بوابة الوفد:
2025-05-01@19:10:35 GMT

مبارك شعبى مصر

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

بالأمس كنت أتكلم مع أسرتى عن بعض السودانيين الدين انضموا إلى إخوتهم السوريين فى منطقتنا بالزيتون، وكيف أصبحوا جزءاً من مجتمعنا الصغير، كنا نتكلم ونحاول أن نتعايش مع لحظات حياتهم السابقة الهادئة فى بلادهم قبل أن تحول الأحداث الحالية حياتهم إلى واقع مرير وعذاب صعب الخروج من صدمته إلا بعد مرور سنوات.

فى تسعينات القرن الماضى كنت قد اقتربت كثيراً من معايشتى للإخوة السودانيين بحكم خدمتى فى تلك الفترة بالقوات المسلحة فى مثلث حلايب، وجدت فيهم كثيراً من الطيبة والبراءة العفوية والتعامل بطريقة تجعلك تشعر بغير مواربة أننا جزء واحد، وجدت فيهم ثقافة وعلماً كثيراً، ربما كانت تلك الفترة أيضاً صعبة بالنسبة لهم خلال فترة وجود الثلاثى (البشير – الترابى – الصادق المهدى)، كنت أتابع موقف السودانيين وما يجرى فى بلادهم من أحداث وأشعر بحبهم الشديد لبلدهم وخوفهما عليها، بل وجدت فى البعض مشاعر الحزن لما وصلت له حال بلادهم خلال تلك الفترة، رغم أنهم يعلمون جيداً أن بلادهم تعتبر ثروة أفريقيا زراعياً ومعدنياً.

كنت أستمع إلى قصصهم وذكرياتهم فى بلادهم، وأتعايش داخلها بحكم تكوينى وثقافتى الطفولية فى قريتى الصعيدية والتى تتشابه مع مجتمعهم الزراعى، واليوم أحاول أن أرى تلك الذكريات مرة ثانية فى وجوه إخوتنا السودانيين المتجاورين لنا فى السكن حالياً، فأرى نظرة الحزن تكسو وجه البعض، وأشعر وقتها بأن كل ذكريات الماضى تطارد تلك الوجوه فى غربة حتى ولو كانت بين أشقائهم، فهى غربة عن منبع الذكريات، غربة عن أمن البيت والعائلة، غربة عن تراب عشقوه ومن تربته أجساد أجدادهم، وفى نفس الوقت حزن آخر من تناقل الأخبار عن كارثة إنسانية يعيشها من بقى فى السودان الحبيب المحبب لقلبى.

عندما أتساءل كيف خرجوا من ديارهم، بل والأشد من هذا عندما أحاول أن أضع نفسى فى موقفهم، وهم مجبرون على الهروب من ويلات حرب ليس لهم يد فيها، غير أنها حرب سلطة، أحاول أن أتخيل كيف كانت رحلة عبورهم للحدود، وما سبقها من ترتيبات ونظرة الوداع لكل ذكريات الماضى ووداع للأحبة والأهل والجيران، إن بقى منهم حياً، فليس هناك وقت للوداع بالأحضان بل نظرات حسرة من بعيد عن ماضى ولى ومستقبل مجهول.

ما بين رحلة العبور وحتى الاستقرار بجوارنا، هى رحلة عبور عبر أنفاق الموت وليس نفقاً واحداً، فكل خطوة محفوفة بالمخاطر يسير بجوارها الموت، سواء موت الحرب أو الجوع أو السير والتنقل أو محاولة حمل ما خف وزنه وزادت قيمته من تعب العمر ليكون بذرة لحياة جديدة لا يعرفون عنها شيئاً ولكن هى رحلة البحث عن الأمن.

هنا جاءوا وسكنوا بجوار إخوتهم السوريين فى أمن وأمان، ووقتها تنهدت كثيراً ونظرت إلى أعلى فى حركة فطرية لأقول فليحميكِ الله يا مصر، فمن غيرك يستطيع أن يتحمل كل هذا، وماذا سوف يكون وضعهم لا قدر الله ونجح ما خطط له إخوة الشياطين لبلدنا، فهل كان لهؤلاء أمن وأمان إلا مصر، أين يمكن أن يكونوا أو ربما كانوا فى عداد الموتى بعد صعوبة فى الهرب مراراً وتكراراً، ولينظر مَن ينكر إلى كل حدودنا ويرى كيف كانت وإلى أى مدى وصلت أو حتى يحاول قراءة المستقبل ليقول إلى أين المنتهى؟

ربما ضغوط الحياة أصبحت كثيرة وصعبة والأسعار زادت وارتفعت بشكل غير مبرر، ولكن بالطبع عندما أنظر إلى حال كل هؤلاء المتواجدين وسطنا فى كل بقاع مصر المحروسة، وقد أصبح لهم مسكن ومشرب ومأكل، فأقول طالما فى العمر بقية يجب أن نتعايش بجوار بعض لأجل أن تستمر الحياة وتبقى كل أبواب مصر أبواب الأمن لكل من يطرق بابها، وبالفعل فإنها سوف تستمر أبواب الحياة للعائدين من مناطق الموت.

 

‏[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أسرتي تحول الأحداث القوات المسلحة

إقرأ أيضاً:

إذا كانت فيك هذه الصفة فلا تتعجبي من صمت زوجك!

تعاني زوجات كثيرات من صمت أزواجهن، لدرجة لا تطاق، وفي الوقت الذي يبدأن رحلة المطاردة بالأسئلة لمعرفة الأسباب تزداد الهوة اتساعا، فلماذا يا ترى ينفر الرجل من الحديث مع شريكة حياته؟ وما سبب تهربه منها ومن الإجابة عمّا يشغل بالها؟

بحسب خبراء فإنّ الرجال في الغالب يستخدمون “الصمت العقابي” كوسيلة لإثارة مشاعر المرأة وجعلها رهينة مخاوفها، لكن هذا النوع من السلاح لديه مدة محددة ويعود الشريك بعدها ليحاور زوجته بشكل عادي، وإن طال أمده فإن المسألة لديها أسباب أخرى.

ويشير مختصون في التحليل النفسي والسلوكي، إلى أن هنالك عدة أسباب تدفع للصمت الطويل بين الزوجين، مثل الإهمال والإيذاء النفسي وإدمان استخدام الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يدفع إلى غياب الحوار التام بين الطرفين.

وما لا تعلمه المرأة حسب كثير من الدراسات العلمية، هو أن ثرثرتها الزائدة في أشياء بلا أهمية هي ما يجعل زوجها ينفر منها ولا يستمع لها، بل ويخرج من الغرفة إن أكثرت الرغي ورفضت السكوت حتى تستنطقه!

والصمت الطويل ليس حلا بتاتا لعلاج أي مشكلة بين الزوجين، فهو يفرض جوا من الكآبة والتوتر، وهذا مرفوض في العلاقة؛ وكلما طال يزداد الأمر سوءا، وهنا ينبغي على الزوجة أن لا تلقي بكل أحمالها على الرجل وأن تدرك أنه هو الآخر يتعرض لضغوطات كثيرة وأن كلامها الكثير وغير المبرر يخلق نفورا وفتورا.

في تعريف الطلاق الصامت قالت مستشارة قانونية، خلال استضافتها على إحدى الفضائيات، إن هناك اختلافا جذريا بين الطلاق الشرعي الذي يتم وفق إجراءات الانفصال النهائي بين الزوجين، والطلاق العاطفي “الصامت”، وهو استمرار العلاقة الزوجية بين الطرفين مع انعدام مقومات الحياة الزوجية.

وأضافت أن الطلاق العاطفي يتم عن طريق انعدام لغة التواصل بين الزوجين، وانعدام الحوار، وفتور المشاعر والعواطف الذي يؤدي إلى إنهاء العلاقة الزوجية في أسرع وقت، وفي حين أن الظاهر أمام المحيطين بهما أنهما يعيشان “تحت سقف واحد”، فإنهما منفصلان عاطفيا ويستمران فقط من أجل تربية الأبناء.

وأوضحت أن أهم أسباب الطلاق الصامت انعدام الاحترام والمسؤولية والمشاركة الثنائية، وغياب الحب المُبطَّن بانعدام الرحمة والقسوة وجفاء المشاعر، مستنكرة اقتصار مفهوم المسؤولية عند البعض على الإنفاق فحسب، رغم أنها تشمل فتح جسور الحوار والحب والتواصل مع الزوجة.

ووفقا لمختصين في العلاقات الأسرية والزوجية فإن المرأة ينبغي أن تركز في حديثها مع زوجها على ما يهم علاقتهما ومستقبلهما، وليس على ما فعلته جارتها وما اشترته قريبتها، وما قام به الأطفال من مشاغبات.

وأيضا أكدوا على أهمية عمل المرأة على حماية أسرتها من الانهيار، وإيجاد مساحة أكبر للحوار مع شريك حياتها، ومشاركته ميوله وهواياته، والأحاديث التي تهمه، مع تجنب مقارنته بأشخاص آخرين لأن الرجل بطبعه يحب التقدير، وتقليل المرأة من قيمته من خلال حديثها عن ميزات أزواج قريباتها وصديقاتها يجعله لا شعوريا يكرهها وبعمق.

وفي مقال سابق نشره موقع (marriage) للمدونة الخبيرة راشيل باس ناقشت فيها كيفية التعامل مع حالة الصمت بين الأزواج؟ وهل الصمت علاج ضار في العلاقة الزوجية؟

تقول باس إن الكل يعتقد أن الزواج مثالي، وأن أي ثنائي سيعيشان بسعادة تامة، لكن في الحياة الواقعية، هنالك المئات من القضايا والأمور التي يتشاجر الأزواج بشأنها، وأحيانا لأسباب تافهة، لدرجة أن بعض الأشخاص يختارون المعاملة الصامتة، للحد من الخلافات والمشاكل، ومنهم من يستخدم هذا الأسلوب للضغط على الآخر.

الشروق الجزائرية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جزائريون يطالبون بالرد بالمثل على تقليص مساحة سفارة بلادهم في فرنسا
  • “الملاريا الحبشية” ترعب السودانيين
  • الداخلية: أكثر من 56 ألف سوري عادوا إلى بلادهم
  • المستشارية الطبية تسلّم أكثر من 400 بطاقة علاجية مخفضة للطلاب السودانيين بمصر
  • بوتين: اسرنا جنود اوكرانيين في كورسك واعدناهم الى بلادهم
  • الجيش السوداني لرويترز: السودان كشف تورُّط الإمارات الإجرامي وضلوعها في قتل السودانيين بدعمها ورعاية المليشيا.. والآن تحاول ذر الرماد في العيون وتختلق التهم الباطلة
  • رئيس مبادرة عودة الوافدين السودانيين لبلادهم: مدن كاملة لجأت للمحروسة.. شكرًا مصر تحملت 2 مليون وافد
  • المهندس غازي فلاح عيد الحديد ( ابو ناصر ).. مبارك الترقية
  • إذا كانت فيك هذه الصفة فلا تتعجبي من صمت زوجك!
  • غارديان: السجون اليونانية تعج باللاجئين السودانيين