تضخم أسعار المواد الاستهلاكية في الولايات المتحدة يتخطى التوقعات
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
سجل التضخم في الولايات المتحدة ارتفاعا فاق التوقعات في كانون الأول/ديسمبر على ما أظهرت بيانات حكومية الخميس، في وقت أقر الرئيس جو بايدن بضرورة بذل مزيد من الجهد للتصدي لارتفاع الأسعار.
وارتفع مؤشر أسعار المواد الاستهلاكية الصادر عن وزارة العمل، وهو مقياس رئيسي للتضخم، بنسبة 3,4 بالمئة مقارنة بالعام الماضي متجاوزا أرقام تشرين الثاني/نوفمبر.
ويبدو أن الضغوط الأساسية تنحسر، مع انخفاض المقياس الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة إلى 3,9 بالمئة في الشهر الأخير من عام 2023 – وهو أدنى مستوى منذ أيار/مايو 2021.
غير أن ارتفاع أرقام التضخم يعقّد المشهد بالنسبة لبايدن الذي يستعد لخوض حملته للفوز بولاية رئاسية ثانية في مواجهة توقعات سلبية بشأن الاقتصاد.
وقال بايدن في بيان الخميس إن “الاقتصاد خلق أكثر من 14 مليون وظيفة منذ توليت منصبي، فيما الثروات والأجور والتوظيفات الآن أعلى مما كانت عليه خلال عهد سلفي”.
أضاف “لكن ينبغي القيام بمزيد من الجهد لخفض الأسعار بالنسبة للعائلات والعمال الأميركيين”.
ولا يتوقع محللون أن يستند مسؤولو الاحتياطي الفدرالي في تحديد سعر الفائدة الى بيانات شهر واحد، وإن كان التضخم المتسارع قد يزيد الضغط على البنك المركزي لإبقاء معدلات الفائدة عند مستويات مرتفعة.
سارع الاحتياطي الفدرالي لرفع معدلات الفائدة في مطلع 2022 وأبقاها عند أعلى مستوى في 22 عاما سعيا لخفض الطلب وكبح جماح التضخم.
خطوة إلى الوراءورغم ارتفاع مؤشر أسعار المواد الاستهلاكية في كانون الأول/ديسمبر، انخفض التضخم بشكل ملحوظ من ذروته البالغة 9,1% في حزيران/يونيو 2022 في حين حافظ الإنفاق الاستهلاكي وسوق الوظائف على مرونتهما.
وقد عزز ذلك الآمال في ما يسمى ب”الهبوط الناعم” لأكبر اقتصاد في العالم، أي عندما يهدأ التضخم دون حدوث ركود مدمر.
وفي الفترة من تشرين الثاني/نوفمبر إلى كانون الأول/ديسمبر، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0,3%، مقارنة بالشهر السابق أيضا.
وقالت وزارة العمل في تقريرها إن “مؤشر الإسكان واصل الارتفاع في كانون الأول/ديسمبر”.
وارتفع مؤشر الطاقة بنسبة 0,4 بالمئة على أساس شهري على وقع زيادة أسعار الكهرباء والبنزين، فيما ارتفع مؤشر السلع الغذائية 0,2 بالمئة وحافظ على استقراره.
وقال الخبير الاقتصادي روبرت فريك من الاتحاد الائتماني نيفي فدرال كريديت يونيون في وصفه معركة التضخم بأنها خطوتان للأمام وخطوة إلى الوراء، لافتا الى أن “كانون الأول/ديسمبر كان بمثابة خطوة واضحة إلى الوراء”.
وأشار إلى أن أسعار المساكن شكلت أكثر من نصف الزيادة، مع ارتياح لا يذكر في الأفق “إذ تبين أن الإيجارات ثابتة وتكاليف ملكية المنازل ترتفع”.
وقال فريك إن المستهلكين “شعروا أيضا بالاضرار الأولى المباشرة في كانون الأول/ديسمبر بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، وهما السلعتان اللتان أكثر ما يتأثر بهما الأميركيون”.
وبينما يسعى بايدن لولاية أخرى يركز على الترويج لإنجازات مثل نمو الاقتصاد وانخفاض البطالة.
لكن الأسر ما زالت تشعر بضغط التضخم الهائل، ويبدو أن برنامج بايدن الاقتصادي لم يجد صدى قويا رغم بيانات مشجعة إلى حد كبير.
توقعات خفض الفائدةوتتجه الأنظار نحو بنك الاحتياطي الفدرالي. ويرى الخبير الاقتصادي مايكل بيرس من مؤسسة أكسفورد إيكونوميكس أن تجاوز التضخم للتوقعات “سيقلب مسار بعض الرهانات الأكثر جرأة لخفض أسعار الفائدة هذا العام”.
ورغم أن الاحتياطي الفدرالي أشار إلى أنه يتوقع ثلاثة تخفيضات لأسعار الفائدة هذا العام، إلا أن الأسواق تراجع توقعاتها عن بداية مبكرة لتدابير الخفض.
لكن المحللين يؤكدون أن المشهد العام لم يتغير.
وقال كبير الاقتصاديين في بانثيون ماكروإيكونوميكس إيان شيفردسون إن “أسعار السلع الأساسية ثابتة أو آخذة في الانخفاض، وعائدات الإيجارات تتباطأ لكنها تظل مرتفعة، وتضخم الخدمات الأساسية لا يزال صعبا”.
وتوقع أن ينتظر بنك الاحتياطي الفدرالي ورود مزيد من البيانات في وقت يدرس مسار أسعار الفائدة.
وأورد الخبير الاقتصادي أورين كلاتشكين من نيشن وايد “من المرجح أن ينظر مسؤولو الاحتياطي الفدرالي في أي ارتفاع في التضخم الرئيسي لمؤشر أسعار المستهلك، خصوصا إذا كان يأتي من المكونات الأكثر تقلبا”.
وقال لوكالة فرانس برس إن ارتفاع التضخم الأساسي “سيلفت انتباههم وخصوصا إذا تواصل في كانون الثاني/يناير”.
المصدر أ ف ب الوسومالتضخم الولايات المتحدةالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: التضخم الولايات المتحدة فی کانون الأول دیسمبر الاحتیاطی الفدرالی أسعار المواد مؤشر أسعار
إقرأ أيضاً:
جولد بيليون: ارتفاع محدود للذهب العالمي وسط ترقب بيانات التضخم الأمريكية
ارتفع سعر الذهب العالمي خلال تداولات اليوم ولكنه في طريقه إلى تسجيل انخفاض أسبوعي بعد أن تأثر الذهب بشكل سلبي كبير بإعلان البنك الفيدرالي الأمريكي عن تباطؤ عمليات خفض أسعار الفائدة خلال العام القادم، بينما تنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات التضخم الأمريكية.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أعلى مستوى عند 2607 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 2594 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.
انخفض الذهب يوم الأربعاء الماضي عقب اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي ليسجل أدنى مستوى منذ شهر عند 2583 دولار للأونصة منخفضة بنسبة 2.3%، ليتجه الذهب هذا الأسبوع لتسجيل انخفاض بنسبة 1.6% حتى الآن.
قام البنك الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليوافق توقعات الأسواق، ولكن توقعات أعضاء البنك وتصريحات رئيسه جيروم باول أظهرت تباطؤ متوقع لعمليات خفض الفائدة خلال العام القادم، وذلك بسبب عدم وضوح التوقعات بالنسبة للبنك واستمرار التضخم بأعلى من مستهدف التضخم لدى الفيدرالي.
نتيجة لهذا بدأت الأسواق المالية تسعر لعمليتين خفض في أسعار الفائدة فقط خلال العام القادم بعد أن كانت التوقعات تشير إلى 4 عمليات خفض، ونتيجة لهذا شاهدنا الذهب ينخفض بشكل كبير بسبب اعتماد ارتفاعه الأخير على توقعات الأسواق بانخفاض الفائدة الأمريكية.
تراجع الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه، وبالتالي بعد أن أعلن البنك الفيدرالي أنه سيقلل من عمليات خفض الفائدة في عام 2025 تأثرت أسعار الذهب بشكل سلبي.
هذا وقد أظهرت البيانات يوم الخميس أن الاقتصاد الأمريكي نما بشكل أسرع من المتوقع في الربع الثالث، في حين انخفضت طلبات البطالة أيضًا أكثر من المتوقع، مما عزز التوقعات بأن البنك المركزي سيتخذ نهجًا حذرًا في تخفيف السياسة النقدية.
ويجب الإشارة أنه من الممكن أن يؤدي استمرار مرونة الاقتصاد الأمريكي إلى تقليل الطلب على الأصول الآمنة، وهو ما يضعف الطلب على الذهب الذي يعد الملاذ الآمن الأول في الأسواق المالية.
وينتظر المستثمرون اليوم صدور بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسية، وهو مقياس التضخم المفضل لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي، للحصول على المزيد من الأدلة على التوقعات الاقتصادية الأمريكية.
من جهة أخرى ارتفعت صادرات الذهب من سويسرا في نوفمبر الماضي بسبب ارتفاع الإمدادات إلى الهند وانتعاش بعض عمليات التسليم إلى الصين وهونج كونج مقارنة بأكتوبر. ولكن من المتوقع أن تشهد واردات الذهب الهندية تباطؤ حاد في ديسمبر الجاري، في حين دفعت أسعار الذهب المرتفعة العديد من المستهلكين إلى العزوف عن شراء الذهب.