحق في التنمية ولجان الخبراء بشأن العقبات التي تعترض إعادة الأموال المتأتية من مصدر غير مشروع إلى بلدانها الأصلية، واجتماعات أخرى تخص الحقوق والحريات والمسائل المتعلقة بالديمقراطية والميز العنصري في العالم، وقضايا الفقر والهشاشة وحماية البيئة"، يبسط بودن.
هذا وخلص المصدر عينه إلى أن "المملكة المغربية ستترأس الاجتماع السادس لمجلس حقوق الإنسان بين الدورات بشأن حقوق الإنسان وخطة 2030. وبالتالي، فالدورة التي ستترأسها المملكة المغربية خلال هذه السنة ستكون دورة تأسيسية ومرجعية في الأجندة العالمية لحقوق الإنسان، وستمثل صوت التوافق من أجل مصلحة القارة الإفريقية، اعتبارا لكون المغرب يمثل القارة الإفريقية في المجلس المذكور".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: مجلس حقوق الإنسان المملکة المغربیة لحقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

للإطلاع على ملف التمكين.. القومي للمرأة يستقبل وفد ديوان حقوق الإنسان الكويتي

كتبت- نور العمروسي:

استقبل المستشار سناء خليل نائب رئيس المجلس القومي للمرأة، وفد ديوان حقوق الإنسان الكويتي والذى يضم جاسم مبارك المباركي رئيس الديوان الوطني لحقوق الإنسان الكويتي والمستشارة هدى عبدالمحسن الشايجي عضو مجلس إدارة الديوان الوطني لحقوق الإنسان الكويتي ورئيس اللجنة الدائمة لحقوق الأسرة، وذلك للاطلاع على ملف تمكين المرأة المصرية وبحث سبل التعاون بين الجانبين.

ورحب المستشار سناء خليل، بأعضاء الوفد في المجلس، مشيرًا إلى ان الدستور المصري به أكثر من ٢٠ مادة تنصف المرأة المصرية بما يكفل لها الفرص المتكافئة ومشاركتها في المجتمع بدون تمييز، مستعرضًا مهام المجلس ودوره واختصاصاته.

وعرضت جيهان توفيق رئيسة الإدارة المركزية لشؤون مكتب رئاسة المجلس الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة ٢٠٣٠، والتي ترتكز على ٤ محاور رئيسية واستعرضت دور فروع المجلس بالمحافظات ودور ميسرات المجلس في جميع الحملات والمبادرات التوعوية التي يطلقها المجلس وحملات طرق الأبواب، مشيرًا إلى دور مركز تنمية مهارات المرأة بالمجلس لتأهيل السيدات للدخول إلى سوق العمل وإدارة المشروعات الصغيره والمتوسطة ومتناهية الصغر.

وعرضت شيرويت إبراهيم المديرة العامة للتعاون الدولي الاتفاقيات الدولية التي أنضمت إليها مصر، كما عرضت التقارير الدولية التي يقوم المجلس بتقديمها منها تقرير اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة وإتفاقية منهاج عمل بيجين حيث يتم عرض إنجازات الدولة المصرية في شئون المرأة المختلفة بتلك التقارير كما تم عرض إتفاقية إطار الشراكة مع الأمم المتحدة.

فيما أشارت ولاء سليم مديرة المتابعة والتقييم بمكتب شكاوى المرأة، إلى إختصاصات المكتب ودوره في تلقي الشكاوي والبلاغات وتقديم الإستشارات القانونية والعمل علي حلها مع الجهات الشريكة وآليات تلقي الشكاوى والاستفسارات ومنها الخط المختصر 15115.

وأشاد جاسم مبارك بالجهود المبذولة لتمكين المرأة في مصر، مشيرًا إلى أن دولة الكويت تعمل على تعزيز حقوق المرأة وتنميتها وتطورها بناء علي قناعة راسخة بكون المرأة نصف المجتمع التي يجب أن تحظي بالمكانة الأمثل.

كما أشارت المستشار هدى عبدالمحسن الشايجي، إلى "اللجنة الدائمة لحقوق الأسرة" بالكويت التي تهتم بشأن المرأة والطفل والأسرة مشيرآ إلي صدور قانون "الحماية من العنف الأسري" الذي نص علي وجوب وجود مركز إيواء للأسرة داخل كل محافظة بالكويت مؤكدة أن مسألة الحقوق والحريات وعدم التمييز من المقومات الأساسية داخل المجتمع الكويتي.

مقالات مشابهة

  • للإطلاع على ملف التمكين.. القومي للمرأة يستقبل وفد ديوان حقوق الإنسان الكويتي
  • مدير "حقوق الإنسان" بالتعاون الإسلامي: المملكة ساهمت في علاج قضايا إنسانية مُلحة
  • مدير "حقوق الإنسان" بالتعاون الاسلامي: المملكة ساهمت في علاج قضايا إنسانية مُلحة
  • منى مينا تدعو الأطباء لحضور عمومية 12 يوليو لمناقشة قانون تأجير المستشفيات الحكومية وحماية حقوق الأطباء
  • "التويجري": المملكة تنطلق في حماية حقوق الإنسان من مبادئها وإرادة قيادتها
  • الدكتورة التويجري: المملكة تنطلق في حمايتها لحقوق الإنسان من مبادئها وقيمها الراسخة وإرادة قيادتها
  • وزير حقوق الإنسان: مجلس الأمن أصبح إدارة من إدارات الخارجية الأمريكية ويمثل جزءاً من المشكلة
  • الديلمي: مجلس الأمن أصبح إدارة من إدارات الخارجية الأمريكية ويمثل جزءاً من المشكلة
  • حقوق الانسان : مجلس الامن ادارة امريكية وجزء من المشكلة
  • مونديال خرافي.. المغرب يخصص 11 ملعباً للتداريب فقط في الدارالبيضاء