قالت هالة أبو حصيرة سفيرة فلسطين لدى فرنسا، اليوم الخميس، إن الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب ما وصفته "بإبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، تشكل خطوة حاسمة سعيًا لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني. 

وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، أكدت أبو حصيرة -في تصريحات صحفية- أن "هذا المشهد التاريخي والدعوة الملحة لوقف فوري لإطلاق النار والاعتراف بجرائم الإبادة الجماعية، يكشف عن الحاجة العاجلة للتدخل الدولي، فهذه ليست مجرد مسألة قانونية، بل هي واجب أخلاقي، وصرخة حقيقية للإنسانية في مواجهة معاناة الفلسطينيين التي لا توصف".

 

وأضافت أن هذه المبادرة، وفقا لمبادئ القانون الدولي، تجسد الأمل في تحقيق السلام والكرامة، ما يؤكد مجددا أن النضال الفلسطيني هو نضال الإنسانية كلها. 

كما أشارت السفيرة هالة أبو حصيرة إلى أن هذه الدعوى، والتي تستند إلى اتفاقية الإبادة الجماعية والمدعومة بالتقارير الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، تسلط الضوء على أفعال إسرائيل في غزة، والتي توصف بالإبادة الجماعية، كما تسلط الضوء على انتهاك صارخ لاتفاقية الإبادة الجماعية.

واعتبرت أبو حصيرة هذه الدعوى "خطوة إضافية نحو إدراك الحاجة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار وكذلك الاعتراف بجرائم الإبادة الجماعية، فبعيدا عن الإطار القانوني، تشكل هذه الشكوى نداء للإنسانية للاعتراف بالفظائع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. إنها خطوة نحو السلام المرتكز على مبادئ العدالة والكرامة الإنسانية".

وتابعت أن "المجتمع الدولي ظل يراقب الفظائع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ عقود دون اتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لها"، مشيرة إلى أن عدد القتلى يستمر في الارتفاع، حيث تجاوز 23 ألفا و210 قتيل و59 ألفا و167 مصابا على مدار 98 يوما.

وقالت إن هذه الأرقام، التي هي أبعد من مجرد إحصاءات ضئيلة، تظهر المأساة الإنسانية الهائلة التي يشهدها قطاع غزة حاليا وتسلط الضوء على الوحشية واللاإنسانية التي تتسم بها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. 

ويضاف إلى ذلك أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث شددت على أن تدهور النظام الصحي وعدم المقدرة على تلبية الاحتياجات الطبية العاجلة أمر يجب أن يثير قلق جميع الدول والحكومات.

كما أعربت عن أسفها إزاء قتل الصحفيين، مؤكدة أن العاملين في مجال الصحافة لم يسلموا من القتل فقد بلغت الحصيلة مقتل نحو 110 صحفيين حتى الآن.

وقالت: "إن مقتل مصطفى ثريا وحمزة وائل دحدوح مؤخرا في 7 يناير، وبشكل مأساوي، يوضح هذا الواقع الوحشي، كما أن رد فعل منظمة الأمم المتحدة، التي عبرت عن قلقها البالغ إزاء ارتفاع عدد القتلى، يؤكد ضرورة التحرك الدولي لحماية الذين يخاطرون بحياتهم لكشف حقيقة ما يحدث في قطاع غزة". 

وقالت سفيرة فلسطين لدى فرنسا: "يجب على المجتمع الدولي ألا يعترف بهذه الحقائق فحسب، بل يجب عليه أيضا أن يتحرك ضد هذه الفظائع من أجل حماية الذين يظهرون للعالم أجمع حقيقة الوضع في غزة".

وختمت تصريحاتها بالقول: "لقد حان الوقت للتحرك ووضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب، وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني"، مشددة على ضرورة وقف دائم لإطلاق النار دون تأخير .. إنها مسؤولية قانونية وأخلاقية تقع على عاتق المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي التحرك لوقف هذه المجازر. وأضافت أن فلسطين ستتخذ كافة الإجراءات الممكنة لوضع حد لأعمال الإبادة الجماعية الجارية وضمان محاسبة المسؤولين عنها أمام محكمة العدل الدولية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سفيرة فلسطين لدى فرنسا دعوي جنوب أفريقيا ضد إسرائيل إمام العدل الدولية خطوة حاسمة سعي ا لتحقيق الإبادة الجماعیة أبو حصیرة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ناشونال إنترست: هل تشعل واشنطن حربا ثالثة في الكونغو الديمقراطية؟

قال باحث أميركي إن الصراع الأكثر دموية في القرن الـ21 لم يكن في أوكرانيا، أو قطاع غزة، أو ليبيا، أو أفغانستان، أو السودان، بل في جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا).

وأضاف مايكل روبين، كبير الباحثين في معهد "إنتربرايز" الأميركي ومدير تحليل السياسات في منتدى الشرق الأوسط، أن حرب الكونغو الثانية (1998-2003) تسببت في مقتل أكثر من 5 ملايين شخص بين المدنيين، وفقا لبعض التقديرات.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيكونوميست تحذر من نشوب حرب مرعبة بين حزب الله وإسرائيلlist 2 of 2لماذا تصنع روسيا طائرة جديدة مع بيلاروسيا؟end of list

وحتى لو كان العدد الحقيقي للضحايا هو نصف الرقم الذي أشارت إليه التقديرات، فإن الباحث أعرب، في مقالة بمجلة "ناشونال إنترست" الأميركية، عن اعتقاده بأن حصيلة الوفيات لا تزال أكبر بكثير من المذبحة التي وقعت في إقليم دارفور غربي السودان في الفترة ما بين عامي 2003-2005.

وانتقد سياسات وزارة الخارجية الأميركية والأمم المتحدة، التي قال إنها تعمل على تأجيج نيران الصراع وتهدد بإشعال الحرب من جديد.

إهمال الدبلوماسية

وقال إن المشكلة الأولى تكمن في أن تجاهل دور الدبلوماسية يُلهب جذوة الحرب، مضيفا أن بإمكان الولايات المتحدة أن تنفق عشرات الملايين من الدولارات على الدبلوماسية والاستخبارات، ولكن إذا كان التقاعس هو سيد الموقف فإن المشاكل ستنتشر مثل السرطان.

وضرب روبين أمثلة على ذلك بما فعلته الإدارات الأميركية المتعاقبة من غض الطرف عن الكثير من الأزمات حول العالم وهي ذات السياسة التي تُميّز السياسة الأميركية الحالية إزاء منطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا، وفق المقال.

ولفت الباحث الأميركي إلى أن معظم الناس في الغرب يعتقدون أن الإبادة الجماعية ضد أقلية التوتسي العِرقية في رواندا عام 1994 قد انتهت عندما طردت الجبهة الوطنية الرواندية متطرفي الهوتو وعصابات "إنتراهاموي" المدعومة من فرنسا عبر الحدود إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقد مرت 3 عقود على تلك الإبادة الجماعية في رواندا وهي واحدة من أحلك الأحداث في تاريخ العالم.

تشبه ما قبل الإبادة برواندا

وأوضح كاتب المقال أن الوقائع في شرق الكونغو حاليا تشبه على نحو لافت الأحداث التي سبقت الإبادة الجماعية في رواندا قبل 3 عقود.

وقال إن شرق الكونغو يشهد حاليا ازدهارا لمليشيات مسلحة، بعضها عصابات إجرامية، وأخرى عرقية، وغيرهما من مليشيات حماية محلية، في طريقه إلى الفوضى.

وزعم روبين أن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة حاليا في منطقة البحيرات العظمى في أفريقيا هي تأجيل الأمور إلى ما لا نهاية، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، ومديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور لا يدركون أن الأوضاع تتسارع.

الخطابة لا تمنع حربا ثالثة

وخلص الكاتب إلى أن الخطابة وحدها لن تمنع اندلاع الحرب، وبدلا من ذلك، ينبغي على إدارة بايدن وخليفتها اتباع نهج عدم التسامح مطلقا مع خطاب الإبادة الجماعية والتحريض العرقي.

ويختم مقاله بأن على العالم الاستعداد لاندلاع حرب ثالثة في الكونغو إذا استمرت إدارة بايدن في اعتماد الإهمال نهجا للتعامل مع ما يحدث في منطقة البحيرات الأفريقية العظمى، محذرا من أن الحرب ستوقع الملايين من القتلى وسيكون كل الشعب الكونغولي هو الخاسر في نهاية المطاف.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء الفلسطيني يدعو المجتمع الدولي إلى وقف الإبادة الجماعية في غزة
  • لليوم الـ 272 .. إسرائيل تواصل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة
  • ناشونال إنترست: هل تشعل واشنطن حربا ثالثة في الكونغو الديمقراطية؟
  • موظفة بـ«الداخلية الأمريكية» تستقيل من منصبها لدعم إدارة بايدن للإبادة في غزة
  • وزارة الخارجية والمغتربين : إن الكيان الإسرائيلي يثبت يوماً بعد يوم بأنه لا يعير أي اهتمام للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، ويستهتر عن عمد بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويستمر في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، التي راح ضحيتها
  • صحف سعودية: على المجتمع الدولي اتخاذ مواقف حاسمة لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • احتجاجات متضامنة مع فلسطين على هامش بطولة "ويمبلدون" في بريطانيا
  • لليوم الـ 270.. إسرائيل تواصل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة
  • محكمة العدل الدولية: إسبانيا قدمت طلباً للانضمام إلى دعوى جنوب إفريقيا ضد “إسرائيل”
  • مظاهرات في لوجروينو الإسبانية للمطالبة بمقاطعة إسرائيل وإنهاء الإبادة في غزة