بغداد اليوم- متابعة

بدأت اليوم الخميس (11 كانون الثاني 2024) في سلطنة بروناي الدولة النفطية الصغيرة والغنية احتفالات تستمر عشرة أيام بمناسبة زواج الأمير عبد المتين (32 عاما)، الذي كان حتى ذلك الحين أحد أشهر العازبين في آسيا.

وأقيمت مراسم إسلامية لمناسبة زفاف الأمير وعروسه يانغ موليا أنيشا روزناه (29 عاما) حفيدة أحد مستشاري السلطان، الخميس، في مسجد السلطان عمر علي سيف الدين ذي القباب الذهبية في العاصمة بندر سري بيغاوان.

ونقلت سيارة فاخرة الأمير الشاب ببزته التقليدية البيضاء المزينة بتطريزات على شكل الماس وعماماته التقليدية المنسجمة معها، إلى المسجد.

وقد جلس على وسادة صفراء مرتفعة أمام الإمام الذي ترأس المراسم المخصصة للرجال فقط بحضور السلطان وأقاربه وضيوفه، ثم اقترب من والده وقبّل يده.

ومتين هو الابن العاشر للسلطان حسن بلقيه (77 عاما) أحد أقدم حكام العالم في السلطة ويقود النظام الملكي منذ تنازل والده عن العرش في 1967.

وحكم السلطان الذي كان في وقت أغنى رجل في العالم، هذه الدولة التي كانت تحت الحماية البريطانية حتى 1984 وتطبق الشريعة الإسلامية منذ 2019.

وتُتوج احتفالات الزفاف الملكي الأحد بحفل فخم في القصر الضخم المكون من 1788 غرفة وموكب عبر المدينة. 

ويتوقع مشاركة أعضاء من العائلات المالكة الكبرى في العالم وعدد من القادة السياسيين.

وقالت الطالبة الجامعية شهيدة وفا محمد شاه (22 عاما) لوكالة فرانس برس قرب مسجد عمر علي سيف الدين حيث يقام حفل الزفاف "إنه يشبه قصص الخيال".

وينوي عدد كبير من سكان البلاد التي تبلغ مساحتها 5700 كيلومتر مربع متابعة الموكب الأحد عندما يلقي الزوجان الملكيان التحية على متن عربة تجرها الخيول.

وقال سيف الرضا (19 عاماً) "يبدو الأمر وكأنه مشهد من فيلم".

ثروة هائلة

تشكل فخامة هذا الزفاف صورة للثروة الهائلة لهذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 450 ألف نسمة، ومصدر ازدهاره بالكامل تقريبا هو احتياطياته النفطية الهائلة، التي يتم استغلالها منذ ثلاثينيات القرن العشرين.

ويعد نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي السنوي الذي يبلغ 36 ألف دولار حسب صندوق النقد الدولي، من الأعلى في العالم. لكن بروناي تواجه تحديات خطيرة في تنويع اقتصادها مع استمرار تقلب أسعار النفط وتضاؤل احتياطياتها.

وكان السلطان يعتبر لفترة طويلة أغنى رجل في العالم ويمتلك قصرا من الأكبر في العالم ومجموعة واسعة من السيارات الفخمة.

وقد أقيمت احتفالات كبيرة في 2017 بمناسبة مرور خمسين عاما على اعتلائه العرش. وهو حاليا أقدم ملك يحكم حتى الآن منذ وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية. وقد اختار ابنه البكر المهتدي بالله في 1998 ليكون وليا للعهد لضمان استمرار حكم العائلة.

وبروناي المملكة التي يبلغ عمرها أكثر من ألف عام، شريط يقع على الحدود الشمالية لجزيرة بورنيو في جنوب شرق آسيا. وقد تأثرت لفترة طويلة بالديانتين البوذية والهندوسية لكنها اعتنقت الإسلام في القرن الرابع عشر.

وفي 2019، أصبحت هذه الملكية المطلقة أول دولة في جنوب شرق آسيا تطبق قانون عقوبات يستند إلى الشريعة الإسلامية وينص على عقوبة الرجم حتى الموت بتهمة الزنا والعلاقات الجنسية المثلية، وبتر اليد أو القدم في حالات السرقة.

ويعتبر ناشطو حقوق الإنسان هذه العقوبات "همجية" لكنها لم تطبق بعد ردود فعل دولية غاضبة.

يشبه الأمير هاري

تبدو فرص اعتلاء عبد المتين يوما ما عرش السلطنة ضئيلة، إلا أن مظهره الشاب ومتابعته الضخمة على وسائل التواصل الاجتماعي جعلته أحد أشهر أعضاء العائلة الملكية.

وهو طيار مروحية في القوات الجوية لبلاده وتشبهه وسائل الإعلام في أغلب الأحيان بالأمير هاري، ثاني أبناء ملك بريطانيا تشارلز الثالث.

وتخرّج عبد المتين من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية المرموقة، وهو أيضاً لاعب بولو مشهور مثل بلاده في دورة ألعاب جنوب شرق آسيا 2019.

وفي السنوات الأخيرة لعب دورا متزايدا في الدبلوماسية الدولية ورافق والده في جنازة الملكة إليزابيث الثانية وتتويج تشارلز الثالث والملكة كاميلا في مايو آيار الماضي.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: فی العالم

إقرأ أيضاً:

60 عاما على إعلان إسلام محمد علي كلاي.. كيف غيرت العقيدة حياته ؟

في 7 فبراير عام 1964، أعلن الملاكم الأميركي كاسيوس كلاي اعتناقه الإسلام، ليصبح اسمه الجديد "محمد علي". لم يكن هذا التحول مجرد تغيير اسم، بل كان نقطة فاصلة في حياته ومسيرته الرياضية، إذ أصبح الإسلام جزءًا لا يتجزأ من شخصيته ومعتقداته ورسالة نضاله ضد العنصرية والتمييز.

لقد ظل اسمه "محمد علي" رمزًا للتحدي، ليس فقط داخل الحلبة، بل أيضًا في ساحات الدفاع عن حقوق الإنسان، حيث واجه انتقادات عنيفة وقرارات مجحفة، لكنه بقي متمسكًا بمبادئه حتى النهاية.

 

الرحلة إلى الإسلام

ولد كاسيوس ماركوس كلاي في 17 يناير 1942، في لويزفيل بولاية كنتاكي الأميركية، لعائلة من الطبقة المتوسطة. نشأ في بيئة يغلب عليها التمييز العنصري، وكان لهذا أثر كبير في تكوين شخصيته وشعوره بضرورة البحث عن هوية تعكس طموحه وتحرره.

بدأت رحلته مع الإسلام في أوائل الستينيات، عندما تعرف على حركة "أمة الإسلام" بزعامة إليجا محمد، والتي كانت تدعو إلى تحرر السود الأميركيين وتعزيز الهوية الإسلامية بينهم. كانت هذه الحركة آنذاك مثيرة للجدل، لكن محمد علي وجد في الإسلام إجابة لتساؤلاته عن العدالة والمساواة والكرامة.

بعد فوزه ببطولة العالم للوزن الثقيل في 25 فبراير 1964 على سوني ليستون، أعلن انضمامه إلى "أمة الإسلام"، وكان صديقه المقرب مالكوم إكس هو من ساعده على اتخاذ هذه الخطوة الجريئة. بعد ذلك بأيام، وبالتحديد في 7 فبراير، أعلن رسميًا تغيير اسمه إلى "محمد علي"، رافضًا أن يُنادى باسمه القديم "كاسيوس كلاي"، لأنه كان - حسب قوله - "اسمًا للعبودية".

قال محمد علي عن هذا التحول:"لم أختر اسمي القديم، ولم أكن أريد أن أحمل اسم أسيادي السابقين، الإسلام أعطاني هوية جديدة ونظرة مختلفة للحياة."

 

ردود الفعل على إسلامه

أثار إعلان محمد علي اعتناق الإسلام عاصفة من الجدل في الولايات المتحدة، حيث تعرض لحملة شرسة من الإعلام والرياضة والمجتمع الأميركي المحافظ. رفض كثيرون الاعتراف باسمه الجديد، وكان بعض المعلقين الرياضيين يُصرّون على مناداته بـ"كاسيوس"، كما خسر عقود رعاية وأُلغي ظهوره في عدة برامج تلفزيونية بسبب قراره.

واجه محمد علي تمييزًا واضحًا، لكنه ظل ثابتًا على موقفه، وقال ذات مرة:
"أنا أمريكي، ولدي الحق في حرية الدين. إنهم يريدون مني أن أكون مسيحيًا، لكنني اخترت الإسلام ولن أعود عنه."

لم يكن إسلام محمد علي مجرد هوية دينية، بل كان مصدر قوة وإلهام له في مسيرته الرياضية والشخصية. فقد انعكس على أسلوب حياته، إذ امتنع عن شرب الكحول، وبدأ يمارس القيم الإسلامية في حياته اليومية، كما استخدم شهرته للدعوة إلى العدالة والمساواة.

 

بين الإسلام والملاكمة.. أعظم بطل في التاريخ

رغم التحديات التي واجهها بسبب دينه، استمر محمد علي في تحقيق الإنجازات داخل الحلبة. فقد أصبح أول ملاكم في التاريخ يفوز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات، وخاض 61 نزالًا احترافيًا، انتصر في 56 منها، من بينها 37 بالضربة القاضية.

لكن أحد أصعب المعارك التي خاضها لم تكن فوق الحلبة، بل كانت مع الحكومة الأميركية نفسها. ففي عام 1967، رفض محمد علي التجنيد الإجباري للمشاركة في حرب فيتنام، قائلاً:
"لن أقاتل في حرب ضد أناس لم يؤذوني أبدًا. الإسلام يمنعني من قتل الأبرياء."

كان لهذا القرار تبعات قاسية، إذ تم تجريده من لقبه العالمي ومنع من الملاكمة لمدة أربع سنوات، كما صدر حكم بسجنه لمدة خمس سنوات، قبل أن يتم إسقاط العقوبة لاحقًا. لكنه رغم ذلك، لم يتراجع عن مواقفه، وظل مدافعًا عن قناعاته حتى عاد إلى الحلبة عام 1970 ليستعيد لقبه لاحقًا في واحدة من أعظم اللحظات في تاريخ الرياضة.

 

الإسلام والعمل الإنساني

مع تقدمه في العمر واعتزاله الملاكمة عام 1981، كرّس محمد علي حياته للدعوة إلى الإسلام والعمل الخيري. فقد سافر إلى العديد من الدول الإسلامية، ودعم الجمعيات الخيرية، وساهم في نشر صورة إيجابية عن الإسلام في الغرب. كما بنى مساجد، وتبرع لمشاريع إغاثية في أفريقيا وآسيا، وكان سفيرًا للسلام في الأمم المتحدة.

كان يقول دائمًا:
"خدمتُ الناس وساعدتُ الفقراء، لأنني أعلم أن الله سيحاسبني على أعمالي، وليس على عدد الألقاب التي فزت بها."

 

رحيله وإرثه الخالد

في 3 يونيو 2016، رحل محمد علي عن عالمنا بعد صراع طويل مع مرض باركنسون، لكن إرثه لم ينتهِ. فقد بقي رمزًا عالميًا ليس فقط في الملاكمة، ولكن أيضًا في الدفاع عن المساواة والحرية، وشخصية بارزة في نشر صورة إيجابية عن الإسلام في العالم.

اليوم، بعد أكثر من خمسة عقود على إسلامه، لا يزال الملايين حول العالم يتذكرون محمد علي كلاي، ليس فقط كرياضي أسطوري، ولكن كرجل واجه العالم بثبات وإيمان، وترك بصمة لا تُمحى في قلوب محبيه.

مقالات مشابهة

  • 60 عاما على إعلان إسلام محمد علي كلاي.. كيف غيرت العقيدة حياته ؟
  • أطول حكم في تاريخ المحاكم التركية!
  • أطول حكم في التاريخ.. محكمة تركية تحكم على متهم بالسجن لأكثر من 45 ألف عام (تفاصيل)
  • مروة ناجي تسافر إلى لبنان لإحياء حفل بمناسبة مرور 50 عاما على رحيل أم كلثوم
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3
  • رئيس فيفا يحضر احتفالية الأهلي بمناسبة تواجد نسخة كأس العالم للأندية في مصر
  • العالم شهد الشهر الماضي أكثر أشهر يناير حرا على الإطلاق
  • الآغا خان الرابع زعيم قاد الطائفة الإسماعيلية النزارية 68 عاما
  • بمناسبة اقتراب موعده.. عدد أيام الإجازات الرسمية في شهر رمضان 2025
  • بمناسبة طرح عملة ترامب كوين