وحدتنا الوطنية هى صمام أماننا
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
مما لا شك فيه أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة لمشاركة وتهنئة الأخوة الأقباط بعيد الميلاد المجيد، عكست روح الوحدة والمحبة والترابط بين نسيج الأمة.
كما أنها أكدت على الوحدة الوطنية بين المواطنين المصريين من مسلمين ومسيحيين، كما أنها تُمثل أيقونة مصرية جميلة أبدعها فنان موهوب، فهى قيمة إيجابية، ضمنت وحدها وعبر التاريخ العريق وطنًا واحدًا ومجتمعًا متماسكًا يسعى أبناؤه من أجل البناء لا الهدم، من منطلق الإيمان بأننا نعيش فى وطن واحد.
وإذا كان للوحدة الوطنية بين المصريين قيمة إيجابية، فهى أيضًا علاقة مقدسة ويجب أن تظل مقدسة، لا يمسها أحد بسوء، من أجل تحقيق الخير العام ولصالح هذا المجتمع الذى يضمنا جميعًا وننتمى إليه، ونعيش فيه المعنى الحقيقى للسلام الاجتماعى باعتباره ركنًا أساسيًا من أركان نهضة المجتمعات الحديثة وعاملًا رئيسيًا من عوامل تطورها.
لذلك نجد أن الداعين إلى الوحدة الوطنية على أرض مصر الطيبة مصريين حتى النخاع، مصريين دائمًا وأبدًا، مصريين قبل كل شيء، يعشقون تراب هذا الوطن، يساهمون فى بنائه، كما يشاركون فى حمايته والدفاع عنه، لا يبخلون عليه بشيء، يقدمون له كل ما هو غالٍ وثمين، يؤمنون على الدوام بوحدة مكونات الجماعة الوطنية المصرية، وهم يعتزون دومًا بالانتماء إلى الوطن الحبيب مصر، ذلك الوطن الذى قال عنه البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية «إن مصر ليست وطنًا نعيش فيه، لكنه وطن يعيش فينا»، وهو الشعار الذى صار يتردد فى كل بيت من بيوت الوطن، ولعلها الحقيقة التى سبق وأن أكدها المجاهد الكبير مكرم عبيد بقوله: «نحن فى الوطن والوطن فينا شعارًا وشعورًا»، وهى أيضًا الدعوة الرائدة التى دعا إليها العالم الجليل الشيخ رفاعة الطهطاوي حين قال: «ليكن الوطن محلًا للسعادة المشتركة بيننا، نبنيه معًا بالحرية والفكر والمصنع».
وحدتنا الوطنية هى صمام أماننا نحن المصريين، وشعار الدين لله والوطن للجميع وعاش الهلال مع الصليب سيظل شعاراً لكل أبناء الشعب المصرى حتى ولو كره المغرضون.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمل رمزي الرئيس عبدالفتاح السيسي كاتدرائية ميلاد المسيح العاصمة الادارية الجديدة
إقرأ أيضاً:
الأسد المرقسى
يعتبر إنجيل لوقا الإصحاح العاشر تحديداً هو الإنجيل الوحيد الذى ذكر صراحة مهمة السبعين تلميذاً كما تطلق عليهم المسيحية الغربية أو السبعين رسولاً كما تطلق عليهم المسيحية الشرقية، نعم لقد اصطفى السيد المسيح الأتقياء الأنقياء فهم متواضعون للغاية يأكلون الطعام الذى يأكل منه الفقراء روحه حلت فيهم لذا لديهم قوة روحية عظيمة فهم يشفون المرضى باذن الله تخشاهم المردة وتفر منهم أينما ذهبوا يحل السلام والبركة ينشرون الكلمة بأن ملكوت الله قريب لذا أسماؤهم مكتوبة فى السماء، يقال إن أصل كلمة «مار» سريانية بمعنى قديس لقد ولد مار مرقس فى القيروان إحدى المدن الخمسة الغربية الواقعة فى ليبيا، فى بلدة تدعى ابرياتولس، فى أحد الأيام هجمت عليهم إحدى القبائل البربرية، فذهبوا إلى موطنهم الأصلى فى فلسطين. كانت أمه مريم من النسوة اللواتى خدمن السيد وتلاميذه وفتحت له بيتها حيث كان يجتمع فيه مع تلاميذه واكل فيه الفصح وقدم سر الافخاريستا لم يكن مار مرقس من التلاميذ الإثنى عشر لكنه كان من السبعين تلميذا وكان يمت بصلة قرابة بكلا من القديس بطرس والقديس برنابا وذهب معهما فى رحلته التبشيرية الأولى وكرز معهما فى أنطاكية وقبرص حتى آسيا الصغرى. لكنه مرض ولم يكمل معهما الرحلة وعاد إلى أورشليم بعد ذلك دخل مار مرقس الإسكندرية 60 م وقد بلغ منه الجهد والتعب مبلغه فقد تهرأ حذاؤه من كثرة السير، فقابل الإسكافى أنيانوس ليصلحه له فدخل المخراز فى يده فصرخ يا الله الواحد فشفاه مار مرقس وبدأ يحدثه عن الإله الواحد، فآمن هو وأهل بيته ثم انتشر الإيمان سريعًا بين المصريين واستفزّ ذلك الوثنيون الذين كانوا يحتفلون بعيد الإله سيرابيس الذى تصادف مع عيد الفصح وبينما كان مار مرقس يرفع القرابين المقدسة هجم عليه الوثنيون وألقوا القبض علىه وبدأوا بسحله فى طرقات المدينة حتى تناثر لحمه وزالت دماؤه وإمعانًا فى التنكيل أضرموا فيه نارًا عظيمة، لكن هطلت أمطارًا غزيرة فأطفأت النار، ثم أخذه المؤمنون وكفَّنوه ودفنوه فى كنيسة بوكاليا التى كانت تسمى دار البقر وفى سنة 827 سرق بعض التجار الإيطاليين جسده وبنوا عليه كنيسة عظيمة فى مدينة البندقية وجعلوه رمزاً للمدينة لكن ببركة دعاء البابا كيرلس سنة 1968 عادت إلى القاهرة رفات القديس الشهيد مبدد الأوثان كاروز الديار المصرية صاحب المعجزات حيث كان يرمز له بالأسد فخلال سيره إلى الأردن مع والده الذى لم يكن مؤمناً بعد اعترض طريقهما أسدا ولبؤة من شدة الرعب طلب الأب الخائف على ابنه أن يهرب منهما فى الوقت الذى ينشغلوا فيه بافتراسه هو لكن الابن الصغير طمأن الأب وتضرع إلى الرب لينشق الأسد واللبؤة نصفين على الفور فأمن الأب وأصبح مسيحيًا.
أعتقد أن الايمان بالله الواحد قصة ممتدة متعددة الحلقات كما جاء فى محكم التنزيل «و مثلهم فى الانجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيماً» لقد ذكر القرآن الكريم قصص المومنين من أهل الكتاب بكل محبة فى سور المائدة والكهف والفتح والصف والبروج لكن الجهل والتعصب الاعمى وجهان لعملة واحدة تصرف فى أسواق الكراهيه والتناحر فعقيدة كل انسان حق مقدس وحرية شخصية اقرها العليم الحكيم تحت مبدأ لكم دينكم ولى دين، وأيضاً حسمها حين قال: لو شاء الله لهداكم اجمعين، لذلك تعالوا إلى كلمة سواء فجوهر المسيحية هى المحبة وشعار الإسلام وتحيته هى السلام من السلام للأسف حال المسيحيين فى الشرق الاوسط لا يسر عدوًا ولا حبيبًا والسبب هو زرع بذور الفتنة من الخارج وغباء المتطرفين فى الداخل، لذا اصبح لزاما على مصر أن تقدم نموذجا يحتذى به فى التعايش والتسامح فهذا هو قدرها نحن نحب الأقباط تقرباً لله ورسوله فقد انزل الله فى كتابه العزيز « لتجدن اشد الناس عدواة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأنّ منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون» وكذلك أوصانا من أرسله الله رحمةً للعالمين فقد روى كعب بن مالك عنه أنه قال: إذا فُتِحَت مصرُ فاستَوْصوا بالقبطِ خيرًا فإنَّ لهم دمًا ورَحِمًا وفى روايةٍ إنَّ لهم ذمَّةً يعَنى أنَّ أمَّ إسماعيلَ كانَت منهم. كل عيد ميلاد مجيد وآهلنا وأحبتنا بخير ومصر آمنة مطمئنة.