حزب الله اللبناني: استهداف مستوطنة كريات شمونة بعشرات الصواريخ
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
استهدف حزب الله اللبناني، مستوطنة كريات شمونة بعشرات الصواريخ، ردا على الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين، وفقًا لنبأ عاجل نقتله قناة «القاهرة الإخبارية».
.المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كريات شمونة
إقرأ أيضاً:
ماذا تصنع الطائرات الأمريكية المسيرة إم كيو-9 فوق مناطق سيطرة المليشيات الحوثية .. وكيف خضعت الصواريخ الروسية للجيش اليمني السابق للتطوير على يد إيران ؟
رأى تقرير أمريكي، أن مزاعم اسقاط الحوثيين للمسيرات الأمريكية "إم كيو-9" يخدم أهدافهم على المستوى المحلي، بالإضافة إلى أجندتهم الإقليمية والدولية، من خلال علاقتهم مع إيران وغيرهم من خصوم الولايات المتحدة الأمريكية.
في 28 ديسمبر 2024، أعلن متحدث الحوثيين انهم أسقطوا طائرة مسيرة أمريكية من طراز إم كيو-9 "MQ-9 Reaper" كانت تحلق فوق محافظة البيضاء في اليمن بصاروخ ارض-جو، وبعد أربعة أيام، تباهى الحوثيين بأسقاط طائرة مسيرة أمريكية ثانية في مأرب، لتكون أول ضربة حوثية لطائرة من ذات الطراز في عام 2025.
ووفق تقرير لمركز أبحاث المجلس الأطلسي الأمريكي «Atlantic Council» "تمثل هذه الهجمات أحدث حلقة في سلسلة طويلة من الضربات الحوثية الناجحة ضد الطائرات بدون طيار الأمريكية منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، مما يبرز قدرات الحوثيين الهجومية المتنامية".
وأشار التقرير الأمريكي إلى أنه، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، نجح الحوثيون في تحويل إسقاط طائرات بدون طيار من طراز "إم كيو-9" الى دعاية ترويجية للترويج لأدائهم العسكري محليًا وخارجيًا.
وإذا استنتج الحوثيين بان مواصلة الهجمات على الطائرات الأمريكية تؤتي ثمارها، فمن المرجح ان يكثفوا هجماتهم على الأصول الأمريكية، ويمكن أن تصميم الجماعة القوي على تصعيد المواجهة العسكرية مع واشنطن. وفق التقرير
وفي محاولة لاستمرار الضربات ورد في 19 فبراير/ شباط الجاري، أن الحوثيين أطلقوا صواريخ ارض-جو على طائرة مقاتلة أمريكية من طراز F-16 وطائرة بدون طيار من طراز "إم كيو-9" (لكن الصواريخ لم تضرب أهدافها).
بالنسبة لجماعة الحوثي فإن فرض خسائر فادحة على أسطول الطائرات بدون طيار الأمريكية يخدم أهدافا تكتيكية واستراتيجية ورمزية على المستويين المحلي والإقليمي. -بحسب التقرير- الذي اعتبر "إن الضربات ضد طائرات "إم كيو-9" بدون طيار تعمل على إضعاف انظمة الاستخبارات والاستهداف الأمريكية وتساعد الحوثيين في تعزيز الدعم المحلي والإقليمي".
وأشار التقرير "مع علاقات الحوثيين بالصين وروسيا وإيران، فإن طائرات "إم كيو-9" التي تم إسقاطها قد تنتهي في أيدي خصوم الولايات المتحدة"، لافتا أن "الولايات المتحدة تحتاج تعديل استراتيجيتها لنشر طائرات "إم كيو-9" لضمان تكون اقل عرضة لهجمات الجماعة المسلحة".
استخدم طائرات "إم كيو-9" في اليمن
إن زيادة الهجمات على الطائرات بدون طيار الأمريكية والحملة المناهضة للشحن البحري تشكلان عنصرين رئيسيين في أحدث هجوم للحوثيين، فمنذ منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، احتجز الحوثيون حرية الملاحة والتجارة البحرية في البحر الأحمر رهينة، وشنوا الهجمات على السفن التجارية.
وبإطلاق حملتهم المناهضة للشحن البحري، وجه الحوثيون ضربة قاسية لحركة الملاحة البحرية في الشريان التجاري الذي يربط البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، ووسعت أهدافها لتشمل أي سفينة مملوكة أو تديرها خطوط شحن دولية تخدم سفنها موانئ إسرائيل.
منذ عام 2002، نشرت الولايات المتحدة بانتظام طائرات بدون طيار مثل "إم كيو-9" لمهام المراقبة والهجوم في اليمن، وخاصة لجمع المعلومات الاستخباراتية والقضاء على عملاء تابعين لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وعلى الرغم من نشرها المطول، كان عدد الطائرات بدون طيار الأمريكية التي فقدت بسبب النيران المعادية ضئيلا، حيث أسقط الحوثيون ثلاث طائرات "إم كيو-9" فقط بين عامي 2017و2019.
وخلال حملة الحوثيين ضد الملاحة البحرية، كان هناك تصعيد ملحوظ في الكفاءة التكتيكية للجماعة ضد الطائرات بدون طيار الأمريكية. فمنذ نوفمبر 2023، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن أسقاط 14 طائرة بدون طيار من طراز "إم كيو-9"، في سلسلة من الهجمات التي استهدفت الأصول الأمريكية في محافظتي مارب وصعدة بشكل أساسي.
إن تكثيف وتيرة العمليات ومعدل النجاح المتزايد لهجمات الحوثيين على الطائرات بدون طيار الأمريكية امر غير مسبوق، مما يُظهر تحسن مهارات الميليشيا في التصويب وتوسيع قدراتها الهجومية.
في حين انه ليس من الواضح ما هو بالضبط متعلق بقوة الصواريخ الحوثية، وبالتالي ما يعزز هذه القدرة الهجومية، يمكن استخلاص فكرة تقريبية من العروض العسكرية الحوثية ومن مصادرة المواد العسكرية من المراكب الشراعية التي تهرب المساعدات الفتاكة من إيران.
تشمل ترسانة الحوثيين من الصواريخ ارض-جو صواريخ روسية الصنع من مخزونات الجيش اليمني قبل الحرب، مثل صاروخ ارض-جو SA-6 / Faster (Innovator) وعائلة صواريخ ثاقب (Piercer)، بالإضافة الى ذلك يزعم الحوثيون انهم ينتجون تصاميم صاروخية محلية.
ومع ذلك فإن هذه التصاميم اما متغيرات من انظمة الأسلحة الإيرانية أو تستند الى التكنولوجيا الإيرانية، مثل صاروخ صياد-2C، وسلسلة صقر (صاروخ 358 الإيراني)، وعائلة صواريخ برق (سلسلة طير الإيرانية).
استراتيجية الحوثيين
من الناحية التكتيكية، تهدف عمليات أسقاط الحوثيين لطائرات MQ-9 بدون طيار في المقام الأول الى حجب انظمة الاستخبارات والاستهداف الأمريكية، التي تعمد عليها القوات الأمريكية من خلال تجميع البيانات والتخطيط لضربات جوية مشتركة مع المملكة المتحدة على أهداف برية معادية في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون.
وعلى الرغم من تصميمها لتكون طائرة بدون طيار من الطراز الأول "للصيد والقتل"، تلعب طائرة "إم كيو-9" أيضا دورًا مهمًا في جمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والتعرف عليها بفضل قدرتها على التحمل لمدة 24 ساعة وارتفاعها التشغيلي الأقصى الذي يبلغ 50 ألف قدم.
واعتمدت الضربات الدقيقة الأمريكية والبريطانية، التي استهدفت رادارات الحوثيين ومواقع التخزين والانطلاق الجماعة على طائرة "إم كيو-9" وكان لها دور كبير بضرب المرافق والمخابئ تحت الأرض في المناطق الجبلية الوعرة في اليمن. ولأن الحوثيين يخفون المواقع الاستراتيجية فقد اعتمد التحالف الغربي على الطائرات بدون طيار لجمع معلومات استخباراتية قابلة للتنفيذ حول المنشآت العسكرية.
دعاية الحوثيين
بالنسبة للحوثيين، فإن إسقاط الطائرات الأمريكية بدون طيار يحمل أيضا قيمة رمزية، إذ أن المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل جزء لا يتجزأ من أساسهم الأيديولوجي، ويريدون أن يُنظر إليهم على انهم قادرون على الوقوف في وجه الولايات المتحدة، ومن أجل ذلك قام الحوثيين بالدعاية بشكل مكثف لإسقاط طائرة "إم كيو-9".
على سبيل المثال، كما لاحظ محمد الباشا (مؤسس شركة الاستشارات Basha Report)، حول الحوثيون الطائرة الأمريكية بدون طيار الى الشخصية الرئيسية لأغنية ساخرة بعنوان "بورة" -وتعني أنها بلا قيمة- تسخر من القدرات القتالية الضعيفة للطائرة بدون طيار.
كما سعى الحوثيون الى تعزيز الشرعية السياسية المحلية واكتساب الاعتراف الإقليمي من خلال مهاجمة الأصول الجوية الأميركية. ان إسقاط الطائرات الأميركية بدون طيار يعزز الروح المعنوية لأنصار الحوثيين في وقت عصيب للغاية تحت وطأة الضربات الجوية الغربية والإسرائيلية.
ومن وجهة نظر إقليمية، سمح ادعاء تدمير طائرات "إم كيو-9" للحوثيين بتصوير أنفسهم على انهم العضو الأكثر فتكًا في محور المقاومة الذي تقوده إيران وكسب تعاطف الأصوات المناهضة للولايات المتحدة والمؤيدة للفلسطينيين في العالم العربي.
ولكن مزاعم الحوثيين تستحق الشكوك، فالجماعة المتمردة معروفة بعملياتها الدعائية، بما في ذلك استخدام تصريحات غير قابلة للتحقق لتضخيم تصور أدائها العسكري، ومنذ بداية الحملة ضد السفن، كثيرا ما تفاخر الحوثيون بشن ضربات ناجحة على الأصول البحرية الأميركية المنتشرة في البحر الأحمر، على الرغم من ان القيادة المركزية الأميركية سارعت الى القول إن مثل هذه المزاعم كاذبة.
وعلى نحو مماثل، يمثل إسقاط طائرة "إم كيو-9" وسيلة قوية لجذب الانتباه للترويج لقدرات الحوثيين في الحرب الجوية الهجومية، وسواء كانت هذه المزاعم حقيقية أم لا، فإنها تعمل على تضخيم القوة القتالية المفترضة للحوثيين وتلميع صورتهم كميليشيا قادرة على مواجهة القوات الأميركية وجها لوجه.
شركاء الحوثيين الخطيرين
ورغم إسقاط طائرات "إم كيو-9" فوق اليمن، فإن العواقب السلبية لهذه الهجمات الحوثية على الأصول العسكرية الأميركية قد تمتد الى ما هو ابعد من حدود البلاد، فبعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، كان هناك تسارع ملحوظ في التعاون العسكري والتنسيق الدبلوماسي والدعم الرمزي بين الحوثيين وإيران (الداعم والراعي للجماعة (وروسيا، والصين، وغيرها من الجماعات المسلحة الإقليمية في محور المقاومة الذي تقوده طهران.
وعززت روسيا بشكل كبير من علاقاتها السياسية مع الحوثيين، حيث أظهرت تضامنها الدبلوماسي مع العمليات العسكرية للجماعة، وقدمت ثقلاً موازناً لموقف واشنطن المتشدد ضدها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
بالإضافة الى ذلك، كشفت الاستخبارات الأمريكية أن إيران توسطت في محادثات بين روسيا والحوثيين أدت الى تزويد موسكو للجماعة بصواريخ كروز روسية الصنع مضادة للسفن، كما أفادت بوجود مستشارين عسكريين روس في اليمن، والذين يزعم انهم زودوا الحوثيين ببيانات تتبع السفن وتوجيهات الاستهداف لزيادة دقة الهجمات على الشحن التجاري.
وعلى نحو مماثل لموسكو، يبدو أن بكين كثفت تعاملها مع الحوثيين منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ويقال إن بكين أبرمت صفقة مع الميليشيات لضمان المرور الأمن للسفن التجارية التي ترفع العلم الصيني. ويقال إن الحوثيين استفادوا من موقف الصين المحايد في مجلس الأمن التابع لشراء مكونات عسكرية مزدوجة الاستخدام صينية الصنع لدعم قاعدتهم العسكرية الصناعية المحلية.
وفي حين أن كل من هذه الجهات الفاعلة مدفوعة بأهداف استراتيجية مختلفة، إلا أنها شترك في مشاعر متجذرة متشابهة معادية للغرب، وهو القاسم المشترك الذي سعى الحوثيون الى الاستفادة منه لصالحهم.
وفي هذا الصدد، يمكن للجماعة المسلحة أن تقدم اليمن والبحر الأحمر كساحة معركة يمكن لخصوم واشنطن من خلالها وضع أيديهم على المعدات العسكرية الأمريكية، يمكن أن تضع القوى المعادية للغرب عينها على الوصول الى مكونات التكنولوجيا المصنوعة في الولايات المتحدة لأغراض متعددة: ويمكن أن تحاول عكس هندسة المكونات، وتصميم تدابير مضادة مخصصة، والحصول على معلومات حساسة محتملة مخزنة في طائرات "إم كيو-9".
بالنسبة لإيران يعد الوصول الى المعدات العسكرية الأمريكية جائزة مرغوبة منذ فترة طويلة. على سبيل المثال، في منتصف عام 2019، سارعت إيران الى استعادة طائرة MQ-4C Triton التابعة للبحرية الأمريكية والتي أسقطها الحرس الثوري الإيراني فوق مضيق هرمز. لكن إمكانية الوصول الى التكنولوجيا المصنوعة في الولايات المتحدة قد يكون مفيدًا للأخرين أيضا، بما في ذلك الصين، التي تواجه منافسة متزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
جدوى استخدام طائرات "إم كيو-9"
تشكل طائرة "إم كيو-9" العمود الفقري لأسطول الطائرات بدون طيار في الولايات المتحدة، حيث توفر للمخططين العسكريين الأميركيين عمقًا تكتيكيًا في المناطق الداخلية الوعرة في اليمن. ومع ذلك، وعلى الرغم من تفوقها التقني على قوة الصواريخ الحوثية، فقد أثبتت ضعفها أمام انظمة الأسلحة المضادة للطائرات الأساسية.
ورغم ان نشر الطائرات بدون طيار يظل بديلاً مفضلًا للطائرات المأهولة عند العمل في بيئة عالية الخطورة مثل اليمن. ومع ذلك، فإن معدل فقدان طائرات "إم كيو-9" بدون طيار في القتال منذ منتصف نوفمبر 2023 يستحق اهتمام الاستراتيجيين العسكريين الأميركيين.
حيث تبلغ قيمة طائرات "إم كيو-9" حوالي ثلاثين مليون دولار لكل منها، يجعل وتيرة فقدانها غير قابل للاستدامة، حيث سقطت بمعدل طائرة واحدة شهريًا خلال حملة الهجمات في البحر الأحمر التي استمرت خمسة عشر شهرًا، وفقًا لمزاعم الحوثيين.
ورغم ان ترسانة الصواريخ الحوثية لا تزال تشكل تهديدا منخفض المستوى للأصول الجوية الأميركية، فقد أثبتت الجماعة قدرتها على إضعاف التفوق القتالي للولايات المتحدة جزئيا، وإضعاف التفوق الجوي الأميركي، وكشف نقاط ضعف كبيرة في طبقات الدفاع في طائرة "إم كيو-9".
وقد يسعى خصوم واشنطن الى الاستفادة من هذه الثغرات لتعزيز مصالحهم الاستراتيجية، فبعد التوصل الى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في يناير/ كانون الثاني، تعهد الحوثيون بتقليص هجومهم البحري، لكن حرية الملاحة الأمنة بعيدة كل البعد على أن يتم استعادتها في البحر الأحمر.
وينبغي لواشنطن أن تستغل الهدوء الحالي في هجمات الحوثيين لتعديل استراتيجية نشر الطائرات بدون طيار وتسريع دمج مجموعات الحماية الذاتية في طائرة "إم كيو-9" التي تعزز قدرتها على البقاء ضد النيران المعادية.
على سبيل المثال، يمكن ان تشمل هذه المجموعات أنظمة تدابير مضادة نشطة وسلبية ضد التهديدات السيبرانية والترددات الراديوية أو الأشعة تحت الحمراء.
ان الولايات المتحدة بحاجة أن تبقى حذرة، ومع بقاء الظروف الأمنية متقلبة في البحر الأحمر، فإن طائرات "إم كيو-9" على استعداد لمواصلة لعب دور بالغ الأهمية في تعزيز وعي الولايات المتحدة بالتهديدات التي يشكلها الحوثيون