وزير العدل الفلسطيني: الاحتلال مجبر على تنفيذ قرارات العدل الدولية وبدء محاكمته يوم تاريخي
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
أكد وزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة أن كيان الاحتلال الإسرائيلي مجبر على تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية، مشيراً إلى أن بدء محاكمته اليوم على ارتكابه جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة يوم تاريخي لأنه يمثل الضمير الإنساني والعدالة الدولية والإنصاف الدولي.
ونقلت وكالة وفا عن الشلالدة قوله اليوم: إن قرارات المحكمة ملزمة، شأنها في ذلك شأن الأحكام النهائية، وإن أول إجراء ستتخذه بناء على الدعوى المقدمة من جنوب افريقيا هو اتخاذ تدابير مؤقتة وفق ما نصت عليه اتفاقية منع جريمة الابادة الجماعية والمعاقبة عليها وضمان وصول المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية.
وأوضح أن المحكمة أصدرت منذ تأسيسها أكثر من 150 حكماً قضائياً وجميعها تم الالتزام بتنفيذها، وهذه الأحكام نهائية وغير قابلة للاستئناف، لافتاً إلى أن “الدول المعنية” التي تمثل أمام المحكمة تتعهد باحترام قراراتها الملزمة، وفي حال رفض الاحتلال الإسرائيلي تطبيقها، فيمكن لجنوب افريقيا اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي.
وبين وزير العدل الفلسطيني أن محكمة العدل الدولية تعمل على مستويين الأول هو الاختصاص القضائي بالنظر في المنازعات مثل جريمة الإبادة الجماعية، حيث لم يسبق أن رفضت أي دولة قرارات المحكمة، والمستوى الثاني هو الاستشاري الذي يحظى بقيمة قانونية وأخلاقية ومعنوية عالية، ومن قراراتها في هذا المجال فتوى لاهاي حول جدار الفصل العنصري، والرأي الاستشاري الذي طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الآثار القانونية المترتبة على الاحتلال وما يرافقه من أهمية كونه جاء بموجب تصويت من دول العالم.
وأشار الشلالدة إلى أن “إسرائيل” طرف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية وفي محكمة العدل العليا وقبلت المثول أمام المحكمة، ما يعني أنها مجبرة على الالتزام بتنفيذ قراراتها، محذراً من أن أي تخاذل في تنفيذ قرار المحكمة باتخاذ تدابير من شأنها وقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من شأنه تهديد مصداقية العدالة الدولية.
ولفت إلى أن جنوب افريقيا طلبت كدولة طرف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها من المحكمة اتخاذ تدابير مؤقتة ترتبط مباشرة بالحقوق الإنسانية وتتعلق بالشعب الفلسطيني كمجموعة محمية بموجب هذه الاتفاقية كمسألة ذات أهمية قصوى.
وأكد وزير العدل الفلسطيني أن الدعوى المقدمة من جنوب افريقيا ترتكز على القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية، ومنها اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وقدمت دلائل على أن “إسرائيل” تقوم بجريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وتحرمهم من الوصول إلى الغذاء والماء والمأوى الآمن والملابس والمواد الطبية والمساعدات الإنسانية بما في ذلك الوقود والكهرباء بهدف تهجيرهم قسراً.
وقال الشلالدة: إن التدابير المؤقتة أداة قوية بيد محكمة العدل الدولية للتصدي لتهديدات حقوق الإنسان وتوفير مساحة زمنية لإيجاد حل ملائم لحين صدور قرار نهائي في القضية المرفوعة أمامها “الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل” والذي قد يستغرق وقتاً لإصداره، مبيناً أن قرار المحكمة باتخاذ تدابير مؤقتة وعاجلة من شأنه منع استمرارية جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وبدأت محكمة العدل الدولية صباح اليوم أولى جلساتها لمحاكمة كيان الاحتلال على ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، بناءً على دعوى رفعتها دولة جنوب إفريقيا وأيدتها عشرات الدول، حيث قدمت جنوب افريقيا ملفاً محكماً من 84 صفحة، جمعت فيه أدلة على قتل الاحتلال الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين في غزة، وخلق ظروف “مهيئة لإلحاق التدمير الجسدي بهم، ما يعتبر جريمة إبادة جماعية ضدهم”.
وبدأت جلسات المحكمة بمرافعة استهلالية قدمها وكيل دولة جنوب إفريقيا، ووزير العدل رونالد لامولا، تلاها مرافعة ممثلة جنوب إفريقيا أمام المحكمة، وتتناول جلسات الاستماع بشكل حصري طلب جنوب إفريقيا باتخاذ إجراءات عاجلة تأمر “إسرائيل” بوقف عدوانها على قطاع غزة بينما تستمع المحكمة إلى الأسس القانونية للقضية في عملية قد تستمر لفترة طويلة.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: جریمة الإبادة الجماعیة وزیر العدل الفلسطینی محکمة العدل الدولیة جنوب افریقیا إبادة جماعیة جنوب إفریقیا فی قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
حكومة نتنياهو تعرقل زيارة الصليب الأحمر للأسرى الفلسطينيين.. ماذا طلبت من المحكمة؟
ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن "الحكومة إلى المحكمة العليا بطلب هو السادس من نوعه لتأجيل النظر في التماس يطالب بالسماح للصليب الأحمر بزيارة الأسرى الفلسطينيين".
وقالت الصحيفة، إن الالتماس قدمته منظمات حقوقية في فبراير/ شباط الماضي لاستئناف زيارات الصليب الأحمر التي توقفت منذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وبررت الحكومة طلبها “باستنفاد النقاش الجاري مع الولايات المتحدة حول الموضوع”، وطلبت تأجيل تسليم موقفها النهائي للمحكمة للمرة السادسة عشرة، متذرعة بـ”أسباب أمنية وسياسية حساسة”.
وتواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المماطلة في الاستجابة لمطالب السماح للصليب الأحمر بزيارة الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل، والذين يعانون من ظروف احتجاز وُصفت بأنها غير إنسانية، وفقا لمنظمات حقوقية.
والاثنين الماضي، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، أن المعتقلين في سجن “منشة” يعيشون واقعا يوميا كارثيا وظروفا قاسية ومؤلمة على مدار الساعة، الأمر الذي يشكّل خطورة على أجسادهم وحياتهم.
وأضافت أن سجن “منشة” حديث النشأة، وهو من السجون والمعسكرات التي أُنشئت أو أعيد افتتاحها بعد بدء حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، التي تجاوزت خلالها سلطات الاحتلال الإسرائيلي كل القوانين والأعراف الدولية.
وبينت الهيئة، أن السجن يتكون من 10 غرف، اثنتان منها للمعتقلين الجنائيين، ويحتجز داخل الغرفة الواحدة من 15- 17 معتقلا، مبينة أن الأبراش (الأسرة) كما في باقي السجون كل واحد منها من طابقين، وفرشة رقيقة جدا لكل معتقل، لدرجة أنها لا تمنع برودة الحديد من الوصول لجسده، ما يتسبب بحرمانه من النوم، إلى جانب الشعور بالألم بسبب صلابة الحديد.
وطالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين مؤسسات المجتمع الدولي الحقوقية والإنسانية والإغاثية بالخروج من حالة الصمت، والتدخل لدى سلطات الاحتلال لوقف الجريمة بحق المعتقلين والمعتقلات والتفرّد بهم، وإنقاذ حياتهم.
واعترفت إدارة السجون الإسرائيلية بأن عدد المعتقلين الفلسطينيين قد تجاوز 10300 معتقل، في حين لا يزال المئات من معتقلي غزة محكومين بتهمة الإخفاء القسري في المعسكرات التي يديرها الاحتلال٬ وكان من بين المعتقلين 90 معتقلة، وما لا يقل عن 345 طفلا، و3428 معتقلا إداريّا.
منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وبدعم أمريكي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ حملة عسكرية، وصفت بأنها إبادة جماعية في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 153 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى وجود أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.