سرايا - حركة دبلوماسية نشطة تسابق النار المشتعلة على امتداد الجبهات، إذ تستقطب بيروت حراكاً مكثّفا على محاور متعددة في المنطقة. وتتصدر ظاهرة تقاطر المبعوثين الدوليين - خصوصاً الغربيين - إلى لبنان مشهد هذا البلد المترنح وسط أزمات عاصفة… زُحام يعكس تصاعد القلق الخارجي من اتساع المواجهات الميدانية بين الاحتلال وحزب الله عبر الحدود الجنوبية .



شدّت الدبلوماسية الدولية الرحال الى لبنان الغارق في الشكوك والمخاوف في ظل اشتداد الأخطار المتأتية من تحول الحدود الجنوبية إلى جبهة حرب مفتوحة بعد ثلاثة أشهر من المناوشات التكتيكية المحسوبة.
بين زيارات الموفدين الأوروبيين كانت محطة لوزيرة الخارجية الألمانية التي انتهت محادثاتها بحسب معلومات خاصة لرؤيا بالتركيز على حصر الوجود العسكري في منطقة عمل اليونيفيل بالجيش اللبناني والقوات الدولية وانسحاب حزب الله من جنوب الليطاني؛ أي بعمق حوالي 30 كيلومترا عن خط الحدود البالغ طوله 120 كيلومتراً . بالتزامن على لبنان تنفيذ القرارات الدولية بالكامل خصوصا الـ1701 الذي عزز انتشار اليونيفيل في الجنوب عقب حرب تموز 2006.

لكن صناعة الحل ليست فقط في دوائر السلطة اللبنانية بل عند حزب الله وضابط الايقاع يبقى واحد وهو واشنطن راعية الحلّ، والتي ستعمل على صناعته من بوابة الجنوب لأن كل المعطيات تؤكد أن مفاتيح الحلول تمر كبداية حتمية بإنهاء حرب غزة.

الحراك الناشط في لبنان تُوّج بزيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتين بعد أيامٍ على استهداف الاحتلال قيادي حماسي رفيع في الحارة الجنوبية وقيادي ميداني لحزب الله قرب الحدود.

هوكشتين حمل معه ما سمعه من المسؤولين الاسرائيليين وان كانت المعلومات المُتاحة لرؤيا تؤكد أنه لم يحمل معه مبادرة متكاملة، بل بلورة لخطة عمل قد تشكّل نقطة انطلاق بعد نهاية الحرب في غزة. وبدا لافتا أن المراجع الرسمية اللبنانية حذّرت من الإسراف في التوقعات المتصلة بمهمة هوكشتاين، وفضلت التريث بانتظار انتهاء جولته. لكن مصادر مطلعة تؤكد لرؤيا أن الشق الأساسي والعاجل من مهمته يتصل بمحاولة أميركية متقدمة لتهدئة الجبهة الجنوبية وتقليص رقعة خطر اشتعالها تمهيدا لإحياء جهوده صوب إطلاق مفاوضات بشأن اتفاق لبناني إسرائيلي على الحدود البرية.

وبانتظار الأصداء التي يفترض أن تتركها مهمة هوكشتين تؤكد مصادر لرؤيا أنّ الحل السياسي يبدو صعبا ومعقداً والأكيد أن استعراض القوة على الجبهة سيكون جزءا من عملية التفاوض.

لا شك أن المنطقة على مفترق طرق بين تسوية منشودة أو حرب واسعة. ورغم زحمة الموفدين الى المنطقة، لا يبدو أفق هذه الحرب مفتوحاً على حلول أقله حتى الساعة. فالميدان يتقدم على الحراك الدبلوماسي في لبنان والكلمة الفصل ما تزال للوقائع الحربية والتصعيد، على الجبهات.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

المعادلة الجديدة بين بيروت وتل أبيب.. تصعيد عسكري بين حزب الله وإسرائيل

 

في تصعيد ميداني خطير، أطلق حزب الله اللبناني عددًا كبيرًا من الصواريخ على أهداف عسكرية في إسرائيل، بما في ذلك مدينة تل أبيب وقاعدة استخبارات عسكرية بالقرب منها، بالإضافة إلى قاعدة بحرية في الجنوب.

ووفقًا لخدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء"، أسفر الهجوم عن إصابة 11 شخصًا على الأقل، بينهم شخص بحالة خطيرة، في وقت أعلنت فيه مصادر أخرى عن استهداف أكثر من 300 صاروخ لمواقع إسرائيلية في مناطق مختلفة، بما في ذلك قاعدة حيفا البحرية والضفة الغربية.

في المقابل، نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت والبلدات المجاورة لها، مما أسفر عن تدمير واسع النطاق وخسائر بشرية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.

هذه التطورات تأتي في وقت حساس، حيث ناقش المحللون العسكريون والدبلوماسيون ما إذا كانت هذه الخطوات تأتي في إطار محاولة حزب الله لتثبيت معادلة بيروت مقابل تل أبيب.

وفي هذا السياق، أشار العميد المتقاعد وهبي قطيشا إلى أن التصعيد العسكري يحمل مخاطر جسيمة على لبنان، خصوصًا إذا قاد إلى توسيع العمليات الإسرائيلية العسكرية في لبنان.

كما تطرقت التحليلات إلى استهداف الجيش الإسرائيلي لموقع عسكري تابع للجيش اللبناني في منطقة العامرية، مما أسفر عن مقتل أحد الجنود اللبنانيين.

هذا الهجوم، حسب قطيشا، يمثل رسالة مزدوجة:

أولًا، الضغط على الحكومة اللبنانية للتعامل مع حزب الله، وثانيًا، تمهيد الطريق لعمليات توغل إسرائيلية أوسع في الجنوب اللبناني.

من ناحية أخرى، تم طرح مبادرات دولية للتهدئة، أبرزها تلك التي دعت إليها الولايات المتحدة وفرنسا، والتي تنص على وقف إطلاق النار ووجود مراقبين دوليين.

ولكن هذه المبادرات تواجه تحديات كبيرة، مثل رفض إسرائيل مشاركة فرنسا في لجنة الرقابة، ما يعوق التوصل إلى اتفاق.

وفيما يزداد تعقيد المشهد، أشار قطيشا إلى أن التصعيد قد يؤدي إلى حل سياسي مستقبلي، قد يشمل تعديلات على القرار الدولي 1701، ولكنه أكد على ضرورة عودة الدولة اللبنانية إلى سيادتها الكاملة على أراضيها، مع التأكيد على ضرورة حماية سلامة لبنان واستقلاله بعيدًا عن الهيمنة الإقليمية أو الأجنبية.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي ينذر بإخلاء مواقع في ضاحية بيروت الجنوبية
  • بوريل بعد هوكشتين
  • إسرائيل تؤكد اقتراب اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان وبيروت تتمسك بالقرار 1701
  • المعادلة الجديدة بين بيروت وتل أبيب.. تصعيد عسكري بين حزب الله وإسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي ينذر مواقع في ضاحية بيروت الجنوبية بالإخلاء
  • صحيفة لبنانية: هوكشتين طعم إسرائيلي.. ونتنياهو لا يريد حلا
  • الأخبار: هوكشتين طعم إسرائيلي.. ونتنياهو يرد بالنار على الملاحظات اللبنانية
  • بعد حديث عن اتفاق.. غارات إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية
  • بالفيديو.. غارة إسرائيلية تنسف مبنى في ضاحية بيروت الجنوبية
  • اشتراكي تعز يؤكد على حق "تقرير المصير" للمحافظات الجنوبية في أي تسوية للحل الشامل في اليمن