الاقتصاد نيوز ـ بغداد

ارتفعت عملة بتكوين لفترة وجيزة إلى 47000 دولار في صعود طفيف بعد أن وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية على الصناديق المتداولة في البورصة التي تستثمر مباشرة في العملة المشفرة، حيث يترقب المتداولون لمعرفة مقدار الأموال التي ستجتذبها تلك الصناديق.

ارتفعت العملة بنسبة 1.8% لتصل إلى 46,728 دولاراً اعتباراً من الساعة 6:47 مساء، يوم الأربعاء في نيويورك، بعد القرار الذي يعتبره البعض خطوة رئيسية لتوسيع قاعدة مستثمري العملات المشفرة.

وقفزت عملة بتكوين بالفعل بنسبة 166% في العام الماضي تحسباً للموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة.

تساءل مراقبو السوق عمَّا إذا كانت عملة بتكوين مستعدة لالتقاط الأنفاس بعد إعطاء الضوء الأخضر فعلياً للصناديق، إذا قرر المضاربون الحصول على جانب من أرباحهم من تقدم أكبر عملة مشفرة على مدار أشهر.

قالت كارولين مورون، المؤسس المشارك لشركة "أوربت ماركتس" لتوفير سيولة المشتقات الرقمية إن الأخبار "تم تسعيرها" إلى حد كبير، حيث ستتم مراقبة التدفقات الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة عن كثب.

سمحت هيئة الأوراق المالية والبورصة بأموال من شركات إدارة الأصول ذات الثقل مثل "بلاك روك" (BlackRock)، و"فيديليتي" (Fidelity Invesco) بالإضافة إلى منتجات من منافسين أصغر مثل "فالكيري" (Valkyrie) لبدء التداول اليوم الخميس.

قال ليو ميزوهارا، مؤسس شركة إدارة الأصول المؤسسية "ديفاي هاشنوت" (DeFi Hashnote): "معظم الأموال التي تنتقل فوراً إلى صناديق الاستثمار المتداولة في بتكوين ستكون عبارة عن عمليات إعادة تخصيص". وأضاف: "سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتدفق الأموال الجديدة إلى بتكوين عبر صناديق الاستثمار المتداولة الجديدة".

عارضت هيئة الأوراق المالية والبورصة، صناديق الاستثمار المتداولة في بتكوين لأكثر من عقد من الزمن، في حين واجه قطاع العملات المشفرة ككل انتقادات شديدة من رئيس الوكالة غاري غينسلر، الذي جادل مراراً وتكراراً بأن القطاع مليء بالاحتيال وسوء السلوك. اتخذت هيئة الأوراق المالية والبورصات إجراءات صارمة ضد الأصول الرقمية بعد انتكاسة عام 2022 والانهيارات مثل إفلاس بورصة "إف تي إكس" التابعة لسام بانكمان فريد.

لكن هيئة الأوراق المالية والبورصة خسرت العام الماضي معركة قانونية رئيسية ضد مدير الأصول "غرايسكال إنفستمنتس" (Grayscale Investments)، مما أثار تكهنات بأن الهيئة التنظيمية سوف ترضخ لصناديق الاستثمار المتداولة الفورية. يقوم "بتكوين ترست"، الصندوق الأكبر الذي يستثمر في "بتكوين" بقيمة 29 مليار دولار، بالتحول إلى صندوق استثمار متداول بالبورصة.

وقال "غينسلر" في بيان: "على الرغم من أننا وافقنا على إدراج وتداول بعض صناديق بتكوين المتداولة في البورصة الفورية اليوم، إلا أننا لم نوافق على بتكوين أو نؤيدها". وأضاف: "يجب على المستثمرين أن يظلوا حذرين بشأن المخاطر التي لا تعد ولا تحصى المرتبطة ببتكوين والمنتجات التي ترتبط قيمتها بالعملات المشفرة".

قالت كاثي وود، التي تدير "آرك إنفستمنتس مانجمنت" (ARK Investment Management)، وبدأت إنشاء صندوق بتكوين متداول مع شركة "21 شيرز" (21Shares)، إنها فوجئت ببيان "غينسلر"، وأضافت: "لقد شوه سمعة مجال العملات المشفرة بأكمله". وتابعت "وود" في مقابلة مع راديو "بلومبرغ" تم بثها على منصة "إكس": "لم أستطع أن أصدق ذلك".

كانت العملات المشفرة الأخرى مرتفعة في الغالب، بما في ذلك زيادة على مدار 24 ساعة بنحو 17% في "إيثريوم"، ثاني عملة مشفرة، لتصل إلى 2590 دولاراً.

قال كامبل هارفي، أستاذ المالية في جامعة ديوك، إن حقيقة أن الولايات المتحدة سمحت بصناديق الاستثمار المتداولة في بتكوين "لحظة مهمة في التاريخ القصير للعملات المشفرة، حيث تنتقل العملات المشفرة من استثمار متخصص إلى استثمار رئيسي". وأضاف: "سيسعى العديد من المستثمرين إلى تنويع محافظهم الاستثمارية عن طريق إضافة استثمار للعملات المشفرة من خلال صناديق الاستثمار المتداولة تلك".

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار صنادیق الاستثمار المتداولة العملات المشفرة المتداولة فی

إقرأ أيضاً:

الانتخابات البلدية في جنوب لبنان.. صناديق اقتراع فوق الركام

جنوب لبنان- بعد تأجيل متكرر فرضته الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية المتلاحقة، تعود الانتخابات البلدية والاختيارية هذا العام إلى الواجهة في لبنان، لكنها لم تعد مجرد محطة لتنمية محلية، بل تحولت إلى ساحة اختبار سياسي في ظل واقع يثقل كاهل البلاد بين عدوان إسرائيلي وأزمات معيشية وإنمائية متفاقمة.

ويتجلى التحدي الأكبر في الجنوب اللبناني، حيث خلفت الحرب دمارا واسعا في القرى الحدودية الأمامية، كما طالت الأضرار البنى التحتية في بلدات الخط الثاني، مما يجعل من تنظيم الانتخابات هناك مهمة شاقة وسط مشهد إنساني مأزوم.

إداريا، يتوزع لبنان على 8 محافظات تضم 25 قضاء وهي بيروت، وجبل لبنان، والشمال، وعكار، والبقاع، وبعلبك-الهرمل، والجنوب، والنبطية. ويضم 1080 بلدية تتولى إدارة الشؤون المحلية وتقديم الخدمات الأساسية للسكان، وتشكل ركيزة رئيسية في العمل الإداري والإنمائي.

الحرب الإسرائيلية خلفت أضرارا في مقر بلدية ميس الجبل (الجزيرة) تحديات وعوائق

ومن المقرر أن تنطلق الانتخابات البلدية في 4 مايو/أيار المقبل، وفق جدول زمني يمتد لـ4 أسابيع موزعة على المحافظات كما يلي:

4 مايو/أيار: محافظة جبل لبنان. 11 مايو/أيار: محافظتا الشمال وعكار. 18 مايو/أيار: بيروت، والبقاع، وبعلبك-الهرمل. 24 مايو/أيار: الجنوب والنبطية.

في بلدة ميس الجبل الحدودية التي نكبت جراء العدوان الإسرائيلي الأخير، تتقاطع مشاعر القهر والإصرار بين سكانها العائدين إلى ركام المنازل وغياب مقومات الحياة.

إعلان

عاد حسين حمادة، أحد أبنائها، ليجدها على حد وصفه "منكوبة لا أثر للحياة فيها، المحل الذي كنت أملكه بات ركاما، ولا طرقات مفتوحة، والمنازل مدمرة، تكاد لا تطيق النظر إلى بلدتك بهذا الشكل وتشعر بالقهر والعجز".

مسجد الحي الغربي في بلدة ميس الجبل مدمر بالكامل (الجزيرة)

ورغم هذا الواقع المؤلم، فلا يخفي حمادة عزمه على المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة، مؤكدا أنه لطالما مارس هذا الحق، ويدعو الآخرين إلى الاقتداء به والوقوف صفا واحدا خلف البلدية المقبلة من أجل النهوض بميس الجبل، ويقول للجزيرة نت "هذه المرة نحن مع الجميع، سواء حزب الله أو حركة أمل، لا يهم من يفوز، المهم أن يعمل من أجل ميس الجبل، نريد أن نعيش كما كنا قبل الحرب".

أما خليل، الذي فقد منزله ومصدر رزقه، فاختار العودة إلى ميس الجبل حاملا معه رسالة صمود وإصرار على البقاء، ويعتبر مشاركته في الانتخابات تعبيرا عن تمسكه بالأرض وبحقوقه كمواطن، وخطوة نحو استعادة الحياة تدريجيا في بلدة دمرتها الحرب.

ويعرب للجزيرة نت عن أمله في أن يتمكن المجلس البلدي الجديد من إعادة تأهيل البنية التحتية، وإحياء المرافق الحيوية، مؤكدا أن المهمة لن تكون سهلة في ظل الخراب الواسع الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، و"أعاد البلدة سنوات إلى الوراء".

مهمة صعبة

من جهته، ينتظر المهندس حسن طه الانتخابات بفارغ الصبر، آملا في ولادة مجلس بلدي فاعل يضم كفاءات قادرة على تنفيذ مشاريع تنموية تتناسب مع حجم الكارثة، ويؤكد للجزيرة نت أن البلدة بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل المستشفيات والمدارس، وشبكتي الكهرباء والمياه، فالمقومات الأساسية للحياة باتت شبه معدومة، ومن الضروري الإسراع بإطلاق ورش العمل لإعادة الحد الأدنى من الخدمات.

وفي بلدة حولا الجنوبية التي أنهكها الدمار وأثقلها الخراب، عاد علي حمدان ليقف على أطلال بيته الذي كان يوما يعج بالحياة، ويقول بمرارة للجزيرة نت "كل زاوية في هذا البيت تحمل ذكرى والآن لم يبقَ منها إلا الجدران المحروقة، رغم الخراب عدتُ إلى حولا لأن الانتماء للأرض أقوى من الحرب".

إعلان

ويؤكد حمدان أنه سيتوجه إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات المقبلة "لأنها بداية الطريق نحو استعادة بلدتنا، وعلى المجلس الجديد أن يكون بمستوى آلام الناس وتطلعاتهم، ما نحتاجه ليس فقط إعادة إعمار الحجر بل إعادة بناء الثقة والأمل، فحولا ليست مجرد بلدة، إنها بيت كبير علينا جميعا أن نعيد إليه نبض الحياة".

ركام منازل المواطنين يملأ شوارع بلدة ميس الجبل (الجزيرة)

بدوره، يتهيأ أحمد عواضة، أحد أبناء البلدة العائدين حديثا، للمشاركة في السباق الانتخابي القادم حاملا معه قائمة طويلة من المطالب والآمال، ويوضح للجزيرة نت "الانتخابات هذه المرة ليست مجرد استحقاق بلدية بل معركة من أجل البقاء، نريد مجلسا بلديا يعكس وجع الناس ويبدأ فورا بورش العمل لإعادة تأهيل ما دمرته الحرب".

ويشدد عواضة على ضرورة أن يضم المجلس الجديد شخصيات كفؤة ونزيهة قادرة على التعامل مع حجم الكارثة التي لحقت بالبنية التحتية والخدمات الأساسية، ويتابع "نحتاج إلى خطط سريعة لإصلاح شبكات الكهرباء والمياه، وإعادة فتح الطرق والمدارس، وتأمين الدعم للعائلات المتضررة".

ويؤكد أن أبناء حولا اليوم لا يطلبون ترفا بل الحد الأدنى من مقومات الحياة. وبالنسبة له، الاقتراع هذا العام هو فعل صمود، وممارسة ديمقراطية تحمل في طياتها نداء لإنقاذ بلدة أرهقتها الحروب وأحيتها الإرادة.

رسالة صمود

من جانبه، قال رئيس بلدية حولا شكيب قطيش للجزيرة نت إن الوضع في البلدة بالغ الصعوبة وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة ومع ذلك ستُجرى الانتخابات البلدية، وهذه المرة تأتي محملة بأبعاد تنموية وإنمائية ووطنية، وتحمل في الجنوب اللبناني رسالة صمود وإرادة حياة فوق الركام والدمار.

وأضاف أن البلدية تواجه اليوم تحديات جسيمة في وقت تعد فيه ميزانيتها ضئيلة حتى في الظروف العادية. متسائلا "فكيف الحال في ظل ما نمر به من أوضاع استثنائية؟ نحن بحاجة إلى كل شيء، من إعادة إعمار إلى ترميم المدارس والمستشفيات والمساجد".

إعلان

وحسب قطيش، فإن معظم مباني البلديات إما مدمرة أو متضررة، لكن هذه الانتخابات تحمل بعدا وطنيا يؤكد أن أهل الجنوب رغم الدمار والعدوانية الإسرائيلية التي طالت بلداتهم، لا يزالون متمسكين بأرضهم وحقهم في الحياة.

وختم بدعوة الأهالي إلى المشاركة في الانتخابات، قائلا "صوتكم اليوم ليس مجرد خيار إداري، بل فعل صمود ومقاومة، عبر الاقتراع نثبت أننا شعب لا تكسره الحروب ولا تهزم إرادته".

مقالات مشابهة

  • الرقابة المالية: سوق الكربون يتيح للمؤسسات المالية فرص تمويل الاستثمار الأخضر
  • السوداني يؤكد أهمية تبسيط الإجراءات الإدارية التي تعترض مشاريع الاستثمار
  • فئة الـ25 ألف تستحوذ على النسبة الأكبر من أعداد الأوراق المالية في العراق
  • وزير الخارجية يؤكد استقلالية وحيادية الصناديق التنموية والإنسانية
  • وزير الخارجية يؤكد على استقلالية وحيادية الصناديق التنموية والإنسانية
  • بتكوين تتفوق على الأسهم محققةً أكبر صعود أسبوعي منذ انتخاب ترامب
  • «الأطباء البيطريين» تكشف مفاجأة بشأن القائمة المتداولة عن الكلاب المحظور حيازتها
  • طريقة تخزين ورق العنب الطازج
  • الانتخابات البلدية في جنوب لبنان.. صناديق اقتراع فوق الركام
  • وليد الفراج يشكك في عدد بطولات النصر المتداولة.. فيديو