أفادت وسائل إعلام عبرية بأن عائلات الإسرائيليين الذين فقدوا حياتهم في أحد منازل كيبوتس بئيري في السابع من أكتوبر الماضي، طالبت بفتح تحقيق دقيق وشفاف من قبل جيش الاحتلال لكشف ظروف وأسباب مقتل أفراد عائلاتهم.

وتأتي هذه المطالب استنادًا إلى الشهادات التي قدمها شهود عيان من الناجين، حيث أفادوا بأن المنزل الذي كان يحتوي على مجموعة من مقاتلي حماس و١٥ رهينة، تعرض لقصف بقذائف دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي.

ووفقًا لتقرير بثته القناة الـ ١٢ الإسرائيلية، فإن دبابة وجهت عدة قذائف صوب المنزل، فيما أظهر تقرير مصور نشرته القناة في ١٨ ديسمبر لقطات من طائرة أباتشي تظهر دبابة وهي تطلق قذيفة على منزل بيسي كوهين في بئيري.

وفي هذا الصدد نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” في ٢٣ ديسمبر عن الجنرال باراك حيرام، قائد الفرقة ٩٩ في الجيش الإسرائيلي، وهو يشير إلى أنه خلال هجوم حماس، أمر قائد دبابة بقصف منزل كوهين لاقتحامه، حتى لو كان ذلك على حساب سقوط المدنيين.

وأرسلت عائلات الإسرائيليين الذين فقدوا حياتهم في منزل كيبوتس بئيري رسالة إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة ٥ يناير، مطالبين بإجراء تحقيق في قرار استخدام القوة العسكرية ضد المنزل، أثناء احتجاز مواطنين إسرائيليين داخله.

وكانت "بي بي سي" نشرت تقريرًا يتحدث عن الظروف المحيطة بمقتل ١٥ رهينة، الذين كانوا محتجزين من قبل مقاتلي القسام في بئيري، ويعتقد أنهم قتلوا جراء إطلاق نيران من دبابة إسرائيلية.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن أفراد العائلات التأكيد على أهمية إجراء التحقيق قبل انتهاء الصراع نظرًا لخطورة الحادث، مشيرين إلى أنه ليس واضحًا متى ستنتهي العمليات القتالية.
وأكد هولاء الأهالي أن إجراء المقابلات وجمع الشهادات في وقتٍ يكون فيه "الذاكرة حية" أمر مهم، خاصةً قبل هدم المنزل الذي شهد الأحداث.

ويعتبر كيبوتس بئيري واحدًا من الكيبوتسات التي تعرّضت لأكبر مستوى من الدمار، حيث أفادت التقارير بوفاة ما يقارب ١٢٠ شخصًا من سكانه واحتجاز العشرات منهم على يد مقاتلي حماس في غزة.

في تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" في ١١ أكتوبر، تم ذكر شهادات ضباط وأفراد من الجيش الإسرائيلي الذين شاركوا في المعارك ببئيري في السابع من أكتوبر.

وقد جاء تقرير الصحيفة تحت عنوان "قاتلنا: من منزل إلى آخر داخل كيبوتس بئيري بواسطة الدبابات ولم يكن لدينا خيارًا آخر".

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ٤٢ شخصًا نجوا من الهجوم الذي تعرّض له حفل سوبر نوفا الموسيقي في ٧ أكتوبر، قد تقدموا بدعوى قضائية ضد الجيش الإسرائيلي بسبب "الإهمال".

وادّعى الناجون أنه كان بإمكان تجنّب المأساة إذا ما تم الاستفادة من التقارير التي أفادت عن "حوادث غير عادية" على الحدود مع غزة، والتي وردت قبل الهجوم بساعات، وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

الدعوى المقدمة أمام المحكمة المركزية في تل أبيب بتاريخ ٣ يناير، ضد جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، وقوات الجيش الإسرائيلي، والشرطة الإسرائيلية، ووزارة الدفاع، وخلالها طالب الناجون الجهات المدعى عليها بتقديم تعويض مالي يصل إلى ٥٦ مليون دولار.

وذكرت "هيئة البث الإسرائيلية" يوم الخميس ٤ يناير أن الجيش شكل لجنة للتحقيق في "الفشل" الذي أدى إلى استهداف حركة حماس لكيبوتس بئيري في ٧ أكتوبر.

كيف أثرت "طوفان الأقصى" على المستوطنين؟
وبشأن تداعيات عملية "طوفان الأقصى" حيث هاجمت فصائل المقاومة المستوطنات الإسرائيلية، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تصريحات من ضابط في "جيش" الاحتلال الإسرائيلي يفيد بأنه لا يتوقع عودة قريبة للسكان الذين تم إجلاؤهم من مستوطنات الشمال.

وذكرت الصحيفة أن وزارة المالية تعمل بشكل مكثف للتوصل إلى حلول في ميزانية عام ٢٠٢٤ لمستوطنات الشمال المهجورة.

وعنونت "يديعوت أحرونوت" المقال الرئيسي على صفحتها الأمامية يوم الثلاثاء الماضي بـ"ما الذي يحدث لنا.. كيف نخرج من الحفرة التي وقعنا فيها"، حيث تناولت فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة في العدوان الذي استمر منذ ٧ أكتوبر على قطاع غزة، كما تحدثت عن عدم استعداد "إسرائيل" لحرب محتملة مع حزب الله، كما وصفت الصحيفة الوضع الحالي بأنه "سقوط في الحفرة".

ووصفت الصحيفة الوضع الحالي لإسرائيل، بأنه "وقوف في القاع" وأن الكيان المحتل وجد نفسه في وضع صعب، حيث يبحث عن سبل لإنهاء النزاع مع المقاومة الفلسطينية دون إظهار الوضع الدقيق حول عودة الأسرى أو انتهاء الحرب، مؤكدة أن "إسرائيل" ليست على استعداد حاليًا لتوسيع جبهة الصراع في الشمال.

ويتناول الإعلام الإسرائيلي مخاوف مستوطني الشمال من العودة إلى منازلهم واتهاماتهم لحكومة الاحتلال بالتخلي عنهم، حيث يُشير المستوطنون إلى تزايد توتراتهم وقلقهم بشأن الأوضاع الأمنية المعقدة التي يواجهونها. وأن هناك توجيهات تحظر عليهم التحدث مع وسائل الإعلام حول هذا الوضع الصعب.

وألقى اللواء إسحاق بريك، من الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الضوء على "تدهور جاهزية الجيش وعدم استعداده" لمواجهة حزب الله في الجبهة الشمالية، كما نفى ما يُقال من قبل المسئولين الإسرائيليين عن "جاهزية غير مسبوقة".

وأوضح بريك في مقال نُشر في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن الجيش يعاني من فجوة كبيرة في جاهزيته لمواجهة "السيناريو الاستراتيجي" الذي يشمل محاولة حزب الله السيطرة على مواقع الجيش في الشمال.

وأشار اللواء الإسرائيلي، في هذا السياق، إلى أن "الوضع الفعلي في المواقع الأمامية يُظهر نقصًا في الاستعداد والبنية التحتية مما يقترب من حدود التسيّب".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاحتلال حماس الجیش الإسرائیلی کیبوتس بئیری

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي يكشف خطة الجيش للانسحاب من غزة

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش وضع خطة دفاع جديدة في منطقة غلاف غزة تشمل تعزيز منظومة الدفاع على طول حدود القطاع، تشمل الانسحاب التدريجي، خلال تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، المقرر أن يدخل حيز التنفيذ بعد غد الأحد.

وأوضحت الإذاعة أن الفرقة 99 ستنسحب تدريجيا من محور نتساريم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، بينما ستتولى الفرقة 162 مسؤولية الدفاع في منطقة شمال غلاف غزة، في حين ستتولى فرقة غزة مسؤولية منطقة جنوب الغلاف، وبهذا ستبقى في منطقة القطاع فرقتان فقط.

كما ذكر موقعا "والا" و"آي 24 نيوز" الإسرائيليان أن قوات الجيش ستقوم خلال تنفيذ الاتفاق بتعديل انتشارها والانسحاب التدريجي من النقاط والمحاور داخل القطاع.

وأشارا إلى أن قيادة الجنوب تستعد لنشر تعزيزات على طول الحدود مع غزة، مع تعزيز خطوط الدفاع لضمان الأمن.

وفي وقت سابق الجمعة، صدّق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

ونشرت وزارة العدل الإسرائيلية الدفعة الأولى من قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق.

وأشارت هيئة البث الرسمية إلى أن الكابينت اتخذ قرارًا بالعودة إلى القتال المكثف إذا لم يتم تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق. كما أضاف المجلس أمن الضفة الغربية كأحد أهداف الحرب.

إعلان

ورغم التوصل إلى الاتفاق، كثفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة الأيام الأخيرة، وقتلت منذ لحظة إعلانه 116 فلسطينيا بينهم 30 طفلا و32 سيدة، حتى عصر الجمعة، بحسب الدفاع المدني في غزة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود. ويشهد القطاع الفلسطيني المحاصر دمارًا هائلًا ومجاعة أدت إلى وفاة عشرات الأطفال والمسنين، مما يجعلها إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

مقالات مشابهة

  • مسؤولون إسرائيليون: إعلان قريب لأسماء الأسيرات الثلاث والصفقة ستتم اليوم
  • بالتزامن مع حملة اعتقالات.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل تجريف أراضي الضفة الغربية
  • قبل وقف إطلاق النار..تحذير سكان غزة من العودة إلى مناطق التماس مع الجيش الإسرائيلي
  • إسرائيليون داخل منزلٍ لبناني.. شاهدوا ماذا فعلوا به
  • الجيش الإسرائيلي: استئناف التعليم في مدارس غلاف غزة من صباح الأحد
  • عاجل | وسائل إعلام إسرائيلية: الحكومة الإسرائيلية تصدق على اتفاق صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة
  • إعلام إسرائيلي يكشف خطة الجيش للانسحاب من غزة
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف جنود وآليات للاحتلال وتقصف غلاف غزة بالصواريخ
  • الاحتلال يقرّ بإصابة عشرة من جنوده بانفجار عبوة ناسفة جنوب فلسطين المحتلة
  • الإعلام العبري: الجيش الإسرائيلي يبدأ بالانسحاب من محور فيلادلفيا