خبير أممي: ماذا لو لم يرتدع الحوثيين بالتهديدات العسكرية الأمريكية؟
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
اعتبر الخبير الأممي جريجوري دي جونسن، أن التحذير الذي أطلقته الولايات المتحدة و11 دولة أخرى، في مطلع الشهر الجاري، لجماعة الحوثي اليمنية بأنها ستتحمل عواقب استهداف عناصرها للسفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر ينطوي على تهديد ضمني بتحرك عسكري.
وفي تهديدها للحوثيين، قالت الولايات المتحدة وأستراليا، والبحرين، وبلجيكا، وبريطانيا، وكندا، والدنمارك، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، وهولندا، ونيوزيلندا، "سيتحمل الحوثيون العواقب إذا استمروا في تهديد الأرواح، والاقتصاد العالمي"
وعلى الرغم من أن البيان لم يحدد بالضبط ما ستكون عليه تلك العواقب، إلا أنه لم يكن من الصعب القراءة بين السطور لمعرفته، وهي أنه إذا لم يوقف الحوثيون هجماتهم، فإن الولايات المتحدة ستكون مستعدة للقيام بعمل عسكري.
ورأي جونسن، وهو عضو سابق في فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، في تحليل نشره بموقع معهد دول الخليج العربية في واشنطن، أن الرد الحوثي على البيان جاء بعد غضون ساعات فقط، بإطلاق الحوثي زورقا مسيرا مفخخا بالمتفجرات من اليمن باتجاه خط الملاحة الدولي في البحر الأحمر.
وعقب جونسن أن خطوة إطلاق القارب، الذي انفجر دون أن يصطدم بأي سفينة، على بعد حوالي 3 كيلومترات من السفن التجارية، هو بلا شك إشارة واضحة من الحوثي إنهم لن يتراجعوا في مواجهة التهديدات العسكرية، وبمثابة تمهيد الطريق لمواجهة مباشرة.
وتفيد تقارير متعددة أن الولايات المتحدة، تعد حزم ضربات لاستهداف مواقع الصواريخ الحوثية والطائرات بدون طيار بالإضافة إلى منشآت القوارب السريعة في اليمن، وسواء من خلال وسائل الإعلام أو القنوات الدبلوماسية يتضح أن الرسالة الأمريكية للحوثيين هي "توقفوا أو نطلق النار".
لكن بحسب الخبير الأممي فإن السؤال الأهم الآن هو ماذا ستفعل الولايات المتحدة الأمريكية إذا لم تنجح ضربات جوية للحوثيين غير المرتدعين؟ هل ستقوم الولايات المتحدة ببساطة بإطلاق المزيد من الصواريخ، أو توسيع قائمة الأهداف، أو تجربة شيء آخر؟ لا توجد إجابات سهلة أو واضحة لهذه المعضلة التي تواجهها الولايات المتحدة في اليمن.
أكثر جرأة وخبرة
وبحسب الخبير الأممي فإن الجماعة اليمنية في عام 2024، أصبحوا أكثر خبرة وجرأة عما كانوا عليه في عام 2016، وهي المرة الأخيرة التي نفذت فيها الولايات المتحدة ضربات ضد الحوثيين في الأراضي اليمنية.
وفي مواجهات 2016، أطلق الحوثيون صواريخ على مدمرة أمريكية قبالة سواحل اليمن، وردت الولايات المتحدة بتدمير ثلاثة مواقع رادار تابعة للحوثيين على ساحل البحر الأحمر، وبعد ذلك، ترك الحوثيون السفن الأمريكية وشأنها إلى حد كبير.
لكن في 2024، لم يردع الحوثيين قيام الولايات المتحدة بإسقاط طائراتهم بدون طيار وصواريخهم، أو إغراق سفنهم، أو قتل ما لا يقل عن 10 من رجالهم.
اقرأ أيضاً
هجمات الحوثيين البحرية.. فوائد "تكتيكية" لرواية الصين الإقليمية
على نفس المنوال لم يفعل إعلان الولايات المتحدة الأمريكية في 18 ديسمبر/ كانون أول عن تحالف حارس الازدهار الذي يهدف إلى حماية الشحن التجاري في البحر الأحمر، أو البيان الأخير شديد اللهجة، أي شيء لثني الحوثيين على استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.
ورأي الخبير الأممي إن جزء من المشكلة هو الولايات المتحدة كانت دائما حذرة بشكل مفرط من استخدام القوة العسكرية، وفي الوقت نفسه كانت واثقة بشكل مفرط أيضا في النتائج بمجرد استخدامها.
وبعد أكثر من عقدين من الحرب في الشرق الأوسط، وفي عصر المنافسة الاستراتيجية مع الصين، تشعر الولايات المتحدة بالقلق من الانجرار مرة أخرى إلى الصراع في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، تبدو الولايات المتحدة واثقة بشكل مفرط من أن الضربات العسكرية ستعيد تهديد الحوثيين إلى وضعه الطبيعي، ومن المحتمل أن يكون هذا نتيجة لتعلم الكثير من الدروس من عام 2016، وهي المرة الأخيرة التي نفذت فيها الولايات المتحدة ضربات ضد الحوثيين في الأراضي اليمنية.
لكن الحوثيين في 2024 ليسوا حوثيين 2016، فقد أصبحت الجماعة اليمنية أقرب إلى إيران اليوم مما كانت عليه قبل ثماني سنوات، وكجزء من تلك العلاقة المتنامية، طهران زودت إيران الحوثيين بمعدات صاروخية وطائرات بدون طيار أكثر تقدما.
وإضافة لذلك، كان الحوثيون في حالة حرب طوال معظم العقدين الماضيين، وقد نجت الجماعة مما يقرب من عقد من الضربات الجوية من السعودية والإمارات، كما تحكم الجماعة قبضتها على السلطة في المرتفعات الشمالية باليمن، وقد تطوروا إلى منظمة عالية التكيف تتعلم الدروس بسرعة.
وحتى على مدى الأشهر القليلة الماضية، كما يوضح تحليل صادر عن مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، فدق تطورت استراتيجية الحوثيين في البحر الأحمر لتعظيم تأثيرها على الشحن الدولي.
المواجهة تفيد الحوثي
ورأي جونسن، أن جزء آخر من المشكلة بالنسبة للولايات المتحدة هو أنه على الرغم من أنها ليست حريصة على خوض حرب أخرى في الشرق الأوسط، إلا أن الحوثيين ليس لديهم مثل هذه المخاوف.
فمن نواحٍ عديدة، على المستويين الإقليمي والمحلي، تعتبر المواجهة العسكرية مع أمريكا مفيدة للحوثيين على أرض الواقع، فإقليميا تمنح تلك المواجهة إيران إمكانية الإنكار المقبول لارتباطها بالحوثي، مما يسمح لها بالتصعيد ضد الولايات المتحدة، وبالتالي إسرائيل، في حين تدعي أن الحوثيين هم جهات فاعلة مستقلة.
وهذا من شأنه أن يعزز العلاقة بين الحوثيين وإيران، والتي نمت بشكل ملحوظ منذ عام 2017. وإيران وسوريا هما الدولتان الوحيدتان اللتان تعترفان رسميًا بالحوثيين.
محليا أو على الجبهة الداخلية، تسمح المواجهة مع الولايات المتحدة، ظاهرياً بسبب تصرفات إسرائيل في غزة، للحوثيين بالقيام بأمرين في وقت واحد. أولاً، تسمح للحوثيين بإظهار دعمهم العلني للقضية الفلسطينية، التي تحظى دائمًا بشعبية كبيرة في اليمن.
وثانياً، وربما الأهم، هو تحييد المنافسين المحليين للحوثيين، ومن المرجح أن يؤدي، مثلما حدث مع القصف السعودي والإماراتي، إلى الالتفاف حول العلم اليمني ضد العدو الخارجي، وهو الأمر الذي سيمنح الحوثيين تصريحاً للحكم وهو ما تفقده الجماعة في الوقت الحالي.
وفي هذا الصدد، قال عبد الغني الإرياني، أحد كبار الباحثين في مركز صنعاء، لصحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" إن "الحوثيون منتشون بوضعهم الجديد".
وأكد الإرياني أن الضربات الجوية الأمريكية "لن تؤدي إلا إلى زيادة مصداقية حركة الحوثيين، وتجعلهم أقوى، وتزيد من دعمهم الشعبي".
ورأي جونسن أنه من أجل كل هذه الأسباب، طارد الحوثيون الولايات المتحدة في البحر الأحمر، ما يزالون يختبرون خطوطها الحمراء، ويراقبون مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه الجماعة.
وخلص جونسن أن الولايات المتحدة هددت بتوجيه ضربات عسكرية إذا هاجم الحوثيون سفينة أخرى، ولكن إذا تابعت الولايات المتحدة تهديدها ولم ينجح - إذا واصل الحوثيون مهاجمة السفن على الرغم من التدخل العسكري الأمريكي المباشر - فستجد الولايات المتحدة نفسها تسير على خط رفيع للغاية، في محاولة لردع ومواجهة هجمات الحوثيين وفي الوقت نفسه تجنب حرب أوسع في اليمن.
اقرأ أيضاً
الأمن الدولي يطالب الحوثي بوقف هجماته.. الجماعة: أفرجوا عن محاصري غزة أولا
المصدر | جريجوري دي جونسن/ معهد دول الخليج العربية في واشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: اليمن جماعة الحوثي اليمنية استهداف السفن في البحر الأحمر الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الحوثیین فی فی الیمن فی الوقت
إقرأ أيضاً:
قلق أممي بشأن إعدام مدنيين وحدوث وفيات جراء الجوع في السودان
الأمم المتحدة عبرت عن قلق بالغ إزاء استمرار الهجمات على المدنيين من قبل أطراف الصراع في أنحاء السودان.
التغيير: وكالات
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، عن القلق البالغ بشأن ورود تقارير عن تنفيذ عمليات إعدام موجزة (أي بدون اتباع الإجراءات الواجبة) ضد مدنيين في الخرطوم بحري، من قبل مقاتلين وميليشيا متحالفين مع القوات المسلحة السودانية.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الكثيرين من ضحايا تلك الحوادث، يُدعى أنهم في الأصل من دارفور أو كردفان.
وذكر أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يواصل التأكد من هذه التطورات.
وذكـّر الأمين العام أنطونيو غوتيريش- بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة، الاثنين، جميع الأطراف المتقاتلة في السودان بالتزاماتها بموجب القانون الدولي وخاصة ما يتعلق بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وقال المتحدث إن النساء والرجال والأطفال السودانيين يدفعون ثمن استمرار القتال.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي، نقل المتحدث دعوة الأمين العام مجددا للأطراف للوقف الفوري للقتال واتخاذ خطوات باتجاه تحقيق السلام الدائم الذي يحتاجه بشدة ويطالب به الشعب السوداني.
هجمات ضد المدنيين ووفيات بسبب الجوعوعلى الصعيد الإنساني، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن القلق البالغ إزاء استمرار الهجمات على المدنيين من قبل أطراف الصراع بأنحاء السودان.
وتفيد التقارير بمقتل 60 شخصا وإصابة 150 بجراح جراء قصف على سوق مزدحم وهجمات على عدة مواقع سكنية في أم درمان بولاية الخرطوم.
وفي الأيام الأخيرة أفيد بوقوع ضحايا من المدنيين في هجمات بشمال كردفان وشمال وجنوب دارفور.
وقال دوجاريك إن المكتب يشعر بالقلق بوجه خاص بشأن تقارير استمرار الهجمات على مخيم أبو شوك للنازحين الذي أعلنت فيه حالة المجاعة في ديسمبر.
وكانت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتاين نيكويتا سلامي قد أدانت هذه الهجمات العشوائية ودعت إلى الوقف الفوري لسفك الدماء.
وأعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن القلق البالغ بشأن ارتفاع حالات سوء التغذية الحاد في ولاية الخرطوم.
وتشير التقارير المحلية إلى وقوع أكثر من 70 حالة وفاة مرتبطة بالجوع، معظمها من الأطفال.
وفي شهر يناير وحده تم تسجيل أكثر من 1100 حالة سوء تغذية حاد في 3 أحياء في أم درمان، بما يشدد على الحاجة العاجلة للمساعدات الغذائية ووقف الأعمال القتالية.
وتزيد معدلات سوء التغذية بشكل خاص في مناطق أجبرت القيود على الوصول الإنساني فيها، على إغلاق المطابخ المجتمعية التي اعتمدت عليها الكثير من الأسر للبقاء على قيد الحياة.
وشدد المتحدث باسم الأمم المتحدة على الحاجة العاجلة لزيادة تمويل الجهود الإنسانية والدعم اللوجيستي لمواصلة تطبيق برامج التغذية وعمل المطابخ المجتمعية لضمان أن الفئات الأضعف-وخاصة الأطفال والمسنين- يتلقون ما يكفي من الغذاء والتغذية والمساعدة الصحية.
الوسومأنطونيو غويتريش الأمم المتحدة السودان الفاشر دارفور ستيفان دوجاريك كردفان كليمنتاين نكويتا سلامي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية