"مُرافعة القرن": إسرائيل تفلت من العقاب منذ 76 عامًا.. وغزة تحوّلت إلى "قبر كبير".. ونتنياهو يأمر بنفسه بتنفيذ "الإبادة الجماعية"
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
الرؤية- المحرر السياسي
انطلقت، اليوم الخميس، ما يمكن وصفها بـ"مرافعة القرن"؛ حيث استمعت محكمة العدل الدولية، لدعوى جنوب إفريقيا التي تتهم دولة الاحتلال الإسرائيلي بجريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وتطالب بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية في قطاع غزة.
وقدم فريق من المحاميين التابع لجنوب أفريقيا مرافعة تاريخية رصدت جرائم الاحتلال الإسرائيلي منذ نكبة 1948 وحتى اليوم، مؤكدًا بالأدلة والبراهين والقرائن ما يُثبت ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جريمة الإبادة الجماعية في فلسطين.
وقال وزير العدل في جنوب إفريقيا وممثلها أمام محكمة العدل الدولية إن الاحتلال أفلت من العقاب منذ 1948، مضيفًا أن الدمار والعنف لم يبدأ في السابع من أكتوبر 2023؛ بل منذ عقود؛ حيث تعرض الفلسطينيون للاضطهاد، وأن إسرائيل تفرض منذ سنوات حصارًا على قطاع غزة.
وقال الفريق القانوني لجنوب إفريقيا إن أعمال القتل الإسرائيلية "كبيرة جدًا" وإن جثث الفلسطينيين تُدفن في مقابر جماعية. وأضاف أن مئات من العائلات في غزة مُسحت بالكامل ولم يبق منها أي فرد على قيد الحياة، مشيرًا إلى أن الجنود الإسرائيليين يلتقطون صورًا لأنفسهم وهم يحتفلون بتدمير المدن والقرى. وأوضح الفريق في مرافعته أن أكثر من 80% من سكان غزة يعانون من الجوع، وأن إسرائيل فرضت عن عمد ظروفًا في غزة لعدم السماح بالعيش والتدمير الجسدي للفلسطينيين، وتتعمد خلق ظروف تحرم الفلسطينيين من المأوى والمياه النظيفة، علاوة على أن ما يدخل قطاع غزة من مساعدات لا يكفي حاجة سكانه، كما إن الأمراض والجوع تفتك بقطاع غزة. وتابع الفريق القانوني في مرافعته بالقول إن المصابين في قطاع غزة محرومون من الرعاية الصحية اللازمة لإنقاذ حياتهم، وإن إسرائيل ترتكب عنفًا جنسيًا بحق النساء والأطفال.
وخلص الفريق إلى أن أفعال إسرائيل تشير إلى نية ارتكاب إبادة إنسانية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تُحدد مناطق آمنة للفلسطينيين في قطاع غزة ثم تقوم بقصفها، وأن ما أثبتته الوقائع في قطاع غزة يقتضي تدخل هذه المحكمة.
وشدد الفريق القانوني على أن النية لتدمير قطاع غزة موجودة لدى أعلى المستويات السياسية في إسرائيل، وأن نية ارتكاب إبادة جماعية في غزة توجه أفعال وسلوك الجنود الإسرائيليين على الأرض، كما إن إسرائيل تستخدم الخطاب الديني لتبرير قتل الأطفال والمدنيين في غزة.
وأكد الفريق القانوني أن فشل حكومة الاحتلال الإسرائيلي في منع وإدانة دعوات الإبادة يمثل انتهاكًا صارخًا لاتفاقية منع الإبادة، التي وقّعت عليها إسرائيل، مشيرين إلى أن اتفاقية منع الإبادة تهدف لحماية الشعوب، وأن واجب المجتمع الدولي منع انتهاكها.
وأضاف أن إسرائيل منعت الماء والغذاء والوقود من الوصول إلى قطاع غزة، وأنها مستمرة في استهداف البنى التحتية الحيوية في قطاع غزة.
وأضاف الفريق القانوني في مرافعته أن هناك من يؤجج ويحرض على ارتكاب الإبادة الجماعية في إسرائيل منهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وشدد الفريق القانوني على أنه يبني مرافعته على قرارات المحكمة السابقة وأن حقوق الفلسطينيين تستحق الحماية بناءً على الأدلة التي قُدِّمت للمحكمة؛ حيث إن المواد المُقدَّمة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب ويواصل ارتكاب أفعال يُمكن أن توصف بأنها "إبادة جماعية".
ودعا الفريق القانوني إلى ضرورة حماية الحقوق للفلسطينيين بشكل طارئ؛ حيث إن الحقوق الأساسية للفلسطينيين تُنتَهَك، وأن هناك تصريحات كثيرة من الأمم المتحدة والخبراء والدول كلها مذكورة في طلب جنوب إفريقيا وتؤكد أفعال الإبادة الجماعية.
وأكد الفريق أنه من الواجب منع ارتكاب جرائم "الإبادة الجماعية"، وهو نابع من ضرورة حماية الفلسطينيين في قطاع وحقهم في عدم التعرض للإبادة، وأنه ينبغي أن لا تنظر المحكمة فقط في نية ارتكاب الإبادة بالاستناد للتصريحات؛ حيث إن محاولة التبرير لن يُنقذ دولة الاحتلال الإسرائيلي من نية ارتكاب الإبادة الجماعية.
وانتقد الفريق القانوني لجنوب إفريقيا الأسرة الدولية التي أكد أنها خذلت الشعب الفلسطيني على مدى سنوات، مشددين على أن المدنيين في غزة محميون بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية.
وأكد الفريق أن من حق الفلسطينيين في قطاع غزة عدم التعرض للإبادة الجماعية، مشيرين إلى أن 13 دولة عبّرت عن دعمها للقضية ما يؤكد ضرورة اتخاذ المحكمة تدابير مؤقتة.
وقال الفريق القانوني لجنوب إفريقيا إن معظم مباني غزة ومنشآتها مُسِحَ عن الأرض، وإن 48 امرأة و117 طفلًا في قطاع غزة يلقون حتفهم يوميًا، وأن أكثر من 10 أطفال في قطاع غزة يفقدون يوميًا طرفًا واحدًا على الأقل من أطرافهم، مشددين على ضرورة وقف قتل غزة وشعبها.
وانتقد الفريق عدم تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بتيسير وصول المساعدات إلى غزة.
وفضح الفريق تفاصيل عن تعرض عائلات بأسرها في قطاع غزة للتشريد واقتياد أفرادها إلى أماكن مجهولة، كما إن مئات المعلمين والأكاديميين في قطاع غزة قُتِلُوا.
وقال الفريق إن إسرائيل مُستمرة في إنكار مسؤوليتها عن الأزمة الإنسانية التي خلقتها في قطاع غزة ، وإن ما يواجهه الفلسطينيون في غزة يُلزم المحكمة بفرض إجراءات لحمايتهم.
وشدد الفريق على أن فشل المجتمع الدولي في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة، ،سيكون له تداعيات عالمية، مشيرًا إلى أن الأمر يتعلق بالإجراءات المؤقتة التي يمكن للمحكمة فرضها قبل البت في القضية.
وأكد الفريق أن إسرائيل قصفت قطاع غزة المُحاصر على مدى 3 شهور في مسعى لتدميره، وأن الغالبية العظمى من الضحايا في غزة أبرياء، كما إن عدم اتخاذ المحكمة أي إجراء مؤقت يدفع المعتدي للاستمرار في أفعاله.
وقال الفريق القانوني إن جنوب إفريقيا تطالب بالتعليق الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مضيفًا أن البراهين تدل على انتهاك واضح لحقوق الفلسطينيين في غزة، في انتهاك صارخ لمعاهدة منع الإبادة الجماعية.
وطالب الفريق القانوني بضرورة إلزام إسرائيل بعدم اتخاذ أي إجراءات للتهجير القسري أو النزوح أو الحرمان من المساعدات الإنسانية والماء والوقود والسكن والملاجئ والطعام وأي إمكانات أخرى، إلى جانب الامتناع عن تدمير حياة الفلسطينيين في قطاع غزة.
وانتقد الفريق ما أكد أنه "إفلات كامل" لإسرائيل من جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن المناظر المروعة في قطاع غزة حوَّلت القطاع إلى "قبر كبير". وأضاف أنه من المنتظر أن تؤدي هذه القضية إلى تغيير الواقع المؤلم على الأرض في قطاع غزة.
وشدد الفريق على أن هذه القضية لا تستهدف اليهود، لكنها ضد الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
غاري لينيكر يستمر بانتقاد الاحتلال ويعيد نشر مقال يرفض الإبادة الجماعية في غزة
أكد نجم منتخب إنجلترا السابق غاري لينيكر، أن الرياضة قد تكون أداة غير مباشرة للتغيير الاجتماعي، وأن الوقت قد حان لاتخاذ موقف ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأعاد لينيكر، الذي صدر عنه العديد من المواقف المنتقدة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، نشر مقال لصحيفة الغارديان البريطانية عنوانه نفس النشر الذي نشره عبر حسابه الخاص على منصة "إكس" (تويتر سابقا).
This: Sport may be a blunt tool of social change, but it’s time to take a stand against Israel | Sport politics | The Guardian https://t.co/KXwm8tQtwj — Gary Lineker (@GaryLineker) November 22, 2024
وقال كاتب المقال جوناثان ليو "إننا نتمتم بأشياء ونشعر باليأس في صمت، ونراقب كلماتنا، ونلتزم الصمت، أو ننظر بعيدا، لأن القيام بخلاف ذلك يعني مواجهة سلسلة من التهديدات والتشهير والإساءة، وهو نوع من التوبيخ العلني الذي يهدف في الأساس إلى تشتيت الانتباه وتقسيم الناس وتثبيط عزيمتهم، هل المجاعة أمر سيئ؟ آه، إنها مسألة معقدة، وماذا عن قصف المستشفيات أو المناطق السكنية؟".
وأضاف ليو "يواجه ما يقرب من مليوني شخص في غزة خطر الموت جوعاً، وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 76 فلسطينياً قتلوا في غضون 24 ساعة يوم الاثنين، ولكن لا أحد يبدو أنه يعرف من فعل ذلك، أو من كان مسؤولاً عنه، أو ما إذا كان هذا تطورا مرحبا به أم غير مرحبا به. وفي الوقت نفسه، وعد وزير الأمن القومي الإسرائيلي بالنقل الطوعي لجميع مواطني غزة".
وذكر أنه "في هذه المساحة بالذات ــ المساحة التي تلتقي فيها حكومة يمينية متطرفة عرقية قومية غير متوازنة بالأرض المتسخة التي كانت تشكل الخطاب العام في الماضي ــ لم يعد أي شيء يعني أي شيء حقاً. فالكلمات قد تشير إلى أي شيء تريده. والأفعال لا تترتب عليها عواقب، فالأمم المتحدة سيئة في واقع الأمر، والقصف هو شكل من أشكال الدفاع، والأطفال حديثي الولادة قد يكونون أضراراً جانبية، والموتى ليسوا أمواتاً، لأنك لا تستطيع أن تكون إنسانا إذا لم تكن موجودا في المقام الأول".
وتسائل "اللافتة التي تحمل عبارة "فلسطين حرة" في حديقة سلتيك أو بارك دي برينس؛ والمقاعد الستين ألفاً الفارغة في ستاد فرنسا يوم الخميس الماضي؛ وبضع كلمات تضامن قصيرة من أيقونات عالمية مثل كوكو جوف أو لويس هاملتون أو كيري إيرفينج: هل يعني هذا أي شيء؟ أبعد من ما هو عليه؟ هل يمكن أن يكون هذا أكثر من لهب متوهج في مواجهة عاصفة إبادة جماعية لا يمكن إيقافها؟".
وأكد "لا أحد يعلم.. لكننا نعرف، أو ينبغي لنا أن نعرف، الصواب من الخطأ، قتل الأطفال خطأ، والحكومة التي تعلن أن بعض البشر أكثر قيمة من غيرهم خطأ، والمجاعة خطأ، كيف يكون هذا معقداً؟ كيف يكون هذا بداية نقاش، وليس نهاية نقاش؟ كيف يمكن أن نؤطر هذا الاستعراض المروع للعنف باعتباره الخيار الحميد، والمقاومة له ــ حتى عندما تأتي من اليهود أنفسهم ــ باعتبارها نوعاً من الكراهية المتعالية، وليس أبسط عمل من أعمال الضمير؟".
وفي أيار/ مايو الماضي، أكد لينيكر أنه لن يتوقف عن التحدث علنًا عما يجري في غزة في ظل ما يتعرض له سكان القطاع من قصف وتقتيل وتجويع على يد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال لينيكر في تصريحات نقلتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية حينها: "إن ما يحدث في غزة هو أسوأ شيء رأيته في حياتي، وهناك الكثير من الضغوط على الشخصيات في بريطانيا لكي يلتزموا الصمت".
وأضاف "هناك ضغوط شديدة تمارس ضد الأشخاص الذين يتحدثون علنًا ضد إسرائيل، ولكن أنا يمكنني التحدث لأنني آمن إلى حد ما ولا أستطيع الصمت".
وكان لينيكر قد استضاف برنامج كرة قدم أسبوعي منذ عام 1999 وأصبح المقدم الأعلى أجرا في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وحصل على أكثر من 1.35 مليون جنيه إسترليني (1.74 مليون دولار).
وبعد سنوات طويلة من العمل في الهيئة البريطانية، وعلى وقع الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، أعلنت "بي بي سي" أن لينيكر تنحى عن منصبه كمقدم مشارك لبرنامج "شخصية العام الرياضية"، وذلك بعد أنباء عن مغادرته برنامج "مباراة اليوم" الذي يبث لنحو ربع قرن.
قرار التنحي جاء بعد أزمة سابقة بين أسطورة كرة القدم و"بي بي سي"، بسبب تصريحاته الرافضة للإبادة الجماعية في غزة وانتقاداته ضد الحكومة البريطانية المحافظة السابقة برئاسة ريشي سوناك بخصوص الهجرة.
لكن لينيكر سيواصل أداء أدوار أخرى في هيئة الإذاعة البريطانية، حتى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وكأس الاتحاد الإنكليزي للموسم المقبل. وسيبث البودكاست الخاص به عبر منصة "بي بي سي ساوندز".
وإن كان تنحي لينيكر لم يربط مباشرة بخلافاته مع "بي بي سي" بسبب غزة، إلا أن القضية تعود لعام 2022، حين طلبت منه الاعتذار عن تشبيهه لغة الحكومة المحافظة برئاسة سوناك باعتبارها تشبه لغة ألمانيا في ثلاثينيات القرن العشرين، وبعد رفضه المبدئي الاعتذار انضم زملاؤه المذيعون إلى إضرابه، وأعادته "بي بي سي" لاحقا.
وتعرضت "بي بي سي" لانتقادات بسبب تحيز تغطيتها للإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة .