الممثل الأميركي ماهرشالا علي يلقي قصيدة الشوق إلى حيفا
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
ظهر الممثل الأميركي ماهرشالا علي في مقطع فيديو وهو يقرأ قصيدة "الشوق إلى حيفا" للشاعر الفلسطيني الشاب محمد القدوة الذي يحاول إخراج عائلته من غزة.
ونشرت صفحة "مهرجان فلسطين للأدب" على منصة "إكس" مقطع الفيديو، أمس الأربعاء العاشر من يناير/كانون الثاني 2024، قائلة": "محمد القدوة شاعر شاب يحاول إخراج عائلته من غزة وقام بأداء قصيدته (الشوق إلى حيفا) في مهرجاننا الأخير.
وقال النجم الأميركي في المقطع: "إذا عملنا من أجل وقف إطلاق النار وحرية فلسطين، فإن أحد الأشياء العديدة التي يمكننا القيام بها هو مساعدة العائلات التي تحاول الوصول إلى الأمان اليوم. محمد القدوة شاعر شاب يحاول جمع تبرعات على موقع "غو فاند مي" لإخراج عائلته من غزة".
Mohammed al-Qudwa is a young poet trying to get his family out of Gaza.
He performed his poem, LONGING FOR HAIFA, at our last festival.
Today, Mahershala Ali, reads it for you – asking everyone to click the link in our bio and contribute to Mohamed's GoFundMe. #FreePalestine pic.twitter.com/qktOyvKphF
— Palestine Festival of Literature (@PalFest) January 10, 2024
بعدها بدأ ماهرشالا بإلقاء كلمات القصيدة التي تقول:
مشتاق لحيفا.. أمشط بعيني
ساحل البحر للمرة الأخيرة
أنتظر سفينة
شراعا
أو حتى ساقا من شجرة البرتقال
أريد أن أعبر
أخترق حواجز البحر
أن تنبت برتقالتي ثمارا
يأكلها ما في البحر
علها تنجدني من أسنان قرش
أبتسم للبحر للمرة الأخيرة
أو قبل الأخيرة
أترقب معجزة نوح
بدأ البحر يسير بي
يسحبني باتجاه الشمس
التي لطالما أسمعها كل يوم
تستنجد للمرة الأخيرة
تخبرني كم مرة شبهتها
بحبيبتي خيوط الشمس
خيوطها الأولى المنسدلة كل صباح
مثل شعرها الكاسي لخاصرتها
كم مرة صدقتني
وهي تعلم أنه من مدينة ساحلية (غزة)
لا نرى خيوطها الأولى
لا يزال البحر يمزقني
يسرق أطرافي مني
أستعمل يدا للسباحة
وأخرى لتبعد الموج
ورغم كل ذلك سأعبر
سأترك لغد ثمرة برتقال
يطردها البحر للشاطئ متى شاء
لربما تزور شواطئ حيفا
وأنبت هناك من جديد
لا البحر يوقف حبي لشعرها
ولا ينسيني صوت الشمس الأخير
وفي 20 مايو/أيار الماضي ظهر القدوة في مقطع فيديو على منصة إنستغرام وهو يقرأ للمرة الأولى قصيدته التي شارك بها في مسابقة "مهرجان فلسطين للأدب" لعام 2023.
View this post on InstagramA post shared by Palestine Festival of Literature (@palfest)
وحيفا مدينة كنعانية قديمة من مدن ما قبل التاريخ مقامة على جبل الكرمل وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في شمال فلسطين، أما اسمها فيرى البعض أنه جاء من كلمة "حفا" بمعنى شاطئ.
وكانت حيفا من كبريات المدن الفلسطينية قبل عام 1948، تضم 18 عشيرة و52 قرية، دمر الاحتلال منها العديد من القرى لإقامة المستوطنات الإسرائيلية، حيث أصبحت تضم 90 مستوطنة، وما زالت اليوم ثالث أكبر مدينة في فلسطين المحتلة من حيث عدد السكان، بعد القدس وتل أبيب، وهي مركز صناعي وتجاري رئيسي.
ولم يكن هذا هو الموقف الأول الذي يظهر فيه النجم الأميركي ماهرشالا علي داعما للقضية الفلسطينية ورافضا لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على سكان قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي وضع ماهرشالا على صفحته بمنصة إنستغرام شعار "وقف إطلاق النار الآن!".
View this post on InstagramA post shared by Mahershala Ali (@mahershalaali)
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن ماهرشالا انضمامه إلى الحملة التي أطلقها عدد من نجوم الفن في العالم لتوقيع عريضة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة قائلا: "الفنانون يطالبون بوقف إطلاق النار الآن!".
View this post on InstagramA post shared by Mahershala Ali (@mahershalaali)
ووقع على العريضة أكثر من ألفي شخصية ثقافية، بينهم الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون والممثل ستيف كوغان والفنانة ميريام مارغوليس، والممثل البريطاني تشارلز دانس والممثلة البريطانية ماكسين بيك والمخرج السينمائي بيتر مولان.
ومن بين النجوم الآخرين المدرجين في قائمة الموقعين على الرسالة، الكاتبان المسرحيان تانيكا غوبتا وآبي سبالين، والفنانة بوبي جاكسون، والمصورة إميلي روز.
ماهرشالا علي.. نجم هوليود الذي اعتنق الإسلامولد ماهرشالا علي في 16 فبراير/شباط 1974 بمدينة أوكلاند في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية وكانت والدته قسيسة معمدانية، نشأ وتربى تربية كنسية، لكنه سرعان ما اعتنق الإسلام وغير اسمه من غليمور إلى علي.
حصل علي على منحة دراسية لكرة السلة للالتحاق بكلية سانت ماري بكاليفورنيا وأثناء وجوده هناك، بدأ المشاركة في البطولات الشعرية وظهر في إنتاج مسرحية "شجاعة".
أيقظت هذه التجربة فيه طموحا ليصبح ممثلا، وبعد حصوله على البكالوريوس في الاتصالات عام 1996، تدرب في مهرجان شكسبير بكاليفورنيا ثم التحق بكلية تيش للفنون بجامعة نيويورك حيث حصل على ماجستير في الفنون الجميلة عام 2000.
بدأ ماهرشالا حياته الفنية مبكرا مباشرة بعد تخرجه، حيث شارك عام 2001 في سلسلة أعمال تلفزيونية بينها "كروسين جوردان"، ثم "هانتد" عام 2002، كما شارك في إحدى حلقات السلسلة البوليسية الشهيرة "سي إس آي".
واستمر ظهور ماهرشالا في عدد من الإنتاجات التلفزيونية كل عام دون انقطاع، وواصل تألقه ما بين 2004 و2007 في سلسلة "الـ 4400″، ثم في السلسلة الشهيرة "هاوس أوف كاردز" ما بين 2013 و2016، وكذلك "لوك كيج" عام 2016.
وبموازاة مع مشاركاته التلفزيونية العديدة، شارك ماهرشالا علي في عدد من الأفلام بينها "صناعة الثورة" عام 2003، ثم "قضية بنيامين باتن" عام 2008، و"كروسين أوفر" عام 2009، و"مفترسون" عام 2010، كما أصدر عددا من ألبومات الراب تحت اسم "الأمير علي".
فاز بجائزة الأوسكار عام 2017 عن دوره في فيلم "ضوء القمر"، كما حصل على جائزة الأوسكار الثانية لأفضل ممثل مساعد عام 2018 عن أدائه في فيلم "الكتاب الأخضر"، وهو قصة صداقة غير متوقعة بين عازف بيانو كلاسيكي أميركي من أصل أفريقي وحارس من الطبقة العاملة استأجره ليقوده في جولة في الجنوب الأميركي عام 1960.
وفي عام 2016 تم ترشيحه لجائزة إيمي عن دوره في مسلسل "بيت البطاقات"، وفي عام 2019 تم ترشيحه للمرة الثانية لجائزة إيمي لدوره في مسلسل "محقق أصلي" الذي جسد فيه دور زعيم صوفي.
وفي عام 2020 ظهر في المسلسل التلفزيوني "رامي"، وفي عام 2021 لعب علي دور البطولة في فيلم "أغنية البجعة" وهو فيلم خيال علمي عن رجل يحتضر، من أجل حماية أحبائه، يحافظ على سر حالته ويفكر في استنساخ نفسه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إطلاق النار وفی عام
إقرأ أيضاً:
كيف ستواجه إيران البلدوزر الأميركي؟
تقترب العلاقات الأميركية – الإيرانية من لحظة الحقيقة، البلدان في مسار تصادمي، وحرب الاتهامات والتهديدات تبلغ ذروة غير مسبوقة، والتقديرات بشأن مآلات هذه العلاقات، تراوح ما بين اتفاق جديد، يخصم من رصيد إيران في اتفاق فيينا 2015، و"سيناريو الجحيم" الذي وعد به دونالد ترامب، القيادة الإيرانية، مرورًا بمروحة من الخيارات التي قد تزاوج ما بين الاحتمالَين.
ليست الحرب على إيران، قدرًا لا رادّ له، لكن من "الحماقة" استبعاد احتمالاتها الراجحة وفقًا لمراقبين كثر. ولا يستند هذا التقدير إلى ما يقوم به البنتاغون من تجهيز و"بناء القوة اللازمة"، بل من سياق تَفَاقم في عامي "الطوفان"، وسط رجحان كفّة فريق متحمس للحرب، يتمتع بمواقع نفوذ في واشنطن وتل أبيب على حدٍ سواء، حيث تُستحضر بقوة هذه الأيام، نظرية نفتالي بينيت القائلة بأولوية ضرب رأس الأُخطبوط وعدم الاكتفاء بتقطيع أذرعه المتعددة والممتدة.
ركام التصريحات الأميركية، وبعضها قد يناقض الآخر، يشي بأن ثمة "تباينًا" داخل هذه الإدارة، ولا أقول انقسامًا، بين من يريد إعطاء الدبلوماسية فرصة إضافية، مصحوبة بـ"أقصى الضغوط"، ومن يريد الانتقال مباشرة، إلى آخر العلاج، "الكيّ بالنار": أحاديث عن عقوبات إضافية وتجفيف موارد وخنق اقتصادي، مصحوبة بتكثيف قنوات التفاوض "غير المباشر"، وربما المباشر، الله أعلم، مقابل تجييش وتحشيد عناصر القوة الصلبة، من حاملات وقاذفات وقنابل عملاقة، يجري استنفارها لليوم الموعود، حين يقرّر ترامب، فتح أبواب جهنّم على إيران وقيادتها.
إعلانوفي حين يراهن مراقبون، وأوساط سياسية إقليمية ودولية، على أنّ "التلويح بالجحيم"، ليس سوى تكتيك تفاوضي، وشكل من أشكال التباحث تحت النار، باعتبار أنّ إدارة ترامب، لا تريد حروبًا، وأن الرجل جاء إلى البيت الأبيض بوعد صنع "سلام القوة"، يرى آخرون، أن طوفان التوحّش والحرب الاقتصادية، الذي أطلقته الإدارة، وانجرفت إليه على كل الجبهات، ومع الأصدقاء قبل الأعداء، يجعل من الصعب استبعاد سيناريو الانفجار، فالحد الأدنى مما تريده واشنطن، قد لا يلتقي مع الحد الأقصى من التنازلات التي ترغب القيادة الإيرانية بتقديمها، أو بالأحرى، تقوى على تقديمها.
ذروتا الضعف والتوحّشتخوض إيران غمار هذا الاشتباك المحتدم، مع واشنطن، وهي في ذروة ضعف، لم تبلغها منذ ربع قرن، إن لم نقل منذ انتصار ثورتها الإسلامية، ذلك أن "الطوفان" وما بعده، قد أجهز على كثير من أوراق القوة التي بنتها بصبر وتكلفة، طيلة أزيد من عشرين عامًا، وانتهت بتحويل الإقليم الممتد من قزوين حتى شرق المتوسط، "مجالًا حيويًا" لنفوذها ودورها الإقليمي، ووفرت لها فرصة نادرة للدفاع والهجوم، ذودًا عن مصالحها القومية، أو تضخيمًا لها، خارج حدودها، وعلى أرض ليست أرضها.
حروب وكالة وأصالة، خاضتها بأدوات غير إيرانية، وكانت حتى الأمس القريب، تحتل مكانة متميزة في حسابات القوى وقواعد الاشتباك ونظرية "الردع المتبادل".
كل هذا انتهى، أو اقترب من نقطة النهاية بعد الطوفان، فلا حزب الله ظل كابوسًا يؤرّق مضاجع إسرائيل، ولا سوريا حافظت على موقع "درة تاج" المحور و"الهلال الشيعي"، وحماس والمقاومة الفلسطينية في وضعية "إنقاذ ما يمكن إنقاذه"، والحوثي يجد صعوبة في حماية مقدراته ورؤوس قادته، فيما العراق، يزحف شيئًا فشيئًا بعيدًا عن الدور الذي رسمته له، طهران وحلفاؤها المحليون.
وثمة "قراءة مبكّرة"، تقترح أن إيران ما كان لها أن تبلغ هذا الدرك من الانكماش والتراجع، لو أنها تصرفت في عام الطوفان الأول على نحو مغاير، ليثبت أن حصاد "الصبر الإستراتيجي"، قد لا يأتي دائمًا لصالح "الصابرين المحتسبين"، بل قد يرتدّ عليهم بـ"هزيمة إستراتيجية" من العيار الثقيل، ولتصحّ مقولة إن "القرار الصائب" يفقد الكثير من صوابه، إن جاء متأخرًا، وبعد كثير من التردد (هذا إن جاء).
إعلانوإليكم بعضًا مما يعتقد مراقبون – وبعضهم من بيئة المحور – أنها فرصٌ ضيّعتها إيران، لبناء ميزان ردع مع إسرائيل، كان بالإمكان تفاديها، ولم يعد ممكنًا استحضارُها من جديد.
منها، إحجامها – أو عدم قدرتها – عن توجيه ردود رادعة لإسرائيل عندما ضربت قنصليتها في دمشق ومسّت عمقها في الداخل، وقتلت إسماعيل هنية في قلب المربع الحصين من عاصمتها، وبعد ذلك تتالت فصول "ضبط النفس" و"الصبر الإستراتيجي" اللذين لم يقرآ في تل أبيب وواشنطن، إلا تعبيرًا عن "الارتداع" والضعف واستمرار الرهانات الخائبة على قدرة "الإصلاحيين" و"المعتدلين" الإيرانيين على تجنيب البلاد، ويلات الجشع والتوحش اللذين يضربان عميقًا في حكومة نتنياهو وإدارة ترامب.
هنا نفتح قوسين للقول بأن الحاجة باتت ماسّة، لإعادة تقليب صفحات التحقيق في حادثة الهليكوبتر، التي أودت بحياة الرئيس رئيسي ووزير الخارجية حسين عبداللهيان، لا سيما في ضوء واقعة "البيجر" واللاسلكي، التي ضربت حزب الله في مقتل، وكادت أن تفقده توازنه بالكامل.
نقول ذلك ونحن نؤمن بأن التاريخ ليس مؤامرة، وإن كان حافلًا بالمؤامرات، خصوصًا أننا نعيش زمن "الذكاء الاصطناعي" وحروب الجيل السادس و"السيبرانيات" متعددة الاستخدامات.
ونضيف إلى ما سبق، أن إيران خاضت تجربة الطوفان، في ظل انقسامات وتباينات داخلية، وانشغالات في صراعات الإصلاحيين والمتشددين، فيما على الجبهة المقابلة، كان الموقف موحدًا وصلبًا، حيال كل ما يمس إيران وحلفاءها، يصحّ ذلك في زمن إدارة بايدن، وبات أكثر صحة مع هبوب رياح "الترامبية" على مؤسسات صنع القرار في واشنطن، اختصم أعداء إيران حول كل شيء إلا على استهدافها، فقد كانوا موحّدين.
ظل الخطاب الإيراني منقسمًا بين أصوات تدعو للتهدئة و"حفظ الذات"، و"عدم الانجرار"من جهة، وأخرى تتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور من جهة ثانية، لا الأولى فعلت فعلها في كبح الشهية العدوانية لإسرائيل وحليفتها، ولا الثانية، نجحت في إرساء قواعد ردع متبادل.
إعلانمكّن التردد الإيراني إسرائيل والولايات المتحدة، من الانفراد بجبهة غزة وجبهات الإسناد الواحدة تلو الأخرى، سقط مفهوم "وحدة الساحات" وحلّ محله مفهوم تعاقبها وتتاليها، الذي تطور وفقًا لمقتضيات الحرب والجبهات من الطرف الآخر، فكان لأصحابه ما أرادوا، بدءًا بغزة وليس انتهاء بلبنان، مرورًا بـ"انقلاب المشهد" في سوريا، وتبادل الأدوار في استهداف أنصار الله بين الحليفتين الإستراتيجيتين، وصولًا لوضع طهران في أضيق الزوايا.
وحتى حين تأكد لإيران أن فتح جبهات الإسناد لم يوقف الزحف الهمجي على غزة ومقاومتها، وهو الهدف الذي من أجله، فُتِحَت الجبهات، اعتمدت طهران "تكتيك إنقاذ ما يمكن إنقاذه"، بدل اللجوء إلى ما كان يراهن عليه بعضٌ من حلفائها: فتح الجبهات بكليّتها، وفي تزامنٍ وتوازٍ، لا لإزالة إسرائيل كما ظَنّ المفرطون في تفاؤلهم، بل أقله، للوصول إلى "صفقة شاملة"، أكثر إنصافًا لفلسطين ولبنان، انطلاقًا من قراءة لطوفان الأقصى، لا بوصفه نهاية مطاف، بل جولة تتبعها جولات.
ومن الآيات الأخرى الدالّة على هذا "التردّد"، أداء إيران حيال برنامجها النووي، الذي يحظى اليوم بمكانة مركزية في التفكير الإستراتيجي الأميركي (قُلِ الإسرائيلي)، إذ بدا في سياقات "الطوفان"، وبعد صدور أصوات في الكنيست والكونغرس، تطالب باستخدام "النووي" ضد غزة، أن طهران بصدد مراجعة "عقيدتها النووية"، وأنها قررت اجتياز "العتبة" والدخول إلى نادي الردع النووي.
وصدرت تصريحات عدة، عن وزير الخارجية عبداللهيان وخلفه عراقجي، وغيرهما، ساهمت في إشاعة الاعتقاد بأن طهران قررت حماية نفسها بامتلاك القنبلة، وكما قال عراقجي في آخر نسخة من الحوار العربي – الإيراني، بأن العقيدة المعمول بها منذ ربع قرن، لم تردع الأعداء، ولم ترفع العقوبات، ولم تدفع الغرب لتَخلِيَة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، بل ولم تُقنع أوساطًا نافذة فيه، بحق إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي، بدورة تخصيب كاملة، تحت السيادة الإيرانية.
إعلانخلقت هذه المواقف، انطباعًا لم تبدده مواقف مترددة صدرت عن فريق إيراني آخر، بأن طهران ستجري أول تفجير نووي قبل رحيل إدارة بايدن، وربما في الفترة "الرخوة" بين إدارتين. لكن ذلك لم يحصل كذلك. فقدت إيران مظلتها النووية، وفقد برنامجها مظلته الدفاعية بعد الضربات المؤلمة التي تعرضت لها على يد سلاح الجو الإسرائيلي، بتسهيل من القواعد وحاملات الطائرات الأميركية المنتشرة في المنطقة.
اليوم، تواجه إيران وضعًا شديد الدقة والتعقيد، وهي في مكانة أضعف مما كانت عليه زمن التفاوض على اتفاق فيينا. والولايات المتحدة، ليست متحمسة لمفاوضات تحت مظلة "5+1″، وهي لن تكتفي بضمانات عدم تسليح وعسكرة برنامجها النووي، بل ثمة أصوات تطالب بتفكيك البرنامج السلمي، وتجريد إيران من حقها في امتلاك دورة تخصيب، وبضمانات ورقابات أميركية مشددة.
صحيح أنّ واشنطن، لا تتعامل مع إيران بوصفها أوكرانيا ثانية، ولا مع قيادتها على أنها "زيلينسكي 2″، ولكن الصحيح أن نهج الإدارة الجديدة، يدفعها، ومن خلفها تل أبيب، إلى الذهاب لأبعد شوطٍ في تجريد إيران من عناصر قوتها واقتدارها، لا العسكرية منها فحسب، بل والعلمية والتكنولوجية كذلك.
وإذا كان المفاوض الإيراني، قد نجح طيلة عشرين عامًا في فصل الملف النووي عن بقية الملفات الخلافية مع الغرب، من بينها "البرنامج الصاروخي" و"دور إيران المزعزع للاستقرار"، فإن واشنطن اليوم، تحت قيادة الرئيس ترامب الذي "لا يمزح" في التطلع لولاية ثالثة، تريد وضع هذه الملفات جميعها، على مائدة التسويات، تحت طائلة الخنق الاقتصادي والجحيم العسكري.
وكما قلنا، لا يعني ذلك للحظة واحدة، ويجب ألا يعني، أن ما تريد واشنطن فرضه من إملاءات على طهران، قد بات قدرًا لا رادّ له، وأن الضغوط الأميركية ستنجح في انتزاع ما تريد من مكاسب لها ولحليفتها، أو أنها ستسهل خوض غمار حرب جديدة في الإقليم، قد تتسع وتطال شراراتها مصالح أميركية و"حليفة" ثمينة. لكن الصحيح أن طهران تخوض غمار مواجهتها مع واشنطن اليوم، من أدنى نقطة بلغتها خلال ربع القرن الأخير، فيما غريمتها، في لحظة "اغترار بالقوة"، وشهية تل أبيب مفتوحة للعربدة وإغلاق الملفات وصولًا "للنصر المطلق"، لا على حماس وحدها، بل وعلى طهران أساسًا.
إعلانهذه الحالة، بعضها "موضوعي"، يتصل بموازين القوى وتوازناتها، وباللحظة الحرجة في نظام العلاقات الدولية، بيد أنها في جزء منها على الأقل، "ذاتي"، ويتصل بأداء النظام الإيراني في مرحلة ما بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، حيث خابت بعض الرهانات وطاشَ كثير من السهام، وتبددت معها، فرص عديدة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline