لجريدة عمان:
2024-07-06@13:24:34 GMT

غزة في كل محفل

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

غزة في كل محفل

حتى تكون غزة رأس الحربة في مهرجان المسرح العربي وفي الثقافة والفنون في عالمنا العربي، وطريق ذلك أن تكون الثقافة والفنون رافعتين لحياتنا العربية الإنسانية والقومية، باتجاه التحرر والوحدة والنهضة العربية، التي آن الوقت لاستئناف ما انقطع من تنوير، بسبب ما تم غرسه في خاصرتنا العربية من خنجر مسموم أصاب مراكز النهضة في فلسطين، بل وفي بلاد الشام ومصر.

تلك قصة لا بد أن نستقصيها يومًا، لاستخلاص العبر.

جميل ما أكده الفنان غنام غنام مسؤول التدريب والتأهيل في الهيئة العربية للمسرح، بأن غزة ستكون رأس الحربة في فعاليات مهرجان المسرح العربي، الذي انطلق أمس الأول الأربعاء في بغداد.

لعل البدء ببغداد، يمنحنا تفاؤلًا حاضرًا، بما في المكان والزمان من دلالة استعادة ما كان من فعل ثقافي عروبي تنويري، يوغل في العراقة، في حضاراتنا القديمة، وحضاراتنا المتتالية، وصولا إلى الآن، بما يحمل من طموح.

600 مسرحيّ عربي ومسرحية، يجتمعون في فعاليات عديدة، في العروض والندوات الفكرية، للارتقاء بالمسرح، كرافعة مهمة للارتقاء بالثقافة العربية والفنون، بحيث يصير كل مشارك رسولا يحمل رسالة المسرح، التي هي رسالة حرية وتنوير. كل يعود إلى بلده بما يحمل من أمل وحيوية، للإبداع في وطنه، ليعود ثانية ليس إلى مهرجان المسرح العربي فقط، بل إلى الجمهور؛ فلا بد من استعادة الجمهور للفعل الثقافي، وهذا ما سيعيد الجمهور للاهتمام بقضاياه المصيرية، التي وإن كانت فلسطين جوهرها، فإن كل قطر عربي بحاجة إلى الوطن في شكل من الأشكال.

جميل أن تحضر فلسطين شعوريا وفكريا في المهرجان، فوفقًا للفنان غنام غنام فإن «غزة ستكون حاضرة؛ لأنها قدمت لنا كرامتنا وعنفواننا وتراجيديا جديدة في التاريخ العربي والفلسطيني تحديدا»، وجميل أن يكون الحضور عمليا في العروض والندوات، حيث «سيكون هناك عرض من مخيم جنين الصامد، بعنوان «مترو غزة» تليه ندوة «المسرح وثقافة المقاومة في فلسطين» وتجارب لثلاث فرق مسرحية فلسطينية، تتضمن قراءات شعرية».

الجميل أيضا، أن الفعالية الخاصة بالمسرح الفلسطيني تتم بمشاركة عربية، تعبر فعلا عن هذا الشعور القومي، والوعي بالدور الثقافي. فجميل أن يشارك في الفعالية: الفنان العراقي جواد الشكرجي والفنانة الأردنية مرام أبو الهيجا، والموسيقي الأردني عبد الرزاق مطرية، وحديث للفنان اللبناني رفيق علي أحمد، بإدارة الفنان السوري الدكتور عجاج سليم. إلى جانب المخرج فتحي عبد الرحمن والفنان أحمد أبو سلعوم والفنان حسين نخلة والفنان أحمد الطوباسي والفنانة ياسمين شلالدة من فلسطين.

وحتى تكون غزة رأس الحربة في مهرجان المسرح العربي، وفي حقول الثقافة والفن، نحن بحاجة لاستحقاقات في بنية الثقافة العربية، باتجاه البناء لا مجرد الشعور الوقتي، ولعل ذلك هو ما تضمنته كلمة يوم المسرح العربي وكانت هذه الدورة من نصيب الفنانة اللبنانية نضال الأشقر.

استحقاق بنية الثقافة يبدأ من الحرية، وهكذا مضت الأشقر تقول: «لكي يلعبَ المسرحُ دورا ديمقراطيا فعالا، يجب أن تكون هناك ورشة عمل كبيرة وخطة تنهض بالبلاد وتحولها إلى خلية نحل، حيث يعمل فيها المثقفون والفنانون والطلاب والأساتذة يدًا بيد للنهوض بمجتمعاتهم وبيئتهم إلى عالم من البحث والدرس والتمحيص والتعبير الحّر وصولا إلى المسرح. لذلك يجب أن تكون هناك العشرات من المراكز الثقافية والمسارح والمكتبات العامة؛ كي يصبح المسرحُ أداةً فعلية وفاعلة في مجتمعاتنا».

إنَّ الفنانة نضال الأشقر تؤكد على أن الثقافة والفنون والمسرح رافعة نهوض: «واﻹبداع لا ينطبق فقط على الفنون، بل أيضًا على السياسة وتحرير السياسة من العادي ومن المسلمات والتقاليد العفنة. والمبدع هو المحرض الذي يحرك المستنقعات والمسلمات القائمة ويغير السكون. وهو الذي يخرج من الثابت إلى الأفق الوسيع البناء».

فلا بدّ إذن أن تكون غزة رأس الحربة في مهرجان المسرح العربي، كونها اليوم «تراجيديا جديدة في التاريخ العربي والفلسطيني»، تراجيديا اكتسبت عناصر الوصف كاملا، في عصر ناقص لإرادة الانتصار للشعوب المقهورة المتعرضة للاحتلال.

وحتى يتجلى ذلك، فإن تأمل ما يرد من أدبيات مهرجان المسرح العربي، الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح في إمارة الشارقة، عضو المجلس الأعلى للاتحاد في دولة الإمارات العربية المتحدة، يدل على أن ما يحدث من تضامن ثقافي اليوم في بغداد، إنما يأتي من منطلقات الهيئة العروبية.

نعم، هناك ما يمنحنا الأمل بالنهوض المسرحي والفني والثقافي، وما يقوي خلاصنا القومي، لأن كل فعل ثقافي يعني فعلا سياسيا قويا؛ وهل كانت نهضة شعوب الكون من آلاف السنين، إلا بالبدء بالثقافة! هنا، في بغداد وعواصمنا العربية الحبيبة، يطل الأمل بغد أفضل، بل إنها رسالة الأدب والفن والفكر والتعليم، لنعيد ما انقطع، وليكون الفعل الثقافي العروبي الوحدوي طريقا لفعل سياسي وحدوي، فكفانا تفرقا وتشظيا.

وحتى تكون غزة رأس الحربة الثقافية العربية، فإن أي ارتقاء للمسرح هو ارتقاء للفعل البطولي في غزة فلسطين، أرض التراجيديا الحقيقية التي يتابعها العالم بثا مباشرا لا من الخيال الأدبي، ما يعني أن هناك ارتباطا بين الإبداع الثقافي، وإبداع مقاومة الاحتلال أيضا.

ولأن المسرح أبو الفنون، فإن هناك حاجة ماسة فعلا لتطوير الفعل المسرحي، على مستوى النصّ والتمثيل والإخراج، كون المسرح يمنح الفنون الأخرى كوادر إبداعية وأفكار لنصوص الكتاب ولوحات الفنانين وألحان الموسيقيين، ولفن السينما بشكل خاص، بسبب الارتباط العضوي بين المسرح والسينما.

طريق واحد في المسرح والثقافة والفن والسياسة، هو الطريق الجاد الملتزم، باتجاه تحقيق الأهداف الإنسانية للأفراد والجماعات، وهو طريق خلاص فردي ووطني وقومي.

الآن تعود البوصلة إلى اتجاهاتها الحقيقية؛ لأن التطوير منظومة واحدة، باتجاه أهداف عامة، وخاصة، بعيدا عن الشعارات، اقترابا من تقديم المسرح بشكل إبداعي بعيدا عن الصراخ والشعار والسطحية والابتذال؛ فالارتقاء بالثقافة يعني الكثير للفعل القومي، ولعلنا نختتم بضرورة صحوتنا جميعا بالدور الثقافي والفني، من خلال تمويله، كونهما يجنباننا التطرف والانحراف، الذي عانينا منهما بضعة عقود مرّت.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مهرجان المسرح العربی رأس الحربة فی أن تکون

إقرأ أيضاً:

«الثقافة» تعلن المحاور البحثية لمؤتمر مهرجان الموسيقى العربية الـ 32

أعلنت دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة لمياء زايد رئيس المهرجان والمؤتمر عن المحاور البحثية للمؤتمر العلمي المصاحب لمهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ 32، المٌقام في الفترة من 11 إلى 24 أكتوبر المقبل، الذي يُديره الدكتور خالد داغر مدير المهرجان والمؤتمر.

يأتي ذلك تحت رعاية الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة وانطلاقا من ضرورة التباحث حول قضايا التأثير والتأثر في الموسيقى العربية، خاصة في ظل المتغيرات والظروف الراهنة، وما يعرف بتيارات العولمة والحداثة وأثرها على المشهد الموسيقى بعالمنا العربي.

4 محاور بحثية لمؤتمر الموسيقى العربية ال32

أعدت اللجنة العلمية للمؤتمر برئاسة الدكتورة شيرين بدر أربعة محاور رئيسية تندرج تحت عنوان «الموسيقى العربية بين التأثير والتأثر»، وجاءت على النحو التالي :

المحور الأول : الروافد الثقافية وواقع الموسيقى العربية.

*(Cultural Tributaries and the Reality of Arabic Music)

*المحور الثاني : «الأغنية العربية المعاصرة.. مصادر موسيقية متنوعة».(The Contemporary Arabic Song... Varied Musical Sources)

*المحور الثالث : «تأثير الموسيقى الشعبية على الإبداع العربي المعاصر».(The Impact of Folk Music on Contemporary Arabic Music Creativity)

*المحور الرابع: «الموسيقى العربية والتأليف الموسيقي العالمي.. التأثيرات المتبادلة».(Arabic Music and Western Global Composition Mutual Influences)

*كما يتم تقديم عدة تجارب موسيقية جديدة تتسق مع موضوع المؤتمر ومحاوره، بالإضافة إلى عرض بعض الأفكار البحثية لشباب الباحثين في صورة ملصق أكاديمي.

ضوابط المشاركة في مؤتمر مهرجان الموسيقى العربية

وتبدأ اللجنة العلمية للمؤتمر تلقي الأوراق البحثية التي تُعالج إشكالية، ومحاور المؤتمر وفقا لضوابط محددة هي :

- أن يكون البحث جديدا ومرتبطا بمحاور المؤتمر.

- لم يسبق تقديمه في أي منتدى أو مؤتمر أو نشره في دورية علمية أو على مواقع الإنترنت.

- لا يزيد البحث عن 15 صفحة.

- ضرورة أن يتضمن البحث المراجع والتدوين الموسيقي للنماذج التي استعان بها الباحث.

- يراعى فيه التدقيق اللغوي ويختتم البحث بملخص باللغة العربية والإنجليزية يوضح موضوعه فيما لا يزيد عن صفحة واحدة بنفس مواصفات البحث

- كما يرفق بالبحث نموذج ملخص للسيرة الذاتية للباحث فيما لا يزيد عن 5 أسطر.

- ضرورة أن يتضمن العرض التقدمي للبحث الأمثلة الموسيقية والنماذج السمعية أو المرئية المرتبطة بالموضوع في مدة لا تزيد عن 15 دقيقة للعرض، ويرسل البحث على البريد الإلكتروني للمهرجان  musicfestivaleg@gmail.com 

في موعد غايته السابع من أغسطس 2024 حتى يتسنى عرضه على اللجنة العلمية للمؤتمر، وسوف تقوم دار الأوبرا المصرية بإرسال دعوة رسمية للباحثين الذين تمت الموافقة على تقديم أبحاثهم بالمؤتمرعلى أن يكون الاشتراك فى المؤتمر حضوريا.

مقالات مشابهة

  • موفدة «إكسترا نيوز»: المسرح الرئيسي بمهرجان العلمين يشهد نجما كل أسبوع
  • في اليسار المتطرف.. رؤية من الداخل
  • شرم الشيخ للمسرح الشبابي يكشف تفاصيل مسابقة فاطمة المعدول للتأليف المسرحي
  • مهرجان المسرح المصري يكرم الفنان الكبير حسن العدل خلال حفل افتتاح دورته الـ 17
  • بعد حرب الطوفان: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي؟
  • مهرجان المسرح المصري يكرم حسن العدل خلال حفل افتتاح دورته الـ 17
  • «الثقافة» تعلن المحاور البحثية لمؤتمر مهرجان الموسيقى العربية الـ 32
  • مهرجان الفيلم العربي في تورنتو.. نافذة المهاجر على السينما العربية
  • مندوبية فلسطين لدى الجامعة العربيّة تشارك بالمؤتمر الاقليمي لاستعراض الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة
  • الموقف العربي والإسرائيلي من الدولة الفلسطينية