«WRSA-I» اختصار لمخزون الاحتياطى الحربى الأمريكى للحلفاء - إسرائيل، بدأت تكوين هذا المخزون الاستراتيجى فى ثمانينيات القرن الماضى، فمواقع المخازن ونوعية الأسلحة والمعدات وأعداد الذخيرة من الأسرار الحربية فالغرض المعلن هو تزويد القوات الأمريكية المنخرطة فى حروب الشرق الأوسط بالإمدادات العاجلة، لذلك شيد البنتاجون ستة مخازن عملاقة موزعة بعناية فى أركان الدولة العبرية، منها ثلاثة تحت الأرض فى أنفاق طبيعية عملاقة، مع أخرى صناعية يفترض نظريًا حظر دخول الجيش الإسرائيلى إليها إلا فى الطوارئ القصوى، وحدد لها ملحق ينظم فتحها ووضعها تحت تصرف تل ابيب بقانون خاص موقع عليه بالإجماع من مجلس الشيوخ سنة 1979.
ومؤخراً كشف مسئول سابق فى البنتاجون بأن هذه معدات أمريكية للاستخدام الأمريكى فقط، لكن عمليًا فى حالة الطوارئ من يستطيع أن يقول إننا لن نعطيهم مفاتيح المستودعات؟
استخدم هذا المخزون الرهيب خلال حرب لبنان 2006، وكذلك عملية الجرف الصامت 2014 والآن فى إطار التواطؤ المشين هرعت إدارة بايدن لإيجاد أى ثغرة قانونية تفتح بها أبواب مخازنها على مصراعيها دونما أى رقابة أو قيود من الكونجرس فى سابقة تاريخية هى الأولى من نوعها وبالرغم من هذا الانبطاح المذل لم يشفع لبايدن كل هذا السخاء المفرط فى نيل رضى سموترتيش وبن غفير إلا إذا اتبع ملتهم!! كالعادة تذمروا واشتكوا من أن هذه الذخائر قد عفا عليها الزمن بسبب المستويات العالية من القنابل الغبية غير الموجهة ونقص الذخائر الموجهة بدقة (PGMs).
هذه القنابل توصف بالغبية لأنها تسقط على الأرض دون أن توجه نفسها إلى هدف محدد بشكل فعال، فهى تسقط حيثما تأخذها الجاذبية، فقد نقلت «سى إن إن» تقريراً استخبارياً وجد أن قرابة نصف القذائف التى قصفت بها غزة منذ 7 أكتوبر هى من القنابل الغبية، بالرغم من امتلاكهم لمخزون ضخم من القنابل الذكية الموجهة بدقة إلا أنهم عزفوا عن استخدامها عمدًا فالقصف العشوائى الممنهج يهدف بالأساس للإبادة الجماعية وإزهاق أكبر عدد من أرواح المدنيين الأبرياء والذى تعدى أكثر من 30 ألف شهيد كل هذه البربرية الوحشية بغية ارهاب الشعب الفلسطينى حتى يكفر بثمن الحرية ويلفظ المقاومة ويتزامن مع ذلك هدف خبيث يخدم مافيا السلاح التى تريد التخلص من هذا المخزون الردىء حتى تدور عجلة الإنتاج.
للأسف أصبحت غزة اليتيمة حقل تجارب للموت الرخيص
لا أجد كلمات تصف خسة ووضاعة أولئك القتلة المجرمين، فهم شياطين فى مسوح بشر ينتظرهم عذاب مُخز مهين فى الدنيا قبل الآخرة فهنالك جيل كامل من الأيتام المكلومين ليس لديهم ما يخسرونه لن يتركوا ثأر شهدائهم يمر دون عقاب وإن غدًا لناظره قريب ألا لعنة الله على الظالمين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القنابل الغبية تيجي
إقرأ أيضاً:
احتضان النفايات « ١»
يبدو عنوان المقال مقززا « احتضان النفايات» فمن ذا الذى يقبل احتضان مخلفات الآخرين، يستقبلها، يتعامل معها، يعمل على تدويرها فى مصانع ومعامل، ويقوم بإعادة تقديمها فى منتجات جديدة يستهلكها أهله وكل مجتمعه، عندما نكيف المضمون بهذا المعنى مؤكد سنشعر جميعا بالخوف وليس فقط « القرف» بمجرد تصورنا أن منتجًا ما أو سلعة ما بين أيدينا هى من نفايات ومخلفات الأخرين أيًا كان نوع المنتج وأيًا كان صنف المخلفات التى صنعت منه، لكن الواقع يقول أن أغلب الدول العربية ودول العالم الثالث تحتضن وبجدارة مخلفات دول العالم المتقدم، وأن مصر تأتى فى الترتيب السادس من صف ٦٠ دولة تستورد مخلفات أوروبا وبقيمة تزيد عن 150 مليار دولار، تشتريها بأسعار عالية أو مخفضة بالدولار حسب نوعية المخلفات، لأن الدول المتقدمة كانوا فيها من الزاهدين، ويتم استقبال وإعادة تصنيع تلك المخلفات ليصبح القائمون على الاستيراد والتصنيع من المليونيرات واباطرة لترويج العديد من المنتجات التى تتعامل معها الأسر بصورة يومية ودائمة. استراد النفايات من الدول المتقدمة ليس بموضوع جديد، فقد أثيرت حوله الأقاويل والفضائح منذ عقود، منذ أن قبلت الدول العربية ومنها مصر أن تكون أراضيها مدافن لنفايات نووية وكيمائية لدول أخرى مقابل بعض المال الذى يعين هذه الدول على مواجهة ظروفها الاقتصادية الصعبة والتى تزداد بالطبع سوءا يوما بعد اليوم لتراكم الديون الدولية وتراجع الإنتاج المحلى وغيرها من الأسباب، ومؤخرا على سبيل المثال فى المغرب ثار الشعب ضد قرار حكومى باستيراد نفايات أوروبية، ولم تكن المرة الأولى التى يثور فيها الشعب ضد مثل هذا التوجه، ففى عام 2016 ثار الشارع المغربى، ضد قرار حكومى باستيراد نفايات من ايطاليا' وتم إيقاف الصفقة فى حينها، لذا يحاول الشعب مرة أخرى إيقاف استيراد نفايات مجددا تزيد عن مليونى طن من النفايات المنزلية والعجلات المطاطية من عدة دول أوروبية فى مقدمتها إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، النرويج إلا أن الحكومة المغربية تدافع عن هذا الاستيراد للنفايات بانه مفيد للصناعة المغربية ويؤدى إلى تشغيل ايد عاملة، ويستخدم فى تنمية الصناعات الاسمنتية.
وأيا كانت مبررات الحكومة المغربية، فذلك شأنهم وحدهم مع شعبهم وأرضهم، ولكن ما يحدث فى المغرب يحدث فى بلدنا دون أن يثار أى غبار حول تلك الأطنان من النفايات التى تصل الينا عن طريق مستوردين وطنيين وغير وطنيين لإعادة تدويرها ولا يعرف عنها الشعب شيئا، ولا تصل غالبا المعلومات حولها لوسائل الإعلام، منها نفايات ورق التواليت، نفايات مطاطية ومعدنية وغيرها، وقد لا يعرف البعض أنه يوجد فى الاتحاد الأوروبى مكتبا هائلا لإدارة النفايات وتصديرها للدول التى تقبل إحتضان نفايات أوروبا ويطلق على هذا المكتب إسم» مكتب نفايات أوروبا» ويتولى تنظيم تخلص دول أوروبا من نفاياتها النشطة والتى تشكل خطرا جسيما على البيئة التى تستقبلها وتتعامل معها سواء بإعادة تدويرها وتصنيعها أو حتى بدفنها فى الأرض فى مقابر إسمنتية، كذلك تصدير وبيع النفايات الهامدة التى لا خطورة منها، ويزعم مكتب النفايات الأوربية انه يتم معاجة النفايات محليا قبل تصديرها حتى لا تشكل خطراً على الدول المستقبلة لهذه النفايات، وهى أكذوبة كبرى لأن معالجة النفايات مكلف كثيراً وهو الخطوة الأهم بعد تصنيفها، ولو فعلت الدول الأوروبية هذه المعالجة لكان من باب أولى لها إعادة تدويرها واستخدامها بنفسها فى مصانعها، وما يؤكد ذلك أن الاتحاد الأوروبى يستورد فى نقس الوقت نفايات من دول الخارج لكنها نفايات محددة ذات قيمة عالية فى إعادة التصنيع والتدوير وتمت معالجتها مسبقا، وأغلبها نفايات معدنية، ولكن كل ما تفعله دول الاتحاد هو تصدير نفاياتها مصنفة وليست معالجة، والتصنيف أمر يقوم بها المواطنون الأوروبيون بأنفسهم طواعية، حيث توجد حاويات مخصصة لاستقبال أنواع نفايات بعينها، حاوية للورق، أخرى للمعادن، ثالثة للزجاج واخرى للبلاستيك، وأخرى للنفايات الكيماوية أو الخطرة مثل البطاريات الكربونية، وهكذا، ويصدر الاتحاد الأوروبى أكثر من 33 مليون لدول غير أوروبية، فلا يمكنه بالطبع معالجة تلك الكميات قبل تصديرها، وهكذا تصل النفايات لدولنا وبها كل المصائب الصحية التى لا يمكن مواجهتها بسهولة أو تجاوز نتائجها الصحية سواء أثناء استقبال النفايات والتعامل معها لتصنيفها وتوجيهها للمصانع، ولا بالطبع ضمان سلامة المنتج المصنع منها من أثار التلوث أو الخطر الذى كانت عليه المخلفات. الغريب فى الأمر أن مصر التى تستورد نفايات الدول الأخرى بالمليارت تضج مصر نفسها بأطنان النفايات ولكنها للأسف نفايات مختلطة نتيجة عظم الاهتمام الحكومى ولا من وزارة البيئة والصناعة والطاقة وغيرها من الوزارات المعنية لتتعاون معا لتوجيه المواطن للتخلص من نفايات منزله بصورة مصنفة، وذلك بوضع حاويات متعددة تستقبل نوعيات النفايات بشكل منفصل كما هو الحال فى دول أوروبا وسائر الدول المتقدمة، وهو أمر سهل يكلف بضعة ملايين لنشر حاويات متعدد مصنفة بالشوارع والأحياء وسيوفر للدولة المليارات، لأن إختلاط النفايات العضوية بالكيمائية وبغيرها من النفايات يؤدى إلى تلف فائدة هذة النفايات وصعوبة فصلها وإستحالة الاستفادة منها بصورة حقيقية أو على الأقل بصورة آمنة.
ووفقا لاحصائيات رسمية تنتج مصر سنويا أكثر من 2 مليار طن... وللحديث بقية
[email protected]