رأي الكاتب جوناثان كوك، أن الغرب ينتظر عاصفة محتملة حال صدور إدانة رسمية لإسرائيل من قبل محكمة العدل الدولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، على خلفية الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد تل أبيب في هذا الصدد، والتي بدأت محكمة العدل الدولية النظر فيها الخميس. 

وأشار كوك، في تقرير مطول نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني، إلى أن أحكام اتفاقية "منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها" التي ستصدرها المحكمة ستفرض على الدول الغربية وغيرها رفض تقديم المساعدة في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، مثل توفير الأسلحة والغطاء الدبلوماسي، ومعاقبة إسرائيل في حالة عدم امتثالها.

 

والخميس، طالب الفريق القانوني لجنوب إفريقيا خلال جلسة الاستماع الأولى بمحكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف "فوري" لعملياتها العسكرية في غزة، قائلة إن ذلك هو "الحل الوحيد لتفادي المزيد من الموت والدمار غير اللازم" في قطاع غزة. 

وقال الفريق القانوني إن "العنف بين إسرائيل وفلسطين لم يبدأ في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ولكن يتعرض الفلسطينيون للعنف الإسرائيلي خلال 76 عاما". 

وذكر كوك أن فشل إسرائيل وحلفاؤها الغربيين في منع إصدار محكمة العدل الدولية قرارا بوقف إسرائيل لعملياتها القتالية في قطاع غزة، سيكون بمثابة خط فاصلا، ولن تكون إسرائيل وحدها هي التي ستواجه عقوبات قانونية.  

فبمجرد إصدار المحكمة لقرار وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، فإن أي دولة تفشل في التصرف بموجب هذا القرار تخاطر بالتحول إلى متواطئة في الإبادة الجماعية، وهذا من شأنه أن يضع الغرب في مأزق قانوني خطير.  

وأشار إلى أن الدول الغربية، لم تغض الطرف عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل فى غزة فحسب؛ بل شجعت ذلك بنشاط وتواطأت في تلك الجرائم. 

اقرأ أيضاً

جنوب أفريقيا: وزير العدل يترأس الوفد المتجه إلى محكمة العدل الدولية الخميس

 

وذكر أن القادة في المملكة المتحدة مثل رئيس الوزراء ريشي سوناك وزعيم المعارضة كير ستارمر عارضوا بشدة وقف إطلاق النار في غزة، وألقوا بثقلهم وراء الركيزة الأساسية لسياسة الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتمثلة في فرض "حصار كامل" على غزة وهو الأمر الذي ترك السكان يتضورون جوعا ويواجهون أوبئة فتاكة. 

كما رفضت الحكومتان البريطانية والأمريكية جميع الدعوات لوقف تدفق الأسلحة إلى إسرائيل، بل أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاوزت صلاحيات الكونجرس لتسريع توريد الأسلحة إلى إسرائيل، بما في ذلك القنابل الغبية (العشوائية) التي تدمر المناطق المدنية. 

كما خصصت وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية مساحات بث واسعة لظهور المسؤولين الإسرائيليين الذين حرضوا علنا على ارتكاب الإبادة الجماعية بحق سكان غزة.  

وأشار كوك إلى أن كل ذلك يجب أن يتوقف فور صدور قرار بوقف إطلاق النار من قبل محكمة العدل الدولية، ومن المتوقع أن تقوم الشرطة في الدول الغربية بالتحقيق وأن تحاكم المحاكم أولئك الذين يلحقون الضرر بالإبادة الجماعية أو يوفرون منصة للأذى. 

ومن المتوقع أيضا من الدول أن تحرم إسرائيل من الأسلحة وأن تفرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل - وكذلك على أي دولة تتواطأ في الإبادة الجماعية. وقد يتعرض المسؤولون الإسرائيليون لخطر الاعتقال إذا سافروا إلى دول غربية. 

معايير مزدوجة 

بالرغم من تلك العواقب المحتملة فإنه من غير المرجح أن تحدث أيا منها، وذلك بالنظر للأهمية البالغة التي تشكلها إسرائيل بالنسبة للدول الغربية التي تعتبرها الدولة العبرية بمثابة استعراض لقوتها في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط، ما يجعل من غير الممكن التضحية بها. 

 وتوقع الكاتب أن يتم وئد أي جهد لفرض أحكام الإبادة الجماعية من قبل إدارة بايدن من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.  

وقد أظهرت المملكة المتحدة، إلى جانب كندا وألمانيا والدنمارك وفرنسا وهولندا، مدى جرأتها في التعامل مع معاييرها المزدوجة. 

واستشهد بتقديم تلك الدول قبل أسابيع، مرافعات رسمية إلى محكمة العدل الدولية بأن ميانمار ترتكب إبادة جماعية ضد جماعة الروهينجا العرقية، وكانت حجتهم الأساسية هي فرض ميانمار نظام غذائي لا يوفر إلا حد الكفاف للروهينجا، والتهجير القسري من المنازل، وتقديم الخدمات الطبية الأساسية بأقل من الحد الأدنى. 

لكن في المقابل، لا تؤيد من تلك الدول الغربية القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا لنفس المحكمة، على الرغم من أن الظروف في غزة التي هندستها إسرائيل أسوأ من ذلك. 

وعلى من ذلك، فإن الحقيقة هي أن أحكام الإبادة الجماعية التي ستصدرها المحكمة ستضع الغرب في وضع غير متوقع، وعليه الاستعداد لقبول تطبيق أحكام القانون الدولي عليه أيضاً. 

وأشار إلى أن إسرائيل كانت لأكثر من عقد من الزمن في طليعة الجهود الرامية إلى تفكيك لقانون الدولي فيما يتعلق بغزة. وهي الآن تتباهى بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، وكأنها تتحدى العالم لوقفها، وعلى نحو معاكس، فإنها تعمل على عكس الضمانات الدولية التي تم وضعها لمنع تكرار المحرقة النازية. 

 وتساءل الكاتب "هل سيتحدى الغرب إسرائيل أم المحكمة؟ إن إجماع ما بعد الحرب، والذي كان بمثابة الأساس للقانون الدولي، الذي اهتز بالفعل بسبب الفشل في معالجة جرائم الحرب التي ارتكبها الغرب في العراق وأفغانستان، أصبح الآن على وشك الانهيار الكامل. ولن يكون أحد أكثر سعادة بهذه النتيجة من دولة إسرائيل. 

اقرأ أيضاً

العدل الدولية تبدأ أولى جلساتها بدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية

 

  

 

  

 

المصدر | جوناثان كوك/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: محكمة العدل الدولية دعوى جنوب أفريقيا إبادة جماعية في غزة محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة جنوب أفریقیا فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

تقرير استخباراتي أمريكي : صواريخ إيران الجديدة تهدد إسرائيل

كشفت معلومات استخباراتية أمريكية جديدة أن طهران تستعد للتسليح بعدة طرق، ما بين مدينة صواريخ تحت الأرض، مضيفة أن صواريخ إيران الجديدة ذات مدى بعيد يصل لـ 1700 كم، مما يجعلها قادرة على الوصول إلى أي مكان في إسرائيل، بالإضافة تصنيع مجموعة سرية من العملاء أسلحة نووية، ووف ما نقل موقع «الشرق الأوسط».

تطوير أسلحة نووية

وحذَّر التقرير الاستخباراتي من أن علماء ومهندسي الأسلحة الإيرانيين يسعون لإيجاد «طريق مختصر» لتحويل مخزونهم المتزايد من اليورانيوم عالي التخصيب إلى سلاح قابل للاستخدام خلال أشهر، بدلًا من سنة أو أكثر، لكن ذلك يتوقف على قرار سياسي من طهران.

صواريخ إيران الجديد تصل أي مكان في إسرائيل

قبل أيام عرض التلفزيون الإيراني أحدث صواريخ إيران الجديدة التي يطلق عليها «اعتماد» ويصل مداها إلى 1700 كيلومتر، أي أنه قادر على الوصول إلى أي مكان في إسرائيل، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية.

يبلغ طول أحدث صواريخ إيران الجديدة «اعتماد» 16 مترا وقطره 1.25 مترا، ويتميز برأس حربي موجه لضمان دقة الإصابة هامش الخطا (CEP): 70 متر وزن الرأس العربي 650 كيلو جراما.

مدينة صواريخ تحت الأرض

وقبل نحو أسبوع، كشفت إيران عن مدينة صواريخ تحت الأرض تحتوي على صواريخ كروز المضادة للمدمرات والسفن «قدر380» التي يزيد مداها من 1000 كيلومتر

ويظهر في مدينة الصواريخ تحت الأرض في إيران، موقع تخزين سفن تحت الأرض في مياهها الجنوبية حيث أظهرت اللقطات عشرات السفن الصغيرة المجهزة برشاشات وصواريخ مخزنة في أنفاق تحت الأرض.

مقالات مشابهة

  • شاهد | واشنطن لم تكتفِ بالإبادة في غزة.. المزيد من السلاح والدعم لكيان العدو
  • «تقرير»: درجات الحرارة التي شهدها شهر يناير أعلى عن الرقم القياسي المسجل في 2024
  • العدل الدولية تسمح بمشاركة “التعاون الإسلامي” في دراسة التزامات الاحتلال في الأرض الفلسطينية
  • خبير في العلاقات الدولية: الحماية الأمريكية لإسرائيل تمنحها القدرة على تهجير الفلسطينيين
  • تقرير استخباراتي أمريكي : صواريخ إيران الجديدة تهدد إسرائيل
  • عمرو خليل: الإبادة الجماعية للفلسطينيين هدف حكومة الاحتلال الإسرائيلي
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • سماحة المفتي يدين عرقلة إسرائيل وصول المساعدات لغزة
  • صحف العالم تسلط الضوء على لقاء ترامب ونتنياهو.. ومحللون: هام لغزة والشرق الأوسط في ضوء حرب الإبادة.. والرئيس الأمريكي يعاقب دولة إفريقية
  • تقرير غربي: اليمنيون أثبتوا كفاءتهم بشكل فعال في مواجهة الغرب