"حزب الله" يُمطر "كريات شمونة" بوابل من الصواريخ
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
بيروت- الوكالات
أطلق حزب الله اللبناني عشرات الصواريخ على مستوطنة كريات شمونة ردا على الهجمات الإسرائيلية، التي قتلت اليوم الخميس مُسعفين في هيئة صحية تابعة للحزب.
وقال حزب الله مساء الخميس إنه استهدف تجمعًا لجنود إسرائيليين في موقع تل شعر بالأسلحة الصاروخية وحقق إصابات مباشرة، كما استهدف بالصواريخ جنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع بركة ريشا وأوقع قتلى وجرحى في صفوفهم، وفقا للحزب.
وفي وقت سابق من اليوم قال حزب الله -في بيان- إنه قصف كريات شمونة في الجليل الأعلى قرب الحدود مع لبنان بعشرات الصواريخ "ردا على الاعتداءات الصهيونية على المدنيين".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 30 صاروخا وقذيفة أطلقت من لبنان باتجاه بلدات في الجليل الأعلى من بينها كريات شمونة.
ومنذ صباح اليوم أعلن الحزب عن سلسلة من العمليات ضد المواقع الإسرائيلية وتجمعات الجنود، وقال إنها خلفت قتلى وجرحى. وأوضح الحزب أن مقاتليه استهدفوا بالصواريخ جنودا إسرائيليين في محيط تلة الطيحات وجبل نذر، وأوقعوهم بين قتيل وجريح. كما استهدف الحزب موقع الرمتا في مزارع شبعا المحتلة وموقع المالكية، مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن حزب الله أن إسرائيل استهدفت مركزا للدفاع المدني التابع لـ"الهيئة الصحية الإسلامية" في بلدة حانين جنوبي لبنان، مما أدى إلى مقتل شخصين وسقوط عدد من الجرحى كانوا في المركز. وأضاف الحزب -في بيان- أن ما حصل "اعتداء صارخ على مركز يقوم على خدمة المواطنين اللبنانيين وإغاثتهم وإسعاف الجرحى والمصابين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على بلدنا وشعبنا".
وقالت الهيئة الصحية الإسلامية إن الغارة الإسرائيلية تسببت -أيضا- بتدمير سيارة إسعاف.
يأتي ذلك بينما أجرى المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكشتاين مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت، دعا خلالها إلى العمل على تجنب تدهور الوضع على الحدود إلى الأسوأ. وقال هوكشتاين "نفضل الحل الدبلوماسي، وأعتقد أن لبنان وإسرائيل يريدان ذلك".
وخلال اجتماعه برئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، شدد المبعوث الأمريكي على "ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، حتى لو لم يكن ممكنا التوصل إلى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن". ودعا هوكشتاين إلى العمل على التوصل إلى "حل وسط مؤقت، حتى لا تتدهور الأمور نحو الأسوأ".
من جهته، شدد نجيب ميقاتي رئيس الوزراء اللبناني على "أولوية وقف إطلاق النار في غزة، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الصحة اللبنانية: 3 شهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي صباح اليوم
قالت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم السبت، إن ضحايا اعتداءات الاحتلال على بلدات الجنوب وصل إلى 3 شهداء منذ صباح اليوم.
اقرأ أيضاً: الجيش الإسرائيلي يحذر سكان جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم
وأكدت وسائل إعلام لبنانية إلى وقوع إصابات في أوساط الشعب اللبناني في بلدة بني حيان جنوب البلاد إثر تعرضه للإصابة بقنابل ألقتها مُسيرة إسرائيلية.
وفي هذا السياق، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، :"حريصون على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودة سكان الجنوب إلى منازلهم".
وأضاف :" سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة".
الصراع بين لبنان وإسرائيل هو واحد من أكثر النزاعات تعقيدًا وديمومة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يعكس تراكمًا طويلًا من القضايا السياسية، الأمنية، والجغرافية. بدأ هذا الصراع بشكل بارز منذ إنشاء دولة إسرائيل عام 1948، عندما تدفقت أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان، ما أضاف تحديات سكانية واقتصادية إلى هذا البلد الصغير. تطورت الأحداث مع مرور الزمن، خاصة بعد اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 بهدف القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، والتي كانت تتمركز في بيروت آنذاك.
شهدت العلاقات بين الجانبين تصاعدًا خطيرًا مع ظهور حزب الله في الثمانينيات، الذي يعتبر لاعبًا رئيسيًا في هذا الصراع. تم تأسيس الحزب بمساعدة إيران كقوة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني، والذي استمر حتى عام 2000. رغم انسحاب إسرائيل من معظم الأراضي اللبنانية، فإن النزاع لم ينتهِ، حيث لا تزال مناطق مثل مزارع شبعا مثار جدل بين الطرفين.
في عام 2006، اندلعت حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله بعد أسر الحزب جنديين إسرائيليين، ما أدى إلى دمار كبير في البنية التحتية اللبنانية وسقوط آلاف القتلى والجرحى. ومنذ ذلك الحين، استمر التوتر على الحدود الجنوبية، وسط مواجهات متفرقة وحروب كلامية.
يُعقِّد هذا الصراع تدخل قوى إقليمية ودولية، حيث يلعب كل من إيران وسوريا دورًا في دعم حزب الله، بينما تحظى إسرائيل بدعم قوي من الولايات المتحدة. يعتبر هذا النزاع جزءًا من شبكة أوسع من الصراعات في المنطقة، مع تأثيرات تمتد إلى السياسة اللبنانية الداخلية والتوازنات الإقليمية.