بوابة الوفد:
2025-01-18@03:04:48 GMT

القنابل الغبية

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

‏«WRSA-I» اختصار لمخزون الاحتياطى الحربى الأمريكى للحلفاء - إسرائيل، بدأت تكوين هذا المخزون الاستراتيجى فى ثمانينيات القرن الماضى، فمواقع المخازن ونوعية الأسلحة والمعدات وأعداد الذخيرة من الأسرار الحربية فالغرض المعلن هو تزويد القوات الأمريكية المنخرطة فى حروب الشرق الأوسط بالإمدادات العاجلة، لذلك شيد البنتاجون ستة مخازن عملاقة موزعة بعناية فى أركان الدولة العبرية، منها ثلاثة تحت الأرض فى أنفاق طبيعية عملاقة، مع أخرى صناعية يفترض نظريًا حظر دخول الجيش الإسرائيلى إليها إلا فى الطوارئ القصوى، وحدد لها ملحق ينظم فتحها ووضعها تحت تصرف تل ابيب بقانون خاص موقع عليه بالإجماع من مجلس الشيوخ سنة 1979.

ومؤخراً كشف مسئول سابق فى البنتاجون بأن هذه معدات أمريكية للاستخدام الأمريكى فقط، لكن عمليًا فى حالة الطوارئ من يستطيع أن يقول إننا لن نعطيهم مفاتيح المستودعات؟ 

استخدم هذا المخزون الرهيب خلال حرب لبنان 2006، وكذلك عملية الجرف الصامت 2014 والآن فى إطار التواطؤ المشين هرعت إدارة بايدن لإيجاد أى ثغرة قانونية تفتح بها أبواب مخازنها على مصراعيها دونما أى رقابة أو قيود من الكونجرس فى سابقة تاريخية هى الأولى من نوعها وبالرغم من هذا الانبطاح المذل لم يشفع لبايدن كل هذا السخاء المفرط فى نيل رضى سموترتيش وبن غفير إلا إذا اتبع ملتهم!! كالعادة تذمروا واشتكوا من أن هذه الذخائر قد عفا عليها الزمن بسبب المستويات العالية من القنابل الغبية غير الموجهة ونقص الذخائر الموجهة بدقة (PGMs).

هذه القنابل توصف بالغبية لأنها تسقط على الأرض دون أن توجه نفسها إلى هدف محدد بشكل فعال، فهى تسقط حيثما تأخذها الجاذبية، فقد نقلت «سى إن إن» تقريراً استخبارياً وجد أن قرابة نصف القذائف التى قصفت بها غزة منذ 7 أكتوبر هى من القنابل الغبية، بالرغم من امتلاكهم لمخزون ضخم من القنابل الذكية الموجهة بدقة إلا أنهم عزفوا عن استخدامها عمدًا فالقصف العشوائى الممنهج يهدف بالأساس للإبادة الجماعية وإزهاق أكبر عدد من أرواح المدنيين الأبرياء والذى تعدى أكثر من 30 ألف شهيد كل هذه البربرية الوحشية بغية ارهاب الشعب الفلسطينى حتى يكفر بثمن الحرية ويلفظ المقاومة ويتزامن مع ذلك هدف خبيث يخدم مافيا السلاح التى تريد التخلص من هذا المخزون الردىء حتى تدور عجلة الإنتاج.

للأسف أصبحت غزة اليتيمة حقل تجارب للموت الرخيص 

لا أجد كلمات تصف خسة ووضاعة أولئك القتلة المجرمين، فهم شياطين فى مسوح بشر ينتظرهم عذاب مُخز مهين فى الدنيا قبل الآخرة فهنالك جيل كامل من الأيتام المكلومين ليس لديهم ما يخسرونه لن يتركوا ثأر شهدائهم يمر دون عقاب وإن غدًا لناظره قريب ألا لعنة الله على الظالمين.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القنابل الغبية تيجي

إقرأ أيضاً:

وقف النار المرتقب!

مع قرب تولى «الرئيس» ترامب مهام الحكم فى الولايات المتحدة تتسارع الجهود على جبهة الحرب فى غزة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين اسرائيل وحماس. ورغم أن هذه الجهود تواصلت على مدار اكثر من عام ونصف العام إثر عملية طوفان الأقصى، إلا أن نجاحها لم يكن أقرب مما هو قائم الآن.

دلالات تزايد الآمال بالتوصل إلى مثل هذا الاتفاق عديدة وربما يصعب حصرها فى مقال واحد أو سطور معدودة، حيث تتنوع لتشمل أبعاد الموقف الإسرائيلى والذى يصل لحد اعتباره من قبل البعض هناك وعلى رأسهم بن غفير نوعا من الاستسلام لحماس، وكذلك الأمر على صعيد الفلسطينيين حيث ربما يأتى بعد وصولهم إلى أقصى مراحل الإنهاك بفعل الحرب والتدمير والإبادة. لكن المهم فى النهاية أن الاتفاق أصبح قاب قوسين أو أدنى لحد اشارة مسئولين إلى أنه من غير المرجح أن تؤدى الخلافات بين حماس وإسرائيل إلى عرقلة الصفقة.

لو عدنا لتصريحات مثل هؤلاء المسئولين من كافة الأطراف أمريكية وإسرائيلية وفلسطينية بل وعربية لن نجد أكثر من الحديث عن وقف النار.. كان ذلك هو المصطلح الذى تلوكه الألسنة ليل نهار.. وكان ذلك هو الأمل أو السراب الذى تاقت اليه نفوس الكثيرين ممن شعروا أن الوضع فى غزة أصبح يفوق الاحتمال فى ظل الصمت الدولى على المجازر هناك.

الغريب أنه كم من مرة كان التصور أن الاتفاق أصبح فى اليد ليتم تلغيمه كما كان يتم الإعلان من قبل نتنياهو. بعد أن بلغت الأزمة ذروة من ذرواتها أعلنت ادارة بايدن اغسطس الماضى عن أن منتصف الشهر ربما يكون التاريخ النهائى لإبرام مثل هذا الاتفاق ومر أغسطس وسبتمبر واكتوبر.. إلخ.. دون أن تلوح فى الأفق بادرة وقف الحرب.

ما نود التأكيد عليه هنا زاوية مهمة تتعلق بما يمكن اعتباره بديهياً من بديهيات إدارة الأمور فى منطقتنا، الشرق الأوسط، وعلى صعيد الصراع مع إسرائيل بشكل خاص تؤكد صدق العبارة التى أشار اليها الرئيس الراحل أنور السادات فى تعاطيه مع تطورات حرب اكتوبر وهى أن 99 بالمئة من أوراق اللعبة فى يد الولايات المتحدة. دلالة ذلك على صعيد الموضوع الذى نتناوله هنا أن واشنطن لم تكن من البداية راغبة فى وقف الحرب فى غزة رغم كل التمويهات ورغم كل التحركات و«الحركات» التى بدا أن بلينكن وزير الخارجية الأمريكى يقوم بها من أجل مثل هذا الأمر.

الآن، والآن فقط، وبعد قرب تولى، ولأمور تتعلق بترتيب أجندة ترامب لفترته الرئاسية الجديدة تسعى الإدارة الأمريكية لوقف حرب غزة وليتحول موقف نتنياهو، رمز الصقور فى اسرائيل، إلى إحدى الحمائم لحد اشارة وسائل اعلام اسرائيلية لتوبيخ مبعوث ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلى لقبول خطة وقف النار.

الاتفاق حتى الآن فى مرحلة المخاض، وقد يتم وقد لا يتم، وإن كان الأرجح أن يتم، لكن الأمر يكشف عدم صحة الدعاوى التى تشير إلى أن الأمر بيد إسرائيل كلية، فيما الحقيقة أنها ليست سوى أداة، صحيح أن لديها هامشاً، أو قدراً من حرية الحركة لكنه هامش محدود، ليس على مستوى القضية التى نشير اليها بشكل خاص وإنما فى المطلق، لحد يصح معه التشبيه الذى اشرنا اليه وذكره كثيرون من أنه يمكن اعتبار اسرائيل ولاية أمريكية ولكن عن بعد!

ورغم أن الإجابة على السؤال عما اذا كان ما تريده واشنطن قدراً لا يمكن الفكاك منه أم لا.. ربما تكون معروفة، إلا أن المشكلة تكمن فى نظرتنا نحن الذين نريد اعتباره كذلك! وذلك جانب آخر من الأزمة ليس هنا مجاله!

 

[email protected]

مقالات مشابهة

  • مسح ضوئى
  • التصدير لأفريقيا بمبادرة اتفاقية التجارة الموجهة GTI .. ورشة عمل باتحاد الصناعات
  • بعد استخدامها في تدمير جسر بـ«دونيتسك»..10 معلومات عن قنابل «فاب 500» الروسية
  • وظائف خالية للصيادلة براتب 15 ألف جنيه شهريا.. اعرف التفاصيل
  • وزيرا الشؤون والتجارة بحثا تعزيز الرقابة على الأسعار وتطوير المخزون الإستراتيجي
  • الأمن القومى.. وضريبة الاستقرار
  • وقف النار المرتقب!
  • مركز تحاقن الدم بوجدة : المخزون فارغ ولا يمكن تلبية طلبات المرضى
  • قراران لوزير الماليّة... إليكم تفاصيلهما
  • الإنتاج المحلي يغطي 10٪؜ فقط من احتياج السوق، ووزارة الاقتصاد تتخوف