الأمين العام للاتحاد العربي للأسمدة: مصر حققت إنجازًا كبيرًا في مجال صناعة الأسمدة
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
أكد الأمين العام للاتحاد العربي للأسمدة سعد إبراهيم أبو المعاطي، اليوم /الخميس/، أن مصر حققت إنجازا كبيرا في مجال صناعة الأسمدة وذلك بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن توطين هذه الصناعة.
وقال الأمين العام للاتحاد العربي للأسمدة ـفي تصريح خاص لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في تونس، على هامش ملتقى حول استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأسمدة- إن هناك منظومة حالية في صناعة الأسمدة في مصر، مبينًا أن مصر أصبحت الأولي عربيًا في إنتاج الأسمدة النيتروجينية وأكبر دولة عربية منتجة لسماد اليوريا.
وأضاف أبو المعاطي قائلًا: "نحن متفوقون في صناعة اليوريا وبالتالي في صناعة الأسمدة النيتروجينية، مؤكدًا أن مصر وضعت نفسها على المسار السليم في هذا المجال.
وأوضح أن مصر ثاني دولة عربية لديها احتياطي من خام الفوسفات يتعدى 2.5 مليار طن، مؤكدًا أن توجيهات الرئيس السيسي وضعت صناعة الأسمدة الفوسفاتية على المسار الصحيح.
وأشار إلى أن مصر تصدر للخارج من ٥٠% إلى ٦٠% من حجم الإنتاج وهو يدر عملة أجنبية بشكل متميز، مؤكدا أن أفضل استثمار حاليا في مجال الأسمدة لأنها تعني الغذاء.. لافتًا في الوقت ذاته إلى أن هناك طلب متزايد على الأسمدة لكونه أفضل أنواع الاستثمار الذي يساهم في إطعام البشرية ويكافح الجوع.
وردا على سؤال حول جهود الاتحاد في تعزيز التعاون المشترك في مجال الصناعة الأسمدة، قال الأمين العام للاتحاد العربي للأسمدة، إن الاتحاد يضم تحت مظلته كافة الشركات العربية التي تعمل في هذا المجال، موضحًا أن حوالي 100 شركة تعمل في هذا المجال بكافة أنواعها وهناك تنسيق مستمر بين هذه الشركات.
وأكد أن الاتحاد يضع قضية الأمن الغذائي على رأس أولولياته وذلك للحفاظ على الأمن الغذائي العربي والعالمي وتقليل الفجوة الموجودة ومكافحة الجوع، مشيرًا إلى أن الاتحاد يهتم أيضا بعدة قضايا ومنها قضية الطاقة كونها تدخل في إنتاج السماد، مضيفًا أن لدينا طاقة من الوقود الأحفوري ونعمل في نفس الوقت بالوقود الاخضر.
وأضاف أنه هناك تعاون مع كل الدول الأعضاء في الاتحاد لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال صناعة الأسمدة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأمن الغذائي الأمين العام الفوسفات صناعة الأسمدة صناعة الأسمدة فی صناعة فی مجال أن مصر
إقرأ أيضاً:
الابتكار العلمي والتكنولوجي في الصين.. قوة دافعة نحو المستقبل
تشو شيوان **
خلال الأيام الماضية برزت الصين كقوة دافعة للابتكار التكنولوجي وذلك بعد ظهور نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك"، وأيضًا كانت حاضرة في المشهد الإبداعي فقد حقق فيلم "نِه تشا 2" المرتبة الخامسة كأكثر الأفلام تحقيقًا للإرادات عالميًا، ما عَرَّف العالم على الابداع الصيني عالي الجودة.
ومن الملاحظ أن الصين في السنوات الأخيرة تشهد طفرة هائلة في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي والابداعي، من الذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء إلى الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الحيوية، وهذا التقدم الملحوظ لم يأت من فراغ، بل هو نتاج استثمارات ضخمة وجهود حثيثة تبذلها الحكومة الصينية لتحويل البلاد إلى قوة عظمى في مجال العلوم والتكنولوجيا.
لقد شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ أثناء حضوره اجتماع مجموعة مشتركة خلال الدورة الثالثة للمجلس الوطني الـ14 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، على تعزيز دور التعليم في دعم التقدم العلمي والتكنولوجي، فضلا عن تطوير المواهب، ودعا إلى فهم عميق لاحتياجات التحديث صيني النمط فيما يتعلق بالتعليم والعلوم والتكنولوجيا والمواهب، وقال إن الهدف هو تنشئة تدفق مستمر من المواهب، وإطلاق إمكاناتهم الكاملة، وضمان الاستفادة الكاملة من قدراتهم.
ومن خلال حديث الرئيس شي نجد أن الحكومة الصينية تدرك أهمية الابتكار العلمي والتكنولوجي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولذلك خصصت استثمارات ضخمة لدعم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، وفقًا لتقارير إعلامية تجاوزت نسبة إنفاق الصين على البحث والتطوير 2.5% من إجمالي الناتج المحلي، وفي عام 2023 بلغ عدد براءات الاختراع المصرح بها 921 ألفا، بزيادة قدرها 15.3 في المائة عن العام الأسبق، مما يعكس التزام الصين ببناء اقتصاد قائم على الابتكار، مع استمرار الصين في تعزيز قدراتها في مجالات البحث والتطوير والابتكار، من المتوقع أن تُواصل ريادتها في العديد من المجالات التكنولوجية، والتزامها بتطوير القوى الإنتاجية الحديثة وتبنيها لاستراتيجيات التنمية المستدامة يُشير إلى مستقبل مشرق، حيث ستظل الصين في طليعة الدول التي تُشكِّل ملامح الابتكار العلمي والتكنولوجي على مستوى العالم.
حققت الصين إنجازات بارزة في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية؛ فمثلًا في علوم الفضاء، نجحت الصين في إنزال مركبة فضائية على الجانب المظلم من القمر، وأطلقت محطة فضائية خاصة بها، كما تخطط لإرسال بعثات مأهولة إلى القمر في المستقبل القريب، وفيما يخص صناعة الطائرات فقط بدأت الصين في صناعة طائراتها المدنية الخاصة بها؛ إذ تُعد الطائرة الصينية C919 إنجازًا كبيرًا في صناعة الطيران الصينية؛ حيث تمثل أول طائرة ركاب كبيرة يتم تصميمها وتصنيعها محليًا في الصين. وتتميز الطائرة C919 بتصميم حديث يعتمد على تقنيات متطورة؛ حيث يمكنها حمل ما يصل إلى 168 راكبًا في نسختها القياسية، وتصل مداها إلى حوالي 4075 كيلومترًا، ويعكس نجاح هذا المشروع الطموح الصيني في تحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة الطيران وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية. ومن المتوقع أن تؤدي C919 دورًا مهمًا في تعزيز مكانة الصين كقوة عالمية في صناعة الطيران، خاصة مع تزايد الطلب على الطائرات التجارية في الأسواق المحلية والدولية.
أما فيما يخص بالذكاء الاصطناعي، فتحتل الصين المرتبة الثانية عالميًا في عدد براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتطبق هذه التكنولوجيا في مختلف القطاعات، من الرعاية الصحية إلى النقل والخدمات المالية، وأجد أن الاختراقات التي حققتها الصين في مجال الذكاء الاصطناعي قد تحفز تحولات نموذجية في مختلف التخصصات العلمية.
وفيما يخص الطاقة النظيفة، تعد الصين أكبر منتج للألواح الشمسية وتوربينات الرياح في العالم، كما أنها تستثمر بكثافة في تطوير تكنولوجيا الطاقة المتجددة الأخرى، مثل الطاقة الكهرومائية والطاقة النووية، والصين تُدرك أهمية التنمية المستدامة، لذا تُركِّز على الابتكار في المجالات البيئية والتكنولوجيات الخضراء. من خلال تبني مفاهيم التنمية الخضراء، وتسعى إلى تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة، مما يُعزِّز جودة الحياة لمواطنيها ويُساهم في الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، وهو ما يعكس أيضًا التزام الصين كدولة عظمى مع قضايا العالم الحساسة في وقت تتخلى عدة دول عن التزاماتها البيئية، أيضًا فيما يخص التكنولوجيا الحيوية فتشهد الصين تقدمًا سريعًا في مجال التكنولوجيا الحيوية، حيث تطور أدوية وعلاجات جديدة لأمراض مستعصية، كما تنجح في إنتاج محاصيل زراعية معدلة وراثيًا.
من وجهة نظري، أجدُ أن المستقبل يبدو واعدًا للابتكار العلمي والتكنولوجي في الصين، خصوصًا مع استمرار الدعم الحكومي والاستثمارات الضخمة، ومن المتوقع أن تحقق الصين المزيد من الإنجازات الرائدة في مختلف المجالات، مما سيمكنها من تعزيز مكانتها كقوة عظمى في مجال العلوم والتكنولوجيا، والإسهام في حل التحديات العالمية، مثل تغير المناخ والأمراض المعدية.
وفي الختام يمكننا القول إن الابتكارات العلمية والتكنولوجية في الصين تُشكِّل قوة دافعة نحو المستقبل؛ حيث تسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وتعزيز مكانة الصين على الساحة الدولية. ومع استمرار الجهود والاستثمارات، من المتوقع أن تشهد الصين المزيد من الإنجازات الرائدة في هذا المجال، مما سيفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدولي ويصب في مصلحة البشرية جمعاء.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصر