ريسبونسبل ستيتكرافت: أمريكا تتحمل كإسرائيل مسؤولية الأزمة الإنسانية في غزة
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
باعتبارها الراعي الرئيسي ومورد الأسلحة لإسرائيل، تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية كبيرة عن الحملة العسكرية وسياسة العقاب الجماعي التي تنفذها تل أبيب في قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بالجانب الإنساني وتداعياته، والتي تحدث عنه وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن كثيرًا خلال زيارته الأخيرة، دون التطرق إلى استخدام إسرائيل للغذاء كسلاح.
هكذا يخلص تحليل لمجلة "ريسبونسبل ستيتكرافت"، وترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى مواجهة سكان غزة واحدة من أسوأ المجاعات التي من صنع الإنسان في التاريخ الحديث.
ويقول التحليل: "أدت الآثار المجمعة للقصف والنزوح والحصار الإسرائيلي إلى دفع سكان غزة الضعفاء بالفعل إلى الجوع الشديد والواسع النطاق"، مضيفا: "هذه ليست نتيجة ثانوية عرضية للصراع، بل هي نتيجة لسياسة متعمدة للحكومة الإسرائيلية لمعاقبة جميع السكان الفلسطينيين في غزة بسبب حماس".
ويتابع: "الآن نشهد العواقب الكارثية التي تخلفها هذه السياسة على أكثر من مليوني إنسان، نزح 90% منهم من منازلهم على مدى الأشهر الثلاثة الماضية".
والشهر الماضي، أصدرت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) تقريرًا عن غزة يحذر من أن ربع السكان يمرون الآن بـ"مرحلة أسوأ وكارثية"، وأن جميع السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد ومعرضون لخطر المجاعة.
اقرأ أيضاً
إيكونوميست: المساعدات الخارجية غير كافية لتفادي المجاعة بغزة
ووفقاً للتقرير، فإن هذا هو أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي الحاد الذي قام التصنيف الدولي للبراءات بقياسه على الإطلاق في منطقة معينة.
ومثال على ذلك، في كل مكان آخر من العالم، هناك ما يقرب من 130 ألف شخص في المرحلة الخامسة من التصنيف الدولي للبراءات، وهي المرحلة الكارثية، وفي غزة هناك أكثر من نصف مليون شخص.
يقول عارف حسين من برنامج الغذاء العالمي، لصحيفة "نيويورك تايمز"، في وقت سابق من هذا الشهر: "لقد زرت أي صراع تقريبًا، سواء كان في اليمن، أو جنوب السودان، أو شمال شرق نيجيريا، أو إثيوبيا، أو سمها ما شئت.
ويضيف: "لم أر شيئًا كهذا من قبل، سواء من حيث حجمه أو حجمه، ولكن أيضًا من حيث الوتيرة التي حدث بها".
فيما يقول برنامج الأغذية العالمي إن كل فلسطيني في غزة تقريبا يمضي أكثر من يوم دون أن يأكل أي شيء، و"عندما تكون هناك فرصة لتناول الطعام، لا يوجد سوى كمية ضئيلة يمكن تقسيمها بين الأسر الممتدة".
ووفقا لتقارير إخبارية موثوقة، فإن الطعام "نادر للغاية" لدرجة أن الناس يلجأون إلى تناول أي طعام حتى لو كان فاسدا يمكنهم العثور عليه.
اقرأ أيضاً
انتقاد أمريكي لعمليات التفتيش الإسرائيلية التعسفية للمساعدات المتجهة لغزة
وتعاني الأمهات اللاتي لديهن أطفال رضع من سوء التغذية إلى الحد الذي يجعلهن غير قادرات على إرضاع أطفالهن، كما أصبح الطعام القليل المتاح باهظ الثمن إلى حد فاحش.
ويعني الحصار المفروض على الواردات التجارية عدم وجود وسيلة لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.
وفي شمال غزة، حيث تم تدمير البنية التحتية وأصبح من المستحيل إيصال المساعدات، فإن الظروف أسوأ مما هي عليه في بقية أنحاء القطاع.
ويقول منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، إن "غزة ببساطة أصبحت غير صالحة للسكن. ويشهد شعبها تهديدات يومية لوجودهم ذاته، بينما يراقب العالم ذلك".
ووفق التحليل، فإن سياسات الحكومة الإسرائيلية هي التي تخلق هذه الكارثة.
وبناء على تحليلها لتصرفات الحكومة الإسرائيلية والتصريحات الرسمية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، خلصت "هيومن رايتس ووتش" إلى أن الحكومة الإسرائيلية تستخدم التجويع كسلاح حرب، وهو ما يعد "جريمة حرب" بموجب اتفاقيات جنيف.
اقرأ أيضاً
ذا إيكونوميست: غزة في طريقها لدخول مجاعة عنيفة ويجب وضع استراتيجية لدخول المساعدات
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مدير مكتب "رايتس ووتش" في إسرائيل وفلسطين عمر شاكر، قوله: "على مدى أكثر من شهرين، تحرم إسرائيل سكان غزة من الغذاء والماء، وهي سياسة شجعها أو أقرها مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى وتعكس نية لقمع الفلسطينيين". تجويع المدنيين كوسيلة من وسائل الحرب".
وتنفي الحكومة الإسرائيلية الاتهامات بأنها تعرقل المساعدات، وتشير إلى الشحنات التي تم السماح بدخولها، لكن هذا الدفاع يفتقد إلى السذاجة.
ويقول التحليل، إن "الكمية الصغيرة من الغذاء والوقود المسموح بدخولها يجب أن تخضع أولاً لعملية تفتيش شاقة وتستغرق وقتاً طويلاً، كما أن المساعدات التي تمر عبرها غير كافية لتلبية احتياجات الملايين من الأشخاص المشردين في منطقة معزولة عن العالم الخارجي".
يقول الباحث أليكس دي وال في مقال جديد، إن "الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة هي عمل متعمد.. وغزة مسرح لجريمة المجاعة".
ويوضح أن "دقة وحجم وسرعة تدمير OIS [الأشياء التي لا غنى عنها للبقاء على قيد الحياة] وإنفاذ الحصار يفوق أي حالة أخرى من المجاعة من صنع الإنسان في السنوات الـ 75 الماضية".
ويعلق التحليل على ما يجري في القطاع بالقول: "لقد كانت استجابة الحكومة الأمريكية لما يعتبر مجاعة وحشية جديدة في غزة سيئة وغير كافية".
اقرأ أيضاً
دعا لوقف الحرب.. بابا الفاتيكان يدين الوضع الإنساني اليائس في غزة
وكان بلينكن في إسرائيل الثلاثاء، واعترف بالحاجة إلى دخول المساعدات، وقال إن هناك "عددا كبيرا جدا" من القتلى في غزة، لكنه لم يلقي اللوم على إسرائيل.
ومثل كل خطابات الإدارة، لم يضع أي وزن وراء ذلك، حسب التحليل.
ويضيف: "الدعم المستمر غير المشروط للحملة العسكرية الإسرائيلية ومعارضة واشنطن العنيدة لأي قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة يعني أن هناك ضغطًا ضئيلًا أو معدومًا على الحكومة الإسرائيلية لتغيير مسارها".
ويتابع: "السبيل الوحيد لتفادي خسائر واسعة النطاق في الأرواح بسبب الجوع والمرض في غزة هو وقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار".
ويزيد: "كلما طال أمد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، كلما زاد عدد الوفيات التي يمكن تجنبها بين الأبرياء في غزة".
ويتستطرد: "يجب أن يكون منع المجاعة في غزة على رأس أولويات واشنطن، وإذا لم تتحرك الولايات المتحدة في الوقت المناسب، فسيكون ذلك بمثابة علامة سوداء على سمعتنا الوطنية وواحدة من أكبر إخفاقات السياسة الخارجية في تاريخنا".
((5))
المصدر | ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة أزمة إنسانية إسرائيل مجاعة مساعدات مساعدات إنسانية الحکومة الإسرائیلیة اقرأ أیضا أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: الأزمة الإنسانية تتفاقم..و صيدا تشهد أكبر موجة نزوح بلبنان
عواصم " وكالات": اكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا: أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان قد تجاوزت 3 الاف قتيل وأكثر من 13 ألف مصاب حتى الآن، وأن الأزمة الإنسانية تتفاقم بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة وأوامر الإخلاء. وكشف المكتب في أحدث تقرير له عن الوضع الطارئ في لبنان، أن عدد القتلى المسجلين حاليًّا بسبب العدوان الإسرائيلي يزيد على حصيلة الصراع المسلح الذي حدث قبل 18 عامًا واستمر 34 يومًا، بنسبة 58%، كما أن عدد النازحين في داخل لبنان أو عبر حدودها إلى الدول المجاورة قد بلغ حوالي 1.3 مليون شخص وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 30% عن عدد النازحين في الحرب السابقة.
ووضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن هذه الأوامر أجبرت السكان على الفرار من منازلهم على الفور، مما أدى إلى مخاطر وتحديات كبيرة، حيث تسعى الأسر إلى البحث عن الأمان وسط الأعمال العدائية المستمرة وانعدام الأمن. وأشار مكتب التنسيق إلى أنه على الرغم من أن 60% من المدارس العامة تعمل ملاجئ للنازحين في الوقت الذي تم فيه إغلاق ما يقرب من 400 مدرسة أخرى بسبب انعدام الأمن أو الأضرار، فقد بدأ الأطفال في العودة تدريجيًّا إلى التعلم.
وفي السياق ذاته، كشف مسؤول لبناني عن ارتفاع عدد النازحين من الجنوب إلى مدينة صيدا جراء "العدوان" الإسرائيلي المتواصل إلى نحو 33 ألفا.
ونقلت الوكالة الوطنية للاعلام اليوم الخميس عن رئيس بلدية صيدا حازم خضر بديع قوله إن" 8000 يقيمون في مراكز إستضافة النازحين في صيدا، و 25 ألفا يقيمون في منازل لدى أقربائهم ومعارفهم أو في منازل بالإيجار، أومقدمة من أصحابها دون بدل".
ووفق الوكالة، جاء ذلك خلال تسلم رئيس بلدية صيدا 500 حصة مساعدات (مواد غذائية وتنظيف وصحية) مقدمة من اللجنة الفنية العسكرية للبنان MTC4L بقيادة دولة إيطاليا ممثلة بالكولونيل أتيليو كورتوني.
وأشار الكولونيل كورتوني إلى أن" اللجنة الفنية العسكرية للبنان" MTC4L "هي مبادرة إنسانية وبناء للقدرات بقيادة إيطالية، وهي مؤسسة حديثة على مستوى دولي، ذات هدف مزدوج: أولا دعم الجيش اللبناني و ثانيا دعم السكان اللبنانيين أكثر من أي وقت مضى من خلال الهبات والمساعدات الإنسانية".
وعلى الارض، استهدفت غارات إسرائيلية ليلا ضاحية بيروت الجنوبية، طالت إحداها منطقة متاخمة لمطار بيروت، في وقت قال وزير الأشغال والنقل علي حمية لوكالة فرانس برس اليوم الخميس إن المرفق الجوي الوحيد في البلاد يواصل عمله بشكل طبيعي.
وشاهد مصور لوكالة فرانس برس هنغارا تابعا لشركة أجهزة تدفئة يقع في محيط المطار، وقد لحقت به أضرار كبيرة جراء إحدى الغارات.
وقال حمية لفرانس برس إن "مطار رفيق الحريري الدولي بيروت يعمل بشكل طبيعي"، مؤكدا أنّ "طائرات أقلعت وأخرى هبطت في المطار" بعد الغارة التي استهدفت نقطة قريبة من حرم المطار الواقع على تخوم ضاحية بيروت الجنوبية.
وأوضح مسؤول في المطار لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته، أنّ "أضرارا طفيفة" طالت مبانٍ تابعة للمطار "ولكن ليس المبنى الرئيسي" حيث قاعة المغادرة والوصول.
وأشار إلى أنّ الأضرار طالت "مبنى تابعا لشركة طيران الشرق الأوسط" الوطنية اللبنانية، تستخدمه شركة منوطة بصيانة الطائرات.
وقال أبو إيلي وهو سائق سيارة أجرة كان موجودا في المطار عند وقوع الغارة، "اهتز موقف السيارات بنا بالكامل".
وأضاف "حمل الناس حقائبهم وركضوا"، موضحا أنّ سحابة دخان كثيفة غطّت المنطقة.
وشركة طيران الشرق الأوسط هي الوحيدة التي تواصل تنظيم رحلات من وإلى لبنان، منذ تصعيد الحرب بين حزب الله وإسرائيل في 23 سبتمبر، بعد تعليق شركات أجنبية رحلاتها من وإلى بيروت.
وجاء استهداف المنطقة القريبة من المطار، بعدما أعلن حزب الله الأربعاء استهداف قاعدة عسكرية قرب مطار بن غوريون جنوب مدينة تل أبيب، غير أنّ حركة الملاحة لم تتأثر، وفق ما أكدت السلطات الإسرائيلية.
وقبيل استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات لإخلاء أربع مناطق، تقع إحداها قرب المطار. ونزح معظم سكان الضاحية الجنوبية إلى بيروت أو إلى مناطق أخرى في لبنان.
وقالت ملاك عقيل لوكالة فرانس برس "جئنا من الأوزاعي (منطقة في الضاحية الجنوبية لبيروت). بمجرّد أن أصدروا الإنذارات، ركبنا السيارة وهربنا".
من جهته، قال رمزي زعيتر وهو أحد سكان ضاحية بيروت الجنوبية، "بات الأمر متكررا، أكثر من مرة اضطررنا إلى مغادرة الضاحية الجنوبية والفرار من منازلنا. في بعض الأحيان يصدرون تحذيرا. أصبح الموت مسألة حظ، إما تموت وإما تنجو".
وأضاف "يريد الجميع حماية أنفسهم وأطفالهم وعائلاتهم. ماذا يمكنك أن تفعل في حالة كهذه؟ لا يوجد أحد، لا توجد دولة للجوء إليها، لذا نلجأ إلى الشوارع. في بعض الأحيان، ننام في سياراتنا".
وقتل أكثر من 2600 شخص في لبنان منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في 23 سبتمبر، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزير الصحة فراس الأبيض.
الى ذلك، أعلن الجيش اللبناني اليوم الخميس مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ثلاثة عسكريين وأربعة من قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) جراء قصف إسرائيلي استهدف سيارة عند مدخل صيدا الشمالي في جنوب البلاد.
وقال الجيش اللبناني، في تغريدة على منصة إكس اليوم،:" استهدف العدو الإسرائيلي سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي - صيدا ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين كانوا بداخلها، إضافة إلى إصابة ثلاثة عسكريين من عناصر الحاجز ".
وأشار إلى إصابة "أربعة من عناصر الوحدة الماليزية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل، وذلك أثناء مرور آليات تابعة للوحدة عند الحاجز المذكور".
بدوره، قال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، إن "الحصيلة الأولية لغارة العدو الإسرائيلي على سيارة في صيدا أدت إلى سقوط ثلاثة شهداء وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح".
وكانت الوكالة الوطنية للاعلام أشارت إلى أن "عناصر الدفاع المدني عملت على سحب شهيدين جراء استهداف سيارة بالقرب من حاجز الأولي عند مدخل صيدا الشمالي، فيما عملت فرق الدفاع المدني التابعة لجمعية الرسالة الإسلامية على سحب شهيد ثالث ونقل جريح،ليكون عدد الضحايا ثلاثة شهداء وجريح".
ولفتت إلى أنه "تم نقل الشهداء إلى مستشفى صيدا الحكومي والجريح إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج ".
وأوضحت أن "السيارة التي تم استهدافها كانت على المسرب المؤدي إلى مدينة صيدا وقبل حاجز الجيش، وشوهدت آليات لقوات حفظ السلام على المسرب نفسه".
وطبقا للوكالة، "تم قطع السير في المكان وحضرت عناصر الصليب الأحمر الذي يعمل على نقل الإصابات"، كاشفة عن "مصابين في كتيبة اليونيفيل يتم معالجتهم ميدانيا، فيما عمل الدفاع المدني على إطفاء الحريق الذي اندلع في السيارة المستهدفة".